القائمة

أخطاء تطوير الذات

شارك المقال

ان تطويرنا لذواتنا يعطينا الفرصة والامكانية للتغيير، فلا نحكم على أنفسنا بما قد مضى، وما قد تعلمناه في المراحل السابقة، فنحن قادرون على الدوام أن نتعلم من جديد وأن ننمي ونطور قدراتنا وامكاناتنا لنتمكن من تغيير واقعنا. هذا هو الشعار الذي تحمله عبارة – تطوير الذات -، ولأنها كذلك حقا، تحولت إلى مطلب وغاية للكثيرين من الذين يطمحون إلى تغيير واقعهم الصعب والمجهد.

التعلم من أجل النمو :

يتعلم الانسان في مراحل حياته المختلفة، فمند الولادة يتلقى تعليما وتربية من المؤسسات الاجتماعية، الرسمية منها والغير رسمية، فمن الأسرة حيث يبدأ في تلقي تعليمه الأول والأولي، ويكون شخصيته بجميع مميزاتها وعيوبها، ثم ينتقل إلى المؤسسات الرسمية ليتلقى تعليما نظاميا، إجباريا في الكثير من الحالات. ويستمر الانسان في هذه المؤسسات وتكبر طموحاته كلما ترقى في التعلم، يجتهد ليصنع لنفسه مكانة اجتماعية من خلال بناء نفسه وقدراته ومواهبه بالتعلم.

لكن هذه المرحلة تنتهي عادة مع سن الرشد، ونتحول إلى ما نسميه بالحياة المهنية، حيث تكون اختياراتنا قد اتضحت وتعلمنا قد اكتمل، ونكون قد حددنا لأنفسنا مسارا مهنيا ومعرفيا. في هذه المرحلة بالذات تبرز بكل قوة فكرة تطوير الذات، ويتجسد المغزى الحقيقي منها.

نعم إن ذلك ممكن وحقيقي، لكن المشكلة تكمن في الكيفية، والطريقة، والاستطاعة، والرغبة. كل هذه المعطيات تجعل من تطوير الذات شيء ليس متاحا للجميع، وليس سهلا أو سحري كما يحاول الكثيرون تصويره. المسألة أكبر من مجرد عبارات رنانة، وشعارات.

إن تطوير الذات كميدان أو أسلوب لرقي بالذات يشوبه الكثير من المغالطات والأساطير، وهذا ما سنقوم بالوقوف عليه في هذا المقال

مغالطات تطوير الذات:

التحول بين عشية وضحاها:

الكثير منا يعتقدون أن تطوير الذات عملية يمكن أن تحدث بين عشية وضحاها، وهذه مغالطة كبيرة، للأسف يجب أن تعي مند البداية أن تطوير الذات رحلة طويلة، تتطلب الكثير من الجهد والوقت والتنظيم والاستمرارية. هذه هي الحقيقة التي يجب أن تعرفها قبل البدئ في رحلة تطوير الذات. ولذلك يجب التنبيه إلى أنه ليس هناك برامج أو أدوية أو طرق علاجية … تمنح التغيير الفوري والسريع. وهذا هو جوهر المغالطة.

فقط المشاعر الإيجابية:

كثير ما نسمع عن المشاعر الإيجابية، وكيف تكون إيجابيا في مشاعرك، ومقدار القوة الموجودة في المشاعر الإيجابية، هل هذا خطأ؟ طبعا لا. المشاعر الإيجابية والسلبية جزء منك، لا يمكنك التخلص منها، ومحاولة التخلص من المشاعر السلبية هو محاولة للتخلص من جزء منك. وأنت لن تتمكن من فعل ذلك على كل حال؛ ولو حاولت فالنتائج ستكون عكسية. بدلًا من ذلك، اعترف بها، وتعلم منها، وامض قدما.

هناك مسار واحد فقط:

ليس هناك مسار واحد فقط، ويصلح مع الجميع. الايمان بذلك مغالطة كبيرة لأن تطوير الذات رحلة فريدة من نوعها، تتطلب استكشاف وتجريب المسارات المختلفة للوصول إلى المسار الذي يناسبك ويناسب قيمك وأهدافك، هذه هي الحقيقة حتى إذا لم تكن ما تريده فهذا ما يجب أن تعرفه، وهذا ما يجب أن تفعله إذا كنت حقا تصبو إلى تطوير ذاتك.

أسطورة المعلم:

على الرغم من أن المعلم لا يقدر بثمن، إلا أن الاعتقاد بوجود شخص يحمل مفتاح سعادتك هو في حد ذاته خطأ. إن ما يجب أن يحدث في وضعية تطوير الذات يتعارض وهذه الفكرة، فحكمتك الداخلية ونموك الموجه ذاتيا أمران حاسمان. تعلم، نعم، ولكن ثق بنفسك ونمي هذه الثقة، فهي ما سيوصلك إلى النجاح الحقيقي.

مغالطة الجهد المستمر:

نعم يجب عليك الاستمرار فيما تفعل والمثابرة لكي تصل إلى أهدافك، لكن الكثيرين يفعلون ذلك بطريقة تصل بهم إلى درجة الإرهاق، ويفقدون السعادة فيما يفعلون حتى يتحول إلى عبئ ظنا منهم أن ذلك هو السبيل للنجاح والتقدم والنمو. وهذا خطأ جسيم، لأن هؤلاء سريعا ما يصل بهم الحال إلى درجة الإرهاق والاحتراق. أعط الأولوية للراحة وتعرف على الحدود الصحية التي يجب أن تتوقف عندها. وتذكر أن اكتساب القليل بشكل مستدام أفضل من الكثير الذي لا يدوم ويوصلك للإرهاق والعجز.

فخ المقارنة والتفوق:

عندما نبذل جهدا لفعل شيء ما لأنفسنا، نريد دائما أن نتحقق إلى أين وصلنا بجهدنا وهل نجحنا فيما نفعل أم لا، هذا شيء طبيعي، وقد يكون مطلوبا في بعض الحالات، لكن لا تقارن نفسك بغيرك، لأنك بذلك تزرع عدم الأمان في نفسك، فمقارنتك لنفسك بالآخرين تعني بالضرورة السعي للتفوق والبروز، وهذا غير نافع وسيجرك إلى فخ المنافسة وبذلك تنسى أهدافك ومسارك الشخصي وإمكانياتك الشخصية. ما عليك فعله هو أن تقارن نفسك اليوم بنفسك البارحة وتحتفل بالفرق الذي حققته ولو كان طفيفا أو صغيرا. هكذا فقط ستحقق التقدم والتطور بأفضل وأسلم الطرق.

آلة السعادة:

الحياة رحلة ووجهة، رحلتنا تنتهي دائما عند الوصول إلى الوجهة التي نقصدها، فكل شيء نقوم به في هذه الحياة بشكل سوي نريد أن نحقق من خلاله سعادة، لكننا لو حصرنا السعادة في الوجهة فهذا سيكلفنا الكثير، لأننا نعيش الكثير من اللحظات والوقت في الرحلة ولا نمضي إلى القليل منه في الوجهة، إذا وصلنا إليها طبعا. فلا تقرن السعادة في الوجهة فقط وبحث عنها أيضا في الرحلة.

ربما يكون هذا الكلام غير واضح، المغزى منه بسيط السعادة ليست حالة دائمة وهي مطلب مستمر في الحياة، فإذا بحثت عن السعادة في النتائج فقط فلن تشعر بها كثيرا وذلك سيتحول إلى عائق للنجاح الذي تصبوا إليه.

السعي وراء السراب المادي:

عندما نسطر أهدافنا في الحياة كثيرا ما تكون الجوانب المادية ذات أولويات قصوى. اعتقادا منا بأهميتها في الحياة وفي خلق السعادة والرفاهية التي نصبوا إليها، هذا الأمر ليس خاطئا وليس صحيح أيضا. خاصة عندما يكون سعينا لتطوير ذواتنا مقترن فقط بالجوانب المادية، فالحياة أوسع بكثير والسعادة لا تقترن فقط بالجوانب المادية، وإذا لم تعي ذلك ستجد نفسك في دوامة، تفقدك الاتصال بقيمك وأهدافك الحقيقية، فلا تخلط بين المال والنمو الشخصي. استثمر في الخبرات والعلاقات والمهارات التي تثري حياتك، فتطوير الذات رحلة شخصية تتضمن التوازن بين الجوانب المختلفة للحياة. بتحقيق هذا التوازن، يمكن أن يحقق الفرد نجاحا شاملاً ورضاً دائما.

تذكر أن هذه مجرد بعض الخرافات الشائعة، قد تكشف مواجهتك للتحسين الذاتي عن الكثير. فقط كن فضوليا، وتعلم من كل تجربة. هذا هو السحر الحقيقي للرحلة!

تعريف تطوير الذات:

ما هي خطة التنمية الشخصية؟

التطوير الشخصي هو عملية مستمرة تدفعك إلى تحسين معرفتك ومهاراتك وخبراتك، حتى تتمكن من تحقيق أهدافك. خطة التطوير الشخصي هي وسيلة لتركيز أهدافك في خطوات قابلة للتحقيق، مما يساعدك على متابعة تطورك.

لماذا يجب علي إنشاء خطة تنمية شخصية؟

قد تستهدف خطتك تعليمك أو مسيرتك المهنية أو هدفك الشخصي، أو مزيجا من الثلاثة – الأمر متروك لك لتحديده. مهما كانت الحالة، فإن الخطة الجيدة ستوفر لك إحساسا واضحا بالتركيز. فهو يساعدك على رسم طريق نحو أهدافك، ووضع استراتيجية لخطة لتحقيقها، وتسجيل الخطوات القابلة للتنفيذ التي ستتخذها، وتحديد إطار زمني لاستكمالها

. يساعدك تركيز أهدافك في  تطوير الذات على الحفاظ على رؤيتك، والبقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهدافك، والتفكير في التقدم الذي تحرزه، ببساطة، يمكن أن تساعدك عملية تطوير الذات على بناء فهم واضح لما تريد تحقيقه وكيف ستحققه.

يمكن للخطة الواضحة أيضا أن تدعم صحتك العقلية الإيجابية وتحسن مستوى رضاك. يمكن أن يوفر إحساسًا بالتوجيه والعزم والشعور بالنجاح عندما تبدأ في تحقيق إمكاناتك. كل هذا يمكن أن يكون له آثار إيجابية للغاية على صحتك العقلية.

لذلك، فإن اكتشاف أهدافك والتنظيم ومنح نفسك إحساسًا بالاتجاه يمكن أن يكون مفيدًا بشكل لا يصدق. ستمنحك هذه المقالة فهمًا لكيفية كتابة خطة التطوير الشخصي، بالإضافة إلى تزويدك بنموذج مفيد لدعم رحلة التطوير الخاصة بك.

3 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. فعلا هذا ما يجعلنا نفشل في تطوير ذواتنا✅؛ بوركتم على هذه المعلومات القيمة؛ ففي الوقت الذي نظن أننا نتقدم فيه؛ نجد أنفسنا نقف في نفس المكان و نفس النقطة.
    أيضا من الأخطاء الشائعة أن نحدد وقت لذلك؛ كأن نقول من هنا إلى مرور 4 أشهر يجب ان أكون قد طورت من ذاتي في ذلك الشيء؛ ربما يكون هذا صحيحا لكن بنسبة صغيرة؛ و لكنه سوف يخلق لنا نوع من الإرهاق؛ لأنه كلما تقدم الوقت و رأينا أننا لم نحقق شيئا؛ زاد قلقنا لأن المدة قصرت و الهدف لم يحقق بعد؛ وبالتالي نفقد الهدف الرئيسي و تزول متعة تطوير الذات.

    • شكرا لاهتمامك بالموضوع
      ما تعلمته أنا من الحياة بالاظافة لحكم تخصصي، يمكنني من أن أقول: المهم أن لا تتوقف عن تطوير ذاتك وكن لطيفا معها وأحط بها بعناية ، ولا تزج بها فيما لا ينفعها
      هكذا تطور ذاتك دون أي أخطاء، بالتوفيق