من الطبيعي أن يكون لديك بعض القلق؛ لكن ذلك ليس اضطراب القلق الذي سنتحدث عنه، فقد تشعر بالقلق أو التوتر إذا كان عليك معالجة مشكلة ما في العمل، أو الذهاب إلى مقابلة مهمة، أو إجراء اختبار أو فحص، أو اتخاذ قرار مهم ومصيري. كما يمكن أن يكون القلق مفيدا، فقد يساعدنا القلق على ملاحظة المواقف الخطيرة ويركز انتباهنا، حتى نبقى آمنين. يسمى هذا النوع بالقلق الإيجابي، ويختلف كلية عما يسمى باضطراب القلق.
تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية لشهر جانفي 2023 الى أن ما يقارب (275) مليون شخص يعانون من اضطرابات القلق. يمثل هذا حوالي( 4 ٪) من سكان العالم. يصيب اضطراب القلق الكثير من النساء مقارنة بالرجال. ولا يزال السبب وراء ذلك غير معروف لحد اليوم . وترجع بعض النظريات ذلك الى الهرمونات الانثوية المتقلبة طيلة الشهر. في هذا المقال سنقوم بالإجابة عن كل هذه الاستفسارات و توضيح ماهية اضطراب القلق.
ما هو اضطراب القلق؟
اضطرابات القلق تنطوي على أكثر من مجرد القلق أو الخوف المؤقت من مثير مخيف أو مقلق. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق، فإن القلق لا يختفي ويمكن أن يزداد سوءا بمرور الوقت. يمكن أن تتداخل الأعراض مع الأنشطة اليومية مثل الأداء الوظيفي والعمل المدرسي والعلاقات الاجتماعية، ويصعب التحكم فيها، ولا تتناسب مع الخطر الفعلي، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة.
قد تبدأ الأعراض خلال سنوات الطفولة، أو سن المراهقة، وتستمر حتى الرشد. ويمكن أن يصاب الشخص بأكثر من اضطراب قلق واحد. وقد ينتج القلق في بعض الأحيان عن حالة طبية تحتاج إلى علاج.
اضطراب القلق هو نوع من حالات الصحة العقلية. يستجيب المصاب به لبعض الأشياء والمواقف بالخوف والفزع والتوتر الشديد أو المتوسط. وقد يواجه أيضًا اشارات جسدية تابعة للقلق، مثل خفقان القلب والتعرق والارتجاف والتجمد والاسهال والتشنجات غيرها.
نتحدث عن اضطراب القلق عندما:
- يؤثر القلق على قدرتك على العمل.
- تبالغ في ردة فعلك أمام شيء يثير مشاعرك.
- لا يمكنك التحكم في استجاباتك أمام موقف ما.
- يجعل يومك صعبا وقاسيا.
أعراض اضطرابات القلق
تختلف الأعراض تبعًا لنوع اضطراب القلق . تشمل الأعراض العامة لاضطراب القلق ما يلي:
أولا، الأعراض الجسدية لاضطراب القلق:
زيادة مُعدَّل ضربات القلب، زيادة مُعدَّل التنفس (فرط التهوية)، التعرّق، الارتِجاف، الشعور بالضّعف أو التّعب، جفاف الفم، الخدر أو وخز في اليدين أو القدمين، الشد العضلي. وتعتبر متلازمة القولون العصبي من أكثر الأعراض الجسدية لاضطرابات القلق. اذ يشعر المريض بآثار القلق في معدته.
يعاني المريض من مشاكل غير مريحة في عملية الهضم، بما في ذلك آلام المعدة والإمساك والإسهال. العلاقة بين القولون العصبي والقلق تأتي من الجهاز العصبي الذي يتحكم جزئيًا في القولون. استجابة الجهاز العصبي للتوتر قد تؤثر على المعدة مباشرة. وبينت الدراسات أن ما بين 50% إلى 90% ممن يعالجون من اضطرابات الجهاز الهضمي والقولون العصبي يعانون من اضطراب القلق أو الاكتئاب.
ثانيا، الأعراض النفسية لاضطراب القلق:
الشعور بالعصبية أو القلق أو التوتُّر، الشعور بالخطر الوَشيك أو الذُّعر أو التَّشاؤم، الشعور بالذعر والخوف وعدم الارتياح؛ الكوابيس المتكررة؛ الأفكار السلبية المسيطرة، أو عودة ذكريات مؤلمة من الماضي؛ أفكار مقلقة ولا يمكن السيطرة عليها؛ عدم القدرة على البقاء هادئا؛ الإحساس بتأنيب الضمير، اضطرابات او مشاكل في النوم.
التركيز على الصُّعوبات أو التفكير في أيِّ أمرٍ بِخلاف القلق الحالي.
ما هي أنواع اضطرابات القلق؟
تصنف اليوم عدة أنواع من اضطرابات القلق، هي:
- اضطراب القلق العام .
- اضطرابات الهلع.
- الرهابات (المخاوف المرضية).
- قلق الانفصال.
ويمكن اضافة حالات أخرى لاشتراكها في ميزات مع اضطرابات القلق. تشمل اضطرابات ما بعد الصدمة واضطراب الوسواس القهري.
أولا، اضطراب القلق العام:
يشعر المصاب باضطراب القلق العام بالتوتر الشديد وغير الواقعي مع غياب مثير حقيقي للقلق. ويستمر هذا القلق لأيام طويلة ولساعات طويلة على مدار اليوم. ويمس القلق الصحة العامة والعمل والمدرسة والعلاقاتوالأسرة. ويستمر القلق وينتقل من موضوع إلى آخر من دون سبب واضح.
تشمل الأعراض الجسدية لاضطراب القلق العام اضطرابات النوم، وصعوبة التركيز، واضطرابات السلوك الغذائي، وأعراض جسدية مختلفة.
ثانيا، اضطرابات الهلع:
هي نوبات شديدة ومفاجئة. تتميز بمشاعر وأفكار وأحاسيس قوية وحادة، تدخل المريض في حالة شلل مؤقتة. وتبدأ هذه المشاعر في شكل رعب فجائي (بسبب مثير خارجي معين، أو بدون مثير) . تشبه نوبات الهلع النوبة القلبية.
نوبات الهلع/القلق مزعجة للغاية. غالبا ما يقضي المصاب باضطراب الهلع الكثير من الوقت في القلق بشأن ظهور نوبات جديدة. ويحاول تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى حدوث نوبة هلع جديدة. ويواجه المريض خلال نوبة الهلع بشكل مفاجئ الأحاسيس التالية:
- خفقان القلب وزيادة ضرباته.
- الإحساس بارتفاع حرارة الجسم والتعرق.
- ألم على مستوى الصدر.
- الإحساس بالاختناق، مما يجعلك تعتقد أنك تعاني من نوبة قلبية.
- أحيانا الإحساس بالدوخة أو الشعور بأنك ستفقد الوعي.
ثالثا، الرهابات (المخاوف المرضية):
الرهاب هو خوف شديد من مواقف أو أشياء معينة لا تثير في العادة خوف غالبية الناس. بعض هذه المخاوف قد تكون منطقية، مثل الخوف من الثعابين. لكن الكثير من الرهابات لا تناسب مستوى الخوف مع الموقف. وقد يقضي المصاب بالرهابات الكثير من الوقت في محاولة تجنب المواقف التي قد تثير الرهاب لديه.
من أنواع الرهابات نجد:
الرهاب المحدد، أو الرهاب البسيط:
هو خوف شديد من شيء أو موقف معين. قد يجعل هذا الرهاب الشخص يتجنب المواقف اليومية التي يمكنها ان تثيره. بعض أنواع الرهاب المحددة تشمل الخوف من:
- بعض الحيوانات، كالعناكب أو الكلاب أو الثعابين أو الفأران.
- دم وبعض سوائل الجسد كالقيح.
- ركوب الطائرة أو السفينة.
- المرتفعات والأماكن العالية.
- بعض المواقف والوضعيات كالخوف من الفحص الطبي أو الحقن.
الرهاب الاجتماعي:
يخص هذا القلق الشديد التواجد في الاماكن والوضعيات الاجتماعية المختلفة. يخص الرهاب الاجتماعي القلق أو الخوف من حكم الآخرين عليك أو إحراج نفسك أو التعرض لسخرية الأخرين أو التنمر أو النقد. غالبا ما يتجنب الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي المواقف الاجتماعية تماما وينسحبون منها.
رهاب الخلاء (الأماكن الفارغة، الواسعة):
نشخص رهاب الخلاء اذا واجه الشخص خوفا شديدا من المساحات الواسعة، الفارغة، العالية.
رهاب الأماكن الضيقة والمغلقة:
كالخوف من ركو المصعد الكهربائي، أو الحجرة المغلقة.
رابعا، قلق الانفصال
أعيد تصنيف هذا قلق الانفصال مع اضطرابات القلق مع النسخة الرابعة (DSM). وكان هذا الاضطراب قبل ذلك يخص اضطرابات الطفولة والمراهقة. لكنه لوحظ أن هذا لاضطراب قد يمش الراشدين أيضا.
قلق الانفصال هو اضطراب يتم تشخيصه اذا اعتقد الشخص أنه قد يصاب بالأذى هو أو أحد أحبائه (والديه، زوجته). قلق الانفصال اضطراب شائع في مرحلة ما قبل المدرسة. لكن الأطفال الأكبر سنا والبالغين الذين يتعرضون لحدث مرهق أو مؤلم أو صادم قد يعانون من اضطراب قلق الانفصال أيضا.
اضطرابات القلق لدى الأطفال
تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية الى أن واحد من كل سبعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا يعاني من اضطراب عقلي، وهو ما يمثل 13% من العبء العالمي للمرض في هذه الفئة العمرية. يعد الاكتئاب والقلق والاضطرابات السلوكية من الأسباب الرئيسية للمرض والإعاقة بين الأطفال والمراهقين.
قد يعاني الأطفال أيضا من اضطرابات القلق كما يعاني منها الراشدين. قد يشعر الطفل بالخوف مثلا من عاصفة رعدية أو من لصوص أو من المدرسة. لكن في بعض الأحيان، يتطور هذا الخوف العادي ليصبح اضطرابا. فيستجيب الطفل بخوف شديد اتجاه بعض المواقف، أو لا يستطيع التوقف عن التفكير في كل المخاوف المرتبطة بأحد هذه الأحداث.
يجد الطفل صعوبة في القيام بأنشطته اليومية، مثل الذهاب إلى المدرسة واللعب والنوم، ويصبح مترددا في تجربة أشياء جديدة.
يفصل الطفل بين مخاوف الطفولة المعتادة واضطراب القلق الذي يحتاج إلى مساعدة متخصصة. إذا كان القلق يمنع الطفل من أداء وظائفه ووجباته المعتادة، أو يشل قدرته على مواجهة الضغوط البسيطة المعتادة؛ فيجب طلب المساعدة المتخصصة فورا.
أعراض اضطرابات القلق عند الأطفال
العلامات التي يجب الانتباه لها عند طفلك هي:
يجد الطفل صعوبة في التركيز، صعوبة النوم أو الاستيقاظ في الليل مع أحلام سيئة، تناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد، الغضب أو الانفعال بسرعة والخروج عن السيطرة أثناء النوبات، القلق المستمر أو وجود أفكار سلبية، الشعور بالتوتر الملازم، استخدام المرحاض بشكل متكرر وهو عرض لا يرتبط بمشكلة عضوية، البكاء الدائم، الالتصاق بأحد الوالدين ورفض الانفصال عنهما، الشكوى من آلام في البطن والشعور بالإعياء.
أكثر أنواع اضطرابات القلق شيوعا عند الأطفال قلق الانفصال، بينما يميل الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون إلى القلق أكثر بشأن المدرسة أو القلق الاجتماعي .
سببية اضطرابات القلق:
يمكن لمزيج من العوامل الوراثية والبيئية والشخصية والتربوية أن يزيد من خطر إصابة الشخص باضطرابات القلق.
بعض أنواع اضطرابات الشخصية (كالشخصية التجنبية)، أو بعض سمات الشخصية كالخجل أو الشعور بعدم الارتياح اتجاه الأشخاص أو المواقف غير المألوفة وتجنبها.
الإجهاد الشديد أو طويل الأمد، يمكنه أن يغير التوازن الكيميائي الذي يتحكم في المزاج. والتعرض للكثير من التوتر على مدى فترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب القلق.
تراكم للأحداث المجهدة أو المؤلمة أو المحبطة في مراحل الطفولة المبكرة أو مرحلة البلوغ. كما أن التعرض لصدمة نفسية قد يؤدي إلى حدوث اضطراب القلق، خاصة لدى الشخص الذي ورث خطرًا أكبر، بفعل سوابق عائلية للقلق أو حالات الصحة العقلية الأخرى.
بعض الإصابات والأمراض الجسدية، كمشاكل الغدة الدرقية وعضلة القلب (إيقاعات القلب غير العادية)، ومشاكل ضغط الدم.
علاج اضطرابات القلق
العلاج السلوكي المعرفي لاضطراب القلق:
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من بين أهم العلاجات النفسية الفعالة في اضطرابات القلق. بحيث يعلم المعالج النفسي المريض العديد من الطرق المختلفة والسوية في التفكير والتصرف والتفاعل مع المواقف المقلقة. يتعلم المريض مثلا تقنيات الاسترخاء التي تساعده على ارخاء الشد العضلي الناجم عن القلق، وبالتالي الانقاص من هرمون الادرينالين المسبب لحالة الشد والتوتر العضلي.
علاج اضطراب القلق بإعادة الهيكلة المعرفية:
يعمل أيضا العلاج المعرفي السلوكي على المخططات المعرفية المشوهة والمسببة (حسب هذا التوجه) لاضطرابات القلق. بإعادة الهيكلة المعرفية للمريض يمكن استبدال الأفكار السلبية (عن الذات، وعن المحيط، وعن الآخرين) بأفكار إيجابية أكثر تكيّفا. وبمجرد التحكم في الاستجابات الجسدية الناجمة عن حالة القلق، وإعادة الهيكلة المعرفية يمكن التقليل من حدة الانفعالات المصاحبة لحالة القلق العالي.
يمكن الاعتماد على العلاج بإزالة التحسس التدريجي النظامي والمسمى أيضا العلاج بالتعرض الذي يعتبر فعّالا في العديد من اضطرابات القلق. يركز العلاج بالتعرض على مواجهة المخاوف المسببة لاضطرابات القلق. يُستخدم العلاج بالتعرض جنبا إلى جنب مع تمارين الاسترخاء (الاسترخاء التدريجي لجاكوبسون أو التدريب الذاتي لشولتز).
علاج اضطراب القلق بالتقبل و الالتزام:
يمكن أيضا استعمال العلاج بالتقبل والالتزام الذي يعتبر أيضا نهجا عمليا للعلاج المعرفي السلوكي الحديث. يستعمل العلاج بالتقبل والالتزام اتجاه الأفكار السلبية في اضطراب القلق. يتم تعليم المريض التوقف عن تجنب مشاعره الداخلية وتجنب إنكارها. من خلال تعلم تقبلها كاستجابات مناسبة لمواقف معينة. ومن خلال هذا الفهم، يبدأ المريض في قبول مصاعبه وصراعاته والالتزام بإجراء التغييرات اللازمة في سلوكه، بغض النظر عما يحدث في حياته وما يشعر به حيال ذلك.
نعلم المريض أيضا في العلاج بالتقبل والالتزام التعامل مع حياته الخاصة كمشاكل يجب حلها، وليس تجاهلها أو الهروب منها. يقوم المريض بالبحث في معاشه الخاص بمساعدة المعالج، وفرز تجاربه بحثًا عن التجارب التي يحبها، والتخلص من باقي التجارب المقلقة أو المحبطة والسلبية.
يستخدم العلاج بالتقبل والالتزام العديد من الاستراتيجيات مثل القبول والاعتراف بالأفكار والمشاعر، اليقظة الذهنية، التفكيك المعرفي (من تقنياته مراقبة فكرة دون إصدار أحكام عليها، اجترار الفكرة، تصنيف الاستجابة التلقائية) وتغيير طريقة التفاعل مع الأفكار والمشاعر المؤلمة، التواجد في اللحظة الحالية ومراقبة الأفكار والانفعالات دون الحكم عليها أو محاولة تغييرها، تحديد الأهداف لتقليل الانزعاج والقلق ومواجهة الأفكار والتجارب الصعبة، تنمية المهارات المناسبة، اختيار القيم الشخصية في المجالات المختلفة والسعي للعيش وفقا لها، الالتزام بإجراء تغييرات ملموسة تتوافق مع القيم الشخصية.
إجراءات علاجية نفسية أخرى:
تساعد العلاجات الجماعية ومجموعات الدعم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق. بحيث يتشارك المنضمين لهذه المجموعات تجارب عملية للتعامل مع نوبات القلق الحادة أو أعراض اضطراب القلق والمشاكل العلائقية والاجتماعية المرافقة له.
كما تساعد تقنيات إدارة التوتر المختلفة مريض اضطرابات القلق، مثل ممارسة الرياضية وتقنيات الاسترخاء المختلفة، والتأمل واليوغا. يمكن لهذه التقنيات المختلفة أن تقلل من أعراض القلق وتعزز تأثيرات العلاج النفسي.
العلاج الدوائي لاضطراب القلق:
الأدوية لا تعالج اضطرابات القلق ولكنها تساعد في تخفيف بعض الأعراض الحادة. الفئات الأكثر استعمالا لعلاج اضطرابات القلق هي مضادات القلق (مثل البنزوديازيبين) ومضادات الاكتئاب.
مضادات القلق:
تساعد الأدوية المضادة للقلق في التقليل من أعراض القلق أو نوبات الهلع . البنزوديازيبين أو مضادات القلق فعّالة في تخفيف أعراض القلق، ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص يطورون قدرة على تحمل هذه الأدوية ويحتاجون إلى جرعات أعلى وأعلى للحصول على نفس التأثير، حتى أن بعضهم يصبحون معتمدين عليها أو تابعين لها.
لتجنب هذه المشاكل، يتم وصف البنزوديازيبين لفترات قصيرة من الزمن. إذا توقف المريض فجأة عن تناول البنزوديازيبين، فقد يعاني من أعراض الانسحاب، أو قد يعود القلق لديه. ولذلك، يجب أن يتم التخلص من البنزوديازيبين ببطء وبالتدريج تحت اشراف طبي.
مضادات الاكتئاب:
تساعد مضادات الاكتئاب في تحسين الطريقة التي يستخدم بها الدماغ بعض المواد الكيميائية التي تتحكم في الحالة المزاجية أو التوتر. يمكن أن تستغرق مضادات الاكتئاب عدة أسابيع حتى تبدأ مفعولها، لذا من المهم إعطاء الدواء فرصة قبل التوصل إلى نتيجة حول فعاليته.
في بعض الحالات، قد يواجه الأطفال والمراهقين والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما أفكارا أو سلوكا انتحاريا متزايدا عند تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى بعد البدء أو عند تغيير الجرعة. ولهذا السبب، يجب مراقبة الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب من جميع الأعمار عن كثب، خاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى من العلاج.
أنواع أخرى من الأدوية:
يمكن أحيانا استخدام حاصرات بيتا الخاصة بعلاج ارتفاع ضغط الدم. تساعد حاصرات بيتا في تخفيف الأعراض الجسدية للقلق، مثل سرعة ضربات القلب والارتعاش والارتجاف.
قد تعمل بعض أنواع الأدوية بشكل أفضل مع أنواع معينة من اضطرابات القلق، لذلك يجب على المريض العمل بشكل وثيق مع الطبيب المعالج لتحديد الدواء الأفضل بالنسبة لهه.
قد تؤدي بعض المواد مثل الكافيين، وبعض أدوية البرد والانفلونزا، والمخدرات، وبعض المكملات الغذائية أو بعض الأعشاب إلى تفاقم أعراض اضطرابات القلق بسبب التفاعل بين الأدوية والمركبات الكيميائية.
يجب أن يترافق العلاج الدوائي بعلاج نفسي لمعالجة المشكلة من جذورها، وضمان استمرارية أثر العلاج.
الوقاية من اضطرابات القلق:
اذا كنت شخصا معرضا لخطر الإصابة باضطرابات القلق، عليك الانتباه الى ما يلي:
تجنب تعاطي أدوية أو تركيبات عشبية التي تحتوي على مواد كيميائية من شأنها أن تجعل أعراض القلق تظهر لديك أو تزداد سوءا ان كنت مصابا بالاضطراب.
توقف أو قلل من كمية الكافيين التي تستهلكها، بما في ذلك القهوة والشاي والشوكولاتة. وان كنت تتعاطى الكحوليات أو المخدرات فعليك التفكير بجدية في التوقف عن تعاطيها نهائيا.
اجعل حياتك صحية، وعش نمط حياة صحي. مارس الرياضة بانتظام واتبع نظامًا غذائيا صحيا ومتوازنا.
اطلب المساعدة أو المشورة من مختص إذا تعرضت لحدث صادم أو مزعج.
قائمة المراجع
Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders DSM-5. 5th ed. Arlington, Va.: American Psychiatric Association; 2013. http://dsm.psychiatryonline.org. Accessed Feb. 26, 2018.
National Institute of Mental Health. https://www.nimh.nih.gov/health/topics/anxiety-disorders/index.shtml. Accessed Feb. 26, 2018.
Brown A. Allscripts EPSi. Mayo Clinic, Rochester, Minn. March 5, 2018.
National Alliance on Mental Illness. https://www.nami.org/Learn-More/Mental-Health-Conditions/Anxiety-Disorders/Overview. Accessed Feb. 25, 2018.
Help with anxiety disorders. American Psychiatric Association. https://www.psychiatry.org/patients-families/anxiety-disorders/what-are-anxiety-disorders. Accessed Feb. 28, 2018.
