يصنف اختبار المشهد Scéno-test ضمن قائمة الاختبارات الاسقاطية في فئة اختبارات تفهم الموضوع، وتصنفه مونيكا بوكهولت (Boekholt) ضمن اختبارات اللعب. ويترجمه بعض الباحثين الى اللغة العربية أيضا باختبار السيناريو أو المقياس المشهدي.
ويعتبر هذا الاختبار مسليا وممتعا جدا للأطفال الذين لا يجيدون أو الذين لا يستطيعون الكلام، أو الذين يرفضون التواصل اللفظي والتعبير عن مشكلاتهم خلال الفحص النفسي.
التعريف باختبار المشهد Scéno-test
يرتبط اختبار المشهد باسم صاحبه الطبيب (neuropsychiatrist) النمساوي جيردهيلد فون ستابس (von Staabs). ابتكر فون ستابس عام (1938) بطارية ألعاب في شكل أغراض وأثاث منزلية، ودمى تشخيصية للجنسين ولمختلف الفئات العمرية (رضيع، ولد، بنت، شاب، شيخ، عجوز…)، حيوانات، نباتات وغيرها، وتم تثبيت النسخة العيادية للاختبار عام (1943).
متى يستعمل اختبار المشهد Scéno-test
تم بناء هذا الاختبار انطلاقا من العلاج النفسي للأطفال العصابيين، من أجل مساعدتهم على إعادة تشكيل إشكاليات علائقية عائلية وشخصية وبين شخصية خلال الجلسة العلاجية. وهي الإشكاليات التي يصعب على الطفل التعبير عنها بالكلمات.
يستعمل اختبار المشهد Scénotest لأغراض تشخيصية وعلاجية مع الطفل ابتداء من سن الثلاث سنوات الى اثنا عشرة سنة تقريبا. ويطبق في ثلاث او اربع جلسات، مدة الجلسة الواحدة بين (30 الى 45 دقيقة) حسب سن الطفل.
يفرض على الطفل (من خلال تعليمة الاختبار ومادته) اللعب بمختلف العناصر المكونة له في مساحة محددة (داخل علبة الاختبار). ويستعمل الطفل بطارية الاختبار بالاعتماد على تنظيمه الإدراكي والحركي والشفاهي للتعبير أو لوصف المشهد/السيناريو الذي يقوم ببنائه خلال اللعب.
تحلل كل جلسة لوحدها، ثم يتم تجميع نتائج تحليل كل الجلسات للوصول الى تحليل نهائي للاختبار.
مادة اختبار المشهد Scéno-test
منذ ابتكاره من طرف فون ستابس عام (1939) لم يحدث تقريبا أي تغيير في عناصر ومكونات بطارية الاختبار، باستثناء بعض التحديثات في مظهر الدمى ليصبح جذابا أكثر.

تتكون البطارية من مجموعة ألوان زاهية وجذابة من الدمى والأواني والاشجار والحيوانات والاثاث ومكعبات البناء متعددة الألوان (مربعات، مستطيلات، مثلثات). صنعت هذه العناصر يدويا بعناية فائقة، لا سياما تفاصيل الدمى، من نوعية والوان الملابس وتسريحات الشعر، وتفاصيل الوجه.
يتكون الاختبار من ستة عشر دمية، ثمانية منها لأشخاص راشدين، وثمانية لأطفال. يتم التفريق بينها بالطول والملابس. يعطى لكل دمية رمز معين يحمل الحرف الاول للمذكر والمؤنث (F-G) زائد رقم الدمية.
حيوانات متنوعة مصنوعة من الخشب.
أشكال من الخشب باللون الأحمر والازرق والاصفر والاخضر، موجهة للبناء.
عناصر صورية من الخشب في شكل أشجار (عددها خمسة)، أواني منزلية متنوعة، وأواني المطبخ، مزهريات، أثاث (كراسي، سرير، فراش بطانية…).
سيارتان من الحديد ملونة واحدة بالأحمر والأخرى بالأزرق.
رجل الثلج، ملاك وغيرها.
ماذا يقيس اختبار المشهد Scéno-test؟
يعتمد اختبار المشهد Scéno-test على الاسقاط، ويصنف ضمن الاختبارات الاسقاطية، مما يجعله اختبارا ممتازا للبحث والتقصي في إشكاليات اللاشعور لدى الطفل، والاشكاليات العلائقية داخل الأسرة خاصة، بكل ما تحمله من انفعالات ومشاعر الحب والكره والغيرة والتنافس.
يستخرج ويقيس مختلف الأليات الدفاعية التي يستعملها الجهاز النفسي، ومختلف الإشكاليات البين شخصية (الهوية، اعداد ارصان الوضعية الاكتئابية، التقمص، الصراع الاوديبي). ويعتمد على نظرية التحليل النفسي لتحليل المؤشرات المستخرجة من التطبيق.
تعليمة اختبار المشهد Scéno-test والوضعية الاسقاطية
يطلب من الطفل اللعب باختراع مشهد أو سيناريو. يمكن للطفل اختراع المشهد وإدخال عناصر خيالية (غير موجودة) جديدة عليه.
الانفتاح على اللعب الحر
تفرض تعليمة الاختبار على المفحوص الانفتاح على اللعب الحر بالمواد والعناصر الموجودة في البطارية في مجال غير محدد، وتدخله في وضعية متناقضة: من ناحية تقترح التعليمة عليه اللعب بحرية، ومن ناحية ثانية تفرض عليه اللعب بالمعدات الموجودة داخل البطارية وفي حدود لوحة البطارية فقط (Djadouni, 2018: 69).
ملاحظة آنية ومباشرة
جلسة اختبار المشهد Scéno-test هي جلسة ملاحظة آنية ومباشرة لردود فعل المفحوص الذي يلعب، مع دعمه في مواجهة المثيرات الخارجية وتأثيراتها الحسية والبصرية بسبب تنوع العناصر والألعاب ذات الألوان الزاهية والمثيرة للانتباه.
ترى مونيكا بوكهولت (Boekholt, 2006) أن اختبار المشهد يتضمن مراعاة العناصر المفروضة في مساحة محددة وتنفيذ الاستجابات، التي تعتمد بشكل وثيق على القدرات الإدراكية والحركية واللفظية للطفل، التي يمكنها عكس التنظيم الفردي للشخصية. يدفع موقف اللعب هذا الطفل إلى استخدام مادته ومكوناته لبناء مساحة خيالية للإبداع والفرح والعواطف المرافق لذلك. (Djadouni, 2018: 69) وللقيام بذلك ، يجب على الطفل التلاعب بهذه العناصر (الألعاب) من أجل تكييف تنظيمه الإدراكي-البصري مع هذا الفضاء.
تنشيط قدراته التحليلية والتفسيرية
في هذه الوضعية الانتقالية (بين الطفل والاختبار) الخاصة والنوعية، من المهم أن يقوم الفاحص بتنشيط قدراته التحليلية والتفسيرية ذات الطبيعة العيادية دون المشاركة في اللعب أو التدخل فيه (يلاحظ دون التدخل). يعزز هذا العمل العيادي النوعي التفاعل العيادي ولا يعطل إنتاجية الطفل المعرفية والنفسية ولإسقاطيه، مما يختبر قدراته على اللعب بمفرده بحضور وتحت أنظار الآخر (الفاحص).
يحفز هذا الاختبار البعد البصري الإدراكي ويشجع النشاط الحسي بمشاركة العواطف.
استعمالات اختبار المشهد Scéno-test
اختبار المشهد Scéno-test من بين أكثر الاختبارات الموجهة للطفل استعمالا في العيادات النفسية التي تتعامل مع الأطفال. اقترح فون ستابس دليلا لاستخدام الاختبار وتحليل المشاهد عام (1964) لكن يصعب كثيرا استعمال الدليل اذا لم يكن الفاحص متمكنا من الفحص النفسي والعيادي ومن نظرية التحليل النفسي، لا سياما كل ما يتعلق بالنمو النفسي الجنسي والميكانيزمات الدفاعية والاشكاليات الأساسية للنمو ومركباته.
حاليا يوجد العديد من المؤلفات والمقالات التي تهتم بهذا الاختبار وفي مختلف لغات العالم؛ مما يظهر استمرار اهتمام الباحثين والنفسانيين بهذا الاختبار. فنجد مثلا، أعمال س. بورجيه (1975) الذي اقترح استعمال مقاربة اكل من فيكا شنتوب وديبراي (Schentoub et Debray, 1070) المعتمدة في تحليل اختبار تفهم الموضوع (TAT) في اختبار المشهد، وهذا لاستخراج أهم العمليات العقلية المساهمة في بناء المشهد في اختبار (Scénotest).
كما اقترح ف. فون زيمرمان عام (1976) التركيز في تحليل الاختبار التركيز على مفهوم المجال الانتقالي بين العالم الداخلي للطفل ومادة الاختبار (المتواجدة في العالم الخارجي) والتركيز أكثر على العلاقة العيادية أو العلاجية بين الفاحص والطفل.
قائمة المراجع
- Boekholt, M. (2006). Épreuves thématiques en clinique infantile : Approche psychanalytique. Paris, Dunod.
- Boekholt, M. (2015). Épreuves thématiques en clinique infantile. Paris. Dunod.
- Djadouni. Z (2018), Jouer pour s’exprimer : Autisme et expression des émotions, Psychologie et éducation, Repérer, comprendre et interpréter, Volume 2018-3, pp. 63-78, France, AUBIN-PRINT,
- Roman, P. (2006). Les épreuves projectives dans l’examen psychologique. Paris, Dunod.
روابط خارجية:
Comparaison de l’espace projectif du scéno-test et du dessin [article]
Apport du Scéno-Test dans l’évaluation des enfants avec troubles instrumentaux