يستمد هذا الاختبار الفرعي من اختبار وكسلر للأطفال: تحديد المفاهيم (IdC)، من اختبار التصنيف ضمن “الاختبارات التفاضلية للكفاءة العقلية” الذي طورته ميشيل بيرون-بوريلي عام 1974 وتمت مراجعته في عام 1996. وقد صمم هذا الاختبار لقياس جودة التفكير الاستقرائي، وظهر ضمن هذه النسخة من مقياس وكسلر لذكاء الأطفال (WISC).
يتكون الاختبار الأصلي من جزأين فرعيين:
- اختبار لتجميع الصور في أزواج (للأطفال من 4 إلى 5 سنوات).
- اختبار لتجميع الصور في ثلاثيات (للأطفال من 5 إلى 9 سنوات).
في النسخة الرابعة من مقياس وكسلر (WISC-IV)، أصبح نطاق الاستخدام أوسع ليشمل الأعمار من 6 إلى 16 عاما، حيث تم دمج الاختبارين في اختبار واحد، مع الانتقال من الأزواج إلى الثلاثيات عند البند 13.
يرتبطاختبار وكسلر للأطفال: تحديد المفاهيم (IdC) بشكل كبير بالثقافة الغربية بسبب طبيعة العناصر المعروضة. بالإضافة إلى ذلك، تختلف بعض العناصر بين النسخ الفرنسية وتلك المستخدمة في الولايات المتحدة، مما يجعل الاختبار غير خال تماما من التأثير الثقافي.
المثيرات: بصرية
إدارة الوقت: غير مطلوبة
الإجابات: لفظية (ذكر رقم أو اسم العناصر) و/أو حركية (الإشارة إلى العناصر).
المهارات المطلوبة:
يتطلب اختبار وكسلر للأطفال: تحديد المفاهيم (IdC) من الطفل القيام بجرد للخصائص المختلفة للأشياء المعروضة بصريا. وعلى عكس ما قد توحي به طريقة عرضه، يعتمد هذا الجرد بشكل كبير على المهارات اللفظية، خصوصًا استحضار المعارف المخزنة في الذاكرة. (لتحقيق النجاح في هذا الاختبار، من المهم أن يكون الطفل قادرا على وصف الخصائص الذهنية المختلفة للعناصر البصرية المقدمة).
كما هو الحال مع الاختبار الفرعي “أوجه التشابه”، فإن الألفة مع الأشياء المقدمة تعزز من القدرة على التصنيف، وبالتالي تحسين قدرة الطفل على التعرف وربط الأشياء ببعضها. وتشير بعض الدراسات إلى أن الفص الصدغي الأيمن يكون أكثر نشاطا عند معالجة المحفزات البصرية غير المألوفة (وهو الحال بالنسبة لبعض العناصر المقدمة في لوحات الاختبار).
فيما يخص الإجابات، إذا كانت لفظية، فإنها تقتصر على ذكر الأرقام المخصصة للعناصر البصرية أو أسماء الأشياء المقدمة. ولا يُطلب من الطفل تفسير خياراته أو تبريرها، بل يكتفي فقط بذكر الأرقام (أو الأسماء) الخاصة بالعناصر التي يعتقد أنها تتناسب معا. ورغم ذلك، قد يجيب بعض الأطفال بجمل تفسيرية توضح خياراتهم. هذا يجعل الاختبار مشابها إلى حد ما لاختبار “أوجه التشابه”، دون أن يكونا متطابقين، نظرا لاختلاف طريقة العرض البصرية التي تفرض تباينات في طبيعة المهام المطلوبة.
إضافة إلى ذلك، يتم خلط الإجابات بعناصر بصرية تهدف إلى تشتيت انتباه الطفل عن التعليمات الأولية، مما يجبره على التركيز للقيام بعملية تصفية صحيحة واستبعاد هذه العناصر المشتتة، والاحتفاظ فقط بالإجابات المتعلقة بالتعليمات.
من هنا تنبثق أهمية مفهوم الاعتماد/الاستقلال عن المجال الإدراكي (DIC) في هذا الاختبار الفرعي. فمع تقدم العمر، يعتمد الطفل بشكل أقل على إدراكه البصري. أما إذا كان عمر الطفل أقل من 8 سنوات أو يعاني من اضطراب لغوي يعيق الترميز اللفظي، فقد يواجه صعوبة في تجاوز العناصر المشتتة. وهذا قد يكون مؤشرا إضافيا على أحد جوانب الأداء الإدراكي للطفل.
ملاحظة:
في البند التوضيحي، لاختبار وكسلر للأطفال: تحديد المفاهيم (IdC) يجب على الممارس الالتزام التام بالتعليمات البسيطة نسبيا. ومرافقتها بحركة ذهاب وإياب متكررة مرتين أو ثلاث مرات باستخدام إصبعه بين الخيارات الخمسة الممكنة، بدءا من العنصر الموجود على يمينه.

صعوبات الاختبار:
- كما هو الحال في اختبار “أوجه التشابه” (ولنفس الأسباب)، قد تؤدي عملية استكشاف الصور إلى إثارة إدراك أكبر للاختلافات بين بعض الأطفال بدلا من ملاحظة التشابهات بين الفئات. وقد يستغرق الأطفال الذين يعتمدون أكثر على المجال الإدراكي وقتا أطول لاستكشاف العناصر المقدمة.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود العناصر المشتتة يجبر الطفل على كبح الميل لتكوين أزواج من الأشياء التي لا تستوفي جميع متطلبات التعليمات. يفرض هذا تحديًا معرفيًا مزدوجا يتطلب تركيزا مخصصا لتقييم الصور ذات الصلة فقط. أما الأطفال الذين يتمتعون بمكون اندفاعي قوي، فعادة ما يقدمون إجابة أولى بسرعة كبيرة، ثم يتراجعون لتقديم إجابة أفضل، خصوصًا بدءًا من البند 13 (بداية الإجابات الثلاثية).
- يتطلب تقديم الصور للطفل أن يكون قادرا على التعرف على الأشياء. يمكن أن يؤدي نقص الألفة (بسبب الثقافة أو البيئة المحدودة) إلى أن يكون الطفل غير قادر على التعرف على بعض الأشياء أو يطلب تفسيرا لماهية هذه الأشياء. يحدث هذا بشكل خاص عند بعض العناصر مثل البند 13 (العنصر 5). وكذلك العناصر 2 و4 و10 من البنود 4 و17 و18، التي يجد بعض الأطفال صعوبة في التعرف عليها أو تحديدها.
في هذه الحالة، من الممكن الرد على الطفل بسؤال آخر يسأله عما إذا كان حقًا لا يعرف هذا الشيء. وإذا أكد عدم معرفته، فقد يكون من الضروري تقديم معلومة عنه دون الكشف عن وظيفته. ومع ذلك، يجب تدوين هذا النوع من التساؤلات لتحليل المعرفة العامة للطفل وكذلك قدرته على استحضار المفردات اللغوية.
السلوكيات التي يجب ملاحظتها في اختبار وكسلر للأطفال: تحديد المفاهيم (IdC):
الإجابات بالإشارة:
يتمثل ذلك في قيام الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 8 سنوات بتقديم الإجابات عن طريق الإشارة إلى الأشياء بأصابعهم دون التحدث. قد يعكس هذا السلوك في بعض الأحيان نوعًا من الكبت أو التحفظ، ولكنه قد يشير أيضًا إلى علاقة خاصة بالحركة. فبعض الأطفال يشيرون باستخدام السبابة، بينما يستخدم آخرون عدة أصابع من يد واحدة للإشارة إلى العناصر.
الإجابات “لا أعرف”:
الأطفال الذين يواجهون صعوبة في البداية وقد يرفضون تقبل الفشل يمكن أن يقدموا إجابات “لا أعرف” (NSP) في البنود التالية بسبب فقدان الحافز تجاه التمرين. يعبر هذا السلوك عن رغبة في الانسحاب نتيجة التحدي المُتصور. وفي بعض الحالات، يكون ذلك وسيلة لإنهاء اختبار يعتبره الطفل مملًا أو حتى مزعجًا. في هذه الحالة، يجب العمل على استعادة الحافز لدى الطفل.
من ناحية أخرى، قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (TDA-H) من طول مدة التمرين. نظرا لأن قدرتهم على الانتباه ليست دائما كافية لتمرين متكرر مثل هذا، فقد يجيبون بـ “لا أعرف” فقط لتسريع إنهاء التمرين والانتقال إلى شيء آخر. لذلك، من المهم تشجيعهم على تقديم إجابات محتملة، مع تسجيل هذه الاستجابة كدليل على نفاد مواردهم الانتباهية.
ربط الصور بشكل غير صحيح:
في هذا التمرين، قد يقوم بعض الأطفال بتعديل التعليمات، فلا يبحثون عن رابط مشترك بين العناصر المعروضة بل يربطونها بشكل وظيفي (مثل ربط زهرة وإناء لأن الأولى تُوضع في الثاني).
الاعتماد على المجال الإدراكي (DIC):
يتضمن هذا الاختبار عناصر يجب ربطها ببعضها، ولكن أيضا مشتتات تتعارض بشكل واضح مع التعليمات. تعد هذه المشتتات عنصرا هاما في التمرين، إذ تمكن من التمييز بين الأطفال الذين يقاومون تأثير إدراكهم ليتبعوا التعليمات ويجدوا الحل المناسب، وبين الذين يركزون على المشتتات ولا يتمكنون من تقديم الإجابات المطلوبة.
تساعد معرفة الممارس الجيدة بالعناصر البصرية الخاصة بهذا الاختبار على ملاحظة الأطفال الذين يذكرون المشتتات بدلا من العناصر المطلوبة بشكل واضح.
المرونة:
تظهر هذه القدرة قدرة الطفل على تعديل إجابته عندما يدرك أنها غير صحيحة. يواجه الأطفال الذين يعانون من ضعف الانتباه و/أو التحكم الضعيف في الاندفاع صعوبة أكبر من غيرهم في تغيير إجاباتهم. من المهم ملاحظة أن هذه الصعوبة قد تكون مرتبطة بالاعتماد على المجال الإدراكي (DIC).
نصيحة:
يقوم بعض الأطفال بسرعة بأخذ زمام المبادرة أثناء التمرين. في اختبار وكسلر للأطفال: تحديد المفاهيم (IdC)، حيث يبدأون بتقليب صفحات كتيب المثيرات بأنفسهم. أسمح للطفل الذي يتخذ هذه المبادرة بالاستمرار في ذلك لسببين:
- يعد هذا فرصة للطفل للتحكم في مدة عرض العناصر، مما يسمح للممارس بتقييم الوقت الذي يستغرقه الطفل في التفكير والتخطيط.
- يعتبر ذلك مؤشرا على قدرة الطفل على التحكم في نشاطه. فإذا كان الطفل يقلب الصفحات بعنف، أو بسرعة مفرطة، أو يعبث بها أثناء التفكير، فإن ذلك قد يشير إلى صعوبة في السيطرة على الاندفاعية أو فرط النشاط (على الرغم من أن هذه الحركات قد تكون نشاطا حركيا ضروريا للأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه).
خصوصية الاختبار الفرعي تحديد المفاهيم:
انطلاقا من الفرضية التي تفيد بأن عناصر الاختبارات الفرعية (باستثناء تلك المرتبطة بمؤشر سرعة المعالجة) تُقدَّم بترتيب تصاعدي من حيث الصعوبة، لاحظت من خلال مئات التجارب أن العناصر 15 و19 وخاصة 20 في هذا الاختبار الفرعي تحصل على إجابات صحيحة بشكل غير متوقع.

يظهر الرسم البياني عدد الإجابات الصحيحة للعناصر من 10 إلى 28 استنادا إلى 128 بروتوكولا. وفقا للفرضية، يلاحظ انخفاض تدريجي في عدد الإجابات الصحيحة. ومع ذلك، تظهر العناصر 15 و19 و20 انحرافا عن الخط البياني بأكثر من انحرافين معياريين عن خط الانحدار.
- ينحرف العنصران 15 و19 عن هذا الخط بأكثر من 2.3 انحراف معياري، مما يشير إلى أنهما أسهل قليلا من العناصر السابقة.
- عدد النجاحات في العنصر 15 يضعه في المركز الحادي عشر.
- العنصر 19 يبدو أقرب إلى المركز السادس عشر.
- بالنسبة للعنصر 20، الذي ينحرف بأكثر من 4 انحرافات معيارية عن خط الاتجاه. فإنه يتضح أنه لا يتبع قاعدة التدرج في الصعوبة. وقد أكدت التجربة أن هذا العنصر يحتوي على عدد غير طبيعي من الإجابات الصحيحة. مما يضعه في مستوى العنصر الخامس عشر من حيث الترتيب.
نجاح الأطفال في هذه العناصر الثلاثة قد يؤدي إلى إطالة مدة اختبار وكسلر للأطفال: تحديد المفاهيم (IdC) بشكل مصطنع. حيث يمكن أن يعيد الطفل تقدمه ويؤخر الوصول إلى عدد الأخطاء المطلوب لتفعيل شرط الإيقاف. وقد يؤثر ذلك بشكل طفيف على درجاتهم في هذا الاختبار الفرعي.
ومع ذلك، تظهر تحليلات البروتوكولات أن هذا التباين لا يؤثر تقريبًا على درجات الاختبار الفرعي. باستثناء 4 من أصل 124 بروتوكولا تمت دراستها.
بعيدا عن كونها غير ذات جدوى، تعد هذه العناصر مثيرة للاهتمام على مستويين:
معرفة أن هذه العناصر أقل صعوبة بشكل واضح مقارنة بالعناصر السابقة يسمح بتجنب الاستنتاج بوجود “تفاوت” في الإجابات في حال فشل الطفل في الإجابة عن العناصر الثلاثة أو الأربعة السابقة. بالنسبة لي، أقوم بتقييم تجانس الاختبار بعد تبديل مواقع هذه العناصر الثلاثة.
نظرا لسهولة هذه العناصر النسبية وبحسب عمر الطفل. يجب إيلاء اهتمام خاص في حال الفشل في الإجابة عن هذه العناصر الثلاثة.
أهمية هذه الخاصية تتجلى بشكل رئيسي في حال الفشل في هذه العناصر المحددة. حيث يتعين على الممارس إجراء تحليل سريري دقيق. عند الضرورة، يمكن أن يساعد هذا التحليل في صياغة فرضيات تشخيصية.
1.Baddeley, A. O. & Hitch, G. (1974) Working memory.
2.Beylouneh, C. (2005) Votre enfant est-il précoce ? Marabout.
3.Boring, E. G. (1923) “Intelligence as the Tests Test Jt.” New Republic, 6juin, pp.35-36.
4.Brun, A. (2008) L ‘échelle d’intelligence de Wechsler : interprétation clinique et psychopathologique, L’Harmattan.
5. Chartier, P. & Loarer E. (2008) Évaluer l’intelligence logique : Approche cognitive et dynamique. Dunod.
6. Destrebecq, A., 2012, Analyse des profils de réponses et des erreurs pour un test de raisonnement : les matrices du WISC IV. Mémoire de DECOP. Paris : INETOP.
7 . Donovick, P.J., Burright, R.G. & Matthews, A. (1999) What does the WA/5-R Comprehension test? Not social judgment. Archives of Clinical Neuropsychology vol. 14 issue 8. p. 725.
8 . Flanagan, O. P. & Kaufman, A. S. (2004, 2009) Essentials of WISC-/V assessment, Wiley.
9 . Flanagan, O. P., McGrew K. & Ortiz, S. {1999) The Wechsler intelligent scales and Gc-Gf theory, Allyn & Bacon.
10 .cognitifs obtenus au WISC-3 et au WISC-IV chez des enfants Asperger, autistes et avec développement typique, Communication de la SQRP