القائمة

اختبار وكسلر للأطفال: ذاكرة الأرقام – (MdC)

شارك المقال

يعد اختبار وكسلر للأطفال: ذاكرة الأرقام – (MdC) أحد المكونات الأساسية في مقياس وكسلر للأطفال (WISC)، وهو أداة سيكومترية مصممة لتقييم وقياس الذاكرة قصيرة المدى وذاكرة العمل السمعية، مما يجعله ذا أهمية خاصة في تقييم الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم واضطرابات انتباه. ومن خلال الجمع بين الاتجاهين المباشر والعكسي، يوفر هذا الاختبار رؤى معمقة حول كيفية معالجة الأطفال للمعلومات وتنظيمها، مما يساعد الأخصائيين النفسيين على تقديم تقييمات دقيقة ومخصصة.

المثيرات : لفظية ، الإجابات: لفظية (تكرار الأرقام من 1 إلى 9) ، لا يتطلب إدارة للوقت ،

نبدة عن الاختبار:

في الأصل، كان الاختبار الذي ابتكره جوزيف جاكوبس عام 1887 جزءا من قياسات أنثروبومترية كانت تجرى بشكل متكرر في ذلك الوقت. وكان الهدف من هذا الاختبار تقييم دقة قدرة الفرد على إعادة إنتاج الصوت الذي يسمعه.

كانت الأصوات المقترحة عبارة عن مقاطع صوتية بلا معنى (مثل: كرال-فورغ-مول-تال-نب) لتجنب أي تأثير ناتج عن محتوى مألوف. ومع ذلك، تبين بسرعة أن غرابة هذه المحفزات جعلت الاختبار معقدا للغاية بحيث لا يمكن قياس وظيفة “فكرية” أساسية.

لهذا السبب، تم استبدال المقاطع الصوتية بالأرقام من 1 إلى 9، حيث تمتاز هذه الأرقام بميزتين رئيسيتين: قصرها وسهولة التعرف عليها. وهكذا، تحول القياس من تقييم مهارة سمعية إلى تقييم نطاق الذاكرة السمعية. ومع ذلك، على الرغم من أن جوزيف جاكوبس أشار في ذلك الوقت إلى أن نطاق الذاكرة قد يكون عنصرا مهما في العمليات الذهنية، إلا أن هذا الاختبار كان يعتبر لفترة طويلة ذا أهمية ثانوية فيما يتعلق بتأثيره على الذكاء.

تطور النظرة للاختبار:

هذا النوع من التغيير يعكس التكامل التدريجي للتقدم العلمي داخل الأدوات السيكومترية. حاليا، يعترف بأن للذاكرة دورا كبيرا في العمليات الإدراكية.

في النسخة الحالية من اختبار وكسلر للأطفال، يأتي هذا الاختبار في المرتبة الثالثة، مما يجعل تقييم الذاكرة أكثر فعالية، خصوصا عند الأطفال الذين يعانون من اضطراب في الانتباه، على عكس مكانته الثانوية السابقة.

ماذا يقيس الاختبار:

اختبار وكسلر : ذاكرة الأرقام

يقيس اختبار وكسلر للأطفال: ذاكرة الأرقام – (MdC) كلا من الذاكرة قصيرة المدى وجودة ذاكرة العمل السمعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقسيم هذا الاختبار إلى جزأين (الأول للأمام والثاني بالعكس) يعكس الرغبة في التمييز بين وظيفتين محددتين، مستمدتين مباشرة من نموذج آلان بادلي. وفقا لنموذجه الذي طوره عام 1974، تتألف ذاكرة العمل من:

  1. منظم النشاط: “الإداري المركزي”

 الذي ينسق تدفقات المعلومات ويضع أولويات عند الحاجة (مثل كبح الاستجابات التلقائية في المواقف المعقدة). وقد تم إثبات وجود عجز على هذا المستوى لدى الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات في الدماغ، ولكن هذا العجز يظهر فقط في المهام الأكثر تعقيدا من هذا الاختبار.

  1. نظامان مخصصان له:

الحلقة الصوتية: تتكون من سجل تخزين صوتي ومن عملية تكرار ذاتي فرعي.

الدفتر البصري المكاني: وهو مخصص لتخزين ومعالجة المعلومات البصرية والمكانية.

يعد هذا النموذج مرجعا مهما عند دراسة اضطرابات التعلم، لا سيما اضطرابات اللغة مثل عسر القراءة. ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن هذا النموذج ليس الوحيد الذي يفسر كيفية عمل الذاكرة. فقد طوّر كل من خوان باسكوال-ليون ونيلسون كوان فكرة أن ذاكرة العمل ليست سوى تفعيل لذاكرة طويلة المدى.

في أول نسختين من مقياس WISC، كان الاختبار يتضمن سبع سلاسل تكرر مرة في الاتجاه المباشر ومرة بالعكس. أما في النسخة الثالثة، فقد أضيفت سلسلة أخرى في الاتجاه المباشر.

في النسخة الرابعة، ظهرت تعديلات جديدة:

  1. تحسين الجانب الوظيفي للاختبار: وذلك من خلال تسهيل عملية التكرار الذاتي الفرعي.
  2. إضافة بند جديد: الهدف منه تعويد الطفل بشكل أفضل على التمرين في الاتجاه العكسي، مما يساعد في “أتمتة” أدائه بشكل أكثر فعالية.

القدرات المطلوبة في اختبار وكسلر للأطفال: ذاكرة الأرقام – (MdC):

في التكرار بالاتجاه المباشر:

 يتم تفعيل الحلقة الصوتية بشكل أساسي. يلعب هذا النظام دورا مهما في تعلم المفردات والقواعد النحوية والقراءة، وكذلك في فهم اللغة بشكل عام. يظهر نظام التكرار الذاتي هذا حوالي عمر 4 سنوات، لكنه لا يصبح فعالا تماما إلا بحلول عمر 8 سنوات.

هذا يفسر سبب مواجهة الأطفال الصغار جدا صعوبة في هذا الاختبار، ويمكن افتراض وجود تقدم مبكر في الأداء لدى الأطفال الذين يحققون درجات جيدة في هذا الاختبار وفي الاختبارات اللفظية عموما. يعتبر مدى الذاكرة اللفظية مؤشرا للأداء عند مقارنته بنظرائهم من نفس العمر.

بالإضافة إلى ذلك، نظرا لأن التكرار بالاتجاه المباشر يعد نشاطا أكثر تلقائية مقارنة بالتكرار العكسي، فإنه يتطلب قدرا أقل من القدرات الانتباهية.

في التكرار بالاتجاه العكسي:

يتم تفعيل وتقييم الإداري المركزي. لتحقيق ذلك، يتم استخدام نشاط مزدوج بسيط وهو التكرار بالعكس. هذا الانعكاس يفرض عبئا إضافيا يتطلب استنفارا أكبر لقدرات الطفل الانتباهية.

باختصار:

  • في الترتيب المباشر، يتم تفعيل الذاكرة السمعية قصيرة المدى.
  • في الترتيب العكسي، يتم تفعيل ذاكرة العمل السمعية.

هاتان العمليتان تزوداننا بمعلومات قيمة حول كيفية عمل الذاكرة السمعية، كما تتيحان مقارنة الأداء باختبار تتابع الحروف والأرقام، الذي يقيّم في الأساس ذاكرة العمل السمعية.

الصعوبات المحتملة في اختبار وكسلر للأطفال: ذاكرة الأرقام – (MdC):

بالنسبة للمطبق (الأخصائي):

 يجب عليه ترديد الأرقام بوتيرة ثابتة بمعدل رقم واحد في الثانية، وبصوت شبه رتيب، مع خفض النغمة عند الرقم الأخير. الهدف من ذلك هو إيصال فكرة للطفل بأنه دوره الآن لتكرار السلسلة، دون التصريح بذلك بشكل مباشر، حيث إن التصريح قد يؤثر بشكل كبير على عملية حفظه. هذه الطريقة، رغم بساطتها الظاهرة، قد تكون صعبة التنفيذ بالنسبة للممارسين الجدد. لذلك، ينصح بالتدرب جيدا على ضبط الإيقاع بحيث لا يكون سريعا جدا، مما يتيح للطفل فرصة تكرار السلسلة ذهنيا (من خلال التكرار الذاتي الفرعي).

بالنسبة للطفل (المفحوص):

 يتطلب هذا الاختبار تحكما جيدا في الانتباه، مما يجعله حساسا لمستوى التعب ولأي نقص عام في الانتباه.

السلوكات التي يجب ملاحظتها اثناء تطبيق اختبار وكسلر للأطفال: ذاكرة الأرقام – (MdC):

السلوكات الواجب ملاحظتها في اختبار ذاكرة الأرقام

سرعة التكرار:

يجب على الأخصائي النفسي أثناء تطبيق اختبار وكسلر للأطفال: ذاكرة الأرقام – (MdC)، قراءة الأرقام ببطء نسبي، يميل بعض الأطفال إلى إعادة السلسلة بصوت عال بسرعة أكبر مما نطقت به، وأحيانا قبل أن ينتهي المختبر من قراءة السلسلة. يعتبر هذا السلوك مؤشرا على درجة معينة من النفاد صبر. لذلك، من المهم ملاحظة هذه السمة، خاصة أنها غالبا ما تؤدي إلى نسيان الطفل لبعض العناصر عندما يدرك أنه لم ينتظر انتهاء المختبر من التلاوة. أما الأطفال الذين يبذلون جهدا كبيرا في الحفظ، فعادة ما يكررون السلاسل ببطء، مع وجود فترات توقف طويلة بين رقم وآخر، وهو ما قد يؤدي إلى نسيان الأرقام التالية.

التكرار:

قد يطلب الطفل قليل الانتباه أو الذي يعاني من ضعف في الذاكرة إعادة قراءة السلاسل الرقمية التي لم يتمكن من حفظها جيدا. على الرغم من أن هذه الممارسة غير مسموح بها وفقا لدليل الإرشادات، إلا أن إعادة التكرار قد تكون مفيدة في بعض الحالات، خصوصا عندما يكون لدى الطفل اضطراب انتباه مشتبه به أو مؤكد. عند إجراء ذلك، يمكن تسجيل رمز خاص (®) بجانب النتيجة مع إعادة السلسلة. الأطفال الذين يتمتعون بدرجة جيدة من القابلية للتركيز قد يستفيدون من هذا التكرار، بينما الأطفال غير القادرين على التركيز أو الذين لديهم مدى ذاكرة أقصر عادة ما يفشلون حتى مع الإعادة. وهكذا، فإن الحاجة إلى التكرار بعد مستوى معين من الصعوبة تعد معلومة قيمة لا ينبغي تجاهلها.

التجميع :

مصطلح “التجميع” يشير إلى طريقة معينة يتبعها بعض الأطفال في إعادة الأرقام عن طريق تقسيمها إلى مجموعات مكونة من رقمين أو ثلاثة. تعد هذه الاستراتيجية فعالة من الناحية التذكر، وغالبا ما تشير إلى قدرة ذاكرة جيدة. تستخدم هذه الطريقة على سبيل المثال لحفظ أرقام الهواتف. حيث، تقسم الأرقام إلى مجموعات من رقمين، أو ثلاث مجموعات من ثلاثة أرقام. بهذه الطريقة، يصبح من الأسهل حفظ ثلاث مجموعات مكونة من ثلاثة أرقام مقارنة بتذكر تسعة أرقام متتالية.

قائمة المراجع

1. Prifitera, A., Saklofske, D. H. & Weiss, L. G. (2004) ln A. Prifitera, D. H. Saklofske & L. G. Weiss (Eds.), W/SC-IV Clinicat use and interpretation: Scientist-Practitioner Perspectives. New-York : Academic Press

2.Brun, A. (2008) L ‘échelle d’intelligence de Wechsler : interprétation clinique et psychopathologique, L’Harmattan.

3.Flanagan, O. P., McGrew K. & Ortiz, S.(1999) The Wechsler intelligent scales and Gc-Gf theory, Allyn & Bacon.

4.Huteau, M. & Lautrey, J. (1999) Évaluer l’intelligence, Psychométrie cognitive, Paris, PUF

5.Kaufman, A. S. (1975) Factor analysis of the WISC-R at 11 age levels between 6 1/2 and 16 1/2 years, J. Consulting and Clinical Psychol., 43 (2), pp. 135-147.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *