القائمة

الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال

شارك المقال

الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال ، كثيرا ما تثير اهتمام المختصين وأولياء الأطفال، لأنها تعتبر مؤشرات و بدايات للصحة العامة المستقبلية للطفل، ولأن الصحة العقلية والنفسية هي الصحة العامة لكيفية التفكير وتنظيم العواطف والتصرفات. ويُعرّف اضطراب الصحة العقلية/نفسية بأنه تغييرات في التفكير أو الشعور أو التصرفات، تتسبب في عرقلة أو تعطيل قدرة الشخص على الأداء العام.

يمكن أن يصاب الأطفال بالحالات الصحية العقلية ذاتها التي يصاب بها البالغون، ولكن قد تختلف الأعراض لديهم. ممّا يجعل من الصعب على الآباء تحديد وجود اضطراب نفسي لدى أطفالهم من عدمه. ونتيجةً لذلك، لا يحصل العديد من الأطفال الذين يُمكنهم الاستفادة من العلاج على المساعدة التي يحتاجونها.

تعريف اضطراب الصحة النفسية لدى الأطفال

اضطرابات الصحة النفسية لدى الأطفال هي عموما تأخير أو اضطرابات في التطوّر المناسب للعمر الخاص بالتفكير أو بالسلوكيات أو بالمهارات الاجتماعية أو بتنظيم العواطف. هذه المشاكل تعطّل قدرة الطفل على العمل بشكل جيد في المنزل أو في المدرسة أو في المواقف الاجتماعية الأخرى. وقد يصعب فهم هذه الاضطرابات لدى الأطفال؛ لأن التطور الطبيعي في مرحلة الطفولة عملية تتسم بالتغيير.

تختلف أعراض الاضطراب وفقا لعمر الطفل، وقد يكون الأطفال عاجزين عن شرح شعورهم أو سبب تصرفاتهم بطريقة معينة؛ بسبب عدم تطور اللغة الدلالية. أو لعجزهم عن فهم ما يحسون به، وبالتالي لا يستطيعون ترجمة أفكارهم وانفعالاتهم الى كلمات (العجز النمائي). ظف الى ذلك فان لأخطاء التربية، وللثقافة دور كبير في ظهور العديد من الاضطرابات النفسية لدى الأطفال (كالاضطرابات البيئية أو بعض اضطرابات السلوك)، أو في استمرارها أو تعقّدها.

الاضطرابات النفسية الشائعة بين الأطفال

من الاضطرابات النفسية الأكثر انتشارا بين الأطفال، والأكثر طلبا للفحص النفسي نجد ما يلي:

اضطرابات القلق 

تظهر اضطرابات القلق لدى الأطفال في شكل خوف أو رعب أو قلق مستمر. يعيق هذا قدرة الطفل على المشاركة في أداء المهام المناسبة لعمره. وتشمل تشخيصات اضطرابات القلق فئة الرهابات المختلفة، على رأسها:

المخاوف المتعددة،

المخاوف المتعددة أو الرهاب المحدد هو نوع من اضطرابات القلق حيث يشعر الفرد بخوف شديد وغير معقول من أشياء أو مواقف محددة. هذا الخوف يتجاوز القلق العادي ويمكن أن يؤدي إلى تجنب شديد للمحفزات التي تثير الرهاب.

الخوف من الحيوانات: يعتبر هذا النوع من الرهاب شائعًا، حيث يمكن أن يخاف الأشخاص بشكل مفرط من كلاب معينة، العناكب، الثعابين، أو غيرها من الحيوانات. حتى عندما يعلم الفرد أن الحيوان ليس خطيرًا، الخوف يمكن أن يكون شلًّا.

الخوف من الحشرات: هذا النوع من الرهاب يشمل الخوف المفرط من الحشرات مثل الصراصير أو النمل. الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب قد يجدون صعوبة في الاقتراب من المناطق التي قد توجد بها هذه الحشرات.

الخوف من الدم: الهيموفوبيا، أو الخوف من الدم، يمكن أن يؤدي إلى الدوار أو حتى الإغماء في بعض الحالات. يمكن أن يكون لهذا الرهاب تأثير كبير على القدرة على تلقي الرعاية الطبية اللازمة.

الخوف من المرتفعات: الأكروفوبيا، أو الخوف من المرتفعات، يمكن أن يمنع الأشخاص من الذهاب إلى أماكن مرتفعة أو حتى الاقتراب من النوافذ في الطوابق العليا.

الخوف من الطيران: يعتبر الخوف من الطيران شائعًا ويمكن أن يحد من القدرة على السفر أو حتى يؤثر على الخيارات المهنية والشخصية.

رهاب الخلاء، 

رهاب الخلاء، أو أغورافوبيا، هو نوع من اضطرابات القلق يشعر فيه الأشخاص بالخوف والقلق الشديدين في الأماكن المفتوحة أو في المواقف التي قد يكون من الصعب الهروب منها أو الحصول على المساعدة في حالة حدوث نوبة قلق أو شعور بالإحراج.

الأشخاص الذين يعانون من رهاب الخلاء قد يخشون من:

الأماكن العامة: مثل المراكز التجارية، الأسواق، السينما، أو أي مكان يصعب فيه الانسحاب بسهولة.

السفر وحيدًا: قد يجدون صعوبة في السفر بمفردهم، سواء كان ذلك بالسيارة، القطار، الحافلة، أو الطائرة.

الأماكن المغلقة: مثل المصاعد، الطائرات، وغيرها من الأماكن التي قد تسبب الشعور بالحبس.

الجسور أو الطرق السريعة: قد يخافون من عبور الجسور أو القيادة على الطرق السريعة.

رهاب الخلاء يمكن أن يكون معزولًا أو يمكن أن يرتبط برهابات أخرى، كرهاب الازدحام أو الأماكن المغلقة. غالبًا ما يتم تشخيصه مع اضطرابات القلق الأخرى، مثل اضطراب القلق العام أو اضطراب الهلع.

القلق الاجتماعي

القلق الاجتماعي عند الأطفال، المعروف أيضًا باسم اضطراب القلق الاجتماعي، هو حالة يشعر فيها الطفل بقلق شديد ومستمر من موقف أو أكثر من المواقف الاجتماعية أو الأدائية. يخاف الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من الحكم عليهم بشكل سلبي أو التقييم السلبي من قِبل الآخرين، وخاصةً أقرانهم.

الخوف الشديد من المواقف الاجتماعية: قد يخاف الأطفال من التفاعل مع الآخرين، المشاركة في الأنشطة الجماعية، أو التحدث أمام الآخرين.

القلق من الأداء: يشمل هذا الخوف من القيام بأنشطة أمام الآخرين، مثل الغناء، الرقص، أو الرياضة، حيث يخشى الطفل الإحراج أو الفشل.

الانسحاب الاجتماعي: الأطفال الذين يعانون من القلق الاجتماعي قد يتجنبون المشاركة في الأنشطة الجماعية أو اللعب مع الآخرين.

أعراض جسدية: قبل أو أثناء المواقف الاجتماعية، قد يعاني الطفل من أعراض جسدية مثل الغثيان، الدوار، الارتجاف، أو تسارع دقات القلب.

قلق مفرط: الأطفال قد يظهرون قلقًا مفرطًا بشأن المواقف الاجتماعية قبل عدة أسابيع من حدوثها.

اضطراب الهلع:

المتمثل في  شعور الطفل بنوبة غير متوقعة وغير منتظرة من الخوف الشديد أو من الانزعاج.  تشمل هذه النوبة أعراضا جسدية كضيق التنفس، والدوار، والرعشة، والخوف من فقدان السيطرة، وتسارع ضربات القلب. وأعراض نفسية، تتمثل في الخوف الشديد من الموت أو الجنون، والاحساس بفقدان السيطرة وتوقف التفكير.

من المهم تشخيص وعلاج اضطراب الهلع مبكرًا لمنع تطور مشكلات أكثر خطورة ولمساعدة الطفل على العيش حياة طبيعية وصحية.

اضطراب قلق الانفصال،

اضطراب قلق الانفصال هو اضطراب نفسي يظهر عند الأطفال، حيث يشعرون بقلق شديد عند الانفصال عن الوالدين أو أولئك الذين لديهم تعلق قوي بهم. يمكن أن يؤثر هذا القلق بشكل كبير على الأداء اليومي للطفل وقدرته على المشاركة في أنشطة نموذجية لعمره.

المظاهر السلوكية: يمكن أن يظهر الأطفال المصابون بهذا الاضطراب سلوكيات مثل البكاء الشديد، التشبث، العناد، أو الرفض الصريح للذهاب إلى المدرسة أو أي مكان يتطلب الانفصال عن الوالدين أو مقدمي الرعاية.

الأعراض العاطفية: غالبًا ما يعبر الأطفال عن قلق مفرط وخوف من فقدان أو أذى يلحق بالشخص الذي يشعرون بالتعلق به. قد يظهرون أيضًا خوفًا غير واقعي من أن يحدث شيء سيؤدي إلى الانفصال الدائم، مثل الخوف من الخطف أو الكوارث.

التأثير على الوظائف اليومية: يمكن أن يؤدي قلق الانفصال إلى تجنب الطفل للمواقف التي تتطلب الانفصال عن الوالدين، مما يؤثر على قدرتهم على الاستقلالية والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو التعليمية.

اضطراب الصمت الانتقائي،  

اضطراب الصمت الانتقائي هو اضطراب نفسي يتميز بعدم قدرة الطفل على التحدث في مواقف اجتماعية محددة، على الرغم من قدرته على التحدث بشكل طبيعي في مواقف أخرى، مثل المنزل أو مع أشخاص معينين يشعر معهم بالراحة. هذا الاضطراب يتجاوز الخجل البسيط أو الانطوائية؛ إنه يؤثر بشكل كبير على أداء الطفل الأكاديمي والاجتماعي ويمكن أن يستمر إلى سن المراهقة وما بعدها إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب.

الأطفال المصابون بالصمت الانتقائي يمكنهم التواصل بطرق غير لفظية في المواقف التي يجدون فيها صعوبة في التحدث، وقد يكونون نشيطين ومتحدثين بطلاقة عندما يشعرون بالأمان والراحة. الأسباب الدقيقة لاضطراب الصمت الانتقائي غير مفهومة بشكل كامل، لكن يُعتقد أنها تشمل مزيجًا من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية.

قلق ما بعد الصدمة:

اضطراب القلق ما بعد الصدمة (PTSD) عند الأطفال هو حالة قلق نفسي تحدث بعد تعرض الطفل لحدث صادم أو مؤلم، مثل العنف، سوء المعاملة، الإصابة الجسدية، الكوارث الطبيعية، أو أحداث مؤلمة أخرى. الأطفال المصابون بـPTSD قد يعيدون تجربة الحدث الصادم من خلال الذكريات المستمرة أو الكوابيس، وقد يعانون من القلق الشديد والتجنب لكل ما يذكرهم بالحدث.

الأعراض الرئيسية لـPTSD في الأطفال:

إعادة التجربة: قد يعيد الأطفال تجربة الحدث من خلال اللعب الذي يعكس الصدمة، الكوابيس، أو الذكريات الفجائية.

التجنب: قد يتجنب الأطفال الأشخاص، الأماكن، أو الأنشطة التي تذكرهم بالحدث، وقد يبدون قلة الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها.

التنبيه المفرط: الأطفال قد يكونون أكثر قفزية ويظهرون استجابة قوية للمفاجآت، كما قد يعانون من صعوبات في التركيز والنوم.

التغيرات في المزاج والأفكار: قد يظهرون تغيرات في المزاج والأفكار، مثل الشعور بالذنب أو الخوف، أو قد يكون لديهم أفكار سلبية عن أنفسهم أو عن العالم.

اضطرابات السلوك:

تُعد اضطرابات السلوك عند الأطفال موضوعا حيويا في مجال الطب النفسي وعلم النفس، حيث يتطلب فهم هذه الاضطرابات مقاربة دقيقة وعلمية. العدوان، سلوك التحدي، الاندفاع، الكذب المتكرر، والسرقة المتكررة هي من بين السلوكيات التي تثير قلق الآباء والمتخصصين على حد سواء.

العدوان: يتميز هذا السلوك بأفعال متعمدة تهدف إلى التسبب في الأذى الجسدي أو النفسي للآخرين. قد يشمل ذلك الضرب، العض، الصراخ، أو التخريب. يُعزى العدوان في بعض الأحيان إلى نقص في مهارات حل المشكلات أو تنظيم الانفعالات.

سلوك التحدي: يشير هذا النوع من السلوك إلى مقاومة الأطفال للتوجيهات والسلطة، مما يؤدي إلى تحديهم المستمر للقواعد والتوقعات. يُظهر الأطفال الذين يعانون من سلوك التحدي معارضة متكررة ويمكن أن يكونوا مستفزين وغاضبين.

الاندفاع: يتصف الأطفال ذوو السلوك الاندفاعي بعدم القدرة على التفكير في العواقب قبل التصرف. قد يُظهرون سلوكيات متهورة ويواجهون صعوبات في انتظار دورهم أو التحكم في ردود أفعالهم.

الكذب المتكرر: الكذب هو سلوك يتطور عادةً في مرحلة مبكرة من الطفولة، لكن الكذب المتكرر والمتعمد قد يكون علامة على مشكلات أعمق. يُستخدم الكذب أحيانًا كآلية دفاعية لتجنب العقاب أو الحصول على ميزة.

السرقة المتكررة: تشير السرقة المتكررة في الطفولة إلى أخذ أشياء لا تخص الطفل دون إذن. قد تكون السرقة علامة على نقص في فهم أو احترام ملكية الآخرين، وقد ترتبط بمشكلات في التعاطف أو تنظيم الانفعالات.

فهم هذه الاضطرابات وتشخيصها بدقة يُعد خطوة أساسية نحو تقديم الدعم والعلاج المناسبين للأطفال. يتضمن هذا العلاج غالبًا مزيجًا من التدخل النفسي والتعليمي والأسري، مع التركيز على تطوير مهارات اجتماعية وعاطفية أكثر فاعلية. يهدف العلاج إلى مساعدة الأطفال على تعلم كيفية التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطرق صحية وبناءة، وكذلك تعزيز مهاراتهم في حل المشكلات وتقوية الضبط الذاتي.

اضطراب السلوك الغذائي والأكل :

اضطرابات السلوك الغذائي عند الأطفال تشير إلى مجموعة من الحالات التي تؤثر على العلاقة بين الطفل والطعام. هذه الاضطرابات يمكن أن تكون لها عواقب صحية جدية وغالبًا ما تتطلب تدخلًا مبكرًا لتجنب مضاعفات طويلة الأمد. من بين هذه الاضطرابات، الأكثر شيوعًا هي فقدان الشهية العصبي، الشره العصبي، وسلوك الأكل الانتقائي.

فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa): يتميز هذا الاضطراب بالخوف الشديد من زيادة الوزن وتشوه في الصورة الذاتية للجسم. الأطفال المصابون قد يحدون من تناول الطعام بشكل كبير، مما يؤدي إلى نقص حاد في الوزن.

الشره العصبي (Bulimia Nervosa): يعاني الأطفال المصابون بالشره العصبي من دورات متكررة من الإفراط في تناول الطعام تليها سلوكيات تعويضية مثل التقيؤ الذاتي، استخدام الملينات، أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط لمنع زيادة الوزن.

سلوك الأكل الانتقائي (Avoidant/Restrictive Food Intake Disorder – ARFID): يتجنب الأطفال المصابون بـARFID تناول أنواع معينة من الطعام أو كميات الطعام بشكل كبير، لكن ليس بسبب القلق بشأن الشكل أو الوزن. قد يكون ذلك بسبب عدم الاهتمام بالأكل أو تجنب بعض الأطعمة بسبب قوامها أو لونها أو رائحتها.

الاكتئاب واضطرابات المزاج:

 يمثل الشعور المستمر بالحزن وفقدان الاهتمام الذي يعطل قدرة الطفل على العمل في المدرسة والتفاعل مع الآخرين حالة الاكتئاب، وقد يرافقه أحيانا استثارة سلوكية وجسدية غير عادية. ويؤدي الاضطراب أحادي أو ثنائي القطب إلى سيطرة الهوس والاستثارة العالية في الأولى وتقلبات مزاجية شديدة بين الاكتئاب والارتفاعات العاطفية أو السلوكية الشديدة في الثاني.

الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال

الاضطرابات العصبية النمائية:

نجد من أكثرها شيوعا وطلبا للفحص:

اضطرابات النوم:

والأكثر انتشارا نجد: الأرق في مرحلة الطفولة؛ متلازمة مرحلة النوم المتأخرة؛ فرط النوم؛ الباراسومنيا (هي أحداث أو تجارب جسدية غير مرغوب فيها شائعة عند الأطفال الأصغر سنا أثناء نومهم كالمشي أثناء النوم؛ الاستيقاظ في حالة مشوشة. ورعب النوم، العجز المؤقت عن تحريك الجسم أو الرأس أو الأطراف خلال الفترة ما بين النوم واليقظة، والبعض الآخر يصاب بالهلوسة عند بدء الاستيقاظ من النوم. واضطرابات الحركة (كمتلازمة تململ الساقين واضطراب حركة الأطراف الدورية)؛ توقف التنفس أثناء النوم.

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD):

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) هو اضطراب نمائي يتميز بأنماط من الانتباه غير المستقر، فرط النشاط، والاندفاعية. يتم تشخيص هذا الاضطراب عادةً في الطفولة وقد يستمر إلى مرحلة البلوغ. أعراض ADHD قد تتداخل مع القدرة على الوظيفة الطبيعية في البيئة المدرسية، الاجتماعية، وفي المنزل.

الأعراض الرئيسية لـ ADHD:

نقص الانتباه: الصعوبة في التركيز على المهام، الانتباه إلى التفاصيل، تنظيم المهام والأنشطة، متابعة التعليمات، والميل لفقدان الأشياء الضرورية للمهام أو الأنشطة.

فرط النشاط: الشعور بالراحة الداخلية، التحدث المفرط، الحاجة للتحرك باستمرار، صعوبة اللعب أو القيام بأنشطة بهدوء.

الاندفاعية: التصرف دون تفكير مسبق، صعوبة انتظار الدور، مقاطعة الآخرين أو التسرع في إعطاء الإجابات.

اضطراب طيف التوحد:

الذي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة (عادةً قبل سن الثالثة). الطفل المصاب بهذا الاضطراب يعاني من صعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين. طيف التوحد لا يعني تدرجات في شدة اضطراب التوحد كما هو شائع، بل يعني خمس اضطرابات مختلفة تم جمعها تحت تسمية اضطراب طيف التوحد لاشتراكها كلها في مشكلات التواصل والتفاعل مع الآخرين (نجد فيها:  توحد الأسبرجر، متلازمة ريت، اضطراب الطفولة التفككي، متلازمة كانر (التوحد)؛ اضطراب النمو المنتشر غير المحدد بطريقة أخرى.

الصرع:

يمكن أن يتخذ الصرع عند الأطفال والمراهقين أشكالًا مختلفة. نميّز فيه بين الأشكال الجزئية والأشكال المعممة (petit mal et grand mal).  وينقسم كل من هذين الشكلين من الصرع في حد ذاته إلى ما يسمى الصرع الحميد مجهول السبب، يرتبط بنشاط كهربائي غير طبيعي في منطقة معينة من الدماغ بسبب الحالة النمائية للجهاز العصبي. وهي حالات ليست معيقة للغاية ولا تستدعي العلاج في معظم الحالات، إلا إذا كانت متكررة، أو إذا كانت تعطل الحياة اليومية للطفل. والأشكال غير مجهولة السبب التي يعرف سببها الدماغي ويحدد بدقة من طرف طبيب المخ والأعصاب. والنوع الثالث ما يسمى بمتلازمات الصرع التي تظهر في شكل تشنجات كمتلازمة ويست، أو متلازمة النوم الموجي المستمر، أو الصرع الرمعي العضلي الشديد في مرحلة الطفولة ، أو متلازمة درافيت. تتميز هذه الأخيرة بنوبات تدوم أكثر من ثلاثين دقيقة أو تتكرر دون أن يستعيد الطفل وعيه بين النوبات. هذه المتلازمات تفرض تنفيذ بروتوكول علاجي محدد.

تتوافق كل متلازمة مع نوع معين من النوبات، وتشوهات مخطط كهربية الدماغ، وعمر البداية، وفي كثير من الأحيان، نفس الاستجابة للعلاجات ونفس التطور.

النوبات الحموية:

نوبات الحمى عند الأطفال الذين لديهم استعداد جيني لذلك. يمكن أن يؤدي ظهور الحمى المفاجئ إلى حدوث تشنجات، يتصلب معها جسم الطفل فجأة، ويقلب الطفل عينيه، ويعاني من تشنجات في الذراعين والساقين، وأحيانًا تشنجا في كامل الجسم. ولا تستمر هذه التشنجات أكثر من بضع دقائق. النوبات الناجمة عن الحمى لدى بعض الأطفال ليست شكلاً من أشكال الصرع. وتظهر عادة بين عمر ستة أشهر وخمس سنوات في حالات ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال المهيئين وراثيا. وبشكل عام هذه النوبات الحموية ليست خطيرة لكن أحيانا قد تحدث ضررا في الجهاز العصبي للطفل، لذا تستدعي النوبة تدخل طبيب الأطفال، وأحيانا الاستشفاء.

العلامات التحذيرية لوجود اضطراب نفسي لدى الطفل:

يمكن أن تكون الأعراض التالية مؤشرات لوجود اضطراب نفسي لدى الطفل:

الحزن المتواصل لأكثر من أسبوعين ومن دون وجود سبب موضوعي لهذا الحزن.

الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية أو تجنّبها.

إيذاء نفسه أو الحديث عن إيذاء نفسه.

الحديث عن الموت أو الانتحار، ليس السؤال عن الموت، بل ابداء الرغبة في الموت.

الهَيَجان أو سهولة الاستثارة الشديدة.

السلوك الخارج عن السيطرة الذي يُمكن أن يكون ضارا.

تغييرات كبيرة وظاهرة في المزاج أو في السلوك أو في الشخصية.

تغير في عادات الأكل المصحوبة بفقدان الوزن أو زيادته.

مشاكل النوم المختلفة.

حالات الصداع أو آلام المعدة المتكرِّرة.

صعوبة التركيز أو تغييرات في الأداء الأكاديمي أو تجنب المدرسة أو التغيب عنها.

تشخيص الاضطراب النفسي عند الأطفال:

يتم تشخيص الاضطرابات النفسية لدى الأطفال ومعالجتها بناء على المؤشرات والأعراض، ومدى تأثير الحالة في حياة الطفل اليومية. ويشمل التقييم ما يلي:

الفحص الطبي الكامل من قبل طبيب الأطفال، الذي قد يطلب آراء أخصائيين آخرين.

تاريخ الإصابات الجسدية أو الصدمات العاطفية.

التاريخ العائلي للصحة الجسدية والعقلية.

مراجعة الأعراض والمخاوف العامة مع الوالدين.

تتبع الجدول الزمني للتقدم النمائي للطفل.

التاريخ الأكاديمي للطفل المتمدرس.

مقابلة مع الوالدين، ومقابلات مع الطفل وملاحظته.

تقييمات واستبيانات للطفل ووالديه.

قد يستغرق تشخيص الاضطراب النفسي لدى الأطفال بعض الوقت؛ نظرا لما يجده الأطفال الصغار من صعوبة في فهم مشاعرهم أو التعبير عنها، ونظرا لاختلاف تطورهم الطبيعي.

الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال

التدخل العلاجي في حالة تشخيص اضطراب الصحة النفسة لدى الأطفال

من الخيارات الشائعة لعلاج الأطفال المصابين بأمراض نفسية نجد:

العلاج النفسي:

 خاصة المعرفي السلوكي، والعلاج العائلي. وغالبا ما يشمل العلاج النفسي استعمال وسائل للعب كاختبار (Scéno-test) أو الرسم، والحديث عما يحدث أثناء اللعب والرسم. وتستعمل هذه الاختبارات الاسقاطية ليس بغرض التشخيص فقط، بل لأغراض علاجية. أين يتوسط الاختبار الاسقاطي العلاقة بين المعالج والطفل؛ مما يسهل من التفاعل بينهما، ويحفز آليتي الاسقاط والعقلنة لدى الطفل.

كما يعمل العلاج النفسي المعرفي السلوكي على تعليم الأطفال والمراهقون كيفية التحدث عن الأفكار والمشاعر، وكيفية الاستجابة لها، واكتساب سلوكيات جديدة ومهارات التأقلم.

العلاج الدوائي:

يمكن أحيانا الاستعانة بالعلاج الدوائي في بعض الاضطرابات الحادة والشديدة، لا سياما الاضطرابات النمائية العصبية، أو اضطرابات المزاج. كبعض المنشطات أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الذهان أو مثبتات المزاج، ضمن خطة العلاج.

يجب الاشاراة الى أن الأسرة والوالدين يلعبان دورا محوريا في دعم خطة العلاج. لذا يجب التكفل بالأبوين أيضا وتعليمهما بشأن مرض الطفل.

كما أن الاستشارات الأسرية تعلم جميع أفراد الأسرة أنهم شركاء وفاعلين في خطة العلاج. ويجب أيضا التعاون مع المدرسة لتقديم الدعم اللازم خاصة فيما يخص الاضطرابات النمائية.

المراجع

E.K. Hughes (2012) Comorbid depression and anxiety in childhood and adolescent anorexia nervosa: Prevalence and implications for outcome Clinical Psychologist, 16 (1) (2012), pp. 15-24, 10.1111/j.1742-9552.2011.00034.xed. London, UK: John Libbey;1992:219-223.

Hunt et al., (2022) ; School-based victimization in children and adolescents presenting for cognitive behavioural treatment of anxiety disorders; Behavioural and Cognitive Psychotherapy (2022), pp. 1-14, 10.1017/S1352465822000303in children: a form of epilepsy at particular risk of misdiagnosis. Dev Medingfromsleep. Sleep Med Rev. 2007;11:255-26J Child Neurol. 2008;23:389-393.

J.L. Hudson, R.M. Rapee From anxious temperament to disorder: An etiological model of generalized anxiety disorder

J.L. Hudson, R.M. Rapee, H.J. Lyneham, L. McLellan, V.M. Wuthrich, C.A.(2012)  Schniering Comparing outcomes for children with different anxiety disorders following cognitive behavioural therapy Behaviour Research and Therapy, 72 (2015), pp. 30-37

James et al., (2020) Cognitive behavioural therapy for anxiety disorders in children and adolescents; Cochrane Database of Systematic Reviews, 11 (2020), pp. 1465-1858, 10.1002/14651858.CD013162.pub2

lR.G. Heimberg, C.L. Turk, D.S. Mennin (Eds.) (2004), Generalized anxiety disorder: Advances in research and practice, Guilford Publications Inc , pp. 51-76recognized syndromes. Brain. 2008;131:2264-2286.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *