غالبا ما يرفض الأشخاص باضطراب الشخصية النرجسية الاعتقاد بوجود مشكلة؛ مما يجعلهم لا يبحثون عن المساعدة أو العلاج. وإذا طلبوا المساعدة فغالبا بسبب أعراض الاكتئاب أو تعاطى الكحوليات أو المخدرات، أو أي مشكلة أخرى مرتبطة بالصحة النفسية. وقد يؤثر ما يعتبرونه إهانات لتقدير الذات على تقبل فكرة العلاج ومتابعته.
على الرغم من أن اضطراب الشخصية النرجسية هو اضطراب يصعب علاجه، إلا أن العلاج يمكن أن يساعد المصابين على تنمية إحساسهم بأنفسهم وعلاقاتهم.
يتمركز علاج اضطراب الشخصية النرجسية حول العلاج النفسي. اذ يمكن أن يساعد العلاج النفسي من خلال العمل على زيادة التعاطف والرحمة، وتعلم كيفية التواصل بشكل أفضل مع الآخرين، مما قد يشجع على المزيد من العلاقات الشخصية الوظيفية والمحسنة، بالإضافة إلى اكتساب فهم أفضل لمشاعره، وفهم سببية الشعور بهذه الطريقة. ويعمل العلاج النفسي على الأهداف التالية.
- قبول والحفاظ على العلاقات مع زملاء العمل والأسرة.
- تعلم التسامح مع الانتقادات والفشل والإحباط.
- فهم وتنظيم المشاعر.
- التقليل من الرغبة في تحقيق أهداف غير واقعية وظروف مثالية.
العلاج النفسي لا يحدث تغييرا في الشخصية بين عشية وضحاها: فيمكن أن يكون علاج اضطراب الشخصية النرجسية معركة طويلة وبطيئة وشاقة، تماما كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى، وقد يحتاج المريض إلى تحفيز أكثر لإحراز تقدم وحل قضاياه ومشكلاته.
أثناء العلاج النفسي، يميل أولئك الذين لديهم هذا النوع من الشخصية إلى عدم الثقة والتردد، ويظهرون ردود فعل سلبية، وغالبا ما ينقطعون عن العلاج مبكرا؛ نظرا لأن العمل العلاجي يتعامل بشكل أساسي مع سمات الشخصية، والتي تكون ثابتة إلى حد ما بمرور الوقت، فقد يستغرق الأمر سنوات عديدة من العلاج النفسي قبل حدوث تعديل أو تغيير في الشخصية.
وعلى الرغم من عدم وجود أدوية نفسية لعلاج الاضطراب على وجه التحديد، فان احتمالية حدوث اضطراب نفسي مع اضطراب الشخصية النرجسية كبير جدا.
التعايش مع اضطراب الشخصية النرجسية
يمكن أن يكون العيش مع اضطراب الشخصية النرجسية تحديا للفرد المصاب بالاضطراب، وكذلك لأفراد أسرته، والأشخاص من حوله. إذ يظهر مع هذا الاضطراب خلل في التنظيم العاطفي (مشكلة في الحفاظ على الهدوء)، خاصة عندما يهدد الآخرون أو يتعارضون مع أفكاره، و د يواجه صعوبة في الحفاظ على العلاقات الشخصية والمهنية نتيجة لذلك.
عادة ما يكون الأشخاص المصابون قادرين على إكمال الأنشطة الضرورية للحياة اليومية، ويمكن أن يؤدي الدعم المستمر من معالج مدرب أيضا إلى تحسين إنتاجية المريض ونوعية حياته، وتعلم التعرف على أفعاله، وتنمية علاقات صحية، والتعاطف، والتواصل بشكل فعال مع الآخرين. قد تكون هذه عملية بطيئة في بعض الحالات، ولكن مع الانفتاح والتحفيز القوي، فمن المحتمل أن يرى المريض تقدما كبيرا.
إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بـاضطراب الشخصية النرجسية، فقد تجد نفسك تشعر بالارتباك والإحباط معظم الوقت.، وربما يتعين عليك التعامل مع مزاجه المتغير وسلوكه غير المستقر، وحاجته للترهيب وممارسة السيطرة، والشعور بالاستحقاق.
يفتقر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية إلى التعاطف وقد يتجاهلون تمامًا احتياجات الآخر ومخاوفه ومشاعره.
قد يكون من الصعب مقاومة الثقة والحزم والإثارة التي تحيط بشخص مصاب باضطراب الشخصية النرجسية، لكن تلك السمات نفسها التي جذبتك إلى هذا الشخص في المقام الأول قد تصبح في نهاية المطاف سببا للنفور منه، عندما تبدأ في ملاحظة تأثير استجابته غير العاطفية للعلاقات، وقسوة افتقاره إلى التعاطف مع الآخرين، والاعتقاد الكبير عن نفسه.
طرق صحية للتواصل مع شخص باضطراب الشخصية النرجسية.
قد تكون المحادثات مع هذا الشخص صعبة جدا، وعادة ما تكون أحادية الجانب ومتلاعبة وسطحية. ومع ذلك، فإن التواصل الصحي ممكن في بعض الحالات.
فيما يلي بعض الطرق الصحية للتواصل مع شخص باضطراب الشخصية النرجسية.
- استخدم نبرة هادئة ومحترمة.
- لا تستخدم العبارات التي تبدأ بعبارة “أنت أبدا …” أو “أنت دائما …” ، فقد تكون هذه هي المحفزات وتجعلهم يشعرون بأنهم دفاعيون.
- استخدم عبارات “أنا” لمشاركة ما تشعر به وما تريده.
- تعرف على حدودك ودافع عنها.
- جرب أسلوب “التأرجح الرمادي”: كن غير مثير للاهتمام قدر الإمكان عندما يحاول الشخص المصاب أن يقاتل أو يشعلك أو يثير رد فعل عاطفي.