تعتبر السعادة من الكلمات المتداولة بكثرة بين عامة الناس. ومن المصطلحات الغامضة في وصفها وتعريفها وتحديدها بين المختصين. وغالبا ما تغيب السعادة عن الأذهان في خضم الريتم المتسارع للحياة. لكن تؤثر السعادة على مستوى الارتياح النفسي والرفاهية الذاتية، وعلى العلاقات الاجتماعية، وتعتبر ضرورية جدا للصحة النفسية والعقلية وحتى الجسدية.
ما هي السعادة؟
يختلف تعريف السعادة من شخص لآخر، لكنها توصف غالبا بأنها مشاعر إيجابية ورضا عن الحياة. وهي حالة عاطفية تتسم بمشاعر الفرح والرضا والقناعة والاكتمال. وعادة ما يستخدم مختصي الصحة النفسية مصطلح ” الرفاهية الذاتية ” عند الحديث عن هذه الحالة العاطفية. وهي حالة تميل إلى التركيز على مشاعر الفرد الشخصية اتجاه حياته الحالية. في حين يرى بعض النفسانيين أن السعادة هي مجموع القيم التي يتبناها الناس، وينسبونها إلى أفعالهم ونمط عيشهم.
تعرّفها برينيه براون بأنها “شعور بالمتعة، يرتبط غالبا بالبيئة المباشرة، أو بالظروف الحالية”. كما أن السعي الدائم وراء السعادة قد يسبب الإحباط وعدم الرضا؛ بسبب أن الشخص يقضي وقتا أطول ومجهودا أكبر في التركيز على ما لا يملكه، بدلا من التركيز على المشاعر الإيجابية كالفرح والامتنان التي تعزز السعادة. ويصبح البحث عن السعادة بذلك غير واقعي ويمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية.
السعادة إذن، هي حالة ذهنية دائمة تتكون من مشاعر إيجابية كالفرح والرضا، ومن الشعور بأن الحياة ذات معنى وقيمة (ليوبوميرسكي، 2001). يحرك شعور السعادة الطاقة النفسية وينشطها؛ مما يجعلنا ممتلئين بالحيوية والرغبة في الابداع والانجاز والمتعة. يمكن العثور على السعادة في أي وقت؛ من خلال تعزيز المشاعر الإيجابية والرضا والفرح والأهداف والعلاقات ذات القيمة.
يوجد عنصران أساسيان للسعادة:
- توازن المشاعر. بحيث ترتبط السعادة عموما بسيطرة المشاعر الإيجابية أكثر من تلك السلبية على مزاج الفرد العام.
- الرضا عن الحياة. من خلال مدى شعور الشخص بالرضا اتجاه مختلف مجالات حياته (العلاقات، العمل، الحياة الشخصية، الانجازات…).
العوامل المؤثرة في الشعور بالسعادة:
لا يوجد أي دراسة علمية تمكنت من تحديد عوامل دقيقة من شأنها جعل الناس يشعرون بالسعادة، فلا توجد علاقة واضحة بين المال والفرح والسعادة، ولا يمكن ربط السعادة بالثروة، ولا بالمكانة العلمية أو السياسية أو الاجتماعية العالية. وفي المقابل لا يؤثر الفقر في السعادة عكسيا.
بل إن القيم الثقافية تؤثر على كيفية تقييم الناس للسعادة وكيفية عيشها. وبينت الدراسة أن أكثر العوامل تأثيرا في إحساس الأشخاص بالسعادة غالبا ما تكون العوامل والمعتقدات الدينية، والقدرة على التعبير العاطفي في المجتمعات (إكستون وآخرون، 2015).
كما بينت دراسات أخرى تأثير العوامل الوراثية على الشعور بالسعادة. فقد أشارت دراسة أجريت على أكثر من 2000 توأم إلى أن حوالي 50% من الرضا العام عن الحياة يرجع إلى العوامل الوراثية، و10% إلى الأحداث الخارجية، و40% إلى الأنشطة الفردية والمواقف والأفكار والمشاعر، والعلاقات الإيجابية مع الذات والبيئة والآخرين . مما يشير إلى أننا قد لا نستطيع التحكم كليا في مستوى سعادتنا، إلا أنه يوجد الكثير من الاستراتيجيات التي يمكننا اتباعها لجعل حياتنا أكثر سعادة.
أنواع السعادة:
يعرف الفيلسوف اليوناني أرسطو السعادة بأنها الرغبة الإنسانية الوحيدة، وأن جميع الرغبات الإنسانية الأخرى موجودة كوسيلة لنيلها. وحدّد أربعة مستويات للسعادة، هي:
- السعادة الناتجة عن الإشباع الفوري
- السعادة الناتجة عن المقارنة والإنجاز
- السعادة الناتجة عن تقديم مساهمات إيجابية
- السعادة الناتجة عن تحقيق الرضا.
الدراسات الحديثة في هذا موضوع وأنواعها قالت باختلاف أنواع السعادة في علاقتها باختلاف الثقافات والقيم والأهداف، ومراحل الحياة. ويمكننا تحديد أنواع مختلفة من السعادة، فنجد:

أولا، الفرح أو سعادة اللذة:
هي سعادة لحظية، وترتبط بمثير محدد. عابرة، مؤقتة ومتكررة، وتتعلق بالاستمتاع اللحظي. يتمتع الفرح بكثافة أعلى من السعادة؛ فهو شعور قوي بالاتصال الروحي العميق والمتعة والتقدير. ( براون، 2021، ص 205). يشعرنا هذا النوع من السعادة غالبا بالراحة، والعناية بالنفس، وتحقيق الرغبات، وتجربة المتعة، والشعور بالرضا.
ثانيا، السعادة اليوديمونية:
تعبّر عن رفاهية عميقة يشعر فيها الشخص بأن لحياته معنى وهدفا. وينبع هذا النوع من السعادة من البحث عن الفضيلة والمعنى. وترتبط أكثر بالوفاء بالمسؤوليات، والاستثمار في الأهداف طويلة المدى، والاهتمام برفاهية الآخرين، والارتقاء إلى المثل والقيم الشخصية، والالتزام بالمشاركة في مختلف جوانب الحياة.
ثالثا، الرضا:
غالبا ما تقارن درجة الرضا العامة لدى الشخص بالرغبة المستمرة في الحصول على المزيد.
تعرفه براون (2021، ص 205) بأنه “الشعور بالاكتمال والتقدير والكفاية، الذي نشعر به عندما يتم تلبية احتياجاتنا”.
رابعا، الرفاهية الذاتية:
هو مصطلح يستخدم في البحث النفسي، ويشير إلى كيفية تقييم الناس لحياتهم. تشمل الرفاهية الذاتية أحكاما معرفية ناتجة عن التأمل، وتتعلق بالرضا عن الحياة وبالمشاعر الإيجابية. وقد أكدت العديد من الدراسات النفسية في هذا الموضوع عن ارتباط الرفاهية الذاتية إيجابيا بالصحة النسفية والجسدية والإبداع والأداء الوظيفي الجيد.
السعادة من منظور عصبي:
تعتبر دراسة وفهم عوامل السعادة وكيفية عملها أمرا بالغ التعقيد، ويختلف عملها أيضا اختلافا كبيرا بين الأفراد. لكن المثبت علميا أن السعادة ترتبط بالحالة العاطفية والأفعال والأشخاص الذين نتعامل معهم، وبمكونات الدماغ. فالدماغ العاطفي (الانفعالي) المتكون من القشرة الجبهية واللوزة الدماغية والحصين، ينظم تخزين الذكريات الإيجابية، وتنظيم العواطف، وإدارة التوتر والاستجابات العاطفية الأخرى.
وتلعب النواقل العصبية، المتمثلة في الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين والإندورفين، دورا في المتعة والمكافأة والدافع ومشاعر الرفاهية والسعادة. تسمى هذه النواقل العصبية أو الهرمونات الأربعة هرمونات السعادة.
علاقة السعادة بالعلاقات الإيجابية:
إن الروابط الإنسانية السوية والمشبعة تقلّل من الشعور بالوحدة، وتزيد من تحسن الصحة النفسية، وهو ما يؤثر على الصحة في معناها العام، وعلى الأداء الشخصي. وقد أكدت العديد من الدراسات حول موضوع السعادة والرضا الذاتي كدراسة هارفرد على أهمية العلاقات الإيجابية في تحقيق السعادة في مختلف الأعمار، لاسياما في مرحلة الشيخوخة. لذا يجب علينا الاعتناء بصداقاتنا المقربة وعائلتنا وعلاقاتنا العاطفية.
الأبعاد الثلاثة للسعادة:
اقترح مارتن سيلجمان (2002) ثلاث أبعاد للسعادة يمكن تطويرها لدى أي شخص، وهي:
- عيش التجربة الممتعة (الحياة الممتعة)، والبحث عنها.
- الانخراط بشكل متكرر ومستمر في أنشطة نحقق الرضا عن الذات والانجاز.
- الشعور بالارتباط بالحياة وبالآخرين، فالحياة ذات المعنى أكبر من مجرد تجربة احباط أو فشل.
ويضيف سيليجمان أن كل بعد من الأبعاد الثلاثة في غاية الأهمية. ويميل الشخص السعيد إلى عيش حياة كاملة؛ من خلال ملئ تجاربهم الذاتية واليومية بالمتعة والمشاركة و إضفاء المعنى عليها.
أضاف سيرجيو (2009) إلى هذه الأبعاد الثلاثة بعد التوازن في الحياة. الذي اعتبره عاملا أساسيا في السعادة. من خلال تحقيق الرضا في مختلف مجالات الحياة.
مؤشرات الشعور بالسعادة:
تتضمن بعض المؤشرات الرئيسية للسعادة ما يلي:
- الشعور بعيش الحياة التي نريدها.
- الرضا بسير الحياة الحالية، والاستعداد لتقبل الحياة المستقبلية كما ستأتي.
- الشعور بتقبل مختلف ظروف الحياة.
- التمتع بعلاقات إيجابية وصحية مع الآخرين.
- الشعور بقدرتك على تحقيق ما تريده في هذه الحياة.
- الشعور بالإيجابية أكثر من السلبية في التفكير والمشاعر والسلوك.
- الانفتاح على الأفكار والتجارب الجديدة.
- رعاية الذات واللطف اتجاهها والاحساس بالامتنان.
- الرغبة في مشاركة سعادتك وفرحك مع الآخرين.
- التفائل المستمر اتجاه مختلف تجارب الحياة، واتجاه المستقبل.
استراتيجيات تعزيز السعادة :
سمح علم النفس الايجابي بتبني العديد من الاستراتيجيات التي تعتبر في الأساس تقنيات في العلاج النفسي لتعزيز شعور الفرد بالسعادة والرفاهية الذاتية، نذكر منها مايلي:
اليقظة الذهنية:
أثبتت الدراسات أن ممارسة اليقظة الذهنية يساعد في تحسين الشعور بالسعادة. بحيث يتعلم الشخص أو المريض في وضعيات العلاج النفسي ما يعرف “بالتواجد الحاضر”. أي زيادة الوعي بما يحدث داخل الجهاز النفسي وداخل الأفكار والجسد ، وتفسير ما يحدث في البيئة بشكل عقلاني وواضح. يؤدي ذلك بالتدريب المستمر إلى التركيز فقط على ما هو مهم وما يجعلنا سعداء. تسمح اليقظة الذهنية بالتواجد في اللحظة الحالية، والوعي بمشاعرنا. وبالتالي، التعامل مع التوتر بشكل أفضل.
من جهة ثانية، تمكننا اليقظة الذهنية من ربط المشاعر بالمواقف. خاصة المواقف الماضية المؤلمة وهو ما يعزز بناء علاقات قوية وإيجابية تدعم شعورنا بالسعادة. وتمكننا من الانتقال إلى علاقات جديدة.
فهم علاقات الأخوة والصداقة:
تشكل علاقات الأخوة أو الصداقة بالنسبة للكثير منا عبئا وثقلا كبيرين، على الرغم من أهميتها. بسبب عدم فهم الروابط والمسؤوليات العائلية المبكرة وفهم الأدوار والواجبات والمسؤوليات خاصة بين الاخوة. يؤدي ذلك إلى عدم فهم وترتيب الشخص للأولويات في حياته، فقد يسبّق علاقته بإخوته على علاقته بأولاده أو شريكه وهو ما يخلق الكثير من الضغط النفسي.
فالعلاقات الناجحة تتطلب فهما لما نريده ونرغب به، ولما لا يجب أن نفعله في العلاقة، والقيم التي نعيش بها. فالعلاقات التي نعطيها الأولوية تحمينا من تحديات الحياة، وتتيح لنا مشاركة المشاعر الإيجابية، كالامتنان والفرح والحب.
السعي إلى بناء علاقات اجتماعية مشبعة ومرضية مع الآخرين، وعدم الاكتفاء بالاخوة فقط. فالتواصل الإيجابي والداعم مع أشخاص نحبهم يخفف من مستويات التوتر والقلق والمشاعر السلبية.
المشاعر الإيجابية:
يرى النفساني مارتن سيليجمان (2011) أن مشاعر الفرح والخوف والحب واللطف والامتنان ترتبط ارتباطا وثيقا بالرفاهية الذاتية والشعور بالسعادة. لذا يجب على الشخص أن يطوّر مشاعر إيجابية للوصول إلى الشعور بالسعادة. ولأجل ذلك يمكن استغلال المشاعر الإيجابية بإعادة الاتصال بالأحداث الإيجابية لجلب الوعي بالمشاعر الإيجابية.
وتحسين وعينا العاطفي بتحديد مصدر مشاعرنا وفهمها. والتساؤل حول تجارب الحياة وما يرافقها من مشاعر، مع التركيز على فهم ما تخبرنا به الإجابات عن كيفية عيشنا. كما أم المشاعر الإيجابية تزيد من المرونة النفسية والمعرفية، التي تساعد بدورها على إدارة التوتر بشكل أفضل، والتعافي بشكل أفضل عند مواجهة الصعوبات الحياتية.
فالأشخاص الأكثر سعادة يميلون إلى انخفاض مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر. وتقليل احتمالية إصابتهم بالاضطرابات والأمراض العضوية ذات الصلة بهرمون الكورتزول وبالتوتر، وتعزز من المناعة.
تجنب المقارنة الاجتماعية:
يساعد التوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين يساعد على تعزيز الثقة بالذات، وتنمية الشعور بالسعادة. لأن حياتنا لا تتشابه، والتركيز على ما يملكه الآخرون هو وسيلة أكيدة للشعور بالحسد والندم والحسرو والاحباط.
ممارسة الرياضة بانتظام:

يرتبط النشاط البدني بمجموعة من الفوائد الجسدية والنفسية. أظهرت دراسات عديدة أن ممارسة الرياضة بانتظام يساهم في الوقاية من الاكتئاب، ويحسّن المزاج. حتى القليل من التمارين الرياضية بشكل منتظم يزيد من الشعور بالسعادة.
نتائج درسات عن السعادة:
- السعادة لا تحددها الجينات فقط، بل تتحدد السعادة أيضا من خلال تجاربنا وحياتنا اليومية (ليوبوميرسكي وآخرون، 2005).
- غالبا ما يؤدي بذل الكثير من الجهد في البحث عن السعادة إلى تأثير معاكس وقد يؤدي بنا إلى أن نكون أنانيين بشكل مفرط (ماوس وآخرون، 2012).
- السعي إلى السعادة من خلال الوسائل الاجتماعية (قضاء المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء) من المرجح أن يكون أكثر فعالية من الطرق الأخرى). Rohrer et al., 2018).
- إن السعي وراء السعادة هو أحد المجالات التي يجب أن نفكر فيها في التخلي عن أهداف محددة؛ فقد يكون من الأكثر فعالية السعي وراء أهداف سعادة “غامضة” بدلا من أهداف أكثر تحديدا (روداس وآخرون، 2018).
- تؤدي السعادة إلى النجاح المهني، ولا يجب أن تكون سعادة طبيعية.
- هناك علاقة خطية بين المشاركة الدينية والسعادة. يرتبط ارتفاع حضور الصلوات الدينية بزيادة الالتزام بالإيمان، وهذا الالتزام مرتبط بتعاطف أكبر. فالأفراد الأكثر تعاطفا يميلون أكثر إلى تقديم الدعم العاطفي للآخرين، ومن يقدمونه يميلون أكثر إلى السعادة (كراوس وآخرون، 2017).
- ترتبط السعادة بانخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم، فضلا عن تنوع معدل ضربات القلب بشكل أكثر صحة.
- يمكن للسعادة أيضا أن تعمل كحاجز بينك وبين الجراثيم – فالأشخاص الأكثر سعادة أقل عرضة للإصابة بالمرض.
- يتمتع الأشخاص الأكثر سعادة بحماية أكبر ضد التوتر ويطلقون كمية أقل من هرمون التوتر الكورتيزول.
- يميل الأشخاص السعداء إلى الشعور بآلام وأوجاع أقل، بما في ذلك الدوخة، وإجهاد العضلات، وحرقة المعدة.
- تعتبر السعادة بمثابة عامل وقائي ضد المرض والإعاقة (بشكل عام، بطبيعة الحال).
- يميل الأشخاص الأكثر سعادة إلى العيش لفترة أطول بكثير من أولئك الذين ليسوا كذلك.
- تعمل السعادة على تعزيز جهاز المناعة لدينا، مما يساعدنا في محاربة نزلات البرد الشائعة والتخلص منها.
- يميل الأشخاص السعداء إلى جعل الآخرين أكثر سعادة أيضا، والعكس صحيح – أولئك الذين يفعلون الخير، يشعرون بالرضا!
قائمة المراجع
Brown, B. (2021). Atlas of the heart. Vermilion
Diener, E., Oishi, S., & Tay, L. (2018). Advances in subjective wellbeing research. Nature Human Behaviour, 2(4), 253–260
Exton, C., Smith, C., & Vandendriessche, D. (2015). Comparing happiness across the world. OECD Statistics Working Papers. https://doi.org/10.1787/5jrqppzd9bs2-en
Eysenck, M. W., & Keane, M. T. (2015). Cognitive psychology: A student’s handbook. Psychology Press
Ford, B. Q., Dmitrieva, J. O., Heller, D., Chentsova-Dutton, Y., Grossmann, I., Tamir, M., Uchida, Y., Koopmann-Holm, B., Floerke, V. A., Uhrig, M., Bokhan, T., Mauss, I. B., & Gauthier, I. (2015). Culture shapes whether the pursuit of happiness predicts higher or lower well-being. Journal of Experimental Psychology: General, 144(6), 1053–1062
Galambos, N. L., Krahn, H. J., Johnson, M. D., & Lachman, M. E. (2020). The U shape of happiness across the life course: Expanding the discussion. Perspectives on Psychological Science, 15(4), 898–912.
Howells, A., Ivtzan, I., & Eiroa-Orosa, F. J. (2014). Putting the “app” in happiness: A randomised controlled trial of a smartphone-based mindfulness intervention to enhance wellbeing. Journal of Happiness Studies, 17(1), 163–185
Ryan, R. M., & Deci, E. L. (2018). Self-determination theory: Basic psychological needs in motivation, development, and wellness. The Guilford Press.
See, K. F., & Yen, S. H. (2018). Does happiness matter to health system efficiency? A performance analysis. Health Economics Review, 8, Article 33. https://doi.org/10.1186/s13561-018-0214-6
Seligman, M. (2011). Flourish: A new understanding of happiness and well-being and how to achieve them. Nicholas Brealey Publishing.
Waldinger, R. J., & Schulz, M. S. (2023). The good life: Lessons from the world’s longest scientific study of happiness. Simon & Schuster.
Zarifsanaiey, N., Jamalian, K., Bazrafcan, L., Keshavarzy, F., & Shahraki, H. R. (2020). The effects of mindfulness training on the level of happiness and blood sugar in diabetes patients. Journal of Diabetes & Metabolic Disorders, 19, 311–317.