يظهر العديد من الأفراد المصابين باضطرابات طيف التوحد الكثير من المشاكل السلوكية التي تتجاوز الأعراض الأساسية المحددة لاضطراب طيف التوحد.
يشير (DSM 5) الى أن اضطرابات طيف التوحد (DSA) هي اضطرابات نمائية عصبية غير متجانسة، تتميز بالعجز الاجتماعي وأنماط السلوك المقيدة والمتكررة. تظهر الأعراض الأساسية عادة في صورة ضعف التبادل الاجتماعي والعاطفي، والتواصل غير اللفظي غير الطبيعي، وصعوبة تطوير العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها، والحركات المتكررة، والتثبيتات أو الاهتمامات الشديدة بأشياء بعينها، والحساسية الحسية غير السوية و/أو غير المألوفة.

ما هي المشاكل السلوكية؟
تعرّف مشكلات السلوك أو المشاكل السلوكية على أنها أي مشكلة عاطفية أو سلوكية مهمة، تؤثر على السلوكيات العامة لطفل التوحد. بما في ذلك القلق والاكتئاب والانسحاب والشكاوى الجسدية ومشاكل التنشئة الاجتماعية والفكر، أو الاهتمام وخرق القواعد، والعدوان.
أكدت العديد من الأبحاث والدراسات على أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد يعانون من مشاكل داخلية وخارجية هامة اكلينيكيا، بالإضافة الى ما ذكر أعلاه نجد إيذاء النفس، وتشتت الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، والتفكير غير المألوف. وقد تؤدي هذه المشكلات السلوكية أحيانا إلى تقديم تشخيصات مرضية مصاحبة مثل اضطرابات القلق والاكتئاب، واضطراب السلوك، واضطراب المعارضة/التحدي واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط .
الأشخاص المتوحدون الذين يواجهون صعوبات مستمرة في مجال السلوك يكونون أكثر عرضة لخطر مشاكل الصحة النفسية على المدى الطويل. لا سياما مشاكل في التحصيل الأكاديمي وانحراف السلوك والعنف. كما تؤثر المشكلات السلوكية على جميع جوانب أداء الأسرة. ويمكن أن تشكل عبئا على الأداء الاجتماعي لها، وعلى مواردها المالية، ويكون لها تأثير على السلامة العاطفية للأسرة بأكملها.
تعتبر هذه المشاكل السلوكية لطفل التوحد من أهم أسباب اكتئاب الأم، أو انفصال الوالدين، أو الطلاق أو الانتقال إلى مكان آخر، أو تغيرات في وظيفة الوالدين، أو تخلي الوالدين عن وظيفتهما تماما.
أسباب المشاكل السلوكية في اضطراب التوحد
يستخدم العديد من الأطفال المصابين بالتوحد مجموعة من السلوكيات لمساعدتهم على إدارة انفعالاتهم وفهم بيئتهم. وفي بعض الأحيان يقوم الطفل بهذه السلوكيات فقط من أجل المتعة.
وجدت العديد من الدراسات التي تبحث في سببية هذه السلوكيات أنها ترتبط بأحد العوامل التالية:
- مشكلات في الادراك الحسي (فرط أو نقص الحساسية) لبعض المثيرات كالأضواء الساطعة أو الضوضاء أو ملمس بعض الأشياء أو الألم. ويمكن أن تؤدي صعوبة معالجة بعض الأحاسيس مثل الأصوات العالية والأضواء الساطعة والروائح القوية إلى حالة من الإثارة الشديدة والضيق. هذا، إلى جانب صعوبة التنظيم الذاتي، يمكن أن يؤدي إلى نوبات الغضب والعدوان وإيذاء النفس. ويمكن إجراء التسهيلات والتعديلات المناسبة لمعالجة هذه الصعوبات الحسية. علاوة على ذلك، فإن تلبية احتياجاتهم الحسية يمكن أن تكون مهدئة وتساعدهم على الهدوء.
- تعلم سلوك خاطئ لقضاء حاجياتهم مثل نوبات الغضب.
- عدم القدرة على فهم ما يحدث من حولهم.
- بعض المشكلات الطبية والصحية، كالإمساك، والأكزيما، واخراج الأسنان، وعدوى المسالك البولية، والضعف الحسي، والصرع. يمكن أن تحدث هذه الحالات الطبية العديد من المشكلات السلوكية أو السلوكيات الصعبة.
- تفسّر الصعوبات والمشكلات السلوكية لدى أطفال التوحد أحيانا باضطرابات النوم الشائعة لديهم. وتساهم اضطرابات في النوم وإيقاعات الساعة البيولوجية في ظهور العديد من المشكلات السلوكية. وأهم هذه المشكلات السلوكية نجد الانسحاب الاجتماعي والتهيج والسلوكيات النمطية. بحيث بينت دراسة نشرت عام 2021 من مجموعة من الباحثين أجريت على اثنان وخمسون طفلا مصابا باضطراب طيف التوحد تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات لتقييمات النوم وإيقاعات نشاط الراحة اليومية باستخدام الرسم واستبيان عادات نوم الأطفال. تم تقييم الصعوبات السلوكية باستخدام تحليلات المقارنة لمجموعة (ABC-C) لمقارنة معالم النوم وإيقاع الساعة البيولوجية للأطفال الذين يعانون من صعوبات سلوكية أعلى وأدنى. كان لدى الأطفال الذين يعانون من التهيج العالي فترة نوم متواصلة أقصر مقارنة بأولئك الذين يعانون من تهيج أقل (-60 دقيقة، ع = 004) ، وكذلك أولئك الذين لديهم سلوكيات نمطية عالية مقارنة بالأطفال ذوي الصور النمطية الأقل (-75 دقيقة، ع = 0006). وشكلت اضطرابات الساعة البيولوجية والنوم الموضوعية معا، على التوالي ( 17% و 18% و36%) من التباين في الانسحاب الاجتماعي، التهيج والسلوكيات النمطية.
- يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو إيصال احتياجاتهم. ولا يمكنهم السماح للآخرين بمعرفة ما يريدون. وليس لديهم سوى القليل من الخيارات والسيطرة على حياتهم. ومن ثم، فإن عدم القدرة على التواصل يمكن أن يظهر على شكل غضب وانهيارات وإحباط وتحدي.
السلوكيات الصعبة هي مواقف مشحونة عاطفيا:
فمن الطبيعي الرد على مثل هذه المشاكل بصوت مرتفع واستنكار تعبيرات الوجه. وقد يؤدي القيام بذلك إلى تصعيد هذه السلوكيات أو ترسيخها.
- عدم وجود الهيكل والروتين. فالإصرار على التماثل والالتزام غير المرن بالروتين يعتبر جزءا من حالة اضطراب طيف التوحد. إن تنظيم اليوم يمنح الطفل إحساسا بالقدرة على التنبؤ والتحكم. ويمكن أن تكون الإجراءات الروتينية مهدئة له. وبالتالي، فإن الافتقار إلى النظام والروتين يمكن أن يزيد من شعورهم بالقلق ويقلل من قدرتهم على التكيف مع أصغر التغييرات.
- العجز عن التعبير عن الاحتياجات الفسيولوجية كالعطش والجوع والحاجة إلى الراحة أو النوم. إذا كان الأمر كذلك، فإن تقديم بعض الطعام أو الشراب قبل تصاعد السلوك قد يمنع الانهيار أو الغضب أو العدوان. يجب هنا تطوير وسائل التواصل والتعبير مثل المساعدات البصرية أو نظام اتصالات تبادل الصور (PECS) لتسهيل التعبير عن الاحتياجات دون الحاجة إلى اللجوء إلى سلوكيات غير مرغوب فيها.
- العجز عن التعبير وفهم الاحتياجات العاطفية. مثل الحاجة إلى الشعور بالأمان والشعور بالحب والسعادة. تتم تلبية احتياجات الأطفال العاطفية من خلال فرصهم في اللعب، وتفاعلاتهم مع إخوتهم/آبائهم وأصدقائهم. بعض الأطفال المصابين بالتوحد يرغبون بشدة في التفاعل مع الآخرين وتكوين صداقات، وتزداد حدة هذه المشاعر خاصة خلال فترة البلوغ والمراهقة. ونتيجة لذلك، قد يشعر الأطفال المصابون بالتوحد بأنهم غير مرغوب فيهم، ومهملين، وقد يشعرون بعدم المشاركة وعدم التقدير. ومن ثم يمكن أن يلجؤوا إلى سلوكيات تسعى إلى جذب الانتباه مثل العدوان والتدمير أو الانخراط في سلوكيات تهدئة الذات مثل ضرب الرأس.
- البيئة والإعدادات التي يعرض فيها الطفل سلوكيات صعبة يمكن أن يوفر أدلة حيوية لأسباب ومحفزات هذه السلوكيات غير المرغوب فيها. لنفترض أن بعض السلوكيات تحدث فقط في مواقف وإعدادات معينة، في هذه الحالة، قد يحاول الطفل إيصال أنه يجد صعوبة في العمل في تلك البيئة. ثم يظهرون سلوكيات سلبية للهروب من وضعهم الذي لا يطاق. من ناحية أخرى، قد يقوم بعض الأطفال المصابين بالتوحد بإخفاء عواطفهم مما يؤدي إلى الانهيارات بمجرد وصولهم إلى محيطهم المألوف كالمنزل أو غرفة نومهم.
- بعض الاضطرابات العصبية المرافقة لاضطراب طيف التوحد، كاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، القلق، الاكتئاب، أو تدني احترام الذات. يمكن أن تظهر هذه الحالات النمائية العصبية غير المشخصة مع العدوان والتحدي وإيذاء النفس واضطرابات السلوك الأخرى.
أكثر المشاكل السلوكية شيوعا في اضطراب التوحد
نوبات الغضب والانهيار التوحدي
نوبة الغضب يرافقها عواطف مصحوبة بالصراخ والسلوك التخريبي، وغالبا ما تكون هذه النوبة تصرفا موجها نحو هدف محدد (الحصول على شيء ما، أو رفض شيء ما). في كثير من الحالات، تنتهي نوبات الغضب من تلقاء نفسها وتختفي مع نمو الطفل. ومع ذلك، يمكن كسر حلقة المكافأة بشكل أسرع، إذا علم الطفل أن التعرض لنوبات الغضب ليست وسيلة فعالة لجذب الانتباه والوصول إلى أهدافه.
نوبات الغضب هي طريقة يتعلم بها الأطفال التلاعب بوالديهم والراشدين في بيئتهم لمنحهم ما يريدون. نظرا لوجود نظام مكافأة للسلوك، ففي كل مرة يصل فيها الطفل إلى هدفه يتم تعزيز السلوك لديه.
الانهيار التوحدي
لا يتم إنشاء الانهيار التوحدي كنظام لطلب المكافأة كما في نوبة الغضب. وهو لا يقتصر على الأطفال، بل يمكن أن يحدث في أي عمر أو في أي موقف.
غالبا ما يحدث الانهيار التوحدي بسبب التحفيز الحسي الزائد. اذ يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد من فرط الحساسية اتجاه المحفزات المختلفة مثل الأصوات والروائح والأضواء وما إلى ذلك. ويمكن أن تؤدي الحساسية المفرطة إلى إرباك الشخص؛ مما يؤدي به إلى الانهيار.
غالبا ما تكون الانهيارات أكثر حدة وعاطفية، وأطول أمدا، وأكثر صعوبة في التعامل معها مقارنة بنوبات الغضب. ويتعلم العديد من البالغين المصابين بالتوحد، وخاصة ذوي الأداء العالي، بعض الاستراتيجيات لمنع الانهيارات والتعامل معها.
الفرق بين نوبة الغضب والانهيار التوحدي
قد تبدو نوبة الغضب والانهيار التوحدي متشابها. ويظهر على كلاهما الصراخ والبكاء والركل والضرب وحبس النفس. لكن يستطيع الوالدين أو المعالج النفسي للطفل التفريق والتمييز بين الانهيار ونوبة الغضب بالاستناد الى الخبرة والمعرفة الجيدة بالطفل أولا، ثم على النقاط التالية:
إن الانهيار التوحدي أكبر، وأكثر عاطفية، وأطول أمدا، وأكثر صعوبة في التعامل معه من نوبة الغضب. ولنوبات الغضب والانهيارات أسباب مختلفة.
عادة ما تكون نوبات الغضب تلاعبية، حيث يحاول الطفل الحصول على ما يريده من خلال البكاء أو الصراخ أو إثارة المشهد. وعلى العكس، فإن الانهيارات التوحدية ليست تلاعبا، بل هي حسب (Goldin Matson, Tureck, Cervantes, Jang; 2013) صرخات استغاثة حقيقية.
سلوك التحفيز الذاتي
يستخدم العديد من الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد التحفيز كأسلوب للتهدئة الذاتية. عندما ترى طفلا أو شخصا بالغا مصابا بالتوحد يرفرف بيديه أو يتأرجح ذهابا وإيابا بشكل مكثف، فمن المحتمل أن يشعر بالقلق ويتعرض للضغط. تبدأ العديد من الانهيارات بعد فترة قصيرة من التحفيز الشديد. من خلال الاهتمام بتحفيز الطفل، يمكن تحذير الوالدين من مصدر محتمل للتحفيز الزائد.
التحفيز لا يحدث دائما بسبب الضيق. ويمكن أن يكون استجابة طبيعية للإثارة والسعادة لدى الطفل المصاب بالتوحد. في كثير من الحالات، بناء على الخبرة، يمكن للوالدين التمييز بين التحفيز السعيد والتحفيز العصبي.
تتضمن سلوكيات التحفيز الشائعة: التأرجح، القفز، الدوران، ضرب الرأس، رفرفة الأيدي، نقر الأصابع أو نقر الأشرطة المطاطية، تكرار الكلمات أو العبارات أو الأصوات، التحديق في الأضواء أو تدوير الأشياء.
عادة ما يكون سلوك التحفيز الذاتي غير ضار، لكنه يبدو غريبا للآخرين. لا يجب أن يحاول أي شخص إيقافه إذا لم يسبب أي ضرر للطفل أو للمحيطين به.
الهيجان
نوبات الهيجان تظهر في شكل استثارة نفسية حركية عالية جدا، يفقد معها الطفل السيطرة بسبب الإرهاق التام. وفي مثل هذه الحالة يكون الشيء الأكثر أهمية هو محاولة الحفاظ على هدوء الأشخاص المتواجدين مع الطفل للحفاظ على سلامته.
ليس من الممكن دائما منع هذه النوبات، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها والتي قد تساعد في مرحلة مبكرة لتجنب أو التقليل من هذه النوبات، وتشمل:
- السماح للطفل بارتداء سماعات الأذن للاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
- التقليل قدر المستطاع أو إزالة الأضواء الساطعة.
- تدريب الطفل على تقنيات تشتيت الانتباه.
- التخطيط مسبقا، واعداد الطفل لأي تغيير في الروتين مهما كان بسيطا.على سبيل المثال تغيير الطريق إلى المدرسة.
- قد يكون من المفيد أن يحتفظ الأبوان بمذكرات لبضعة أسابيع لاكتشاف أي محفزات لهذه النوبات، ومحاولة تجنبها.
السلوك العدواني
العدوان اللفظي الناجم عن صعوبة التأكد من مشاعر الآخرين. قد ينتج ردودا تبدو وقحة أو مفردات نابية. في حين يظهر العدوان الجسدي عادة بسبب أن الطفل لا يفهم ما يحدث حوله، أو أنه يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره أو إيصال رغباته واحتياجاته. أو عند القلق ، أو الحساسية الحسية، أو الشعور بالغضب بسبب تغيير في الروتين أو الخطة.
لا يمكن منع كل السلوك العدواني، لكن من المهم بالنسبة للراشدين في بيئة الطفل تعلم استراتيجيات للتعامل مع السلوك العدواني عند حدوثه.
يعبّر أحيانا الأطفال المصابون بالتوحد عن مشاعرهم من خلال السلوك العدواني. وقد يكون في بعض الأحيان هذا موجها موجها نحو الأشياء أو الأشخاص الآخرين. فقد يقومون مثلا بضرب أو ركل الأشخاص أو رمي الأشياء عليهم. وفي بعض الأحيان الأخرى يكون السلوك العدواني موجها نحو أنفسهم. عندما يقوم الطفل باضطراب التوحد بإيذاء نفسه يسمى سلوكا ضارا بالنفس أو عدوانية اتجاه الذات.
غالبا ما يرافق السلوك العدواني انهيارات توحدية. بحيث يفقد معها الطفل السيطرة على سلوكه، ويجد صعوبة بالغة في تهدئة نفسه.
ما يجب فعله أمام السلوك العدواني اتجاه الآخرين

إذا تمكن الراشدون في بيئة الطفل من فهم سبب تصرف الطفل بعدوانية اتجاه نفسه أو اتجاه الآخرين فسيمكنهم وضع خطة لتجنب هذا السلوك في المستقبل. لذا يجب التحدث مع الطفل عن سلوكه العدواني وما يعتقد أنه يسببه. وإذا كان الطفل لا يستطيع التحدث عن ما يقلقه أو لا يفهمه بنفسه، فيمكن استخدام مذكرات لمساعدته على فهم سلوكه.
أولا، تحدث معظم السلوكات العدوانية لأن الطفل لا يستطيع التعبير عن مشاعره القوية. لذا من المهم أن يتحكم الراشد في مشاعره، ويبقى هادئا. الهدوء هنا هو السلوك النموذجي لسلوك التكيف الجيد، ويسهمل أيضا الاستجابة بشكل مناسب لاحتياجات الطفل.
ثانيا، خلال النوبات التي يرافقها العدوان سيشعر الطفل بالتوتر الشديد، ويكون من الصعب عليه معالجة أو التعامل مع ما يقوله له الآخر. قد يكون من المفيد في مثل هذه الحالة استخدام عبارات قصيرة أو حتى بضع كلمات فقط تكون في شكل تعليمات واضحة. على سبيل المثال، اجلس، تعال إلى هنا واجلس.
ثالثا، يجب نقل الطفل إلى مكان أكثر أمانا، والتأكد من أنه بعيد عن كل ما يمكن أن يؤذيه أو يؤذي الآخرين. على سبيل المثال، الرفوف التي يمكن أن تسقط أو الأشياء الزجاجيةأو المعدنية الحادة.
رابعا، يمكن أن تساعد الإشارات المرئية في مثل هذه المواقف. مثلا، وجود صورة لمكان هادئ في البيت يمكن للطفل الذهاب إليه.
خامسا، اذا فاق السلوك العدواني قدرة الراشد على السيطرة عليه، يجب طلب المساعدة من أجل التقييد الجسدي للطفل.
ما يجب فعله أمام السلوك العدواني اتجاه النفس
أولا، المحافظة على الهدوء أمام حزن الطفل. حافظ على هدوئك واستخدم نبرة صوت هادئة، وهذا يمكن أن يطمئن الطفل بأنه آمن وأنك موجود لدعمه.
ثانيا، قم بإيقاف أي أنشطة أو مهام قد تجعل الطفل يشعر بالتوتر. تجنب إعطاء المزيد من التعليمات أو الطلبات، وتجنب الحديث عن المشاعر. اذ يمكن العودة إلى النشاط أو المهمة عندما يشعر الطفل بالهدوء مرة أخرى.
ثالثا، فكّر في ما يمكن تغييره في البيئة أو المحيط المادي حتى يشعر الطفل بمزيد من الراحة. مثلا، التقليل من الضوضاء عن طريق نقل الطفل إلى غرفة مختلفة أو إعطائه سماعات رأس مانعة للضوضاء، التقليل من الانزعاج الجسدي الذي يشعر به الطفل من خلال مساعدته على تغيير ملابسه المفضلة أو الحصول على بعض الهواء النقي.
رابعا، إزالة العناصر التي تسبب الأذى للطفل، ومنحه بديلا أكثر أمانا. مثلا، إذا كان الطفل يضرب رأسه بكتاب، فيمكن استبدال الكتاب بوسادة. وإذا كان يعض نفسه، يمكن إعطاؤه وجبة خفيفة أو لعبة مضغ بدلا من ذلك.
خامسا، تشجيع الطفل على القيام بنشاط آخر، بإعادة توجيه انتباهه إلى نشاط مفضل أو تجربة حسية ممتعة. كالحصول على عناق شديد، القفز على الترامبولين، الاختباء تحت البطانيات، قراءة كتاب، مشاهدة برنامج تلفزيوني وغيرها.
سادسا، امدح الطفل بهدوء ولطف، و استخدم الثناء الوصفي حتى يعرف الطفل ما فعله جيدا وما يمكنه فعله في المرة القادمة. كقول يعجبني أنك اخترت القفز على الترامبولين بدلا من ضرب رأسك عندما تشعر بالانزعاج.
سلوك إيذاء النفس
يتمتع الأطفال المتوحدين بمشاعر قوية يتفاعلون معها بشكل مختلف. وهي مشاعر قوية يجد الوالدين صعوبة في السيطرة عليهاوالتعامل معها. ونتيجة لذلك، يمكن أن تتحول أحيانا الى مشكلة سلوكية تتمثل في ايذاء النفس. الملاحظ هنا هو أن إيذاء أنفسهم ليس هو القصد. لأنهم ببساطة يحاولون التعبير عن شيء ليس لديهم الكلمات لوصفه.
يعتبر التواصل هو المفتاح أمام هذه المشكلة السلوكية، بتعليم الطفل آليات التكيف الصحية للتعبير عن السلوك. على سبيل المثال، سؤاله عن شعوره إذا تعرض شخص يحبه للأذى، يمكن أن يقطع شوطا طويلا في إيقاف هذه المشكلة السلوكية.
سلوك السرقة
تسير هذه المشكلة السلوكية جنبًا إلى جنب مع ضعف التعرف على الإشارات الاجتماعية والمساحة الشخصية. في كثير من الأحيان، لا يفهم الأطفال الذين يعانون من التوحد مفهوم الملكية الشخصية.
يمكن إدارة هذا السلوك من خلال شرح عدم أخذ شيء ما إلا بعد طلبه أولاً والالتزام بالأشياء التي يمتلكونها بالفعل بشكل عام.
سلوك الهروب
تأتي هذه المشكلة السلوكية مع عدم الوعي العام بالتوقعات. غالبا لا يدرك طفل التوحد أن الآباء والمعلمين يتوقعون منهم البقاء في مكان ما، أو أن وجودهم مطلوب. وتحديد التوقعات الصحيحة من خلال التواصل الواضح بين الطفل والراشد من شأنه معالجة هذه المشكلة. وفي بعض الأحيان تكون هذه المشكلة السلوكية مجرد شكل من أشكال تجنب المنبهات.
السلوك الجنسي
هذه المشكلة السلوكية مزعجة بشكل خاص؛ لأنها تعرض الطفل للاستغلال الجنسي. يأتي السلوك الجنسي غير اللائق بأشكال عديدة، وعلى رأسها الكشف العلني عن الأعضاء التناسلية أو التحفيز الفعلي للأعضاء التناسلية.
يمكن أن يكون السبب الجذري هو سوء فهم للقواعد الاجتماعية. ويصبح الإشباع الجنسي اهتماما خاصا للشخص المتوحد، فيركز على هذا السلوك.
نظرًا لأن هذا السلوك المشكل له عواقب قانونية واجتماعية خطيرة، فمن الأهمية طلب العلاج إذا أظهر الطفل ذلك.
سلوكيات أليات المواجهة/التواصل
تعتبر صعوبات التواصل من الأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد. ونتيجة لذلك، غالبا ما يطوّر الأفراد الموجودون في الطيف آليات المواجهة/التواصل التي تظهر كسلوكيات صعبة. هذه السلوكيات هي وظائف تواصل ويمكن معالجتها من خلال الفهم والعلاجات المتخصصة.
هذه السلوكيات الصعبة تعتمد على السياق؛ أي أن السلوك ليس حدثا منعزلا ولكنه وظيفة تواصل تعتمد على العوامل البيئية المحيطة. ويمكن أن تشمل هذه السلوكيات العدوان على الذات أو على الآخرين، نوبات الغضب، السلوك التخريبي، عدم الإمتثال للتعليمات، السلوك المتكرر النمطي.
تركّز استراتيجيات التدخل السلوكي هنا على فهم السياق لإنشاء خطة علاج شخصية. وعندما يتم التعرّف على أسباب السلوك الصعب، يمكن للمعالجين والآباء إنشاء جدول زمني للعوامل السلوكية والبيئية وتحديد الاستراتيجيات الأكثر فعالية.
مذكرات ملاحظة المشاكل السلوكية لطفل التوحد
تساعد هذه المذكرات الوالدين على تسجيل كل ما يثير المشكلات السلوكية للطفل. تحمل مجموعة من الأسئلة، التي وبالاجابة عليها يمكن تحديد مسببات السلوك وفهمها.
- في أي وقت من اليوم يحدث هذا السلوك؟
- ما هي المدخلات الحسية التي يتعامل معها الطفل؟
- هل الطفل متعب أو جائع؟
- ماذا كان يفعل الطفل قبل السلوك مباشرة، مثلا الاستعداد للمدرسة، الانتقال من نشاط إلى آخر، إكمال الواجبات المنزلية؟
المراجع
- Goldin RL, Matson JL, Tureck K, Cervantes PE, Jang J (2013). Comparison of tantrum behavior profiles in children with ASD and ADHD and comorbid ASD and ADHD. Comparative study of Res Dev Disabil. 34(9):2669-75. doi:10.1016/j.ridd.2013.04.022
– Lee, Seungyeon (2014) “Educating Children with Autism Spectrum Disorders (ASDs) to Delay Gratification in the Contet of Temper Tantrums,” The Advocate: Vol. 22: No.2. https://doi.org/10.4148/2637-4552.1060