في عالم يزداد تعقيدا بمرور كل يوم، تبرز أهمية فهم المعالجة الحسية ونظرية التكامل الحسي وكيفية تفاعل أجسامنا وأدمغتنا مع المحيط الخارجي. المعالجة الحسية، وهي العملية التي يتم من خلالها استقبال وتحليل المعلومات القادمة عبر حواسنا، تلعب دورا حاسما في كيفية إدراكنا للعالم وتفاعلنا معه. في هذا السياق، يكتسب مفهوم التكامل الحسي، الذي يوضح كيفية تنسيق الأنظمة الحسية المختلفة لتشكيل استجابة موحدة، أهمية خاصة. هذا المقال يستكشف أعماق هذين المفهومين، مع التركيز على كيفية تأثيرهما على الأفراد ضمن طيف التوحد، الذين يواجهون تحديات فريدة في المعالجة الحسية.
اعتبر الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية في اصداره الخامس (DSM-V) التشوهات الحسية كمعايير تشخيصية في اضطراب طيف التوحد (ASD). بحيث ووفقا لنفس المرجع حوالي (90%) من الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد لديهم تجارب حسية غير نمطية، تترجم في فرط أو نقص في التفاعل، مع استجابات غير طبيعية للتحفيز الحسي.

ما المقصود بالمعالجة الحسية؟
تصف المعالجة الحسية الطريقة التي يستقبل بها الجسم ويفسّر المنبهات الواردة من خلال حواسنا. وتلعب الأنظمة الحسية دورا هاما في قدرة الشخص على ادراك العالم الخارجي والتفاعل معه.
لكل نظام حسي دور محدد، تعمل هذه الأنظمة الحسية معا على إعلام الدماغ بكيفية التفاعل مع البيئة الخارجية. وتساعد هذه العملية في الحفاظ على الإحساس بالموقع، ومستوى اليقظة في المناطق المحيطة المختلفة، والقدرة على الحركة بتوازن.
الحواس المعروفة خمسة (الرؤية، الذوق، اللمس، الشم، السمع)، بالإضافة ثلاث حواس أخرى أقل شهرة هي الحس العميق (الشعور بالوعي الجسدي)، والحس الدهليزي (يتضمن الحركة والتوازن والتنسيق)، والاحساس الداخلي (Interoception) الذي يساعدنا على فهم ما يحدث داخل أجسامنا والشعور به.
نظرية التكامل الحسي
تهدف هذه النظرية إلى شرح السلوكيات، وتخطيط التدخل، والتنبؤ بالتغير السلوكي من خلال التدخل، وتوفير استراتيجيات تدخل محددة لعلاج المشكلات الحسية الأساسية التي تؤثر على الأداء العام. وتهدف إلى التدخلات العلاجية التي تدمج الإحساس للتأثير على الإدراك الحسي المتعدد للتأثير على التعلم والسلوك. حيث أن الجهاز العصبي المركزي لا يعالج المعلومات الحسية بمعزل عن غيرها.
أنواع خلل التكامل الحسي
وثقت نظرية التكامل الحسي ستة أنواع من خلل التكامل الحسي؛ وهي:
- خلل الأداء النمائي
- الإدراك البصري، وإدراك الشكل والفضاء، والوظائف الحركية البصرية
- الدفاع عن طريق اللمس المرتبط بسلوكيات مفرطة النشاط وقابلة للتشتت
- العجز الدهليزي والوضعي
- العجز في التمييز الأرضي بين الأشكال البصرية
- العجز في الوظائف السمعية واللغوية.
السمة المميزة للتكامل الحسي هي أنه يتم في بيئة آمنة يلعب فيها الأطفال، وتكون الأنشطة بمثابة مكافأة لهم. يعالج التدخل الاحتياجات الحسية للأطفال للقيام باستجابات تكيفية مع البيئات. وتم تكييف مبادئ التعلم الحركي والاستجابة التكيفية والنشاط الهادف.
يحتوي التدخل العلاجي للتكامل الحسي على قائمة بالمبادئ الأساسية للتدخل باستخدام منهج التكامل الحسي. ويتضمن بعضها أنشطة غنية بالإحساس (خصوصا الإحساس الدهليزي واللمسي والحس العميق) لتعزيز تنظيم التأثير واليقظة، وما إلى ذلك.
الاطار النظري المرجعي للتكامل الحسي
يركز الإطار المرجعي للتكامل الحسي على كيفية التفاعل بين الأجهزة الحسية بما في ذلك الأنظمة السمعية والدهليزية وأنظمة استقبال التحفيز واللمس والبصرية، مما يوفر معلومات متكاملة تساهم في تعلم الطفل وسلوكياته التكيفية.
للأطفال القدرة على تقديم استجابات تكيفية للبيئات الحسية المتغيرة باستمرار. تشمل القدرات التكاملية الحسية التعديل الحسي، والتمييز الحسي، والتحكم في وضعية العين، والتطبيق العملي، والتكامل الثنائي، والتسلسل.
تتكون نتائج عملية التكامل الحسي من:
- القدرة على تعديل وتمييز ودمج المعلومات الحسية من الجسم ومن البيئة.
- التنظيم الذاتي لتنظيم والحفاظ على مستوى الإثارة لديه للتركيز على المهمة
- الحفاظ على التحكم في الوضعية، والتحكم في العين، والتنسيق الثنائي، والجوانب الجانبية
- التطبيق العملي وتنظيم السلوك للمهام والأنشطة
- تنمية تقدير الذات والكفاءة الذاتية.
وتؤدي هذه النتائج إلى المشاركة الناجحة في النشاطات اليومية. تشمل التدخلات استخدام المعدات العلاجية لتزويد الأطفال بفرص حسية مختلفة، مع اثنين على الأقل من هذه الأحاسيس الثلاثة (اللمس، الدهليزي، واستقبال الحس العميق). ويتم توفير الأحاسيس في بيئة منظمة، متدرجة إلى حد أكبر أو أقل حسب احتياجات كل طفل. ونتيجة التكامل الحسي الناجح هي المشاركة في أنشطة الحياة اليومية وسيعزز تحقيق أدوار الأطفال، مثل كونهم طالبا في الفصول الدراسية التي تتضمن معلومات حسية متغيرة باستمرار.
نموذج دان التفسيري للمعالجة الحسية
اقترح نموذج دان (Dunn) التفسيري للمعالجة الحسية أربعة أنماط أساسية للمعالجة الحسية، والتي تنبثق من تفاعل العتبة العصبية والتنظيم الذاتي. العتبة العصبية هي نطاق شخصي من العتبات لملاحظة الأحداث الحسية المختلفة في الحياة اليومية والاستجابة لها. الأشخاص الذين لديهم عتبة حسية منخفضة يلاحظون المنبهات ويستجيبون لها في كثير من الأحيان؛ لأن نظامهم العصبي ينشط بشكل أسهل للأحداث الحسية. والأشخاص الذين لديهم عتبة حسية عالية غالبا ما يفتقدون المحفزات التي يلاحظها الآخرون بسهولة؛ لأن نظامهم العصبي يتطلب محفزات أقوى لتنشيطها. التنظيم الذاتي هو سلسلة متواصلة من البناء السلوكي. يشير طرف النهايات الى الأشخاص الذين لديهم استراتيجية سلبية اتجاه الأحداث الحسية، يبقون في مكان به العديد من المدخلات الحسية التي تجعلهم يشعرون بعدم الارتياح ويتفاعلون مع الإحباط. ويشير الطرف الآخر إلى الأشخاص الذين يستخدمون إستراتيجية نشطة، كتعديل موضع الشخص للحصول على قدر يمكن التحكم فيه من المدخلات الحسية.
الأنماط الأربعة للمعالجة الحسية في نظرية دان
يمكن أن تكون هذه الأانماط الأربعة ناتجة عن تقاطع العتبة العصبية والتنظيم الذاتي وهي:
أولا، البحث عن الإحساس (عتبة عالية واستراتيجية التنظيم الذاتي النشطة).
ثانيا، التجنب الحسي (عتبات منخفضة واستراتيجية التنظيم الذاتي النشطة).
ثالثا، الحساسية الحسية (عتبة منخفضة واستراتيجية التنظيم الذاتي السلبية).
رابعا، التسجيل المنخفض (عتبة عالية واستراتيجية التنظيم الذاتي السلبية).
نظرية دان في تفسيرالسلوك العدواني
العدوان مفهوم واسع يسمح بالمقاربة والتمييز بين العدوان التفاعلي والعدوان الاستباقي. فالعدوان التفاعلي هو رد فعل غاضب ومندفع ودفاعي اتجاه الاستفزاز، دون التفكير في تحقيق مكاسب شخصية. يظهر في شكل استجابة لضعف تنظيم المشاعر، وانخفاض ضبط النفس، وانتشار الوعي الحسي، وزيادة الاندفاع. في حين يشير العدوان الاستباقي إلى العدوان الآلي والمنظم وبدم بارد، والذي يتم التحكم فيه عن طريق تعزيزات خارجية ولا يكون في الغالب مدفوعا بالغضب .
في سياق المعالجة الحسية، يمكن للمرء أن يفترض أن المستويات الأعلى من سلوك البحث الحسي ترتبط بالعدوان الاستباقي، في حين ترتبط المستويات الأعلى من الحساسية الحسية أو سلوك التجنب الحسي بالعدوان التفاعلي.
عند تحليل السلوك العدواني لدى الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد، فإننا نميز بين العدوان التفاعلي والاستباقي في سياق مشكلات المعالجة الحسية.

الأبحاث والدراسات الحديثة
: تقديم نظرة عامة على الأبحاث الحديثة التي تعالج المعالجة الحسية ونظرية التكامل الحسي، وخصوصًا تلك المرتبطة باضطراب طيف التوحد.
المعالجة الحسية ونظرية التكامل الحسي تمثلان مجالات بحثية ديناميكية تعكس التقدم في فهمنا لكيفية تفاعل الأفراد مع العالم من حولهم، خاصة أولئك ضمن طيف التوحد. في السنوات الأخيرة، ركزت الأبحاث على فهم العلاقات المعقدة بين الاضطرابات الحسية والتحديات السلوكية والتواصلية المرتبطة باضطراب طيف التوحد.
تعريف العلاقات:
العلاقة بين المعالجة الحسية والسلوكيات والتطور العاطفي والاجتماعي لدى الأفراد ضمن طيف التوحد تشكل محورًا رئيسيًا للعديد من الدراسات الحديثة في مجال علم النفس والطب العصبي. هذه الأبحاث تبين أن التحديات الحسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعل هؤلاء الأفراد مع العالم المحيط بهم، مما يؤثر بدوره على سلوكهم وتطورهم الاجتماعي والعاطفي.
- الأساس النظري
يقترح الباحثون أن الأفراد ضمن طيف التوحد قد يختبرون العالم بطرق مختلفة بسبب اختلافات في كيفية معالجة المنبهات الحسية. على سبيل المثال، قد يجد البعض أن المنبهات البصرية أو الصوتية شديدة أو خافتة بشكل غير عادي، مما يؤثر على تفاعلهم مع البيئة ويؤدي إلى سلوكيات نمطية أو استجابات تكيفية معينة.
- الدراسات البحثية
في إحدى الدراسات الرائدة، لوحظ أن الأطفال ضمن طيف التوحد الذين يواجهون تحديات حسية قد يميلون إلى تطوير سلوكيات نمطية كآلية للتعامل مع التحفيز الحسي المفرط أو غير الكافي. كما يمكن أن تشمل هذه السلوكيات اللعب بالأجسام بطرق متكررة، والهز، أو تحريك الأيدي بشكل مستمر.
- التأثيرات العاطفية والاجتماعية
تحديات المعالجة الحسية يمكن أن تؤثر أيضا على البعد العاطفي والاجتماعي للأفراد ضمن طيف التوحد. وصعوبات في تفسير الإشارات الاجتماعية والعاطفية، كالتعبيرات الوجهية أو نبرة الصوت، قد تنبع جزئيًا من هذه التحديات الحسية. هذه الصعوبات يمكن أن تعيق القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين والتفاعل بشكل فعال في المواقف الاجتماعية.
- الآثار على التدخلات
فهم العلاقة بين المعالجة الحسية والسلوك يسهم في تطوير تدخلات أكثر فاعلية للأفراد ضمن طيف التوحد. التدخلات التي تركز على تحسين المعالجة الحسية قد تسهم في تقليل السلوكيات النمطية وتعزيز التطور الاجتماعي والعاطفي.
وبالتالي، تقدم هذه الأبحاث رؤى ثمينة تساعد العلماء والمعالجين على فهم كيفية تفاعل الأفراد ضمن طيف التوحد مع بيئتهم الحسية وكيف يمكن هذا التفاعل أن يؤثر على سلوكهم وتطورهم الشخصي.
تقييم وتشخيص الاضطرابات الحسية:
فهم وتقييم الاضطرابات الحسية لدى الأطفال ضمن طيف التوحد يمثل خطوة أساسية نحو تطوير خطط تدخل فعالة. لهذا الغرض، تم تطوير مجموعة متنوعة من الأدوات والمقاييس التقييمية الجديدة التي تسمح للمختصين بتحديد دقيق لمستويات وأنواع التحديات الحسية التي يواجهها هؤلاء الأطفال.
أدوات التقييم الحسي:
مقاييس التقييم الحسي: تم تطوير مقاييس مثل مقياس التقييم الحسي للأطفال (SP) ومقياس الملف الحسي، والتي توفر تقييمًا شاملاً لكيفية استجابة الأطفال للمنبهات الحسية المختلفة.
الملاحظة السريرية: تتضمن ملاحظة كيفية تفاعل الطفل مع المنبهات الحسية في بيئة مراقبة. ويمكن أن تساعد هذه الملاحظات في تحديد أنواع محددة من الحساسيات أو التفضيلات الحسية.
مقابلات مع الوالدين والمعلمين: توفر المقابلات مع الأشخاص الذين يتفاعلون بانتظام مع الطفل رؤى قيمة حول السلوكيات الحسية في مختلف البيئات والسياقات.
سجلات اليوميات والتقارير الذاتية: في حالات الأطفال الأكبر سنًا، قد تكون السجلات الذاتية أو التقارير اليومية عن الحساسيات الحسية أدوات مفيدة للتقييم.
التدخلات العلاجية المبنية على الأدلة: تحسين المعالجة الحسية والتكامل الحسي
في سياق اضطراب طيف التوحد، زاد الاهتمام مؤخرًا بتطوير وتقييم التدخلات العلاجية المبنية على الأدلة لتحسين المعالجة الحسية والتكامل الحسي. هذه التدخلات تهدف إلى تعزيز القدرة على معالجة ودمج المعلومات الحسية بطريقة تساعد الأفراد على الاستجابة بشكل أكثر فعالية لبيئتهم.
أنواع التدخلات العلاجية:
العلاج الوظيفي المركز على الحس: يشمل استخدام أنشطة مصممة خصيصًا لتحفيز الأنظمة الحسية المختلفة، مثل اللمس، الحركة، البصر، والسمع، بهدف تحسين القدرة على معالجة هذه المعلومات.
برامج التكامل الحسي: تنطوي على أنشطة تشمل التأرجح، الدوران، القفز، والمشي على أسطح ذات قوام مختلف، وهي مصممة لتحسين التكامل الحسي وتعزيز المهارات الحركية والتنسيق.
اللعب الحسي: يتضمن استخدام مواد وأنشطة تحفز الحواس مثل صناديق الرمل، الألوان المائية، الطين، والألعاب الحسية التي تساعد الأطفال على استكشاف وتجربة الأحاسيس المختلفة في بيئة آمنة.
المهام الحركية الدقيقة والكبيرة: التدخلات التي تشمل تحديات حركية تساعد في تحسين التحكم الحركي والتنسيق. مثل الأنشطة التي تتطلب استخدام الأيدي والأصابع أو الأنشطة البدنية الكبيرة التي تحفز الحس الدهليزي.
فوائد التدخلات المبنية على الأدلة:
تحسين التكامل الحسي: تساعد هذه التدخلات الأطفال على دمج المعلومات الحسية من حواس متعددة بطريقة أكثر فاعلية. مما يساهم في تحسين التعلم والأداء في المهام اليومية.
تعزيز الوظائف الحسية: يمكن أن تسهم في تعزيز القدرات الحسية الأساسية مثل اللمس، البصر، والسمع. مما يحسن من الاستجابات للمنبهات البيئية.
تحسين السلوكيات والمهارات الاجتماعية: من خلال تحسين المعالجة الحسية، قد يظهر الأطفال تقليلًا في السلوكيات النمطية وتحسنًا في التفاعلات الاجتماعية والمهارات التواصلية.
تعزيز الاستقلالية والثقة بالنفس: كلما تحسنت قدرة الطفل على معالجة واستجابة الحواس بطريقة منظمة. يمكن أن يزداد شعوره بالاستقلالية والكفاءة، مما يعزز الثقة بالنفس.
تقدم هذه التدخلات العلاجية المبنية على الأدلة. نهجا شاملا لمساعدة الأطفال ضمن طيف التوحد على تحسين قدرتهم على معالجة المعلومات الحسية والتفاعل بطريقة أكثر فعالية وإيجابية مع العالم من حولهم.
بتكامل هذه الأبحاث، يتم توسيع فهمنا للمعالجة الحسية ونظرية التكامل الحسي في سياق اضطراب طيف التوحد. مما يقود إلى تحسينات في التشخيص، التقييم، والتدخلات العلاجية، وبالتالي تعزيز النتائج والجودة الحياتية للأفراد المتأثرين.
دراسات حالة: التأثيرات الحسية وتقنيات التكامل الحسي في طيف التوحد
دراسات الحالة توفر نظرة ثاقبة حول التحديات الحسية التي يواجهها الأفراد ضمن طيف التوحد وكيف يمكن لتقنيات التكامل الحسي أن تقدم تحسينات ملموسة في حياتهم. فيما يلي، نستعرض بعض الأمثلة الواقعية التي تبين هذا التأثير:
تحسين الوعي الذاتي والتنظيم الحسي
- الخلفية: طفل يبلغ من العمر 7 سنوات. يعاني من صعوبات في التكامل الحسي، مما يؤثر على تنظيم سلوكه وقدرته على التعلم.
- التحديات: الطفل يظهر استجابات زائدة للمنبهات السمعية واللمسية، مما يؤدي إلى سلوكيات انسحابية وصعوبات في التفاعل الاجتماعي.
- التدخل: تطبيق برنامج التكامل الحسي الذي يشمل جلسات العلاج الوظيفي. مع التركيز على الأنشطة الحركية واللعب الحسي لتحسين الوعي الذاتي والتنظيم الحسي.
- النتائج: بعد عدة أشهر من العلاج المستمر. أظهر الطفل تحسينًا ملحوظًا في الاستجابة للمنبهات الحسية، مع تقليل السلوكيات الانسحابية وتحسين التفاعلات الاجتماعية.
تقليل السلوكيات النمطية من خلال التكامل الحسي
- الخلفية: فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات من طيف التوحد، تعاني من سلوكيات نمطية مثل الدوران والتلويح المستمر باليدين.
- التحديات: هذه السلوكيات تعوق التفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة التعليمية.
- التدخل: إدماج في بيئة معدة خصيصا للتكامل الحسي. وتشمل أنشطة تعتمد على الحس الدهليزي واللمسي لتقديم تحفيز منظم يهدف إلى تقليل الحاجة إلى السلوكيات النمطية.
- النتائج: بعد فترة من التدخل، تبين تقليل وتيرة وشدة السلوكيات النمطية. مما سمح للطفلة بزيادة مشاركتها في اللعب التفاعلي والأنشطة الجماعية.
تحسين المهارات الحركية والتنسيق
- الخلفية: صبي عمره 8 سنوات يعاني من تحديات في التنسيق الحركي والمهارات الحركية الدقيقة. مما يؤثر على الأنشطة اليومية مثل الكتابة وارتداء الملابس.
- التحديات: الصعوبة في تنفيذ المهام التي تتطلب تنسيقًا حركيًا دقيقًا.
- التدخل: استخدام تقنيات التكامل الحسي التي تشمل تمارين تعزز التنسيق بين اليد والعين وتقوية العضلات الدقيقة.
- النتائج: الملاحظة أظهرت تحسنًا في القدرات الحركية الدقيقة والتنسيق العام، مما أدى إلى تحسين الأداء في المهام اليومية وزيادة الاستقلالية.
تعكس هذه الدراسات كيف يمكن للتدخلات المركزة على التكامل الحسي تحسين الوظائف الحسية والسلوكية للأفراد ضمن طيف التوحد. مما يدعم تطورهم الاجتماعي، العاطفي، والمعرفي.
الخاتمة:
الفهم العميق للمعالجة الحسية ونظرية التكامل الحسي يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة حياة الأشخاص، خاصة أولئك ضمن طيف التوحد، الذين يواجهون تحديات فريدة في تفسير واستجابة حواسهم للعالم المحيط. من خلال التدخلات المستندة إلى الأدلة والتعاون المتعدد التخصصات، يمكن توفير استراتيجيات معززة للتكامل الحسي، تسهم في تعزيز الأداء الوظيفي والاجتماعي، وتؤدي إلى مشاركة أكثر فاعلية ومعنى في الحياة اليومية. في نهاية المطاف، فهم وتعزيز المعالجة الحسية يمكن أن يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولية، يقدر الفروق الفردية ويعمل على تمكين كل فرد من تحقيق أقصى إمكاناته.
المراجع
- American Psychiatric A. Diagnostic and statistical manual of mental disorders: DSM-5. Arlington, VA: American Psychiatric Association; (2013). 10.1176/appi.books.9780890425596 [CrossRef] [Google Scholar]
- Ayres AJ, Robbins J. Sensory integration and the child. Torrance, CA: Western Psychological Services; (1979). [Google Scholar]
- Chen P, Hong W. Neural circuit mechanisms of social behavior. Neuron (2018) 98:16–30. 10.1016/j.neuron.2018.02.026 [PMC free article] [PubMed] [CrossRef] [Google Scholar]
- Crane L, Goddard L, Pring L. Sensory processing in adults with autism spectrum disorders. Autism (2009) 13:215–28. 10.1177/1362361309103794 [PubMed] [CrossRef] [Google Scholar]
- Crasta1. Jewel E; Salzinger. Emily; Lin. Mei-Heng ; Gavin. William J. and Davies. Patricia L. (2020); Sensory Processing and Attention Profiles Among Children With Sensory Processing Disorders and Autism Spectrum Disorders; Front Integr Neurosci. 2020; 14: 22. Published online 2020 May 5. doi: 10.3389/fnint.2020.00022