القائمة

المعاناة النفسية والصحة الجسدية

شارك المقال

الالتفات إلى المعاناة النفسية و الصحة الجسدية من بين الفوائد غير المتوقعة لجائحة كورونا (2019) لأن هذه الأزمة أجبرت الكثير من الناس على الانفتاح على الصحة النفسية واعطائها نفس القيمة التي تعطى للصحة الجسدية. بعد أن لاحظ الجميع تدهورا في صحتهم النفسية اما بسبب اصابتهم بفيروس كورونا، أو بسبب حالة الغلق العامة، والخوف من الإصابة. كما ساهمت الجائحة في انفجار العديد من الحالات النفسية لدى نسبة كبيرة من الناس. نظرا لأن الصحة النفسية والجسدية هي نتاج تداخل مجموعة من العوامل الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر على بعضها البعض.

احصائيات وبائية

بينت الاحصائيات الوبائية أن متوسط ​​عمر المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة أقصر بـ 10 إلى 25 عاما مقارنة بمن ليس لديهم اضطرابات نفسية. بحيث يعتبر وجود أمراض جسدية مصاحبة للاضطرابات النفسية (كأمراض القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والتمثيل الغذائي، والأمراض المعدية، والسرطان…) المبرر الرئيسي في هذا الارتفاع في عدد الوفيات. كما أن الإصابات العضوية ان كانت منفردة فان نتائج الأدوية تكون أعلى مرتين من حالات تدهور الصحة النفسية للمرضى المصابين بأمراض جسدية. وهذا يؤكد علاقة المعاناة النفسية بالصحة الجسدية

المرض العضوي والمعاناة النفسية وجهان لعملة واحدة

نحن بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نفكر بها في أجسامنا وفي انفعالاتنا وصراعاتنا حتى نتمكن من فهم ما يحدث لنا من أمراض. بحيث لم نعد نتحدث اليوم عن الأمراض النفسية-الجسدية بنفس الأسلوب؛ بحيث اختفى تقريبا هذا المصطلح من أطروحات الطب النفسي، والطب العقلي-البيولوجي. وتم تقليل عدد الأمراض المعترف بها كاضطرابات نفسية جسدية؛ نظرا لاكتشاف المسببات الرئيسية للاضطراب. وفي المقابل نعرف اليوم وبشكل دقيق التأثير الضار للقلق وللحصر النفسي وللحزن والغضب ولكل الانفعالات السلبية على الجسم.

القلق هو القاسم المشترك لسلسلة كاملة من الحالات المرضية البسيطة والمعقدة، كما يمكن أن يؤثر على جميع أجزاء وأعضاء الجسم المختلفة. فالقلق يزعج الجهاز المناعي ويشوش على وظائفه الطبيعية، ويمكن أن يقلل من كفائتها أو يمكن أن يشلها مؤقتا، ويؤدي إلى ظهور الأمراض الجلدية وأمراض الأغشية المخاطية، ويؤدي إلى تفاقم نوبات الربو وارتفاع ضغط الدم، واضطراب نسبة السكر في الدم، واضطرابات الغدة الدرقية، وزيادة انتاج الجسم للخلايا السرطانية والاضطراب العضلي الليفي ، والتصلب اللوحي، وخطر الاصابة بالذبحة الصدرية وغيرها من الأمراض المزمنة.

كيف يؤثر الجسم على الصحة النفسية؟

    بينت الدراسات المختلفة وجود تفاعلات معقدة جدا بين ما يحدث في الجسم من تغيرات فسيولوجية وهرمونية على الصحة النفسية والمزاج والأداء العام للفرد. فمن الناحية العصبية-الهرمونية يتحكم هرمون الدوبامين في دافعية الفرد والانجاز. في حين يقلل بالمقابل هرمون الإستروجين من وظيفة انتقال الدوبامين، كما لو أن الفرد يتعاطى أدوية مضادة للذهان. عند الانخفاض الكبير لهرمون الاستروجين بسبب الولادة (ترتفع مستويات هذا الهرمون خلال فترة الحمل) تتعرض المرأة بعد الولادة مباشرة الى خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة (baby bloo)، ويتفاقم خطر الإصابة بنوبات ذهانية اذا توفرت الأرضية المرضية عند المرأة كاضطراب الشخصية الفصامية، اضطراب الشخصية شبه الفصامية، واضطراب المزاج كالاضطراب ثنائي القطب.

    وبينت دراسات أخرى أن انخفاض مستوى هرمون الاستروجين لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط النشاط واضطراب الانتباه، يؤدي الى تفاقم أعراض هذا الاضطراب. ​

    كما أن انخفاض هرمون السيروتونين يؤدي بدوره الى انخفاض هرمون الاستروجين في نهاية الدورة الشهرية لدى المرأة وبالتالي إلى انخفاض هرمون السيروتونين في الدماغ، مما يساهم في ظهور أعراض عاطفية ومتلازمة ما قبل الطمث.

    ومن ناحية أخرى فان انخفاض الهرمونات الأيضية كالأنسولين، والكورتيزول، واللبتين، يؤثر على مجموعة واسعة من الأمراض النفسية كاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والفصامات واضطرابات الأكل والغذاء. وفي المسار المقابل فان المشاكل الأيضية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب تغيرات في الدماغ بسبب الاجهاد المستمر يمكن أن تحدث اضطرابات في المزاج واضطرابات في النمو العصبي لدى الطفل.

    كيف تؤثر الصحة النفسية على الجسم؟

    أكدت العديد من الدراسات العصبية والنفسية والبيولوجية أن المرض العقلي والاضطراب النفسي قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية. بحيث نجد تزايد اصابة مرض الاضطرابات النفسية أو العقلية بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وغيرها. وأكدت الدراسات الوبائية انخفاض متوسط العمر لدى مرضى الفصامات بما يصل إلى 10 إلى 20 عامًا .

    الاصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية يرتبط بالشيخوخة المبكرة بسبب تراكم العوامل التالية لدى المريض:

    • وجود سلوكيات غير صحية لدى المصاب باضطرابات نفسية أو عقلية كاضطراب السلوك الغذائي، وقلة ممارسة الرياضة، وتعاطي المخدرات أو التلاعب بجرعات الدواء.
    • ظهور اضطرابات النوم لدى المريض المصاب باضطرابات نفسية أو عقلية؛ مما يؤثر على الصحة الجسدية بمرور الوقت.
    • ارتفاع مستويات هرمون الكورتزول لدى المريض بسبب سوء حالته النفسية، مما يعطل بعض وظائف الجسم كالجهاز الهضمي، والجهاز المناعي، والجهاز القلبي الوعائي وغيرها.
    • ارتفاع خطر الاصابة بأمراض جسمية مزمنة لدى المرضى النفسيين والعقليين مثل: ارتفاع ضغط الدم، والأمراض القلبية، مرض السكري، ارتفاع مستويات الكلسترول في الدم وخطر الجلطات الدماغية والذبحات الصدرية، السرطانات المختلفة.

    اللاوعي يدمر الجسم (الهستيريا نموذجا)

    أثبتت عديد الدراسات أن اللآوعي يمكنه تدمير الجسم؛ فالمظاهر المسرحية والاستعراضية  في الهستيريا ما هي الا مظاهر نكوصية لمراحل بدائية من النمو (مرحلة الأوديب)، تعمل الآن/في سن الرشد على تدمير الجسم.

    ان الاضطرابات العصابية /النفسية مرتبطة باللآوعي؛ فالمريض لا يعرف سبب معاناته ولا سبب اضطراباته. وقد أكدت نظرية التحليل النفسي أن مركب الأوديب هو نواة كل العصابات؛ بمعنى أن استمرار الصراع ذو الطبيعة الأوديبية (صراع نفسي بين الرغبة والدفاع: الرغبة الجنسية المحرمة والممنوع الذي يمارسه الأنا الأعلى) في السيطرة على واجهة المشهد النفسي هو ما يسبب الاضطرابات النفسية. وأكثر الأمثلة الحية على تدمير اللآوعي للجسم هو اضطرابات الجسدنة المختلفة كالتحولات الجسدية للهستيريا (الشلل والعمى وفقدان الذاكرة الهستيري، الألم والتشنجات والرعشات واضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، الاضطراب الجسدي الشكل -توهم المرض سابقا- …). ويمكننا في هذا السياق التمييز بين ثلاث أنواع من تدمير اللآوعي للجسم هي:

    الفرق بين الجسدنة والاضطراب جسدي الشكل والاضطراب النفسي الجسدي

    الجسدنة:

    يتميز اضطراب الجسدنة (somatization) والاضطراب الجسدي الشكل (Somatoform disorder) بشكاوى جسدية متعددة ومستمرة مرتبطة بأفكار حادة وغير متكيفة، ومشاعر وسلوكيات مرتبطة بالأعراض.

    يحدد الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية (DSM 4) أنواع الاضطرابات الجسدية الشكل في: اضطراب جسدي الشكل غير متمايز. ويضم اضطرابات تحولية، الألم، توهم المرض،رهاب التشوه، الجسدنة والحمل العصبي.

    تتدخل ثلاث آليات نفسية مرضية في ظهور الاضطراب الجسدي الشكل هي:

    أ. الآليات الهستيرية التي ترتبط غالبا بالشخصية الهستيرية؛

    ب. الآليات البدائية للانشطار التي ترتبط غالبا بالشخصية الفصامية والشبه فصامية؛

    ج. آليات التعامل مع المحيط.

    الاضطراب النفسي الجسدي:

    أما الاضطراب النفسي الجسدي (psychosomatic disorder) يتميز بــأعراض جسدية تصيب عضو أو نظام فسيولوجي وتكون أسبابه انفعالية او نفسية في الأساس. كما نجد لدى حوالي (50%) من الحالات أسباب مختلطة جسدية ونفسية.

    وفي أنواع الاضطرابات النفسية الجسدية نجد: الربو، الاكزيما، اضطراب القولون، قرحة المعدة،اضطراب الضغط الدموي، الصداع، المغص مجهول السبب في طب الأطفال، السرطانات، السكري، أمراض الغدة الدرقية، الحساسية، الأمراض الجلدية، أمراض القلب التاجية.

    وكخلاصة لما سبق:

    فالاضطراب الجسدي الشكل هو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الوظيفية التي تتميز بوجود مظاهر جسدية وأعراض نفسية لا تظهر طواعية. أما الاضطرابات النفسية الجسدية يتم تشخيصها عندما يتدخل عنصر نفسي جزئيا في ظهور أعراض جسدية، إما مع تغيرات بيولوجية موضعية، أو بدون آفة عضوية يمكن اكتشافها.

    الأمراض العضوية ينشطّها العامل النفسي

    توصلت العديد من الدراسات النفسية-العصبية-البيولوجية اليوم الى أن معظم الأمراض الجسدية هي أمراض متعددة العوامل. فإذا كانت الأرضية الجسدية التي يظهر عليها القلق تمتلك مكونا جينيا نشطا ومستعدا، فان التأثير الذي يمارسه القلق على الأشخاص يعتمد على ما يسمى بآليات التخلق المتوالي (epigenetic mechanisms). تتأثر آليات التخلق المتوالي  بـالبيئة، وفق المعادلة التالية:

    الوقاية والعلاج

    العلاقة الجيدة بالأم مناعة ضد الأمراض

    أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات تأثير مباشر للاتصال بالأم على التركيبة الجينية ووظائفها لدى صغار الحيوانات. بحيث كشفت دراسة ستيلمان وستيوارت  Stillman et Stewart)) عام  2004، حدوث تغيرات وراثية على مستوى وظيفة الجين دون تغيّر في تسلسل الحمض النوويADN)) وفي آلياته الفسيولوجية. وأظهر في ذات السياق فريق وييفر (Weaver) عام 2004 تدخل ظاهرة فوق جينية مرتبطة بسلوك الأم لدى فئران المخبر.

    وما أكدت عليه كل الدراسات في هذا المحور هو أن التفاعل المبكر والجيّد بالأم يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الفسيولوجية المرتبطة بالتهدئة. وهو ما أكدته مقاربة فينيكوت (Winnicott) عن الأم الجيدة (the good enough mom) ودورها في الكفاية والرضا النفسي للطفل، وأثره في تكوين الذات الجيدة، وتطوير المناعة النفسية والجسدية لدى الطفل.

    ممارسة الرياضة والهوايات المفضلة

    تعتبر ممارسة الرياضة المحبوبة مع مجموعة من الأشخاص الذين لا نعرفهم، أو اللذين نحبهم أشبه بجلسات علاج جماعي يرافقها نشاط يحرك كل الجسم، وينشط عضلاته والدورة الدموية. ان النشاط المستمر للجسم يحفز افراز هرمون السيروتونين الذي يعدل المزاج ويفرغ الطاقة النفسية الضاغطة، ويحافظ على الصحة الجسمية.

    كما أن ممارسة الهوايات المفضلة يساعد على تغيير الروتين اليومي الخانق أحيانا بين العمل والمنزل والأولاد ومسؤوليات الحياة. واذا كانت الهواية أدائية (كالعزف أو الرسم أو النحت أو القراءة وغيرها) فان ذلك يؤدي الى تفريغ الطاقة النفسية الضاغطة في أشياء تجلب الفرح والسعادة للشخص.

    النظام الغذائي المتوازن

    الدراسات التي أجريت حول موضوع الغذاء وأثره على الصحة النفسية والجسدية لا حصر لها. ان الغذاء المتوازن يجلب الطاقة للجسم، ويساعد في تعديل المزاج وتهدئة النفس أيضا. ويمكن دعم النظام الغذائي اليومي بأغذية تعمل كمكملات غذائية (الأوميغا 3، المغنيزيوم، الزنك، النحاس…وغيرها.

    أسباب ارتفاع نسبة الأمراض الجسدية لدى المصابين باضطرابات نفسية

    تأثير الحالة النفسية المضطربة على الجسم

      الكلمات تعطي معنى للمعاناة والتعاسة، والجسم يترجم هذه المعاناة النفسية اللاواعية. كشفت الملاحظات التي أجريت في التصوير الدماغي الوظيفي (imagerie fonctionnelle cérébrale) عن تغيرات في النشاط على مستوى الدوائر الحركية عند الأشخاص المصابين بما كان يسمى الشلل الهستيري (Vuilleumier, 2005) أو أعراض شلل الجسدنة، وتختلف التغييرات عن تلك التي لوحظت في أجهزة اشخاص المحاكاة (chez des simulateurs)  (Ward et coll, 2003).

      هذه الدراسة بيّنت أن للخواص البلاستيكية والنيوتينية للدماغ (أو ما يعرف بخصائص استدامة المرحلة اليرقية والبلاستيكية للدماغ) تأثير مباشر في ظهور الاستجابة المورفولوجية الدائمة من خلال التجربة التاريخية للشخص. فالذكريات المخزنة في الدماغ يتم استرجاعها دائما لاعطاء وإنتاج استجابات تناسب وضعيات بعينها، وتعمم أحيانا على مختلف الوضعيات (مثلا، استجابة الكذب لدى le mythomane تعمم على مختلف الوضعيات الحياتية فلا يستطيع الشخص التحكم في الكذب، وكذا سلوك السرقة المرضي، والادمان السلوكي، والشلل والعمى والبكم الهستيري وغيرها من اضطرابات الجسدنة).

      الفصل بين الطب النفسي والطب العضوي

      من بين أسباب ارتفاع معدلات الأمراض العضوية-الجسدية لدى المصابين باضطرابات نفسية ومساهمتها في ارتفاع معدل الوفيات بينهم هو الفصل بين الطب النفسي وفروع الطب الأخرى، وعدم اهتمام العديد من الأطباء والمعالجين النفسيين بالصحة الجسدية لللمرضى. كما أن الأطباء لا يأخذون الشكاوى الجسدية للمرضى النفسيين والعقليين على محمل الجد.

      طلب المساعدة الطبية بين المعاناة النفسية والمعاناة الجسدية

      يعتقد الكثيرون أن الفرد لا يختار أن يصاب بمرض ما، ولكنه يفعل ذلك، من خلال عجزه عن ادارة ما يدور في رؤوسه من أفكار ووساوس. تسيطر هذه الأخيرة عليه وتصيبه بالهوس بها، فيستجيب جهازه العصبي لها بافراز هرمونات معينة، تؤدي بدورها الى انفعالات سلبية.

      غالبا ما يتعاطف الناس مع شخص يعاني من علة واضحة. كالسعال أو الحمى، أو جروح بارزة. ويقومون بعزو أعراضه إلى مرض بعينه يسمونه تسمية واضحة كالانفلونزا أو نزلات البرد وغيرها. لكن لا أحد يمكن أن يفكر ولو لثانية أن مرض هذا الشخص ناجم عن ضعف ارادته. وغالبا ما يوجهونه نحو أطباء مختصين.

      وبالمقابل، اذا شاهدوا شخصا يهذي بكلمات غير مفهومة أو متبلد المشاعر أو متفكك السلوك، أو في حالة غضب، أو في حالة سكر. فان غريزة البقاء لديهم تجعلهم يتفادون هذا الشخص ويتجنبون التواصل والتعامل معه. بل وأحيانا يلقون اللوم عليه أو على أهله ويصفونهم بالمقصرين في تربيته ورعايته والاهتمام به وبمعاناته. وقد يذهب البعض أبعد من ذلك للقول بأنهم اختاروا هذا الطريق “السيء” من المعاناة والاضطراب.

      طلب المساعدة الطبية المتخصصة في الاضطرابات والمعاناة النفسية غالبا ما يتم التعامل معه بحذر شديد من الشخص المصاب وذويه أو من المحيط والمجتمع.  ويصفون المريض بضعف شخصيته وعجزه عن التكيف.

      وغالبا ما يؤكد المريض أو ذويه على سرية الفحص و العلاج النفسي، ويبحثون عن عيادات بعيدة عن الأنظار، وكأن المعاناة النفسية مرتبطة بوصمة العار.

      وحتى التكوينات الأكاديمية والممارسين النفسانيين ساروا على نفس النحو. اذ استبدل مصطلح المرض النفسي بمصطلح السلوك غير السوي، وبدئوا يتجنبون وصف المريض بالمريض العقلي أو المريض النفسي لاعتقادهم أن هذه الصفة تحمل دلالات سلبية يرفضها المجتمع.

      خاتمة

      لا يمكن التمييز بين المرض الجسدي والمرض النفسي؛ فكلاهما يحمل في طياته معاناة ظاهرة في النوع الاول. وخفية في النوع الثاني. ان مواجهة القلق تضر بالصحة النفسية والجسدية على حد سواء، كما هو حال مرض السرطان يضر بالصحة الجسدية والنفسية بنفس القدر. وفي كلتا الحالتين لا نستطيع التكيف مع العالم الخارجي، ولا نستطيع ممارسة مهامنا اليومية بنفس الكفاءة. وكلاهما اضطراب وخلل يمس اما الصحة الجسمية أو الصحة النفسية، ويحتاج الى متابعة متخصصة.

      قائمة المراجع

      – Correll CU, Solmi M, Croatto G et al. World Psychiatry 2022;21:248‐71. 

      – Firth J, Solmi M, Wootton RE et al. World Psychiatry 2020;19:360‐80.

      Hegberg and Tone, 2015 N.J. Hegberg, E.B. Tone. Physical activity and stress resilience: considering those at-risk for developing mental health problems. Ment. Health Phys. Activity, 8 (2015), pp. 1-7. View PDFView articleView in ScopusGoogle Scholar

      – Sartorius N. Acta Psychiatr Scand 2018;137:369‐70.

      Wang et al., 2014, H. Wang, J. Fu, Q. Lu, F. Tao, J. Hao. Physical activity, Body Mass Index and mental health in Chinese adolescents: a population based study J. Sports Med. Phys. Fit., 54 (5) (2014), pp. 518-525. View in ScopusGoogle Scholar

      اترك ردّاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *