واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم يعاني من اضطراب نفسي. يسبب هذا الأخير اضطرابات حادة في التفكير و/أو التنظيم العاطفي و/أو في السلوك. توجد خيارات فعّالة للوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية. رغم أن عدد كبير من المرضى النفسيين لا يستطيعون الحصول على رعاية نفسية و/أو طبية فعّالة.



ما هو العلاج النفسي؟
العلاج النفسي هو ما يسمى أيضا بالعلاج بالكلام. وهو مجموعة متنوعة من الأساليب النفسية، التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص على تحديد مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم غير المتكيفة أو المضطربة، وتغييرها.
يهدف العلاج النفسي الى التخفيف من معاناة الشخص، وتخليصه من الأعراض المرضية، أو اعادته الى حالة التوازن النفسي التي فقدها بفعل الاضطراب والمعاناة.
يوجد اليوم العديد من العلاجات النفسية المختلفة: علاجات نفسية خاصة بالأطفال أو بالمراهقين أو الراشدين أو بكبار السن أو للأسرة أو للزوجين أو للجماعات. كما توجد تقنيات علاجية تخص اضطرابات بعينها (تقنية EMDR مثلا تخص اضطراب ما بعد الصدمة فقط).
الى من يوجه العلاج النفسي؟
- يرتبط العلاج النفسي غالبا بوجود معاناة نفسية؛ لذا يوجّه للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، أو سلوكية، أو مشكلات في التواصل وفي العلاقات.
- يوجه العلاج النفسي للأفراد (جلسات فردية بين المعالج النفسي والمريض)، أو للمجموعات الصغيرة (جلسات ثلاثية لللزوجين وأب/طفل، و/أو أم/ طفل)، أو للجماعات الأكبر نسبيا (جلسات جماعية لمجموعة من الأشخاص يعانون من نفس الاضطراب، أو للعائلات والأنساق).
- يوجه العلاج النفسي لمختلف الفئات العمرية (الأطفال، المراهقين، الراشدين، كبار السن).
- يمكن استخدام العلاج النفسي في العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية كبديل للأدوية أو مرافقة لها. يجب أن يعتمد اختيار العلاج النفسي المناسب على احتياجات الشخص الفردية ونوعية الأعراض المقدمة، وحالته النفسية والطبيّة، ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف أخصائي علاج نفسي.
- حتى عندما يخفف الدواء الأعراض، يمكن أن يساعد العلاج النفسي الشخص على معالجة مشكلات محددة. وقد تشمل هذه الأسباب طرق تفكير مدمرة للذات، أو مخاوف غير عقلانية، أو مشاكل في التفاعل والتواصل مع الآخرين، أو صعوبة في التعامل مع المواقف في البيت أو المدرسة أو العمل.
- يوجه العلاج النفسي للتعامل مع التوتر الشديد، أو طويل الأمد الناتج عن العمل أو عن الوضع العائلي أو فقدان أحد الأحبة، أو مشاكل في العلاقات.
- يوجه العلاج النفسي أيضا لتطوير الذات والبحث عن الارتياح النفسي، وتحقيق السلام الداخلي، وتحديد طرق سوية للتعامل مع التوتر وتطوير استراتيجيات نوعية لحل المشكلات.
- كما يوجه العلاج النفسي لأشخاص يعانون من أعراض بدون تفسير جسدي/عضوي، مثل التغيرات في النوم أو في الشهية، أو انخفاض في مستوى الطاقة، أو عدم الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها من قبل، أو التهيّج والاستثارة المستمرة، أو الشعور بالإحباط أو اليأس الذي لا يختفي باستراتيجيات ادارة التوتر العادية أو البسيطة.
- يوجه العلاج النفسي لمساعدة الشخص على أن يصبح على دراية بطرق التفكير التلقائية الضارة (كأن يكون تقديره لذاته ضعيف، أو لديه رأي متدني بشأن قدراته)، ومن ثم إيجاد طرق للتشكيك في تلك الأفكار، وفهم كيفية تأثير الأفكار على عواطفه وسلوكه، وتغيير الذات (وهو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي (.
- يوجه العلاج النفسي لفحص تفاعلات الشخص مع الآخرين وتعليم المهارات الاجتماعية والتواصلية، وتطبيق تقنيات اليقظة الذهنية والاسترخاء، والتأمل.
يساعد الفحص النفسي الدقيق في ضمان عدم وجود مشكلة صحية (جسدية أو عضوية) قد تفسّر الأعراض التي يعاني منها الشخص. ففي بعض الأحيان تكون بعض الأعراض المقدمة، مثل تغيّرات المزاج أو صعوبة التركيز، ناجمة عن حالة طبيّة محظة.
ما هو بروتوكول العلاج النفسي؟
البرنامج العلاجي أو الخطة العلاجية أو البروتوكول العلاجي أو الميزانية العلاجية كلها مسميات لغرض واحد.
البروتوكول العلاجي لا يبنى من الفراغ، بل يجب توفر مجموعة من الشروط التي يجب احترامها.
يتم تصميم البروتوكول العلاجي ليناسب الاضطراب المشّخص.
يمكن أن يستخدم المعالج بروتوكا علاجيا يحمل أسلوبا علاجيا واحدا، أو قد يدمج أسلوبين علاجيين أو أكثر في نفس البروتوكول، حسب نوعية الاضطراب الذي يعاني منه الشخص، واحتياجاته وتاريخ الحالة، وتأثيرات هذا الاضطراب على المحيطين بالشخص.
يجب وضع خطة أمان لمساعدة الشخص الذي تراوده أفكار حول إيذاء النفس أو الانتحار. ويجب أن ينتبه المعالج النفسي للعلامات التحذيرية، ويبقي استراتيجيات وأساليب تدخل استعجالي بجنبه، ليستعملها عند الحاجة: كالاتصال بأحد أفراد عائلة المريض أو أحد أصدقائه الموثوقين.
يجب أن يبدي المريض أو أحد المرافقين له (غالبا أحد أفراد عائلته، أبويه، الزوج أو الزوجة…) رغبة تلقي العلاج. تترجم هذه الرغبة في تقديم الطلب للفحص والعلاج النفسي، والالتزام بالمواعيد وبالمهمات الأسبوعية الموكلة له، والالتزام بالعقد العلاجي المعنوي (بين المعالج النفسي والمريض).
مجموعة العلاجات النفسية:
يوجد اليوم العديد من العلاجات النفسية المختلفة والمتنوعة.
بعض هذه العلاجات يخضع للمقاربات النظرية التي صمم فيها، كالعلاج التحليلي والعلاج المعرفي السلوكي والعلاجي النسقي وغيرها. أما البعض الآخر من العلاجات فمصممة لاضطراب بعينه أو مشكلة بعينها كتقنية تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الموجهة لاضطراب التوحد وبعض الاضطرابات النمائية، أو تقنية (EMDR) الموجهة لعلاج أعراض ما بعد الصدمة.
يمكنكم الاضطلاع على تعاريف مختصرة لهذه التقنيات من هذه الصفحة أدناه، كما يمكنكم الوصول إلى مختلف هذه التقنيات بالتفصيل من الروابط المدرجة في التعاريف، أو بالرجوع إلى صفحة العلاجات
العلاج النفسي الديناميكي التجريبي المتسارع (AEDP) هو شكل من أشكال العلاج الحديث الذي يهدف إلى مساعدة الأشخاص على التغلب على الصدمات أو الخسارة أو غيرها من التحديات العاطفية الخطيرة. بالاعتماد على نظرية التعلق، والمناهج التي تركز على الجسم، وغيرها من التخصصات ذات الصلة، يفترض AEDP أن البشر مهيؤون للمرونة ولديهم قدرة فطرية على التعامل مع الألم العاطفي؛ ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية غير قادرين على الوصول إلى المهارات التي تسمح لهم بالتغلب على هذه التحديات العاطفية. يهدف برنامج AEDP إلى مساعدة العملاء على اكتشاف آليات التكيف الفطرية هذه والاستفادة منها لإدارة الصدمات التي يعانون منها والتحرك نحو الازدهار.
خلال برنامج AEDP، يعمل العملاء على معالجة تجارب الماضي المؤلمة من خلال الكشف عن المشاعر الصعبة وتجربتها بالإضافة إلى تحديد الدفاعات التي بنوها على مر السنين والعمل من خلالها لإدارة محنتهم. مع مرور الوقت ومع الدعم الوثيق من المعالج، كما يزعم المؤيدون، سيطور العملاء مهارات جديدة في التكيف، ويستعيدون قدرتهم على الثقة، وسيكونون أكثر راحة في الشعور بمشاعرهم الخاصة وأكثر قدرة على نقلها إلى من حولهم.
يعد AEDP طريقة جديدة نسبيًا، ولا يوجد سوى عدد قليل جدًا من الدراسات واسعة النطاق حول فعاليتها. ومع ذلك، فقد وجدت بعض الدراسات الصغيرة أن AEDP يمكن أن يؤدي إلى تحسن في أعراض مثل الاكتئاب أو القلق أو التجنب.
يعتمد العلاج بالتقبل والالتزام (Acceptance and commitment therapy ) هو علاج سلوكي يعتمد على نظرية الإطار العلائقي، وهي نظرية حول كيفية تأثير اللغة البشرية على الخبرة والسلوك.
يركز هذا العلاج على تطوير الوعي باللحظة الحالية أو ما يعرف اليقظة الذهنية. اذ يعمل المعالج على تشجيع المريض على قبول الأفكار والمشاعر السلبية، والتفكير فيها على أنها عابرة، وغير مميزة لشخصيته.
يهدف العلاج بالتقبل والالتزام إلى تغيير العلاقة بين الأفراد وأفكارهم ومشاعرهم وذكرياتهم وأحاسيسهم الجسدية التي يخشونها أو يتجنبونها.
تُستخدم استراتيجيات القبول واليقظة لتعليم المرضى كيفية التقليل من التجنب والارتباط بالإدراك وزيادة التركيز على الحاضر.
يتعلم المرضى توضيح أهدافهم وقيمهم والالتزام باستراتيجيات تغيير السلوك.
يستخدم العلاج بالتقبل والالتزام لعلاج عددا من اضطرابات القلق واضطرابات الشخصية وبعض الفصامات.
العلاج الأدلري، والذي يُطلق عليه أيضا علم النفس الفردي، هو علاج ديناميكي نفسي قصير الأمد وموجه نحو الهدف وإيجابي يعتمد على نظريات ألفريد أدلر – وهو زميل سيغموند فرويد . ركز أدلر الكثير من أبحاثه على مشاعر الدونية مقابل التفوق، والإحباط، والشعور بالانتماء في سياق مجتمع الفرد والمجتمع ككل. وفقًا لأدلر، يمكن أن تؤدي مشاعر الدونية إلى سلوك عصبي، ولكن في الوضع الصحيح، يمكن أيضًا استخدامها كحافز للسعي لتحقيق نجاح أكبر. يركز العلاج الأدليري على تنمية الشخصية الفردية مع فهم وقبول الترابط بين جميع البشر.
ولد ألفريد أدلر بالقرب من فيينا بالنمسا عام 1870. ودرس الطب وأصبح طبيبًا، وكان أول من مارس طب العيون قبل أن يتحول إلى الطب العام ويعالج مجموعات سكانية مختلفة. في أوائل القرن العشرين، التقى أدلر بانتظام مع سيغموند فيود عندما بدأ في تطوير التحليل النفسي. ومع ذلك، سرعان ما انفصل أدلر عن فرويد ليبدأ فرعه الخاص من العلاج، والذي سيصبح العلاج الأدلري أو علم النفس الفردي. قام بتطوير هذا النهج، والتقى بالمرضى، وتحدث عن أساليبه حتى وفاته في عام 1937.
تحليل السلوك التطبيقي (ABA) هو نوع من العلاج الذي يتم تطبيقه بشكل متكرر على الأطفال المصابين بالتوحد واضطرابات النمو الأخرى التي تركز على نقل المهارات في مجالات محددة من الأداء، مثل المهارات الاجتماعية والتواصل والمهارات الأكاديمية والتعلمية والبراعة الحركية والنظافة والعناية وأكثر. تم تصميم برنامج ABA خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية، ويتم تقديمه في مجموعة متنوعة من الإعدادات، بما في ذلك المدرسة والمنزل والعيادة وغيرها من البيئات المجتمعية. الهدف من العلاج هو مساعدة الأطفال على العمل بشكل مستقل وبنجاح قدر الإمكان. تظهر الأبحاث أن ABA المتسق يمكن أن يحسن السلوكيات والمهارات بشكل كبير ويقلل الحاجة إلى الخدمات الخاصة.
تم تطوير هذا العلاج في الأصل من قبل عالم النفس أولي إيفار لوفاس في ستينيات القرن العشرين، وهو ما يعكس المبادئ التقليدية للسلوكية، وقد تطور العلاج مع تزايد فهم مرض التوحد. يستخدم ABA التعزيز الإيجابي لتعليم وتعزيز المهارات الاجتماعية وقدرات الاتصال والتعلم والمهارات الأكاديمية وعادات الرعاية الذاتية. علاج ABA مكثف. تستمر الجلسات عادة ساعتين أو أكثر ويتم إجراؤها عدة أيام في الأسبوع. يتناسب العلاج مع الاحتياجات التنموية المحددة لكل مريض، وتمتد دورة العلاج عادةً لمدة عامين أو أكثر. على النقيض من العديد من البدع والعلاجات غير المثبتة المرتبطة بالتوحد، يتكون تحليل السلوك التطبيقي من تدخلات مستمدة من مبادئ السلوك المثبتة علميًا.
ومع ذلك، فقد أثار هذا العلاج انتقادات على مر السنين. في تكراراته الأولى، لم يعتمد تحليل السلوك السلوكي (ABA) على التعزيز الإيجابي للسلوك فحسب، بل اعتمد أيضًا على التعزيز السلبي، بما في ذلك العقاب الصريح، إذا فشل الأطفال في تعلم المهارات. اعتبرها العديد من النقاد قاسية للغاية. يعتمد تحليل السلوك التطبيقي (ABA) اليوم عمومًا على التعزيز الإيجابي لتشجيع تغيير السلوك. وتعكس الانتقادات الأحدث الموجهة لهذا العلاج ما يسمى بمنظور ” التنوع العصبي “: فهو يرفض محاولات “تطبيع” السلوك لأنه يعتبر التوحد ليس اضطرابا، بل تباين طبيعي في عمليات الدماغ.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل قصير المدى من العلاج النفسي يعتمد على فكرة أن الطريقة التي يفكر بها الشخص ويشعر بها تؤثر على الطريقة التي يتصرف بها. يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى مساعدة العملاء على حل التحديات الحالية مثل الاكتئاب أو القلق، أو مشاكل العلاقات، أو مشاكل الغضب، أو التوتر، أو غيرها من الاهتمامات الشائعة التي تؤثر سلبًا على الصحة العقلية ونوعية الحياة. الهدف من العلاج هو مساعدة العملاء على تحديد أنماط التفكير غير القادرة على التكيف وتحديها وتغييرها من أجل تغيير استجاباتهم للمواقف الصعبة.
ما يسمى في الأصل “العلاج المعرفي” ببساطة، ما يسمى الآن العلاج السلوكي المعرفي تم تطويره في الستينيات والسبعينيات من قبل الطبيب النفسي آرون بيك، الذي وجد أن مساعدة مرضى الاكتئاب على التعرف على أفكارهم السلبية التلقائية وتحديها كان لها تأثير إيجابي على أعراضهم. اعتمد بيك على النظريات التي طورها عالم النفس ألبرت إليس، مبتكر العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني (REBT)، من بين آخرين، لتطوير نهج قصير المدى وموجه نحو الهدف، على عكس الطرائق السائدة في ذلك الوقت. على الرغم من أنه تم تصميمه في الأصل لعلاج الاكتئاب، إلا أنه منذ بدايته وجد أن العلاج السلوكي المعرفي فعال لمجموعة واسعة من حالات الصحة العقلية والتحديات النفسية اليومية، ويوصى به كعلاج الخط الأول للاضطرابات بما في ذلك الاكتئاب. القلق، والأرق.
العلاج التحليلي المعرفي (Cognitive analytic therapy ) هو المكان الذي يُطلب منك فيه مراجعة طفولتك والنظر في كيفية تعلمك كيفية التعامل مع المواقف المختلفة. مع المعالج الخاص بك، تعمل على تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى المواقف وكيفية استجابتك لها.
جلسات العلاج التحليلي المعرفي تنقسم الى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى، تسمى الجلسات فيها بمرحلة إعادة الصياغة.
- المرحلة الثانية، تُعرّف هذه المرحلة من الجلسات بالاعتراف.
- المرحلة الثالثة، تسمى بالمراجعة. تتميز هذه المرحلة الأخيرة من العلاج بنقل التركيز إلى تجربة طرق جديدة للتواصل والتفكير والتصرف ورؤية كيفية عمل هذه الطرق.
- المرحلة الرابعة، تسمى مرحلة الانهاء.
العلاج السلوكي الجدلي هو نوع معدل من العلاج السلوكي المعرفي.
يركّز العلاج السلوكي الجدلي على التحكم في العواطف والانفعالات المرافقة للمشكلة أو الاضطراب النفسي كالغضب والسلوكيات المرافقة. وذلك من خلال تعليم الأشخاص كيفية عيش اللحظة الحالية، وتطوير طرق صحية للتعامل مع القلق والتوتر. كما يعلمهم تنظيم عواطفهم وانفعالاتهم، وتحسين علاقاتهم مع الآخرين.
يستخدم العلاج السلوكي الجدلي بشكل كبير في علاج عدد من اضطرابات الشخصية، لا سياما اضطراب الشخصية الحدية/البينية، وفي علاج اضطراب ما بعد الصدمة.
يساعد العلاج السلوكي الجدلي الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنظيم العاطفي/الوجداني، أو الذين يظهرون سلوكيات ايذاء الذات كاضطرابات السلوك الغذائي والأكل والادمان.
يتضمن العلاج الداعم الديناميكي العديد من التقنيات المستوحاة من مجموعة من مدارس العلاج النفسي، إلا أنه يمكن تصوره على أنه يتكون من عدد من الاستراتيجيات العلاجية الأساسية. ويكفي للمعالج النفسي أن يتقن العلاج النفسي الديناميكي، ليكون قادرا على ممارسة العلاج الداعم الديناميكي.
يوجد تعريفان مختلفان للعلاج الداعم في أدبيات العلوم النفسية. فالتعريف الأول، يتم فيه تقديم العلاج النفسي الداعم الديناميكي كعلاج للمرضى الذين يعانون من ضعف شديد، أو ليس لديهم الحافز الشديد للمشاركة في العلاج الذي يهدف إلى إحداث تغيير دائم في الشخصية. وقد وصف أوتو كيرنبرغ (1984) العلاج الداعم بأنه أي علاج ليس معبرا في المقام الأول.
ويرى آخرون أن العلاج النفسي الداعم الديناميكي هو ببساطة علاج نفسي تحليلي. اذ يصف ليستر لوبورسكي (1984) سلسلة من العلاجات النفسية، وبين قطبي العلاجات الداعمة والتعبيرية يضع المساندة التعبيرية في كل حالة. ليتصور العلاج النفسي الداعم الديناميكي على أنه نسخة معدلة من العلاج التعبيري.
العلاج النفسي الداعم يتم إجراؤه بأهداف وتقنيات العلاج التعبيري كنموذج. وصف بول ديوالد (1971) العلاج التعبيري والعلاج الداعم بأنهما القطبين الأساسيين لسلسلة العلاجات النفسية الديناميكية. بحيث يتلقى معظم المرضى علاجا يشمل على عناصر الداعم والتعبير.
العلاج النفسي الداعم الديناميكي هو علاج ثنائي (بين المعالج والمريض) يتميز باستخدام تدابير مباشرة لتحسين الأعراض والحفاظ على احترام الذات ومهارات التكيف ووظيفة الأنا واستعادتها أو تحسينها.
تعتبر تقنية اليقظة الذهنية إحدى تقنيات العلاج المعرفي السلوكي. اليقظة الذهنية من أنواع التأمل الذي تركز فيه على الانتباه القوي لما تحسه وتشعر به في الوقت الحالي دون تأويل أو حكم. وتنطوي ممارسة اليقظة الذهنية على تقنية التنفس، واستحضار الخيال والصور الذهنية الموجهة، والاسترخاء العضلي والنفسي.
تساعد ممارسة تمارين اليقظة الذهنية في صرف الانتباه عن هذا التفكير الآلي السلبي، من خلال التركيز على الحاضر لعيش اللحظة الحالية، والانتباه إلى ما يحدث بالداخل من أفكار وانفعالات وأحاسيس جسدية ودوافع. ويتم بعد ذلك تدريب الشخص على استخدام حواسه الخمسة (ما يراه ويسمعه ويشمه ويلمسه ويتذوقه) لضبط ما يحدث من حوله دون إصدار أحكام استباقية سلبية.
كما تساعد هذه التقنية على الانقاص من تسارع الأفكار والتركيز على استخدام مهارات التكيّف الصحية لحظة التواجد في الألم النفسي والعاطفي، وبالتالي الحفاظ على الهدوء وتجنب الانخراط في أنماط التفكير السلبي التلقائي والسلوك غير المتكيف.
يعطي التقنية فعالية عالية في حالات الإجهاد النفسي، والقلق، والألم العاطفي، والاكتئاب، واضطرابات النوم خاصة الأرق، وارتفاع ضغط الدم، الأمراض النفسية الجسدية كالربو والالتهاب العضلي الليفي. تساعد تقنية اليقظة الذهنية الشخص في التعامل مع الأفكار السلبية التي تجتاح التفكير، ومع الانفعالات والعواطف المرافقة للتفكير السلبي. أكدت عديد الدراسات عن تقنية اليقظة الذهنية أنها تساعد أيضا في تحسين مهارة الانتباه، وتقليل الاحتراق النفسي-المهني، وتحسين جودة النوم، و التحكم في السكري.
إعادة الهيكلة المعرفية هي عملية علاجية لتحديد وتحدي الأفكار السلبية وغير العقلانية، مثل تلك الموصوفة في مثال عيد الميلاد أعلاه. ويسمى هذا النوع من الأفكار المستخرجة من المثال بالتشوهات المعرفية
على الرغم من أن كل شخص لديه بعض التشوهات المعرفية، إلا أن وجود الكثير منها يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والوساوس والرهابات.
إعادة الهيكلة المعرفية هي اذن، عملية استبدال الأفكار المختلة بأفكار أكثر واقعية وأفضل تكيفا. وتشير أيضا إلى عملية تحديد أنماط التفكير غير الفعالة وتغييرها لتصبح أكثر فعالية. بإثارة مشاعر أقل سلبية أو رؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحا، أو التمكين من سلوك أكثر مهارة.
تعتمد إعادة الهيكلة المعرفية على القدرة على التعرف بدقة على الأفكار والمشاعر التلقائية. لذا يجب أن نبدأ بالتعرف على الأفكار في أصل عواطفنا والتحقق مما إذا كانت غير فعالة أم لا. وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نستبدلها بأفكار سوية-وظيفية أكثر. ويؤدي هذا إلى انخفاض أو أحيانًا اختفاء المشاعر المضطربة.
إعادة الهيكلة المعرفية هي تقنية مفيدة لفهم المشاعر والحالات المزاجية غير السعيدة، ولتحدي المعتقدات التلقائية/الأساسية (للاطلاع على المعتقدات الأساسية أنقر هنا) الخاطئة أحيانا والتي يمكن أن تكمن وراءها. على هذا النحو، يمكن استخدام إعادة الهيكلة المعرفية لإعادة صياغة التفكير السلبي غير الضروري الذي نواجهه جميعًا من وقت لآخر.
يستفيد العلاج السلوكي المعرفي، والعديد من الأساليب العلاج الأخرى، من تقنية إعادة الهيكلة المعرفية. وتعمل هذه العلاجات على تعزيز الارتباط القوي بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات لعلاج الاضطرابات النفسية.
تم تصميم إعادة الهيكلة المعرفية للقضاء على الأفكار التلقائية التي تتضمن وجهات نظر مختلة أو سلبية. وفقًا لبيك، فإن القيام بذلك يقلل من مشاعر عدم القيمة والقلق وانعدام اللذة والاستمتاع التي تعد من أعراض عدة أشكال من الاضطرابات النفسية. إعادة الهيكلة المعرفية مكون رئيسي في العلاج السلوكي المعرفي لبيك وبيرنز.
العلاج النفسي بالمخططات المعرفية مستوحى من الفكرة النظرية للمخطط كما هو مستخدم في مجال علم نفس التطور المعرفي. عرّف آرون بيك المخطط المعرفي بأنه يشير إلى المعرفة أو المعتقدات الأساسية التي تشكل الفهم الذي يمتلكه الشخص لنفسه وللعالم والآخرين. تساعد تجارب الحياة وخاصة التجارب المبكرة في تشكيل وتكوين المخططات المعرفية.
المخططات المعرفية هي اذن نمط من الأفكار المفروضة على الشخص من الدماغ، لتصنيف المعلومات من جميع الأنواع بسرعة كبيرة، والسماح لنا بشرح تصوراتنا لتوجيه الاستجابات لبيئتنا، ولإيجاد حل للمشاكل بشكل فعّال.
المخططات المعرفية هي الهياكل الأساسية الكبرى للتنظيم المعرفي للفرد. هي إدراكات أساسية مستقرة نسبيا، نادرا ما يتم التعبير عنها بشكل مباشر. يتم تطبيق المخططات المعرفية تلقائيًا، وتبدأ في التكون مبكرًا جدًا عند الأطفال وتستمر في تشكيلها مع تجارب الحياة اللاحقة. هي عميقة وليس من السهل دائمًا تحديثها. تقوم بفرز وفلترة وتحليل المعلومة بشكل متكرر وروتيني، هي لاشعورية ونادرا ما يتم التعبير عنها (مسلمات صامتة).
تقودنا المخططات المعرفية إلى تمثيل جزئي ومبسط للعالم. تميل هذه المخططات الى توجيهنا بشكل منهجي نحو الأحكام والسلوكيات النمطية، كما يمكن للمخططات المعرفية أن تشلنا أيضا؛ لأنها تشوه الواقع، وتجعل الشخص يتصرف كمسلوب الإرادة أمام هذه التشوهات المعرفية، ولا تتيح لنا فرصة الخيارات. بالنسبة للأشخاص المصابين بالاكتئاب مثلا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى رؤية سلبية حقيقية للعالم، والتصرف على أساسها.
تظهر أنماط مرضية معينة في مرحلة البلوغ لدى المرضى على شكل “حقائق عاطفية” كاذبة لا تتزعزع اما عن الذات أو عن الآخرين، حتى لو تناقض العديد من حقائق السيرة الذاتية مع معتقداتهم.
الصلابة الكامنة في المخططات المعرفية تسمح بالحفاظ على التماسك المعرفي، أي رؤية ثابتة للذات وللعالم، وأحيانًا على حساب رؤية أكثر موضوعية للواقع أو أداء أفضل.
تعكس العلاجات القائمة على التعرض مجموعة متنوعة من الأساليب السلوكية التي تعتمد جميعها على تعريض الأفراد المصابين بالرهابات (المخاوف المرضية) للمثيرات التي تخيفهم.
من منظور سلوكي، يتم الحفاظ على المخاوف المرضية بسبب تجنب المثيرات الرهابية؛ بحيث لا تتاح للفرد الفرصة لتعلّم أنه قادر على تحمل الخوف. وأن الخوف سوف يزول من تلقاء نفسه دون تجنبه أو الهروب منه.
تقنيات العلاج بالتعرض تتضمن تعريض المريض تدريجيا للمواقف أو الأشياء التي تثير قلقه أو خوفه، ثم إعادة الهيكلة المعرفية، التي تتضمن تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية وتحديها.
تستخدم تقنية العلاج بالتعرض مع اضطرابات القلق خاصة، حيث يقضي الشخص فترات قصيرة في بيئة داعمة يتعلم كيفية تحمل الضيق الناجم عن بعض العناصر أو الأفكار أو المشاهد المتخيلة. وبمرور الوقت مع تكرار التعرض لهذه المثيرات الرهابية يختفي القلق أو الخوف.
يحدث تجنب المريض لمخاوفه إما عن طريق عدم الدخول في موقف يثير مخاوفه، أو عن طريق الدخول في الموقف ولكن عدم تجربته بشكل كامل (مثلا، تناول الكحوليات أو التدخين قبل ركوب الطائرة لشخص يعاني من رهاب الطيران).
وبالتالي فالعلاج بالتعرض مصمم لتشجيع الفرد على الدخول في مواقف مخيفة بالنسبة له (سواء في الواقع أو من خلال تمارين التخيل)، ومحاولة ابقائه في تلك المواقف لأطول مدة ممكنة، مع مساعدته على التحكم في الاستجابات الجسدية للقلق.
يتبع اختيار المواقف الرهابية التي سيتم تجربتها مع المريض تسلسلا هرميا للخوف، مصمما بشكل فردي، يبدأ بالمواقف التي تثير القلق بشكل طفيف، وتتطور تدريجيا وصولا الى المواجهات الأكثر رعبا. على الرغم من أنه في بعض أشكال العلاج بالتعرض كالعلاج بالانفجار الداخلي، يبدأ الفرد بالتعرض للمثير المقلق للغاية بدلا من الوصول إلى تلك النقطة بشكل تدريجي.
يعمل المعالج في هذه التقنية أيضا على تتبع العواطف والسلوكيات وزيادة الوعي بتأثيرها على بعضها البعض. ويستخدم الاستشارة الداعمة لمساعدة المريض على استكشاف المشكلات المثيرة للقلق والحصول على الدعم العاطفي المناسب.
لكي تكون هذه التقنية فعّالة، يجب أن تكون تدريجية وطويلة ومتكررة.
يوجد عدة أنواع من التعرض: الطرفي والاعتراضي والتعرض في الخيال وفي الوضعية الحية مع منع الاستجابة .
الاستجواب السقراطي هو جزء من المنهج السقراطي، وهو الأسلوب الأوسع للتعليم والتواصل الذي قدمه سقراط. تتمثل فلسفة الاستجواب السقراطي في مساعدتنا على فهم أنفسنا، وفهم الآخرين بشكل أفضل. اذ أنه وبمجرد أن نكون قادرين على تسمية ما يجري فينا (أي العواطف والأفكار والسلوكيات)، تكون لدينا القدرة على أخذ زمام أمور حياتنا.
يعتبر الاستجواب السقراطي أسلوب تواصل، يسمح للشخص بتحفيز تفكير شخص آخر من خلال أسئلة مفتوحة.
ولأنه لا يوجد تعريف متفق عليه عالميا للاستجواب السقراطي في العلاج السلوكي المعرفي، فلذلك دعونا نعتبره مصطلحا شاملا لاستخدام التساؤل: لتوضيح المعنى، واستنباط المشاعر والعواقب، ولخلق رؤية تدريجية أو استكشاف عمل بديل.
ويتضمن الاستجواب السقراطي حوارا منضبطا ومدروسا بين المعالج والمفحوص. حيث يتم استخدامه لكشف القيم والمعتقدات الأساسية والتشوهات المعرفية الراسخة التي تؤطر وتدعم ما نفكر فيه ونقول.
لذلك فهذه التقنية تدور حول زرع الشك العلاجي في المعتقدات الصارمة للمريض، من خلال تسليط الضوء على التناقضات بين المقدمات الخاطئة والاستنتاجات. ولهذا يجب على المعالج أن يعمل على معالجة المعلومات من أجل تعديل الأنماط المعرفية.
يتم استخدام الاستجواب السقراطي في التدريب العلاجي لاستكشاف مخططات المريض المعرفية العميقة. ويجب أن يحدد المعالج هدف الاستجواب السقراطي مسبقا. ويعتبر الاستجواب السقراطي أمرا بالغ الأهمية لنجاح العلاج السلوكي المعرفي. ففي هذا الأخير يتم التركيز على تعديل التفكير لتسهيل التغيير العاطفي والسلوكي. وتساعد هذه التقنية المرضى على تحديد المشكلات، وتحديد تأثير معتقداتهم وأفكارهم، وفحص معنى الأحداث . (Beck & Dozois, 2011)
تقنية السهم النازل من تقنيات العلاج المعرفي السلوكي، وشكل من أشكال الاستجواب السقراطي الذي يطرح فيه المعالج سلسلة متتالية من الأسئلة للكشف عن المعتقدات الوسيطة والأساسية.
تسمح تقنية السهم النازل للمعالج بالوصول إلى المعتقدات الكامنة وراء الأفكار أو المخاوف الحالية. ويمكن بعد ذلك استكشاف صحة وفائدة هذه المعتقدات الأساسية ومعالجتها. على سبيل المثال، قد يكون لدى الشخص خوف من القيادة، وباستخدام هذه التقنية قد يكتشف أن اعتقاده الأساسي هو أنه قد يقتل طفلا على الطريق. من خلال العمل مع هذه المعتقدات واستخدام التقنيات السلوكية مثل تقنيات العلاج بالتعرض، يمكن إثبات أن هذه المعتقدات الأساسية ليست صحيحة.
ويكون طرح نفس السؤال مرارا وتكرارا هو الحل للوصول إلى جوهر الأمر ( ماذا يعني ذلك بالنسبة للمريض؟ أو ماذا يعني ذلك؟).
تعتمد هذه التقنية على استكشاف السيناريوهات التي وضعها المريض حول المواقف التي يتجنبها أو يخشى منها. ومن خلال إيصال المريض بلطف إلى نهاية السيناريو الذي يخشاه، يمكن معرفة مراحل سير الأحداث فيه، والكشف عن العواطف المرتبطة به.
في معظم الأوقات، لن يقدم المريض سوى جزء صغير جدًا من هذا السيناريو الذي يلعبه في شكل إدراك لفظي أو تصوير خيالي.
عادة ما تكون هذه الأفكار تلقائية، من نوع “لا يجب أن أتعامل مع أشخاص غرباء، فهذا خطير للغاية”. لذلك من الضروري مرافقة المريض للذهاب إلى نهاية الحدث المخيف وعواقبه.
سيبدأ المعالج من هذا التفكير التلقائي، ويدعو المريض إلى تخيل العواقب المحتملة وفقا له، وعواقب ذلك على المريض. وعليه يجب أن يكون المعالج متعاطفا جدا مع المريض؛ لأن تقنية السهم النازل تعيد المريض إلى الإدراك المزعج والمؤلم الذي يفضل الاحتفاظ به لنفسه، أو الذي لا يريد التفكير فيه أصلا.
الأسئلة الشائعة بخصوص العلاج النفسي
أصدقاؤك هم أشخاص موثوقين بالنسبة لك، يعرفونك ويقدمون لك المساعدة. لكن رؤية المعالج أمر مهم ومختلف تماما عن مجرد التحدث إلى صديق، وذلك للأسباب والعوامل التالية:
- المعالج لديه الخبرة والكفاءة : المعالج شخص مختص ومحترف، له القدرة و الكفاءة لتقديم المساعدة اللازمة وبالشكل الصحيح، وهذا أمر مهم بالنسبة لك، فتحسن حالتك مرتبط بنوعية التدخل، وجودة النصائح و الإجراءات التي ستتخذها، لذلك يعتبر المعالج الشخص الأنسب ليقوم بذلك معك، وفي الكثير من الأحيان، وخاصة عندما تكون الحالة التي تعاني منها خطيرة أو معقدة، نصائح الآخرين تزيد من تعقيد الحالة.
- يتمتع المعالج بالموضوعية والسرية: عندما تبوح لشخص غير المعالج، كالصديق مثلا، فلن يكون موضوعيا معك أثناء استماعه لك، ولن يكون موضوعيا في تفهم حالتك، وذلك راجع لكون عدم الموضوعية في مثل هذه الحالات شيء طبيعي عند البشر، والتحيز هنا وارد جدا، لكن المعالج مدرب على ذلك ويعرف كيف يكون موضوعيا، فذلك جزء من تكوينه، بالإضافة لالتزامه بأخلاقيات المهنة، وهذا يضمن لك سرية تامة ولا تعرض نفسك لكشف أسرار لا تريد أن يعرفها الجميع.
- المعالج لديه حدود مهنية ثابتة
- يمكن للمعالج أن يعطي الأولوية لك ولمشاعرك
- ليس عليك أن تشعر بالذنب تجاه قضاء وقت المعالج
قد تفكر في العلاج إذا كنت تعاني من مشاعر مستمرة من الحزن أو القلق أو غيرها من الاضطرابات العاطفية، أو إذا كنت تمر بتغييرات كبيرة في حياتك أو ضغوطات، أو إذا كنت تريد فهم نفسك بشكل أفضل أو تحسين علاقاتك.
إليك بعض العلامات التي قد تكون سببا وجيها للبحث عن مساعدة معالج:
الشعور بالثقل. قد تجد نفسك مثقلًا بالعديد من المهام والمشكلات التي تحتاج إلى معالجتها، مما قد يجعلك تشعر بأنك غير قادر على الاسترخاء أو حتى أخذ نفس عميق. الإجهاد والإرهاق المستمر قد يؤديان إلى مضاعفات صحية جسدية خطيرة.
الإرهاق. هذه الحالة الجسدية غالبا ما تكون مرتبطة بمشاكل الصحة النفسية أو توكبها، وقد تكون علامة على الإصابة بالاكتئاب. الشعور المستمر بالتعب قد يؤدي إلى النوم لفترات طويلة أو صعوبة في النهوض صباحًا.
الغضب أو الاستياء المفرط. من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالغضب أحيانا، وليس كل غضب مؤذ. لكن الغضب الذي لا يزول أو الذي يكون شديدا بشكل غير متناسب مع المواقف قد يستدعي طلب المساعدة لإدارته، خاصة إذا أدى إلى سلوكيات مؤذية أو عنيفة.
رهاب الخلاء. الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب يخشون البقاء في أماكن قد تسبب لهم نوبات هلع أو يشعرون فيها بالاحتجاز، ما قد يصل بهم إلى الخوف من مغادرة منازلهم.
القلق المستمر أو الأفكار الإلحاحية. القلق المفرط حول المواقف قد يصبح مشكلة عندما يستحوذ على جزء كبير من اليوم أو يسبب أعراض جسدية، والعلاج قد يكون مفيدا في هذه الحالات.
اللامبالاة. فقدان الاهتمام بالنشاطات المحببة سابقا أو الشعور بالفتور تجاه الحياة قد يكون مؤشرا على مشكلة نفسية كالاكتئاب.
الشعور باليأس. إذا شعرت بنقص الأمل والدافع، كأنه لا مستقبل لك، فقد يكون ذلك إشارة للاكتئاب أو حالة نفسية أخرى، خصوصا إذا كان الشعور مستمرا ويؤدي إلى أفكار انتحارية.
الانعزال الاجتماعي. الحاجة إلى الوحدة قد تكون مفيدة، لكن الشعور بالضيق في وجود الآخرين أو الخوف من التفاعل الاجتماعي قد يعني أن الدعم النفسي ضروري لفهم ومعالجة هذه المشاعر.
نوع المعالج الذي يجب أن تراه يعتمد على طبيعة المشكلات التي تواجهها وأهدافك من العلاج. إليك بعض الأنواع الشائعة من المعالجين:
أخصائيو الطب النفسي (Psychiatrists): هم أطباء متخصصون في الطب النفسي ويمكنهم وصف الأدوية بالإضافة إلى تقديم العلاج النفسي. إذا كنت تعاني من اضطرابات معقدة قد تتطلب تدخلاً دوائيًا، قد يكون الطبيب النفسي هو الخيار المناسب.
أخصائيو علم النفس (Psychologists): يمكن لأخصائيي النفس تقديم أنواع متعددة من العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي التحليلي. إذا كنت ترغب في فهم ومعالجة أنماط التفكير والسلوك، فقد يكون علم النفس هو المجال المناسب.
المعالجون النفسيون (Psychotherapists): يستخدم هذا المصطلح لوصف المتخصصين الذين يقدمون العلاج النفسي، وقد يكونون من خلفيات مهنية مختلفة بما في ذلك العمل الاجتماعي، الاستشارة، أو الطب النفسي. يمكنهم مساعدتك في التعامل مع مجموعة واسعة من القضايا النفسية والعاطفية.
المستشارون (Counselors): يتخصص المستشارون في تقديم الدعم للأشخاص الذين يمرون بأزمات أو يعانون من مشكلات نفسية أو عاطفية، دون الحاجة إلى التدخل الدوائي. يمكنهم مساعدتك في التعامل مع الضغوط اليومية، ومشكلات العلاقات، والحزن، وغيرها.
أخصائيو العمل الاجتماعي السريري (Clinical Social Workers): هؤلاء محترفون متدربون في تقديم العلاج النفسي وأيضًا في التنقل بين الخدمات والدعم الاجتماعي. يمكنهم مساعدتك في التعامل مع مجموعة متنوعة من القضايا الشخصية والاجتماعية.
اختيار المعالج المناسب يعتمد على تفضيلاتك الشخصية والأهداف التي ترغب في تحقيقها من العلاج. قد يكون من المفيد أيضًا استشارة طبيبك العام أو التحدث إلى مهني في الرعاية الصحية للحصول على توجيهات بشأن النوع المناسب من المعالج لحالتك.
مدة العلاج النفسي تختلف بشكل كبير من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل مثل طبيعة المشكلات التي يواجهها الفرد، أهدافه من العلاج، ونوع العلاج المستخدم.
العلاج قصير المدى: بعض الأشخاص قد يختارون أو يحتاجون إلى علاج قصير المدى يركز على قضايا محددة أو أهداف معينة. هذا النوع من العلاج قد يستمر لعدة جلسات إلى بضعة أشهر.
العلاج طويل المدى: الأفراد الذين يعملون على قضايا أكثر تعقيدًا أو عمقًا قد يجدون أن العلاج طويل المدى، الذي يمكن أن يستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات، هو الأنسب لهم.
التقييم المستمر: من المهم أن يقيّم الفرد والمعالج باستمرار التقدم المحرز ويعيدا تقييم الأهداف لتحديد المدة المناسبة للعلاج.
العوامل الفردية: الالتزام بالعلاج ومدى تفاعل الفرد مع العملية يمكن أن يؤثر أيضًا في مدته. الاستعداد للتغيير والمشاركة النشطة يمكن أن يعزز فعالية العلاج ويقصر مدته.
من المهم مناقشة توقعاتك وأهدافك مع المعالج لتحديد خطة علاج تتناسب مع احتياجاتك وتقدم لك أفضل النتائج في الإطار الزمني الذي يناسبك.