التعلم مثل رحلة. هناك أوقات تكون فيها الأمور سهلة، وهناك أوقات تكون فيها الأمور صعبة. ولكن إذا كنت مستعدًا لبذل الجهد، فستصل إلى وجهتك.
موقعنا الإلكتروني هو مثل دليل سفر للتعلم. يقدم لك الموارد والأدوات التي تحتاجها للوصول إلى هدفك.
سواء كنت طالبًا أو معلمًا، فنحن هنا لمساعدتك على التعلم.
ما يجب أن تعرفه عن التعلم
علم النفس النمو يركز على فهم كيفية تطور الفرد منذ ولادته وحتى مرحلة النضج، حيث يعتبر التعلم عملية أساسية في هذا السياق. منذ الولادة، يبدأ الأفراد في اكتساب المهارات والمعرفة من خلال تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم. يعتمد هذا النوع من التعلم ما تقدمه لنا الوراثة و التفاعل مع المحيط والبيئة. بعد النضج يتحول التعلم إلى تطوير للذات، ويجسد إمكانية الاستمرار في النمو والتطوير الشخصي على مدى الحياة. حيث تبرز أهمية البحث عن فرص التعلم المستمر، سواء من خلال الدراسة الأكاديمية أو التجارب الحياتية، لتعزيز المهارات وتطوير القدرات الشخصية. ولأنه يحدث أحيانا خلل في ما تقدمه الطبيعة أو الوراثة، فتظهر مشكلات في النمو و التعلم بشكل سوي وطبيعي، يأتي التعلم المتخصص الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة، لتلبية احتياجاتهم الفردية بتكييف العملية التعليمية و تطوير برامج تعليمية مخصصة واستراتيجيات تدريس مُحددة تسهم في تحقيق أهدافهم التعليمية وتعزز مشاركتهم الفعّالة في المجتمع. مثلهم مثل الأطفال العاديين والذين يجدون التعلم النظامي والذي يوفر بيئة تعليمية مناسبة ومحفزة. تهدف إلى تطوير المهارات الأساسية والمعرفة العامة للفرد، بتنظيم المحتوى التعليمي وتوفير فرص التفاعل الاجتماعي والتعلم التعاوني لتحفيز التطور الشامل للأفراد.
تجدون فيما يلي تفصيلا لكل وضعية وحالة من حالات التعلم الأربعة
أسرار النمو: رحلة في علم النفس النمائي
مرحبا بكم في “أسرار النمو”، رحلتكم الشيقة في عالم علم النفس النمائي حيث نستكشف أعماق النمو الإنساني من الطفولة حتى الشيخوخة. هذه الصفحة مصممة لتكون مرشدكم الشامل لفهم كيف تتشكل شخصيتنا، تفكيرنا، وسلوكنا عبر مختلف مراحل الحياة. سواء كنتم متخصصين في علم النفس، طلابًا، أو مجرد مهتمين بفهم الديناميكيات التي تحكم تطورنا النفسي، ستجدون هنا محتوى غنياً يلبي فضولكم ويثري معرفتكم. من خلال مقالات معمقة، دراسات حالة، وموارد تفاعلية، ندعوكم لاستكشاف العوامل التي تؤثر في نمونا النفسي وكيف يمكننا فهم أنفسنا والآخرين بشكل أفضل. انضموا إلينا في هذا الاستكشاف المثير واكتشفوا أسرار النمو الإنساني.
النمو العقلي
“يُعد النمو المعرفي العقلي رحلة معقدة تتشكل عبر مراحل متعددة وتأثيرات متنوعة. يرى جان بياجيه أن الأطفال يمرون بمراحل تطورية ثابتة، حيث يبنون معرفتهم من خلال التفاعل مع البيئة. وفقًا له، يتطور الفهم من الحسي-حركي إلى العمليات الرسمية. من جانبه، يؤكد ليف فيجوتسكي على الدور الحاسم للثقافة والتفاعل الاجتماعي في تطور الفكر الإنساني، مقدمًا مفهوم ‘المنطقة القريبة للتطور’. جيروم برونر، من ناحية أخرى، يشير إلى أهمية الهياكل المعرفية والتعلم الاكتشافي، معتبرًا التعليم عملية تدريجية لتعقيد المفاهيم. أما إريك إريكسون، فيركز على النمو النفسي-اجتماعي، موضحًا كيف تؤثر الأزمات النفسية على تشكيل الهوية والقدرة على التعلم. مجتمعين، تقدم نظريات هؤلاء العلماء إطارًا شاملاً لفهم كيف ينمو الإنسان معرفيًا وعقليًا، معترفين بأن التطور الذهني هو نتاج تفاعل ديناميكي بين الفرد وبيئته.”

بالنسبة لبياجيه وأتباعه، يمر تفكير الطفل عبر مراحل تطورية تدريجية: بدءًا من فهم مفهوم الثبات في الأشياء حوالي السنة الثانية، وصولًا إلى ذروة التوازن النهائي، وهي مرحلة الفهم والمنطق المتقدم لدى البالغين.
ويحدد بياجيه ست مراحل للنمو العقلي للطفل كالتالي:
- مرحلة الاستجابات البدائية والغرائز والعواطف الأولية.
- مرحلة العادات الحركية الأولى، الإدراك المنظم الأولي، والمشاعر المميزة الأولى.
- مرحلة الذكاء الحسي الحركي (قبل اللغوي)، التنظيمات العاطفية الأولية، وأولى الثباتات العاطفية الخارجية.
هذه المراحل تظهر قبل العام ونصف أو السنتين، أي قبل تطور اللغة والفكر. يتميز هذه الفترة بتطور عقلي متسارع حيث يركز الطفل كل شيء حول جسده. مع بداية اللغة والفكر، يصبح الإنسان جزءًا من العالم الذي يبنيه تدريجيًا.
المراحل الثلاث التالية ذات أهمية خاصة:
- مرحلة الذكاء الحدسي، المشاعر العفوية بين الأفراد، وعلاقات الخضوع الاجتماعي (من السنتين إلى 7 سنوات).
- مرحلة العمليات الفكرية الملموسة (بداية المنطق)، مشاعر التعاون الأخلاقي والاجتماعي (من 7 إلى 11 أو 12 سنة).
- مرحلة العمليات الفكرية المجردة، تكوين الشخصية، والتكامل العاطفي والفكري في مجتمع البالغين (المراهقة).
يُشدد على أن كل مرحلة تتميز ببنيات فريدة تفصلها عن المراحل السابقة، مكونةً بذلك نوعًا خاصًا من التوازن والنمو العقلي الذي يسير نحو استقرار متزايد.
كل سلوك ينبع من حاجة معينة. على سبيل المثال، الجوع أو الإرهاق يدفعان للبحث عن الطعام والراحة؛ التفاعل مع كائن خارجي يثير حاجة اللعب؛ وكلمات الآخرين تحفز الحاجة للتقليد والتعاطف. بمجرد استعادة التوازن، ينتهي الفعل، موازنًا بين الواقع الجديد والتنظيم العقلي السابق.
ليف فيجوتسكي (1896-1934) كان مفكرًا رائدًا في مجال علم النفس والتربية في روسيا، وقد قدم إسهامات بارزة عبر نظريته التي تبحث في العلاقة بين التفاعلات الاجتماعية وتطور الفهم المعرفي لدى الإنسان. يُطلق على هذا الإطار النظري اسم النظرية الاجتماعية الثقافية في التطور المعرفي لفيجوتسكي.
خلال الفترة نفسها التي كان يعمل فيها جان بياجيه، العالم النفسي السويسري، على نظرياته المعنية بالتطور المعرفي، قدم فيجوتسكي أفكارًا مغايرة تقريبًا في كل جانب. العديد من أطروحات فيجوتسكي ما زالت تُترجم من الروسية إلى لغات أخرى.
فما هو جوهر نظرية فيجوتسكي؟
تبرز نظرية فيجوتسكي للتنمية الاجتماعية أهمية التفاعلات الاجتماعية في تنمية وتعليم الطفل، مشيرة إلى أن عملية التعلم تحت رعاية وإرشاد الآخرين، مثل الوالدين والمعلمين، تعزز القدرات المعرفية للطفل. وفقًا لنظريته، التي تعرف أيضًا بالنظرية الاجتماعية الثقافية، يعتبر التعلم عملية اجتماعية بالدرجة الأولى، لا مجرد مسعى فردي للاكتشاف.
كما تقترح النظرية الاجتماعية والثقافية لفيجوتسكي أن الأطفال يمتصون القيم والأفكار من بيئتهم ويتعلمون من خلال التجارب الثقافية المحيطة بهم. اعتقد فيجوتسكي أن الثقافة تؤثر بشكل كبير على التطور المعرفي، مما يجعل هذا التطور متباينًا بين الثقافات المختلفة. وأكد أيضًا على دور اللغة كجوهر لأي عملية تعليمية.
، عالم نفس أمريكي، لعب دورا مهما في مجال التربية وعلم النفس المعرفي. أكد برونر على أهمية البنيوية في التعليم، مشيرًا إلى أن الطلاب يجب أن يفهموا الهيكل الأساسي لأي موضوع ليتمكنوا من تطبيق المعرفة في مواقف مختلفة. نظرية برونر تشجع على التعلم الاستكشافي، حيث يبني الطلاب معرفتهم بأنفسهم من خلال التفاعل المباشر مع المواد التعليمية.
برونر يعتقد أنه من المهم تقديم المعلومات بطريقة متسلسلة تتبع الهيكل المنطقي للموضوع. يجب أن يبدأ التعليم بتعريف الطلاب على المفاهيم الأساسية والعامة، ثم تدريجيًا التعمق في التفاصيل والتعقيدات. هذا النهج يساعد الطلاب على بناء أسس متينة ويعزز قدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات.
نظرية برونر لها تأثير كبير على تصميم المناهج الدراسية وطرق التدريس. تشجع النظرية على استخدام استراتيجيات مثل التعلم النشط والتعلم بالاكتشاف، حيث يُشجع الطلاب على الاستقصاء والتساؤل واستكشاف الأفكار بأنفسهم. كما تؤكد على أهمية استخدام الأمثلة والنماذج لتوضيح المفاهيم الصعبة.
على الرغم من تأثيرها الكبير، واجهت نظرية برونر انتقادات تشير إلى أن الاعتماد المفرط على التعلم الاستكشافي قد لا يكون فعالًا لجميع الطلاب، خاصةً الذين قد يجدون صعوبة في التعلم دون توجيه مباشر. كما يرى بعض النقاد أن النظرية تحتاج إلى مزيد من التوضيح حول كيفية تطبيقها عمليًا في الفصول الدراسية.
النمو النفسي
النمو النفسي هو مجال حيوي يدرس كيفية تطور الأفراد على المستوى النفسي عبر مراحل حياتهم المختلفة. يُعد هذا النمو ركيزة أساسية لفهم الذات وتحقيق الاستقرار العاطفي والعقلي. في هذا السياق، طُورت العديد من النظريات النفسية التي تحلل كيف يمكن للأفراد أن يتقدموا في رحلتهم النفسية، مشيرة إلى أهمية التجارب الحياتية والتفاعلات الاجتماعية في هذه العملية. تتناول هذه النظريات موضوعات مثل تطوير الشخصية، النضج العاطفي، وبناء العلاقات الإيجابية مع الذات والآخرين. فيما يلي، سنستعرض بعضًا من أبرز هذه النظريات ونبحث في كيفية مساهمتها في فهمنا للنمو النفسي، مستكشفين أبعادها المختلفة وتطبيقاتها في حياتنا اليومية.
نظرية التحليل النفسي في النمو، التي طورها سيغموند فرويد، تركز على كيفية تشكيل الشخصية خلال مراحل الطفولة المبكرة. تعتبر هذه النظرية واحدة من الأسس في علم النفس التحليلي وتشدد على الدور الأساسي للعوامل اللاواعية في تطور الشخصية.
المراحل النفسية الجنسية
المرحلة الفمية (من الولادة حتى السنة الأولى): في هذه المرحلة، يكون مصدر اللذة والتحفيز مرتبطًا بالفم. يكتسب الطفل اللذة من الرضاعة والمضغ والعض.
المرحلة الشرجية (من السنة الأولى إلى الثالثة): خلال هذه المرحلة، يتحول التركيز إلى عملية التحكم في الإخراج. تعتبر هذه المرحلة حاسمة لتطوير السيطرة الذاتية والاستقلالية.
المرحلة القضيبية (من السنة الثالثة إلى السادسة): يبدأ الأطفال في هذه المرحلة بالتعرف على جسدهم والاختلافات بين الجنسين. تشير نظرية فرويد إلى مفهوم عقدة أوديب والإلكترا في هذه الفترة.
المرحلة الكامنة (من السادسة إلى البلوغ): خلال هذه المرحلة، تتراجع الدوافع الجنسية، ويتحول التركيز إلى النمو الاجتماعي والمهارات الفكرية.
المرحلة التناسلية (من البلوغ فصاعدًا): في هذه المرحلة، تعود الدوافع الجنسية للظهور مع التركيز على العلاقات الرومانسية والتكاثر.
الأنا، الهو، والأنا الأعلى
- الهو: هو مصدر الدوافع والرغبات الأساسية ويعمل وفقًا لمبدأ اللذة.
- الأنا: يحاول التوفيق بين رغبات الهو ومتطلبات الواقع الخارجي.
- الأنا الأعلى: يمثل القيم والمعايير الأخلاقية في الشخصية.
الدفاع النفسي
يؤكد فرويد على أهمية آليات الدفاع النفسي، مثل الكبت، الإسقاط، والتبرير، التي تستخدمها الشخصية للتعامل مع الصراعات الداخلية والضغوط النفسية.
الانتقادات والتأثير
رغم أهمية نظرية التحليل النفسي، واجهت انتقادات تتعلق بنقص الأدلة التجريبية والاعتماد المفرط على دراسات الحالة. لكن، لا يمكن إنكار تأثيرها العميق على علم النفس والثقافة الشعبية.
يمكن توسيع هذا العرض بتحليل أعمق لكل مرحلة ومناقشة الأمثلة والدراسات الحديثة التي توضح تأثير هذه النظرية.
نظرية إريك إريكسون في النمو النفسي تعد واحدة من النظريات الأساسية في علم النفس التنموي، وتركز على كيفية تطور الشخصية عبر ثماني مراحل حياتية. تختلف هذه النظرية عن نظرية فرويد في توسيعها للتطور النفسي ليشمل كل مراحل الحياة، وليس فقط الطفولة.
الثماني مراحل حسب إريكسون
الثقة مقابل الشك (الولادة حتى حوالي 18 شهرًا): في هذه المرحلة، يتعلم الطفل الثقة في الآخرين إذا تمت تلبية احتياجاته بشكل مناسب، أو يتطور لديه شعور بعدم الثقة إذا لم يتم ذلك.
الاستقلالية مقابل الشك والخجل (2-3 سنوات): الأطفال يطورون مهارات الاستقلالية والإرادة. إذا شجع الوالدين ودعموا هذا التطور، يشعر الطفل بالاستقلالية. إذا لم يتم ذلك، قد يشعر بالخجل والشك في قدراته.
المبادرة مقابل الذنب (3-5 سنوات): الأطفال يبدأون بتولي المبادرة، وإذا تم تشجيعهم، يشعرون بالقدرة على القيادة والفاعلية. إذا كُبتوا، قد يتطور لديهم شعور بالذنب.
الكفاءة مقابل النقص (6-12 سنة): في مرحلة المدرسة، يتعلم الأطفال المهارات الحياتية والاجتماعية، والنجاح يؤدي إلى شعور بالكفاءة، بينما الفشل قد يؤدي إلى شعور بالنقص.
الهوية مقابل اضطراب الهوية (المراهقة): المراهقون يستكشفون هوياتهم وأدوارهم الاجتماعية. نجاح هذه المرحلة يؤدي إلى شعور قوي بالهوية، بينما الفشل يمكن أن يؤدي إلى الارتباك وعدم اليقين حول الذات.
القرب مقابل العزلة (الشباب المبكر): الشبان البالغون يستكشفون علاقاتهم العميقة. النجاح في تكوين علاقات ملتزمة يؤدي إلى القرب، بينما الفشل يؤدي إلى العزلة والوحدة.
الإنجاز مقابل الركود (البلوغ المتوسط): البالغون يركزون على عملهم وتربية أسرهم. إيجاد الرضا في هذه الجهود يؤدي إلى الإحساس بالإنجاز، بينما يؤدي الفشل إلى شعور بعدم الفائدة والركود.
النزاهة مقابل اليأس (الشيخوخة): في السنوات الأخيرة من الحياة، ينظر الناس إلى حياتهم ويقيمونها. الرضا عن هذا التقييم يؤدي إلى الشعور بالنزاهة، بينما يؤدي الندم إلى اليأس.
التطبيقات والأهمية
نظرية إريكسون تطبق على مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك العلاج النفسي، التربية، وإدارة الموارد البشرية. إن فهم هذه المراحل يمكن أن يساعد المحترفين على تصميم استراتيجيات تدعم التطور الصحي عبر مختلف مراحل الحياة.
إريكسون يؤكد على أن التطور النفسي مستمر وأن الأفراد يمكن أن يواجهوا ويحلوا الصراعات في كل مرحلة، مما يساهم في نمو الشخصية المستمر. هذه النظرية تقدم إطارًا قيمًا لفهم كيف تتشكل الشخصية والهوية عبر العمر.
فهم ماهية صعوبات التعلم


صعوبات التعلم هي مجموعة من اضطرابات النمو العصبي
التي يمكن أن تعيق بشكل كبير قدرة الشخص على تعلم أشياء جديدة. ونتيجة لذلك، قد يواجه الشخص مشكلة في أداء مهام مثل التحدث أو القراءة أو الكتابة أو الانتباه أو فهم المعلومات أو تذكر الأشياء أو إجراء العمليات الحسابية أو تنسيق الحركات.
عادةً ما تتطور صعوبات التعلم في سن مبكرة، وغالبًا ما يتم تشخيصها خلال السنوات الدراسية للشخص، حيث أن التركيز الأساسي في المدرسة هو التعلم. تشير التقديرات إلى أن 8% إلى 10% من الأطفال دون سن 18 عامًا يعانون من أحد أنواع صعوبات التعلم.
ومع ذلك، لا يتم تشخيص بعض الأشخاص حتى يلتحقوا بالجامعة أو يحصلوا على وظيفة، والبعض الآخر لا يتلقون تشخيصًا رسميًا أبدًا، لذلك يمضون حياتهم دون معرفة سبب تعرضهم للكثير من المشاكل مع الأكاديميين والعمل والعلاقات والأمور اليومية الأساسية.
من المهم أن نفهم أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم يتمتعون عمومًا بذكاء متوسط إلى متفوق وغالبًا ما يكونون موهوبين في مجالات مثل العلوم والرياضيات والفنون الجميلة وغيرها من الوسائط الإبداعية. غالباً ما يكون الشخص ذكياً، ولكن قد تكون هناك فجوة بين إمكاناته والمهارات المتوقعة من شخص في مثل عمره .
ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص الأكثر إنجازًا وتأثيرًا في التاريخ كانوا يعانون من صعوبات التعلم، بما في ذلك ألبرت أينشتاين، وليوناردو دافنشي، وتوماس إديسون، ووينستون تشرشل
“صعوبات التعلم” هو مصطلح شامل يشمل العديد من أنواع اضطرابات التعلم المحددة، بما في ذلك:
- عسر القراءة: عسر القراءة هو أكثر صعوبات التعلم شيوعًا، حيث يمثل 80٪ من جميع حالات صعوبات التعلم، هو اضطراب في معالجة اللغة يتميز بصعوبة التحدث أو القراءة أو الكتابة أو فهم الكلمات. يمكن أن يتسبب هذا في تطور مفردات الشخص بوتيرة أبطأ ويؤدي إلى مشاكل في القواعد وفهم القراءة والمهارات اللغوية الأخرى.
- عسر الكتابة: الأشخاص الذين يعانون من عسر الكتابة قد يجدون صعوبة في كتابة أفكارهم في الكتابة بسبب مشاكل في المفردات والتهجئة والقواعد والذاكرة والتفكير النقدي. تتميز هذه الحالة بضعف الكتابة اليدوية، حيث قد يعاني الشخص من صعوبة تباعد الحروف والوعي المكاني والتخطيط الحركي. عسر الكتابة يمكن أن يجعل من الصعب على الشخص التفكير والكتابة في وقت واحد.
- عسر الحساب: تُعرف هذه الحالة أحيانًا باسم “عسر القراءة في الرياضيات”، وتشمل اضطرابات التعلم المتعلقة بالرياضيات، مثل صعوبة التعامل مع الأرقام والمفاهيم والاستدلال. الأشخاص الذين يعانون من عسر الحساب قد يجد صعوبة في عد النقود، وقراءة الساعات ومعرفة الوقت، وإجراء العمليات الحسابية الذهنية، وتحديد أنماط الأرقام، وتطبيق الصيغ الرياضية.
- اضطراب المعالجة السمعية (APD): قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب المعالجة السمعية صعوبة في معالجة الأصوات لأن دماغهم يسيء تفسير المعلومات السمعية التي تتلقاها الأذن. ونتيجة لذلك، قد يخلطون بين ترتيب الأصوات في كلمات معينة، أو قد لا يتمكنون من التمييز بين الأصوات مثل صوت المعلم وضوضاء الخلفية في الفصل الدراسي.
- اضطراب معالجة اللغة (LPD): هذه مجموعة فرعية من اضطراب معالجة اللغة (APD)، تتميز بصعوبات في معالجة اللغة المنطوقة . قد يواجه الشخص صعوبة في ربط المعنى بالمجموعات الصوتية التي تمثل الكلمات والجمل والقصص.
- صعوبات التعلم غير اللفظية (NVLD): تتميز NVLD بصعوبة تفسير الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه، ولغة الجسد، ونبرة الصوت، والإشارات غير اللفظية الأخرى.
- العجز الحركي الإدراكي / البصري: قد يواجه الأشخاص المصابون بهذه الحالة صعوبة في التنسيق بين اليد والعين والأنشطة الحركية. قد يفقدون مكانهم في كثير من الأحيان أثناء القراءة، ويظهرون حركات غير عادية في العين أثناء القراءة أو الكتابة، ويخلطون بين الحروف المتشابهة، ويجدون صعوبة في التنقل في بيئتهم، ويكافحون في إدارة أشياء مثل الأقلام وأقلام الرصاص وأقلام التلوين والغراء والمقص.
هذه بعض أعراض صعوبات التعلم:
- ذاكره ضعيفه
- صعوبة في التركيز
- فترة اهتمام قصيرة
- صعوبة في القراءة أو الكتابة
- عدم القدرة على التمييز بين الأصوات أو الحروف أو الأرقام
- صعوبة في نطق الكلمات
- الميل إلى وضع الأرقام أو الحروف بالتسلسل الخاطئ
- صعوبة في معرفة الوقت
- الخلط بين اليمين واليسار
- الميل إلى عكس الحروف
- – صعوبة في فهم بعض الكلمات والمفاهيم
- الانفصال بين الكلمات والمعنى (أي قول شيء ولكن معنى آخر)
- صعوبة في التعبير عن الأفكار والعواطف
- ضعف التنسيق بين اليد والعين
- تأخر تطور الكلام
- الفوضى
- مشكلة في الاستماع واتباع التعليمات
- ردود غير لائقة
- الأرق والاندفاع
- الميل إلى التصرف
- صعوبة في الانضباط
- مقاومة التغيير
- أداء غير متناسق على أساس يومي أو أسبوعي
تنجم صعوبات التعلم عن اختلافات في الأداء العصبي لدماغ الشخص، يمكن أن تحدث هذه الاختلافات قبل ولادة الشخص، أو أثناء ولادته، أو في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد تكون ناجمة عن عوامل مثل:
- مرض الأم أثناء الحمل
- مضاعفات الولادة التي تمنع تدفق الأكسجين إلى دماغ الطفل
- بعض الجينات التي يمكن أن تجعل الشخص أكثر استعدادًا وراثيًا للإصابة بصعوبات التعلم
- الإصابة أو المرض، مثل التهاب السحايا، في مرحلة الطفولة المبكرة
- غالبًا ما تنطوي الحالات الصحية مثل الشلل الدماغي ومتلازمة داون على درجة معينة من صعوبات التعلم
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه لا ينبغي الخلط بين صعوبات التعلم ومشاكل التعلم التي تنشأ بسبب عوامل أخرى مثل:
- إعاقة بصرية أو سمعية أو لفظية أو حركية
- الإعاقة الذهنية
- الاضطرابات العاطفية
- العوائق الاقتصادية أو الثقافية أو البيئية
- العلاقة بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وصعوبات التعلم
تتضمن عملية التشخيص ما يلي:
- الاختبار الأكاديمي: يمكن تشخيص صعوبات التعلم بإجراء اختبار إنجاز موحد يتحقق من مهارات القراءة والكتابة والحساب لدى الشخص، بالإضافة إلى اختبار الذكاء (IQ) إذا كان أداء الشخص جيدًا في اختبار الذكاء ولكن حصل على درجة أقل في اختبار التحصيل، فقد يشير ذلك إلى أنه يعاني من صعوبات في التعلم.
- مراجعة الأداء: يمكن أيضا الاعتماد على مراجعة وتقييم أداء الشخص الأكاديمي والمهني والاجتماعي والنمائي في محيط تطوره، كمراجعة التقييم المدرسي، والاضطلاع على إنجازات التلميذ بشكل مباشر.
- التاريخ الطبي: من المهم أيضا أن نطرح أسئلة حول التاريخ الطبي الشخصي والعائلي للشخص.
- الفحص الجسدي والعصبي: يمكن أيضا الاستعانة بطلب فحص جسدي وعصبي للتحقق من الحالات الصحية الأخرى مثل أمراض الدماغ، وحالات الصحة العقلية، والإعاقات النمائية والذهنية.
كل صعوبات التعلم لها أعراض مختلفة وتجربة كل شخص لهذه الحالة فريدة من نوعها، حيث قد تظهر الحالات اختلافات معتبرة في تكرار وشدة الأعراض؛ لذلك يجب الانتباه لهذا الأمر أثناء التشخيص.
قد يعاني بعض الأشخاص من صعوبة تعلم واحدة ومعزولة ليس لها تأثير شديد على حياتهم اليومية؛ بينما قد يعاني الآخرون من العديد من صعوبات التعلم التي تتداخل مع بعضها البعض وتجعل من الصعب عليهم العمل دون دعم.
صعوبات التعلم هي حالات تستمر مدى الحياة ولا يمكن إصلاحها أو علاجها؛ ومع ذلك، مع التشخيص والعلاج والدعم في الوقت المناسب، يمكن للأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم أن يكونوا ناجحين في المدرسة والعمل وفي حياتهم الاجتماعية، لأننا هنا نتعامل مع إعاقات عصبية مستدامة.
يشمل علاج صعوبات التعلم ما يلي:
- التعليم الخاص: قد يستفيد الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم من التعليم على يد معلمين مدربين تدريباً خاصاً يقومون بإجراء تقييم شامل لقدرات الطفل ثم يساعدون الطفل على بناء نقاط قوته مع تعويض إعاقاته. وذلك بالاعتماد على البرامج التدريبية المكيفة والمبنية وفق احتياجات الحالة والصعوبات التي تعاني منها، وقد يتم دعم هذه البرامج بنشاطات وطرق مختلفة، كمجموعات الدعم مثلا والتي يمكن أن يشارك فيها الآباء، ويكون الغرض منها التوعية واكتساب الأساليب الداعمة لمثل هذه الحالات في الأسرة.
- الأدوية: قد يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول الأدوية لتحسين قدرتهم على التركيز والانتباه ومساعدتهم على التغلب على بعض جوانب القصور لديهم، لذلك يجب أن يكون التدخل مع هذه الفئة متنوع ومتعدد التخصصات.
- العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم في التعامل مع المشكلات العاطفية وتطوير مهارات التأقلم.
- التدخلات الأخرى: قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم أيضا من التدخلات الأخرى مثل علاج النطق واللغة.