القائمة

ظاهرة التولبا الخيالية (The imaginary tulpa)

شارك المقال

ظاهرة التولبا موضوع جديد في البحث العلمي، رغم قدم الظاهرة. والأبحاث والدراسات العلمية المنشورة في هذه الظاهرة قليل جدا، رغم امتلاء مواقع الأنترنيت بالمنشورات والفيديوهات والتجارب الشخصية والتبادلات عن الظاهرة.  لذا تظل فوائدها أو أضرارها على الانسان غير واضحة تماما وغير مفهومة حتى بالنسبة لأكثر ممارسي التولبا تقدما في هذا المجال. يتساءل الكثيرين من ممارسي التولبا أو من المقبلين على خلقها عن هذه الظاهرة:

هل هي حقيقة أم خيال؟ هل هي من عالم الجن أو الشياطين، هل التولبا أحد أنواع القرين، وهل تنتج نتيجة السحر والشعوذة، أم باب من أبواب العالم السفلي والماورائي، وهل خلق التولبا حرام في الإسلام؟ وهل وجودها يؤدي بالشخص إلى الفصام، وهل يمكنها إيذاء صاحبها؟ هل يمكن للتولبا معاشرة صاحبها؟ ومادا عن قدرتها على تقديم المساعدة كلما احتاج صاحبها اليها؟ هل يمكن التخلص منها؟ هل هي وجه من أوجه الموت، ؟ وغيرها من الأسئلة.

التولبا في الثقافة الهندوسية:

1. معنى كلمة التولبا (tulpa):

نستعمل تسمية “التولبا الخيالية” باللغة الأصلية للمفهوم  (اللغة السنسكريتية)، وتسمية “الصديق الخيالي” بلغة علم النفس.

التولبا هي كلمة من اللغة السنسكريتية . اللغة السنسكريتية هي اللغة الثانية في لغات الهند 22، وهي اللغة الأم للبراهمانيين. وهم الوعاظ والرهبان من الطبقة العالية. والسنسكريتية هي لغة طقوسية للديانات الهندوسية والبوذية التبتية والجينية التي تدعو إلى تجرد الإنسان من شرور الحياة وشهواتها حتى تدخل النفس في حالة من الجمود والخمود لا تشعر فيها بأي شيء مما حولها.

بالنسبة للرهبان التبتيين، التولبا كيان فكري تم إنشاؤه نتيجة لرغبات منضبطة طويلة الأمد وعمل مركّز للنشوة خلال الجلسات الطويلة للتأمل والاستبطان. تأتي فردية التولبا من تقسيم الروح إلى قسمين، قسم يبقى في الشخص والقسم الثاني يتجسد في شكل تولبا.

المعنى الحرفي لكلمة تولبا هو “شكل الفكر أو الإشعاع أو التجسد أو التجلي والظهور”. نشأ هذا المفهوم منذ زمن طويل في دول شرق آسيا.

أول استعمال في الغرب (بعيدا عن شرق آسيا) لكلمة تولبا كان عام 1929، من قبل البلجيكية الفرنسية ألكسندرا ديفيد نيل (يصفها البعص بأخصائية أنتروبولوجية والبعض يقول بأنها روحانية) في كتابها الموسوم بـالسحر والغموض في التبت. الذي سردت فيه كيف نجحت في إنشاء تولبا خاص بها على صورة أحد الرهبان بالاستناد على التعاليم البوذية التي تعلمتها في التبت على مدى عامين من الزمن.

وصفت ألكسندرا ديفيد نيل التولبا بأنها إبداعات سحرية أنتجها التركيز القوي للفكر. وترى أن التولبا قادرة على تطوير عقلها الخاص المنفصل عن عقل صاحبها (خالقها).تقول: عندما تصبح التولبا حيوية بما يكفي للعب دور كائن حقيقي، فإنها تميل إلى تحرير نفسها من سيطرة خالقها. ويحدث هذا بشكل ميكانيكي تقريبا، كطفل يترك رحم أمه عندما يصل إلى نموه الكامل ويمكنه العيش بشكل مستقل.

 2. ميزات التولبا الخيالية حسب التولبامانسي أو التولباي:

تسمية التولبامانسي أو التولباي تطلق على ممارسي التولبا، الذين يقدمون العديد من التعاريف والصفات لهذه الظاهرة. تختلف صفات التولبا وقدراتها باختلاف السياقات والثقافات والأشخاص الممارسين. لكن يوجد اتفاق على أن التولبا تتميز بما يلي:

  • هو كيان مستقل أو كائن واع بنفسه وبالعالم من حوله، يخلق ويتواجد ويقيم في دماغ الشخص المستضيف، ويتجسد من خلال صورة ذهنية. يمكن للتولبا أن تتخذ أي شكل أو مظهر ويُعتقد أنها قادرة على التجلي والتفاعل مع العالم المادي.
  • يكون التولبا متميزا عن الشخص المستضيف؛ لأن لديه شخصيته ورأيه وأفعاله المستقلة عن خالقه. ورغم ذلك لا يمكن تمييزه عن الشخص المستضيف؛ لأنه جزء منه وتابع له وامتداد له أيضا، ويتعايش مع وعي الشخص المستضيف.
  • يتم تصميمه أو خلقه من خلال الإرادة النفسية والفكرية للشخص. لديه نفس قدرات التفكير والاستدلال والإيمان وإدراك العالم  مثل الشخص المستضيف. لكن رغم ذلك، لديه أفكاره ومشاعره وذاكرته الخاصة، والتي تسمح له في بالحصول على إرادة حرة معينة ومستقلة عن الشخص المستضيف.
  • قد يعطي الشخص للتولبا بعض السمات التي تتعارض مع شخصيته، مما يسبب عدم الراحة.
  • بعد قرار خلق التولبا سيعتاد العقل بالتدريج على التفكير بأنه لا يوجد بداخله شخص واحد، بل شخصان، والحواجز النفسية التي تمنع الشخص من سماعها بشكل صحيح سوف تتلاشى تدريجيًا مع التدريب.
  • العلاقة بين الشخص والتولبا ليس لها حدود، قد تتخذ نموذج علاقات أسرية كالأخ أو الأخت الأكبر سنا أو الأصغر، أو أحد الوالدين أو أحد الأبناء، أو حبيبا أو حبيبة، أو زوجا، وليس بالضرورة صديقا.
  • العلاقة الصحية بين الشخص المستضيف والتولبا تؤدي إلى حب غير مشروط من أحدهما إلى الآخر، ويتشكل رابط قوي بينهما.
  • يجب التعامل مع التولبا بلطف واحترام، لأنه يتمتع بحساسية عالية خاصة في الأيام الأولى من خلقه. وفي هذه المرحلة، يمتص التولبا المعرفة الجديدة من خالقه، ويتصرف بعد ذلك بناءً على ما تعلمه.
  • التولبا الخاص بكل شخص موجود أصلا، تراه وتسمعه وتحاول التواصل معه من مكان آخر. لكن سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن الشخص من سماعه، لذا عليه التدرب مطولا على ذلك.

3. طقوس خلق التولبا الخيالي حسب البوذية التبتية:

في البوذية التبتية خلق التولبا يحتاج إلى مستوى عال من التركيز والنية. يُعتقد أن العملية تنطوي على استخدام ممارسات التأمل والتصور، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من التقنيات والممارسات المصممة لإضفاء الحياة على شكل الفكر (الصورة الذهنية).

التأمل هو ممارسة تتضمن تركيز العقل على نقطة واحدة أو شيء واحد، ويتضمن التصور استخدام الخيال لإنشاء صور أو مشاهد ذهنية، وكثيراً ما يستخدم بالتزامن مع التأمل لإضفاء الحياة على التولبا. من خلال استخدام هذه الممارسات مجتمعة، يعتقد ممارسو البوذية التبتية أنهم يستطيعون خلق تولبا قادرة على التجلي في العالم المادي والتفاعل مع المحيط. ويتم خلق التولبا وفقا لسبع خطوات:

الخطوة الأولى، تكرار المانترا:

يتضمن ذلك تكرار تعويذة في شكل عبارة معينة من أجل تنمية الشعور بالتركيز والانتباه، مع إتخاذ قرار داخلي بخلق التولبا، وتوجيه الإرادة والانتباه كلية لهذا الأمر لمدة من الزمن قد تصل إلى أسابيع أحيانا. التفكير يخص الشكل أو الشخصية التي يريد الشخص خلقها.

الخطوة الثانية، الإجبار على الإبداع :

من خلال قضاء بعض الوقت قد يصل لأيام في المراحل الأولى. يتم ذلك من خلال التفاعل اليومي مع التولبا بإعطائها الصفات التي حددها الشخص سابقا. ويستدعي هذا الأمر الاختلاء بالنفس لتطوير التفكير والتركيز في التولبا (بشكل يومي من نصف ساعة إلى ثلاث ساعات). تتم الجلسة في جو هادئ وضوء خافت مع إغماض العينين والتواصل مع هذه الصورة الذهنية.

الخطوة الثالثة، التدريب على التأمل:

اليومي لمدة عشر دقائق على الأقل في الصباح وفي المساء مع توفير جلسة روحانية فيها الهدوء والانفصال عن الواقع وإغماض العينين. ثم استحضار صورة التولبا في الذهن والنظر إليها من كل زاوية ممكنة.

الخطوة الرابعة، التمارين البدنية:

المتمثلة في الحركات أو الإيماءات الجسدية التي يمكن أن تساعد في إحياء التولبا. يتم ذلك بالتدرب على الشعور بملمس شعرها (إن كان لديها شعر) وتفاصيل جسدها ثم الضغط عليه برفق، وتمرير اليد فوقه. أو صنع رائحة خاصة بها وتصور تحركاتها وطريقة مشيها وإيماءاتها وتعابير وجهها.

الخطوة الخامسة،  إنشاء المكان المسحور:

وهو مكان خيالي بتفاصيل محددة تناسب الشخصية الخيالية، وتضاف له تفاصيل من اختيار الشخص. ويمكن تعديل المكان المسحور وتغيير الكائنات والتفاصيل فيه متى أراد الشخص ذلك.

الخطوة السادسة، الدخول مع التولبا في محادثات:

من خلال التدريب على تخيّل محادثة معها. هذه الخطوة قد تستغرق أياما من التدريب اليومي. وبعد ذلك يبدأ الشخص في التحدث معها في رأسه أو بصوت عال. ويمكن اختيار أي موضوع للحديث فيه. قد يكون من الصعب تمييز الاتصالات الأولى مع التولبا. وعندما لا يكون الشخص متأكدًا مما إذا كانت الإجابة تأتي من التولبا أو من عقله الذي يحاكيه، يفترض دائمًا أنها تأتي من التولبا. وهنا يمكن إلصاق صوت معين بالتولبا، ويفضل أن يكون صوتا مألوفا.

وللتواصل مع التولبا يغمض الشخص عينيه ويخبره أنه يفتح عقله له. ثم يتخيل أنه يسير عبر الباب المؤدي إلى اللاوعي الخاص به. ويسمح له برؤية ذكرياته، وعواطفه، وتجاربه. إلى أن يصل الشخص المستضيف إلى سماع جمل كاملة، وآراء مختلفة عن رأيه، ويمكنه التواصل معه من خلال المشاعر والعواطف.

الخطوة الساعة، إخراج التولبا من المكان المسحور:

يبدأ الشخص بتخيل أن التولبا معه في الخارج. يكرر ذلك حتى يشعر أن الأمر طبيعي جدا. مع التدريب اليومي يتعلم الشعور بوجودها معه، حتى لو لم يتمكن من رؤيتها فعلا.

الأساطير حول التولبا وقواها وتفسير علم النفس:

كائن من عالم الجن والشياطين أو ناجم عن السحر:

يزرع الكثير من التولبامانسي أن التولبا جزء من عالم الجن والشياطين، أو من مخلوقات سفلية، أو كائن شرير وضار إذا لم يستجب له المضيف. ويقدمون طقوسا شيطانية يعلّمون بها الأشخاص كيفية خلق التولبا الخاص بهم وكيفية احترامه لتجنب أذيته.

الدراسات النفسية أدكت أن الصديق الخيالي هو كيان عقلي خيالي يصنعه الأطفال من نشاط الخيال. والكثير من الأطفال يعبرون عن هذه الصور الذهنية باللغة أو بالرسم. ويكشف هذا الكيان الخيالي عن قدرة الجهاز النفسي على استعمال الخيال والتصور لإيجاد حلول لمشكلات الطفل الأساسية كالوحدة، والرفقة واللعب والتفاعل والتواصل.

وكلما كبر الطفل وانتقل إلى مرحلة التفكير المجرد وتعلم التفاعل الاجتماعي بدأ يتخلى عن نشاطه الخيالي التعويضي؛ لأنه يجد طرقا واقعية مختلفة للتعامل مع شعوره بالوحدة، ويبدأ في البحث عن أصدقاء في العالم الحقيقي.

التولبا والذهان:

الذهان عامة، والفصامات خاصة هي اضطرابات عقلية شديدة ومزمنة تنتج عن ضعف الأنا، وتجعل المصاب ينفصل عن الواقع، ويخلق عالمه الخاص الذي لا تضبطه أي موانع أو حدود. ويصاحبه اضطراب في الادراك؛ مما يحدث هلاوس هذيانات مع تفكك كلي في الشخصية.

مع وجود اضطراب شخصية قاعدية:

التولبا الخيالي ورغم كتابة العديد من التولبامانسي بأنه لا يحدث أبدا الذهان، لكن التجربة العيادية تؤكد أن التحفيز الكبير للاوعي من دون رقابة أو موجّه، ومع وجود اضطراب شخصية قاعدية من المجموعة (أ): فصامية أو شبه فصامية أو شخصية ثنائية القطب، أو سيطرة التفكير السحري أو تشبّع الشخص بثقافة الروحانيات والماورائيات يمكنه إلحاق ضرر كبير بالجهاز النفسي، ويمكن أن يكون التولبا هو العامل المفجر لظهور الذهان. وأكد مقال موسوم بتقرير الكبار عن رفاق الطفولة الخياليين والشدائد التي تتعلق بأعراض الذهان المتزامنة، والذي نشر عام 2019 من قبل فريق بحث بقيادة (Paige E. Davisa) أجري على عينة تتكون من (278) مشاركا أقل من 24 عاما من ممارسي التولبا، أكد على أن تجارب التولبا في الطفولة والمراهقة كانت مؤشرات على أعراض هلوسة مبكرة وانفصال عن الواقع، وهي أعراض فصامية مبكرة تم تأكيدها بتطبيق مقياس فحص الأعراض المبكرة للذهان.

الابتعاد التدريجي عن الواقع والعيش في الخيال:

ومن جهة ثانية فإن الخيال يسمح لنا بالابتعاد عن العالم الحقيقي لبرهة من الزمن لنتمكن من إشباع بعض الرغبات الممنوعة أو لتحمل بعض الاحباطات بشكل أفضل، أو تخيّل هدف مستقبلي يمكّن من بذل جهد أكبر أو قبول الجهد الذي نقوم به. فنخلق مثلا في الخيال صورة ذهنية نقوم فيها بالرد على المدير الذي أهاننا ونرى أننا نرد عليه بقوة وفصاحة أو حتى نعتدي عليه بالضرب. أو نخلق صورة لنا ونحن نمارس مهنة الطب بنجاح، وهو ما يرافقنا خلال مشوار البكالوريا؛ أين ندرس لمدة اثنتا عشرة ساعة في اليوم دون كلل أو ملل.

لكن الابتعاد التدريجي عن الواقع والعيش في الخيال لفترات طويلة سيجعل العودة إلى هذا الواقع صعبة أو غير مرغوب فيها أو مستحيلة. فيفضّل الشخص الانفصال عن الواقع والعيش في الخيال مع أشخاص خياليين. وهنا نتحدث عن الانفصال عن الواقع كأحد المعايير التشخيصية الرئيسية للذهان.

يمكن أن يصبح كائنا شريرا، ويحاول قتل المستضيف أو يدفعه إلى سلوكيات خطيرة.

شاعت اليوم على الكثير من المواقع الالكترونية خاصة، قصص عن وحشية التولبا. بحيث يدفع التولبا داخل عقل الشخص بأفكاره إلى إيذاء أشخاص بطرق معينة. والبعض الآخر يذهب إلى إيذاء ذاته بأساليب مختلفة ويلصقون أفعالهم هذه بالتولبا الخاص بهم. بل وذهبت بعض المراهقات إلى القول بأن التولبا الخاص بها قد اغتصبها عدة مرات وحملت منه.

في الحقيقة النفسية العلمية الصديق الخيالي هو هيكل عقلي بسيط يخلقه الشخص بكامل إرادته ومن رحم أفكاره، وليس له أي سلطة على صاحبه. وكل فعل أو انفعال أو فكرة أو إحساس يدور بذهن الشخص وينسبها إلى التولبا الخاص به، فهو خطأ ولا أساس له من الصحة. وإذا كان الشخص مقتنعا بغير ذلك فإنه يعاني من اضطراب نفسي يمكن تحديد نوعه بعد الفحص النفسي الدقيق.

التولبا لا يمكنه أبدا إيذاء صاحبه بأي شكل من الأشكال؛ لأن قوة إرادة الشخص التي مكنته من خلق التولبا داخل أفكاره وذهنه أكبر من أي قوة داخلية تم خلقها. ظف إلى ذلك  فإن أفكار الشخص لا يمكنها أن تعارض إرادته أو تعصيها، ولا أن تسيطر على عقل صاحبها أو تتحكم في جسده ضد إرادته.

يجب أن نشير إلى أن الانتباه هو ما يبقي التولبا حيا داخل الأفكار، ويحفّز وينشّط الأفكار في اتجاهين متضادين في نفس الوقت؛ مما يمكّن العقل من إيجاد حلول سريعة للمشكلات. حتى وان تعارضت الفكرتان فلا يمكن لاحداهما الحاق الضرر بالأخرى.

تجسّد التولبا

لا يوجد في أدبيات علم النفس المرضي دليل واحد على أن التولبا يمكن أن يتجسد فعليا كما يدعي بعض المراهقين الذين لا يزالون يعيشون مع صديقهم الخيالي في خضم أزمة المراهقة والهوية والصراع بين الرغبة والدفاع. يسمح التولبا لصاحبه برؤيته أو سماعه أو لمسه، ويكون ذلك نوعا تحقيق الرغبة من خلال  التوهم (hallucinose) أو (هلوسة الرغبة) بالمعنى التحليلي للكلمة؛ أين تخلق الرغبة الملّحة حالة من الاشباع الهلوسي للرغبة؛ كما يحدث في حالة الرضيع الذي يمص شفتيه وهو نائم وكأنه يرضع.

يمكن للتولبا أن يستحوذ على الشخص كلية، وهو مستوى متقدم جدا من التماهي مع هذا الصديق الخيالي . للإشارة أن هذا المستوى لا يظهر فقط على البنيات الذهانية التي يفعّل فيها الأنا آلية الانشطار وانكار الواقع، بل وحتى على البنيات العصابية في حالة ما اشتد الصراع الأوديبي وفي التنظيمات البينية بالدفاع الذهاني.

الخلاصة

ظاهرة التولبا تظل موضوعًا غامضًا يحتاج إلى مزيد من البحث العلمي لفهم تأثيراتها على الصحة النفسية. بينما يعتبرها البعض أداة للتأمل والتركيز، يرى آخرون أنها قد تشكل خطرًا على الصحة العقلية. في النهاية، يبقى فهم التولبا مرتبطًا بسياقاتها الثقافية والنفسية، ويجب التعامل معها بحذر.

المراجع:

  • Atran, S. (2002). In gods we trust: The evolutionary landscape of religion. Oxford: Oxford University Press.
  • Barrett, J. L. (2011). Cognitive science, religion, and theology: From human minds to divine minds. West Conshohocken, PA: Templeton Press.
  • Bateson, G. (1980). Mind and nature: A necessary unity. Toronto: Bantam Books.
  • Bruner, J. (1989). “Life as Narrative”. Social Research New York, 71, 3, 691-710
  • Chandler, M. J., Lalonde, C. E., Sokol, B. W., & Hallett, D. (2003). “Personal persistence, identity development, and suicide: a study of Native and Non-native North American adolescents”. Monographs of the Society for Research in Child Development, 68, 2.)
  • David-Néel, A. (1932). Magic and mystery in Tibet. New York: C. Kendall.
  • Descola, P. (2005). Par-delà nature et culture. Paris: NRF.
  • Kirmayer, L. J. (1992a). “The Body’s Insistence on Meaning: Metaphor as Presentation and Representation in Illness Experience”. Medical Anthropology Quarterly, 6, 4, 323-34
  • Veissière, Samuel. (2015). Varieties of Tulpa Experiences: Sentient Imaginary Friends, Embodied Joint Attention, and Hypnotic Sociality in a Wired World. Retrieved February 15, 2025, from Somatosphere Web site: https://somatosphere.com/2015/varieties-of-tulpa-experiences-sentient-imaginary-friends-embodied-joint-attention-and-hypnotic-sociality-in-a-wired-world.html
  • Whitehouse, H. (2004). Modes of religiosity: A cognitive theory of religious transmission. Walnut Creek, CA: AltaMira Press.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *