اشكالية غياب طلب العلاج النفسي بالغة الأهمية. وتتفق كل المقاربات النفسية العلاجية على مبدأ “تقديم طلب للرعاية النفسية من قبل المفحوص لبدأ العلاج”. لكن عدد كبير من المرضى لا يقدمون طلبا للرعاية النفسية والعلاج. كما يرفض الكثير من الأشخاص المضطربين نفسيا الخروج من وضعية المعاناة لما تجلبه لهم من آثار جانبية تسّهل عليهم العديد من المهام اليومية. ربما يعتبر العزوف أو عدم الرغبة في العلاج من بين المفاهيم التي يمكن استعمالها في هذه الحالة. لكن الطلب أو غياب الطلب كمفهوم تقني يستعمل للدلالة على كل هذه المفاهيم. وهذا ما سنعمل على توضيحه في هذا المقال. بالاضافة إلى فائدة تقديم طلب واضح للحصول على الرعاية النفسية وعلى العلاج.
ما هو الطلب في العلاج النفسي؟

يشير الطلب الى الدوافع المختلفة التي يجد الشخص نفسه من أجلها في موقف مقابلة مع فاحص نفسي. من خلال الطريقة التي يعبّر بها المريض عن توقعاته وعن معاناته للمعالج. فسواء كان الطلب معبرا عنه بالكلمات أو كان معبرا عنه بالسلوك فلا غنى عنه للتأسيس للعلاقة العلاجية ومباشرة العلاج. ويتطلب الطلب عملا مفصلا وتحليليا من جانب الفاحص .
يمكن أن يتخذ الطلب في العلاج النفسي أشكالا مختلفة، بعيدا عن الشكل التقليدي، المتمثل في الطلب اللفظي للمساعدة النفسية. فطلب العلاج هو قبل كل شيء بناء نفسي ومعرفي يبدأ في الظهور بالتدريج لدى الشخص في علاقته بالمعاناة النفسية. ويمكن للمعالج النفسي استخراج طلب المريض من خلال الاجابة على السؤاليين التاليين: من يطلب؟ وما هو المطلوب؟
يبدأ وعي الشخص بحاجته الى طلب المساعدة المتخصصة بمجرد وعيه وادراكه لوجود معاناة نفسية حقيقية لا يستطيع التعامل معها بمفرده. لذا يبدأ التفكير في طلب المساعدة. فكما نتوجه الى الطبيب لطلب مساعدته في علاج حالات الصحة الجسدية. يجب علينا أيضا طلب المساعدة أمام الحالات النفسية التي لا نستطيع التعامل معها بمفردنا. لا يعني ذلك أن المعاناة الجسدية أهم من المعاناة النفسية؛ لأن كلاهما يحدث توترا ونقصا واضطرابا في الأداء العام الشخصي والمهني والاجتماعي. وكلاهما يشعرنا بالألم والوجع. لكن ميزة الجهاز النفسي (عكس العضوية والجسد) هو الهروب من مواجهة الصراع. وهذا بالاساس ما يقود إلى اشكالية غياب طلب العلاج النفسي. فالوعي حسب التحليل النفسي لا يمكنه الوصول الى تفسير وفهم ما ينتجه اللآوعي من أعراض مرضية. لذا يحاول الهروب من فهم الصراع أو مواجهته.
إشكالية غياب طلب العلاج النفسي
السؤال البديهي الذي يطرح أمام أي معالج نفسي هو: هل يمكن تقديم مساعدة نفسية لشخص لا يطلب شيئا؟
الإجابة هي أنه لا يمكن مساعدة شخص أو التكفل النفسي به في حالة غياب طلب العلاج النفسي. وهنا تكمن صعوبة الممارسة العيادية-العلاجية؛ بحيث يتطلب الأمر أولا، ايصال المريض الى تقديم طلب لفظي بالمساعدة. ثم ثانيا، إيصال المريض الى ادراك وجود مشكلة لديه، وتقبل فكرة طلب المساعدة، ثم تقديم الطلب.
الكثير من المفحوصين يتقدمون للفحص النفسي ويطلبون المساعدة لمشاكل صحية ونفسية عامة مع أعراض شائعة غالبا. لكن ان تمكن المعالج النفسي من الاستماع الجيد للأعراض المقدمة، فلن يتمكن من سماع شيء فعلي يستحق التدخل العلاجي. يجب هنا قراءة ما بين السطور، والاستماع الى ما وراء الكلمات. لفهم ماهية الطلب المقدم، ومن ثم التمكن من التشخيص الصحيح للمشكلة.
غياب طلب العلاج النفسي والحلقة العلاجية
الحديث عن غياب طلب العلاج النفسي يتبعه حديث عن امكانية التأسيس لحلقة/تحالف علاجية، تسمح بفتح فضاء متكيف للتعامل مع الإشكالية النوعية لكل مفحوص.
غالبا ما يبحث المفحوصين المتقدمين للعلاج النفسي (كل بطريقته الخاصة) عن الانفصال عن مواضيع الحب مع الاستمرار في نفس الوقت بالبحث عنها لاشعوريا. هذا التناقض يجعل من الصعب جدا التكفل النفسي. والتأسيس لإطار علاجي يجيب عن الحاجات الخاصة لهؤلاء المفحوصين الضعفاء على المستوى النفسي في حالة غياب طلب واضح للمساعدة لمشكلة نفسية خفية، ما لم يرافقها وصف دقيق للأعراض والمعاناة النفسية.
العمل العيادي الفعلي الأول في هذه الحالة هو استخراج الطلب الكامن. لأن الطلب الكامن حسب لاكان (Lacan, 1960): هو طلب للحب: والرعاية والاهتمام.«toute demande est une demande d’Amour»
اذن، مهمة المعالج النفسي هنا للتمكن من التأسيس للتحالف العلاجي هي تحديد الشخص المعني بهذا الحب. وتحديد نوعية وكمية هذا الحب، وتقييم درجة الاشباع والطريقة المقبولة عياديا لتحقيق هذا الرضا العاطفي ثم النفسي.
تحديد ذلك سيمكن المعالج النفسي من التأسيس المتين للحلقة العلاجية. وبالتالي اجبار المريض على المشاركة الفعالة في العلاج والتعاون بهدف فهم وتفسير الأعراض المرضي التي تقدم في واجهة المشهد النفسي، ثم فهم هذه المعاناة، وسببها والصراع النفسي الكامن وراءها، وفك رموزها.
لأجل ذلك، يوفر الاطار العلاجي في مختلف التقنيات العلاجية اطارا حاويا يرافق المفحوص والمعالج في آن واحد. يحوي هذا الاطار الحديث المتبادل بينهما، والانبثاقات النزوية والاستهامات المختلفة، ويحوي أيضا الحركات التحويلية.
المعالج النفسي يجب أن يقبل مفحوصين لا يطلبون شيئا في بداية المقابلات العيادية ليتمكن من ايصالهم الى تقديم طلب واضح للمساعدة. لا سياما وأن رفضه لهم لدوافع لاشعورية تتعلق بسيرورة التحويل المضاد سيجعله يفقد القدرة على مساعدة هذا المريض.
غياب طلب العلاج النفسي في حالة المفحوص الراشد

المريض الراشد الذي يأتي لرؤية المعالج النفسي لا يحمل بالضرورة طلبا واضحا. اذ يحدث في كثير من الأحيان أن ينقل المفحوص طلب أشخاص آخرين (الزوجة، الزوج، الطبيب، المؤسسة، جهة قضائية…)، لكنه لا يستدخل هذا الطلب، ولا يدرك حاجته الى العلاج.
يجب أن يوضح المعالج لهذا المفحوص أن التأسيس لعلاقة علاجية متينة وصحيحة، وفقا لعقد علاجي واضح لا يمكن إلا بوجود الشخص والطلب معا وليس بالوكالة. اذن يجب عليه تقديم طلب حقيقي نابع من ادراك حقيقي لوجود مشكلة تستدعي العلاج النفسي. وهذا الطلب يأتي من داخله بعد تفكير طويل والمرور من خلال الكلمة وتصورات الكلمة. لأن تقديم الطلب اللفظي للمساعدة هو أول خطوة نحو التعبير عن المعاناة والمشاركة الفعالة في العلاج.
غياب طلب العلاج النفسي في حالة الطفل
مع الطفل، نجد غالبا الراشد هو الذي يطلب الفحص النفسي. من المهم جدا أخذ الوقت الكافي للاستماع الى شكوى الراشدين (الأبوين، المعلم) في حضور الطفل، ثم نطلب من الطفل رأيه عما يقوله أبويه أو معلمه. سنتمكن بهذا الاجراء العيادي البسيط وضع الطفل في قلب المقابلة العيادية، و التأكد من عدم غياب طلب العلاج النفسي ليس كموضوع بل كشخص وأن (المعالج) موجود من أجله. المعالج مطالب في هذه الوضعية بأن يشرح للطفل الواقع العلاجي وشروط العلاج وقوانين وحدود الاطار العلاجي تأثير مشاركته الفعالة في مسار العلاج . يجب أن نعتبر الطفل كشخص منفصل عن الراشد الذي قدم الطلب، ونتكفل بأقواله وأعراضه بحيادية، ونساعده على التعبير عن طلبه الخاص بعيدا عن طلب أبويه.
من الشروط الأساسية للتعامل العيادي مع الطفل هو اكتساب تجربة وخبرة كبيرة مع الراشد؛ فعالم الطفل يبدو بسيطا وبدائيا وسهل التناول في العلاج، لكن دخول هذا العالم وكسب ثقة الطفل يستدعي خبرة ودراية بخصوصيات هذا العالم ومهارات تناسب هذه السن الصغيرة.
يساعد الالمام بتاريخ الحالة في هذه الوضعية بتحديد مكانة كل واحد من خلال السرد الذي يعرضه الأبوين، وذالك الذي يعرضه الطفل. وهو الوقت الذي يلزم فيه الاستماع الجيد لكل ما هو غير منطوق، من خلال لغة الجسد والتعبير الانفعالي، والايماءات والصمت.
يعتبر فرض الإطار اللفظي للكلمة من الأشياء المهمة التي يجب فعلها بداية من المقابلات الأولى. ويجب أن نضمن للطفل سرية ما يقول خلال المقابلات، ونوضّح له مرارا وتكرارا اذا لزم الأمر أنه بامكانه أن يخبرنا بما يريد خلال الجلسات؛ لأن السر المهني يحميه، ولا يمكن للمعالج سرد تفاصيل المقابلات مع الطفل لأبويه الا بعد موافقته.
غياب طلب العلاج النفسي في حالة المراهق

التعامل العيادي مع فئة المراهقين يبيّن أن التمعن في تحليل الحالة يوضح استحالة التعبير اللفظي عن الطلب للعلاج لدى المراهق، وهذا لا يعني أنه غير موجود ضمنيا. وهو ما يفرض على المعالج في حالة المفحوص المراهق الانتباه الى نقطتين أساسيتين يجب أخذهما بعين الاعتبار:
1. فصل طلب المراهق الخاص عن طلب أبويه:
لا يمكن أن يبدأ أي عمل علاجي حقيقي دون دعم المراهق وتعاونه. لذا، يستقبل المعالج النفسي المراهق لوحده في المقابلة الأولى، وبعد ذلك مع أبويه، أو العكس يستقبل المراهق في الجلسة الأولى مع أبويه، ثم يستقبله لوحده في باقي الجلسات. ويمكن استدعاء الأبوين اذا احتاج المعالج لهما في دعم ومرافقة مسار العلاج. ويجب أن ينتبه المعالج الى ضرورة وضع المراهق في مكانة مختلفة عن مكانة أبويه.
وتصبح على ضوء ذلك الأولوية في التكفل النفسي بالمراهق هي التأسيس لعلاقة علاجية متينة: أما (المعالج) موجود لأجله، ولست موجودا معه ضد أبويه، ولا مع أبويه ضده.
2. تصوّر المشكلة:
التصور الذي يبنيه ويقدمه الأبوان عن مشكلة المراهق ليس بالضرورة اضطرابا فعليا يستدعي علاجا، فقد يكون مجرد أعراض مؤقة وعابرة تتعلق بمرحلة مراهقة صعبة يعيشها المراهق، وقد تكون مشكلة منظور مختلف وصراع أجيال بين المراهق وأبويه، وقد تكون طريقته الخاصة في التعامل مع مشكلات المراهقة والبلوغ تتعارض مع أسلوب وطريقة الأبوين في التفكير لكن طريقته سوية وليست مرضية. كما قد تكون مشكلة تواصل بين المراهق وأبويه، فهو يختبر مفاهيم وجودية وهوياتية جديدة وبسبب تراكمات سنوات من اللآتواصل لا يستطيع تبادل أو ايصال أفكاره الى أبويه.
اذا فهم المعالج طبيعة الصراع، وتمكّن من تحديد نوعية المشكلة فان التدخل العلاجي سيكون أيسر وأكثر سلاسة.
الأسباب التي تمنع المراهق من تقديم طلب لفظي للعلاج
– غالبا ما تحمل سلوكات المراهقين قيمة الطلب في مخاطبته اللاواعية للآخر. وتحمل هذه السلوكيات إمكانية القول الذي يحل محله الفعل. بحيث يستبدل المراهق الكلمة بلغة الفعل. البنية اللغوية للمراهق تصاب بنوع من الشلل أمام الأزمة الوجودية-الهوياتية ونشاط الهرمونات الجنسية ونشاط الرغبة والنزوة. واذا انتبه الآباء والمعالجين لهذا الأمر وأخذوا معاناة المراهقين على محمل الجد، وتعرفوا عليها وسعو إلى احتوائها مباشرة بمجرد ظهورها فان هذا سيحمي المراهق من تأزم الحالة وتطورها نحو اضطرابات أكثر تعقيدا.
– كما يربط المراهق أيضا طلب المساعدة بتصورات العجز أو الانكسار، خاصة اذا نمى في بيئة أسرية لا تولي أهمية كبيرة لرأيه أو حتى لألمه ومعاناته. فعندما ترفض الأسرة المراهق كشاب يمكنه الاستقلال برأيه واتخاذ قرارته، وتتخلى عنه في حال عاش تجاربة فشل أو احباط. ينمي كل ذلك لديه احساسا باللآأمن فينغلق على ذاته ويبتعد عن الآخرين.
– يبني المراهق تصورا مشوها عن العلاج النفسي وطلب المساعدة؛ اذ يعتبره اختبارا، أو تقييما لقدراته (غير الناضجة)، أو قبولا لشكل معين من التبعية والسلبية. بحيث أن التقارب الكبير بين المراهق وشخص آخر يحيي لديه قلق الفقد والهجر والاهمال، ناهيك عن احياء استهامات الخضوع الشرجي التي تحييها فترة المراهقة.
– كما لا يمكن أن نغفل حقيقة أن الأخصائي النفساني يرفض التكفل ببعض الحالات بحجة عدم وجود طلب، أو أن الطلب غير واضح. وهو ما يولد فقدان المراهق لأمل الحصول على اتصال جيّد متخصص، ويدعّم رأيه المسبق بألا أحد قادر على فهمه واحتوائه.
إذا لم يتم سماع محاولات التواصل من خلال الأفعال من قبل الآباء أولا، فالأسرة، فالمدرسة وصولا الى المعالج النفسي، فإن خيبة الأمل تزيد من حدة اليأس لدى المراهق والانسحاب، وربما تفسح المجال لظهور اضطرابات مختلفة ومتعددة. لا سياما وأن المراهق يتوقع التسامح والتفهم من البيئة، ويخاف من تكرار تجارب الاحباط المبكرة ذات الصلة بالروابط المبكرة المؤلمة والفاشلة.
مساعدة الشخص في بناء طلب للعلاج النفسي

بعدما تعرفنا على دور تحديد الطلب وتقديمه في تطور العملية العلاجية ككل، سنعرض كيفية دعم الشخص/المريض في تطوير هذا الطلب. وعليه يمكننا تحديد ثلاث أنواع من طلب المساعدة النفسية:
– الرغبة في التعبير: أريد أن أتحدث.
– مساعدة على الفهم: ساعدني على فهم ما يحدث لي، ومن أين يأتي.
– طلب التغيير: هناك شيء لا يناسبني في حياتي، أريد أن يتغير مع الانتباه الى أن طلب التغيير يخفي خلفه طلبا بالابقاء على كل شيء كما هو (عدم التغيير). مما يجعل من تقديم الطلب مهمة فردية وليست بالوكالة (بناء على أمر طرف ثالث كالزوج، القاضي…). وهنا عمل المختص النفسي يتمثل في دعوة المريض ضمنيا إلى تحمل مسؤولية طلبه.
يقترح شامبون وماري كاردين (2014) طرح مجموعة من الأسئلة على المريض في الجلسات الأولى، والتي تجعله يشارك بفعالية ونشاط في المشروع العلاجي:
– ماذا تتوقع مني؟
– هل سعيت لحل مشكلتك هذه؟ اذا كان نعم، كيف؟ اذا كان لا، لماذا؟
– ما هو التغيير الأول الذي تسعى اليه؟
يعتبر تحديد الدافع الأول (الضمني والصريح) للطلب ضروريا ومهما؛ لأنه يسمح للشخص في وضعية معاناة بالشعور بالفهم، ويسمح للمعالج بتحديد التوجه الرئيسي للبرنامج العلاجي الخاص بتطوير تصور واضح لدوافع الطلب المقدم من المريض. واذا كان الطلب للعلاج مقدما بالوكالة يتوجب على المعالج مساعدة المريض على إعادة صياغة الطلب بعبارات إيجابية ودقيقة وواضحة حول ما يريده هو.
خاتمة
فكرة العمل العلاجي فقط اذا كان الطلب واضحا، تجعلنا نتسائل عن نوعية الطلب؟ وهل الطلب هنا هو التعبير شفهيا عن طلب تكفل علاجي أو رعاية نفسية من مختص؟ أم يتعلق الأمر بالتعرف على أعراض المعاناة النفسية التي يريد الشخص التخلص منها؟
الاجابة على هذه الأسئلة يجب أن تضمن للشخص (المريض) عدم انهيار بنيته النرجسية؛ لأن وجود معاناة أو اضطراب نفسي ينشّط آليات دفاعية بدائية من نوع الإنكار والانشطار والإسقاط والمثالية والقدرة المطلقة التي تعرقل التعرف على هذا الواقع النفسي المضطرب. وغالبا ما يشعر المرضى بالتهديد والإرهاق والاجهاد النفسي ويفضلون بدل طلب المساعدة المتخصصة تصدير معاناتهم للآخرين في محيطهم، أو يتوجهون الى أساليب تخدير للمعاناة كالادمان بنوعيه (سلوكي وعلى المادة)، اضطرابات السلوك الغذائي، النوم، العدوان وغيرها.
إن طلب المساعدة والعلاج يعني الثقة في قوة الكلام العلاجية وفي قوة العلاج النفسي، وهو بالمقابل اقرار بفشل العمليات النفسية على احتواء المعاناة والتشافي الذاتي. ويمثل هذا تهديدا للشخص/المريض في امكانية التعري أمام المعالج والكشف عن الكثير من الفراغ والألم الداخلي الذي يرفضه ويحاول عدم الشعور به.
إن فكرة التحدث إلى شخص ما عن تفاصيل دقيقة تستحي أحيانا حتى التفكير فيها بينك وبين نفسك يعني أن تسمح للمعالج باحداث ثقب بداخلك، واحتجازك لفترة داخل نفسك ومواجهة ما لا تحتمل حتى التفكير فيه.
على المعالج ان يأخذ بعين الاعتبار أن لغة الفعل ولغة الجسد يجب أن تفهم على أنها أيضا تعبير عن طلب للمساعدة.
قائمة المراجع
- brun a. Éds. (2011). Les médiations thérapeutiques. Toulouse : Érès.
- Chambon, O., et Marie-Cardine, M. (2014). Les bases de la psychothérapie – 3e éd: Approche intégrative et éclectique. Dunod.
- chartier j.-p. (2011). Les adolescents difficiles. Psychanalyse et éducation spécialisée. Paris : Dunod.
- drieu d., sarabian s. (2012). Les adolescents vulnérables et les alternatives thérapeutiques en protection de l’enfance. L’Évolution Psychiatrique. 77 : 265-277.
- houssier f. (2007). Les paradoxes du travail thérapeutique institué par décision de justice : interrogations sur le cadre interne à partir du contre-transfert. In : R. Scelles, A. Aubert, Dispositifs de soins au défi des détresses extrêmes. Ramonville Saint-Agne : Érès, pp. 105-128.
- houssier f. (2011). Le langage de l’acte à l’adolescence, entre processus et psychopathologie. Destins des désirs transgressifs dans le lien père-fils. Document d’Habilitation à Diriger les Recherches. Boulogne : Université Paris Descartes.
- Neubuger, R. (1980). « Aspects de la demande en psychanalyse et en thérapie familiale ». Thérapie familiale,1 (2) : 133-144.
- Tarde, P. (2012). Les demandes., http://www.etre-grandir.net/?page_id=73.