القائمة

نظرية التحليل النفسي

شارك المقال

تنسب نظرية التحليل النفسي لمؤسسها سيغموند فرويد، وكل أتباع هذه النظرية الذين جاؤوا بعد فرويد يسمون بالفرويديين الجدد. على رأسهم كارل يونغ، وألفريد أدلر، وأنا فرويد، وكارني هورني، وايريك فروم، وهاري ستاك سوليفان وغيرهم. يعتبر التحليل النفسي شكل من أشكال العلاج بالكلام، ويستند إلى نظرية متكاملة عن الشخصية والأداء النفسي.

تعريف التحليل النفسي

التحليل النفسي نظرية شاملة ومتكاملة في دراسة الشخصية. وهي منهج علمي  لتحليل العمليّات العقلية اللاشعورية خاصة، وأُسلوب لجمع المعطيات العيادية عن الحالة. يكشف هذا الأسلوب عن مختلف العمليّات العقلية المكونة للجهاز النفسي. كما تبحث هذه النظرية في سببية ظهور مختلف السلوكيات اليومية السوية والمرضية، وهي منهج علاجي للحالات العصابية المختلفة (الاضطرابات النفسية). تطبق  نظرية التحليل النفسي في أربع مجالات رئيسية هي:

  • نظرية تفسيرية لطريقة عمل الجهاز النفسي والشخصية؛
  • أسلوب علاجي للاضطرابات النفسية؛
  • منهج للبحث في العلوم النفسية العيادية في الأصل، ثم في العلوم الاجتماعية؛
  • طريقة لدراسة الظواهر الثقافية والاجتماعية.

ميلاد نظرية التحليل النفسي

نشأت نظرية التحليل النفسي في البداية من الملاحظات الإكلينيكية لمرضى الهستيريا، ثم لمختلف الاضطرابات العصابية؛ كالوسواس القهري، وعصاب القلق، والمخاوف المرضية وغيرها. بحيث بدأ سيغموند فرويد في فحص وتحليل الحالات المرضية، وتحليل الثقافة التي تندرج ضمنها هذه الحالات.

تحليل ماضي الحالات و ماصي الثقافات:

نظرية التحليل النفسي اتجهت مع فرويد إلى الماضي  لتفسره (ماضي الحالات، وماضي الثقافات)، وهو ما جاء في مؤلف “الطوطم والطابو” (Totem and Taboo) كأول الدراسات الأنثروبولوجيا في التحليل النفسي، مست الشعوب البدائية في أستراليا. درس فرويد في هذا المؤلف أصل المحرم الجنسي في علاقته بالنظام الطوطمي (الطوطم هو حيوان يمكن أكله ولا يكون حيوانا مفترسا، تختاره القبيلة ليكون رمزها وحاميها. يمنع على أفراد القبيلة أكل الحيوان-الطوطم، وتؤدى له طقوس احتفالية سنوية. كما أن يمنع  أبناء هذه القبيلة من ممارسة الجنس والزواج بينهم، وهو أصل التحريم الجنسي وأصل الطابو وزنا المحارم.

كما اتجهت نظرية التحليل النفسي إلى التفكير في مستقبل الأديان، في محاولة لوضع حد لسيطرة وهيمنة الفكرة الدينية، وهو ما حمله مؤلف “مستقبل الوهم” المنشور عام (1927). بحيث يفسّر هذا المؤلف أصل ونشأة الأديان وتطورها، ويحللها تحليلا نفسيا. اعتبر فرويد الأديان مجرد أوهام مقدسة ورغبات؛ اذ يقول في الفصل الخامس من المؤلف: “ظهرت الأديان نتيجة رغبات وأماني قوية أرادها البشر منذ القدم“.

يرى بأن الانسان خلق الأديان وقدسها واتبعها بسبب عقدة أوديب وبسبب تحريم زنا المحارم من جهة، ونتيجة لعجزه أمام العالم من جهة ثانية. فالصراع مع الحضارة ومع الطبيعة والخوف من مواجهة الموت هو أساس البحث عن الاه ذو قدرات خارقة وعالية نؤمن به ليحمينا من هذه الصراعات والمخاوف.  الإنسان حسب فرويد يحتاج إلى الله مثل حاجة الطفل إلى أبيه.

تحليل وتفسير الأحلام:

شكّل البحث في تفسير وتحليل الاحلام أيضا فارقا كبيرا في ميلاد النظرية. وأحدث التخلي عن طريقة التنفيس الانفعالي والتنويم المغناطيسي ظهور أسلوب التداعي الحر الذي اعتبره فرويد مشابها لبنية الحلم، ومهّد لبدايات التحليل النفسي.

ومن خلال دراسات الحالة، قدّم فرويد أسسا تفسيرية لمختلف الاضطرابات العصابية، وافترض أن أصل الاضطرابات يكمن في ذكرى المشاهد ذات الطبيعة الجنسية المؤلمة التي عاشها الشخص في طفولته، وشكّل هذا التفسير النظرية الأولى للعصاب. ومن البحث في ماهية الذكريات المؤلمة والصادمة البدائية في حياة مرضاه، بدأ فرويد في التأسيس لبنية الجهاز النفسي وبنية الأنا.

أسس ومبادئ نظرية التحليل النفسي

الجهاز النفسي

توّصل فرويد إلى بناء أول نظام متكامل للجهاز النفسي، وفصّل فيه في مؤلفه “سيكولوجية الهو” (1900-1914).  وقد استند فيه إلى مؤلفه تحليل الأحلام (1900)، ومؤلف “ثلاث مقالات في الجنسية” (1905) وفيه يعتمد على ثلاث مفاهيم أساسية ويصفها بأنها أساس العلاج التحليلي: اللاشعور الديناميكي (الجوانب من اللاشعور التي كبتت بسبب القلق)، نظرية الليبيدو، الإخراج من اللاشعور الى الشعور والمقاومة. يتكون الجهاز النفسي من ثلاث مكونات أو وحدات أساسية:

فحسب الموقعية الأولى (التصور الأول للجهاز النفسي) يتكون الجهاز النفسي من ثلاث مكونات هي: اللاشعور، ما قبل الشعور، الشعور .

  • الشعور، هو الادراك الحالي للأفكار والانفعالات والأحاسيس.
  • ما قبل الشعور، هو موقع الذاكرة ومكان الذكريات التي يمكننا استرجاعها بقليل من الجهد.
  • اللاشعور، هو أول وأهم إنجازات النظرية الفرويدية. هو الغرفة السوداء في أعمق مستويات أذهاننا، ومستودع المكبوتات والممنوعات والمخاوف البدائية والغرائز بنوعيها. يحرك اللاشعور سلوك الفرد ويوجهه من دون تفكير ولا فهم منه.

وفي وقت لاحق، اقترح فرويد نموذجا ثانيا للجهاز النفسي في الموقعية الثانية. جاء هذا النموذج أكثر تنظيما وتصويرا للجهاز النفسي، يتكون أيضا من ثلاث وحدات هي:

  • الهو، يتواجد على مستوى اللاشعور وهو جزء منه. يولد مه الانسان وهو مستودع ومحرك لغريزتي الحياة والموت. تدفعنا غريزة الحياة إلى الانخراط في أنشطة تدعم الحياة، أما غريزة الموت توجهنا وتدفعنا نحو السلوكيات التدميرية والتخريبية والعنيفة.
  •  الأنا: هي مكان الأشياء المستدخلة وأصل الأنا العليا. تعمل الأنا كواسطة بين رغبات الهو ومتطلبات وضغوطات الأنا الأعلى. تضمن الأنا تلبية رغباتنا واحتياجاتنا بأسلوب مقبول اجتماعيا، يحقق لنا التكيف مع العالم الخارجي ومبدأ الواقع. تنفصل الأنا وتتكون من الهو، تبدأ في التطور منذ الطفولة وبدايات استدخال قوانين مبدأ الواقع.
  • الأنا الأعلى، أطلق فرويد هذا المسمى في البداية ليشير الى الضمير الأخلاقي. ومع نظرية الأوديب قال فرويد بأن الأنا الأعلى وريث الأوديب، مبني على الممنوعات والمحرمات (منع زنا المحارم، ومنع قتل الأب). يعمل الأنا الأعلى كالرقيب والسلطة العليا على الجهاز النفسي، وظيفته منع اشباع رغبات الهو غير المقبولة اجتماعيا.

نظرية الليبيدو

الليبيدو باعتباره الطاقة النفسية المحركة للجهاز النفسي. يمكن لهذه الطاقة الليبيدية أن تشبع أو تكبت أو تعالج بواسطة ميكانيزم التكوين العكسي، أو ميكانيزم التسامي، الذي يعتبر بالنسبة لمعظم الحاجات الغريزية التوافق السوي.

مفهوم العلاقة بالموضوع ينتج عن تحولات مسار الليبيدو. بحيث يرتبط اختيار الموضوع في العلاقات البين-شخصية بالطاقة النفسية ومساراتها. ويعتبر فرويد التقمص هو الشكل البدائي للعلاقة بالموضوع وهو أيضا مصير هذه العلاقة.

العلاقة بالموضوع تمس قطبين: القطب الأول هو الجنس، وهو ثابت. أما القطب الثاني هو على التولي الحفاظ على الذات، ثم النرجسية، وأخيرا دافع الموت.

الجهاز الدفاعي
يفترض سيغموند فرويد أن مكونات الجهاز النفسي الثلاثة في صراع دائم بينها، وبينها وبين مبدأ الواقع، بسبب اختلاف أهدافها. وهو ما يولد قلقا بنيويا دائما يهدد الأداء النفسي. أمام ارتفاع مستوى القلق يحشد الأنا ويفعّل مجموعة من آليات الدفاع المتواجدة لديه ليحمي الجهاز النفسي، ومن بين الاليات الدفاعية الاكثر استعمالا من قبل الأنا نجد: الكبت، الانكار، الاسقاط، الانشطار، التقمص، القمع، الازاحة، التكرار، النكوص، التكوين العكسي/الضدي، التسامي/الاعلاء وغيرها.

النمو النفسي الجنسي

يمر النمو النفسي حسب فرويد بخمسة مراحل متتالية، تتميز كل مرحلة بالتثبيت على منطقة شبقية (منطقة اللذة في الجسد) معينة. وترى النظرية التحليلية الفرويدية للنمو النفسي الجنسي أن التثبيت في مرحلة نمائية ما من المراحل الثلاثة الأولى، ثم النكوص اليها مستقبلا من شأنه أن يسبب اضطرابات نفسية بعينها.

– المرحلة الفمية:

تمتد من الميلاد الى السنة الثانية من العمر. تتميز هذه المرحلة بسيطرة عملية الرضاعة/المص على الرضيع. يمنح فعل مص الثدي للرضيع اشباعا لحاجة الجوع، ثم إحساسا بالمتعة واللذة. ويشكل هذا الإحساس المتمركز في منطقة الفم أول مظهر من مظاهر النمو النفسي الجنسي.

– المرحلة الشرجية:

هي المرحلة الثانية في النمو النفسي الجنسي، يمتد من الفترة الممتدة من السنتين الى الثلاث سنوات تقريبا. تتعلق هذه المرحلة بالحاجة للإخراج (التبول والتبرز)، ويعتبر فرويد في مؤلفه “الحياة الجنسية” أن افراغ البول والبراز من المثانة والأمعاء لا يشكل فقط حاجة بيولوجية، بل يشكل مصدرا لمتعة الطفل. ثم يتحكم الطفل في هذه العملية (عملية الاخراج) وينظمها لتمنحه قدرا كبيرا من المتعة (منع التبرز/ الاخراج) وهذا بفضل التحكم في عضلة الشرج وبفضل الإستثارات المرتبطة بالمناطق الشبقية في الأغشية المخاطية. تعليم الأم للطفل الاحتفاظ بالبراز الى حين (استخدام الحمام) تسجعله يطور اسلوبا عدائيا اتجاهها في المرحلة الشرجية الثانية المسماة بالشرجية السادية. في هذه المرحلة يطور الطفل بعض سمات الشخصية السادية كالعناد والجشع والنظام، ويتطور في نفس الوقت الميل إلى الهيمنة والقسوة والعناد.

المرحلة القضيبية:

ظهر مفهوم المرحلة القضيبية عند فرويد عام 1923 في مؤلف  “التنظيم الجنسي الطفولي”. تمتد هذه المرحلة من السنة الثالثة الى نهاية السنة الخامسة من العمر تقريبا.

تعتبر المرحلة القضيبية المرحلة الثالثة وتتزامن مع الصراع الأوديبي. في هذه المرحلة الطفل ومهما كان جنسه يعرف فقط عضوا تناسليا واحدا (العضو الذكري البارز القابل للخصي لدى الذكر، والعضو الذكري/المخصي لدى الفتاة). لذلك تتميز هذه المرحلة بالقلق من الخصاء الذي يميز كلا الجنسين. يجعل هذا التصور من الليبيدو (الطاقة النفسية) ذو طبيعة ذكرية لدى كل من الرجل والمرأة على حد سواء. والمنطقة الشبقية لدى الفتاة هي البضر (le clitoris) المعادل للقضيب لدى الذكر.

تعتبر المرحلة القضيبية ضرورية للصراع الأوديبي؛ لأن تراجع الأوديب بالنسبة للصبي مرتبط بخطر الخصاء وتقمص الأب والتنازل عن حب الأم، وبالنسبة للفتاة باكتشاف أنها لا تملك قضيبا كأمها فتتصالح مع الأم وتتقمص الأنوثة وتتنازل عن حب الأب.

مرحلة الكمون:

بعد الخروج من المرحلة القضيبية يدخل الطفل الى مرحلة الكمون. وهي المرحلة التي تتزامن مع الدخول الى المدرسة والتعلم. تتميز هذه المرحلة بهدوء النمو النفسي الجنسي ودخوله في حالة كمون، بسبب نشاط وزيادة وتيرة النمو المعرفي.

المرحلة الجنسية:

تتزامن هذه المرحلة مع البلوغ الجنسي، وينتقل التثبيت من مناطق شبقية بعينها، ليصبح الجسد ككل مكانا للذة. يتم في هذه المرحلة نشاط الهرمونات الجنسية وتحديد الهوية الجنسية (الذكورة والأنوثة).يصبح الشخص في هذه المرحلة مستعدا لممارسة النشاط الجنسي مع الشريك.

العصاب

طرح فرويد موضوع العصاب خلال دراسته للحالة دورا ثم الحالة أنا أو. والعصاب اضطراب نفسي يشعر فيه المريض بمشاعر مؤلمة، و يدرك سمتها المرضية، ولكنه لا يمكنه السيطرة عليها أو التخلص منها.

العصاب هو مرض نفسي، قد تكون أعراضه جسدية (لا يمكن علاجها عن طريق الطب) ويتميز بسلوك غير متكيف فيما يتعلق بمتطلبات الحياة اليومية. قد يواجه المريض الواعي باضطرابه صعوبة كبيرة في أداء بعض الأعمال التي تبدو بسيطة.

حسب فرويد، يعاني العصابيون من القمع بفعل ميكانيزم الكبت. العصاب تثبيت على مستوى المرحلة القضيبية وكبت للصراع الأوديبي الذي لم يتمكن من حله في وقته. العصابي لا يعرف ما يقوم بكبته، وهو ما يسبب له الاضطراب.

النظرية التحليلية بعد فرويد

بعد وفات فرويد عام 1939، تطور ت نظرية التحليل النفسي الكلاسيكي نحو ما سمي بالتحليل النفسي الحديث، ومن أهم محطاته نجد ما يلي:

– التأكيد على المفهوم الفرويدي القائل بارتباط الفردانية بالألم وبالانفصال في المرحلة الفمية؛ بمعنى أنه لكي ينفصل الانسان -الطفل- عن الآخر -الأم- يجب أن يحبط ويتألم، مع أعمال وهذا كل من ميلاني كلاين، وأنا فرويد، ومارجيت ريبل، ومارجيت ماهلر، وجون بوبلي وبترام ليفن.

– وصول الغريزة العدوانية الى نفس مستوى الغريزة الجنسية في النظرية الفرويدية وصياغة نظرية الغريزة المزدوجة (العدوان والجنس) مع أعمال كل من ميلاني كلاين وهاينز هارتمان وارنست كريس واديث جاكوبسون وشارلس برينر.

– الدراسة المعمقة للأنا، في كتابات هارتمان وهاري ستاك ساليفان ودافيد رابابورت ورودلف لوفنستاين وايريكسون.

– امتداد التفسير التحليلي والعلاج التحليلي الى الذهانات، وفهم الذهان على أنه ضعف للأنا، مما أثر على الأسلوب العلاجي للذهانات على يد ساليفان وكلاين وليوبولد بيلالك .

– اكتشاف ميكانيزمات الأنا الأعلى، وما يصاحبها من نظم القيم على يد ايريك فروم وجوزيف ساندلر وروي شيفر.

– امتداد منهج البحث بالتحليل النفسي في دراسة الحضارات، من خلال أعمال مالينوفسكي، جيزار وهيم، وابراهام كاردنر، وجورج ديفيرو.

– الفحص الدقيق للعلاقات البين شخصية من قبل ساليفان واريك اريكسون.

– تطوير مفهوم الهوية وأزمة الهوية وهوية الأنا وهوية الذات مع ايريك ايريكسون.

– تطور وتوسع استعمال منهج البحث الديناميكي في العلوم الاجتماعية.

– التواصل بين الطب النفسي والتحليل النفسي وعلم النفس العيادي من خلال وجهة النظر الديناميكية، بحيث يصعب اليوم فصل إسهامات كل منهم في الاخر.

قائمة المراجع

  • Breuer, J., & Freud, S. (2001). Studies on hysteria. In J. Strachey (Trans., Ed.), Complete psychological works of Sigmund Freud, Vol. II (1893–95). Vintage. (Original work published 1895)
  • FREUD. S (1908), Les théories sexuelles infantiles, IN La vie sexuelle, Paris, PUF, 1985.
  • FREUD.S (1911), Remarques psychanalytiques sur l’autobiographie d’un cas de
  • FREUD. S (1914), Pour introduire de narcissisme, IN La vie sexuelle, Paris, PUF, 1969.
  • FREUD. S (1915b), Le refoulement, IN Métapsychologie, Œuvres complais de psychanalyse, Vol XIII, Paris, PUF, 1988.
  • FREUD. S (1915c), L’inconscient, IN Métapsychologie, Œuvres complais de psychanalyse, Vol XIII, Paris, PUF, 1988.
  • FREUD. S (1920), Sur la psychogenèse d’un cas d’homosexualité féminine, IN Névrose, psychose et perversion, Paris, PUF, 1981.
  • FREUD. S (1923), Le moi et le ça, IN Essaie de psychanalyse, Paris, Payot, 1983.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *