القائمة

جوهر التربية الخاصة و أساليبها

شارك المقال

جوهر التربية الخاصة و أساليبها : التربية الخاصة تعتبر فرعا مهما من ميادين التربية يركز على تلبية احتياجات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. تهدف التربية الخاصة إلى توفير بيئة تعلم شاملة وملائمة لهؤلاء الأفراد، يهدف هذا المجال من التربية و التعليم إلى توفير دعم فردي وبرامج تعليمية مخصصة تستجيب لاحتياجات كل فرد، مع التركيز على تطوير قدراتهم وتعزيز مشاركتهم الفعالة في مختلف جوانب الحياة.

تكرس التربية الخاصة لفهم عميق للاختلافات الفردية والتحديات التي قد يواجهها الأفراد في مجالات التعلم والتطوير الشخصي. وبالتالي، يتم تصميم البرامج والأنشطة التعليمية لتلبية احتياجات كل فرد بشكل فعال، سواء كانت هذه الاحتياجات تتعلق بالتحصيل الأكاديمي، أو التطوير الاجتماعي، أو الإدراكي.

يشمل هذا التوجه أيضا تشجيع الاندماج الاجتماعي، حيث يسعى إلى ضمان مشاركة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف جوانب المجتمع، وتعزيز فهم المجتمع لاحتياجاتهم الفردية وتقدير التنوع. يهدف التركيز على تحقيق التكافؤ وتوفير الفرص المتساوية إلى بناء مجتمع شامل ومستدام يعترف بحقوق وإمكانيات جميع أفراده

لكن يجب التفريق بين التربية الخاصة والتربية العلاجية، لوجود تداخل كبير بين المجالين والمصطلحين، وكثيرا ما نخلط بينهما. وهذا أول خطوة للتعرف على جوهر التربية الخاصة و أساليبها.

التربية الخاصة:

  • هي مجال تعليمي يركز على تقديم الدعم والتعليم للأفراد الذين يعانون من اضطرابات تعلم أو صعوبات تعلم.
  • يشمل نطاق التربية الخاصة الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التحصيل الدراسي بسبب اضطرابات في التعلم أو احتياجات تعلم خاصة.
  • تستهدف تلبية احتياجات الطلاب الذين يحتاجون إلى إعداد دراسي مخصص أو تقديم أساليب تعلم مختلفة.

التربية العلاجية:

  • تركز على تقديم الدعم للأفراد الذين يعانون من اضطرابات سلوكية أو نفسية قد تؤثر على أدائهم الأكاديمي.
  • تشمل التدخلات العلاجية التي تهدف إلى تحسين التحكم السلوكي، وتقديم استراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية، وتعزيز المهارات الاجتماعية.
  • يمكن أن تشمل الأفراد الذين يتلقون التربية العلاجية أولئك الذين يعانون من اضطرابات الانفصال، أو اضطرابات الطيف التوحد، أو صعوبات الانتباه وفرط النشاط.

يجب الإشارة في النهاية إلى أن هناك تداخلا بين المجالين وقد يتلقى الأفراد التدخلات من كلا المجالين بناءً على احتياجاتهم الفردية.

تتضمن التربية الخاصة مجموعة واسعة من الاحتياجات الخاصة، مثل صعوبات التعلم، والإعاقات الحركية، والإعاقات العقلية، والإعاقات السمعية والبصرية، وغيرها من الاحتياجات الخاصة. تتطلب هذه الاحتياجات التعليمية الخاصة والتدخل الفردي لضمان تحقيق الطلاب لأقصى إمكانياتهم، ومن أبرز الحالات التي تستدعي التدخل المتخصص ما يلي:

جوهر التربية الخاصة
التربية الخاصة، تفريد التعليم، التربية العلاجية

أنواع الاعاقات التي تستدعي تربية خاصة:

تشير الاعاقات النمائية إلى صعوبات في التقدم الطبيعي للطفل في مجالات مختلفة من التطور، ويمكن أن تشمل عدة أنواع. :

التوحد:

اضطراب طيف التوحد هو اختلال في التطور الطبيعي للمهارات الاجتماعية والتواصل، مع ميزات متنوعة ومتغيرة، قد تشمل عدم التفاعل الاجتماعي بشكل طبيعي، وصعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وتكرار الأنشطة بشكل مُفرط، واهتمام محدود بمواضيع محددة.

اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه:

اضطراب يتسم بصعوبة في الانتباه وفرط النشاط وقلة التحكم في الاندفاعات السلوكي، قد تتضمن فقدان التركيز، والانشغال بالتفاصيل الصغيرة، وزيادة النشاط الحركي، وتحديات في التنظيم وإدارة الوقت.

اضطراب التعلم:

اضطراب يؤثر على القدرة على استيعاب وتعلم المعلومات بطرق طبيعية، يمكن أن تشمل صعوبات في القراءة والكتابة، والحساب، والتذكر، وفهم المفاهيم الأكاديمية. وتشمل:

اضطراب قراءة الكلمات (الدسلكسيا):

صعوبة في اكتساب وتطبيق مهارات القراءة بشكل صحيح، يتمثل ذلك في صعوبات في التعرف على الكلمات، والضغط الزائد أثناء القراءة، والتلعثم أثناء القراءة اللفظية.

اضطراب الكتابة (الديسيغرافيا):

صعوبة في تنظيم الأفكار وترتيبها بشكل كتابي، يظهر ذلك في الكتابة غير المنظمة، والصعوبات في التركيز على هيكل الجمل، والأخطاء الإملائية المتكررة.

اضطراب الحساب (الديسكالكيليا):

صعوبة في فهم المفاهيم الرياضية وتطبيقها بشكل صحيح، تظهر في صعوبات في الحساب الأساسي، وفهم العلاقات الرياضية، واستخدام الرموز الرياضية.

اضطراب التواصل:

اضطراب يؤثر على القدرة على التواصل اللفظي بشكل صحيح وفعّال، يمكن أن تتضمن صعوبات في النطق، وفهم اللغة، واستخدام الكلمات بشكل صحيح، والتفاعل اللفظي.

اضطراب الحركة:

اضطراب يؤثر على التنسيق الحركي والقدرة على التحكم في الحركة، تشمل صعوبات في الحركات الدقيقة، والتنسيق الجسدي، والتوازن، والتحكم في الحركات الكبيرة.

يجدر بالذكر أن هذه الأمثلة تشير إلى بعض الاعاقات النمائية وليست قائمة شاملة. يتطلب التشخيص الدقيق والتفهم العميق للحالة الفردية تقييمًا من قبل متخصصين في مجال الصحة النفسية والتعليم.

اضطرابات التعلم هي حالات تؤثر على القدرة الطبيعية للفرد على استيعاب ومعالجة المعلومات بشكل فعال، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي والتقدم الشخصي. هناك عدة أنواع من اضطرابات التعلم، وفيما يلي تفصيل لبعضها:

اضطراب معالجة المعلومات السمعية والبصرية:

صعوبة في استيعاب وتحليل المعلومات المستلمة عبر السمع أو البصر، يظهر ذلك في صعوبات فهم التعليمات الشفوية أو الكتابية، والتمييز بين التفاصيل البصرية.

اضطراب معالجة المعلومات الحركية:

صعوبة في تنسيق وتوجيه الحركات بشكل منظم، قد تشمل الضعف في الحركات الدقيقة مثل الكتابة، وصعوبات في السيطرة على الحركات الكبيرة.

هذه الاضطرابات تتطلب تقييمًا شاملا من قبل فريق متخصص، وتوفير استراتيجيات تعليمية مخصصة لتلبية احتياجات الفرد وتعزيز فرصه في التعلم بشكل فعال

أهم استراتيجيات التربية الخاصة 

تشمل مجالات التدخل في التربية الخاصة تطبيق استراتيجيات تعليمية مخصصة، وتوفير تكنولوجيا مساعدة، وتطوير برامج تعليمية تحقق التنوع وتشجع على المشاركة الفعالة. يعمل المختصون في مجال التربية الخاصة على تحليل احتياجات الطلاب وتقديم الدعم الذي يحقق لهم نجاحا في المدرسة وفي حياتهم اليومية.

تتضمن استراتيجيات التعليم المخصصة عدة مقاربات تهدف إلى تلبية احتياجات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. من بين هذه الاستراتيجيات،

التربية الخاصة وأساليبها
استراتيجيات التعليم المتخصص

تدريس مفرد:

التعليم المفرد هو نمط من أنماط التعليم يتمثل في تقديم التعليم لفرد واحد بشكل خاص، ومنه جاءت التسمية، بدلاً من مجموعة من الطلاب. يمكن أن يكون هذا النمط مناسبًا للأفراد الذين يحتاجون إلى اهتمام فردي أو لديهم احتياجات تعلم خاصة، لذلك يُعد التعليم المفرد خيارًا في الحالات التي يكون فيها المتعلم بحاجة لتعليم مخصص.

يتم تنفيذ هذا النوع من التعليم باتباع مجموعة من الخطوات، تبذأ أولا بتقييم الاحتياجات الخاصة للمتعلم وتحديد المشكلات التي يعاني منها وتحديد مستواه، وهنا يتم تحديد الأهداف التي يجب الوصول إليها معه، ثم يتم تخصيص المحتوى التعليمي المناسب لاحتياجات المتعلم و تحديد الدروس الفردية و النشاطات وفق خطة زمنية ، ويتم استخدام تقنيات تدريس مناسبة أثناء الدروس و النشاطات لضمان تحقيق أقصى استفادة، ويتم إثر كل نشاط أو درس تقييم تقدم المتعلم بشكل مستمر ، ودعم تقدمه بالتشجيع و التفاعل معه لضمان تقدمه واستمراره في المثابرة للتغلب على اعاقته ، ويعد هذا من بين أهم جوانب تفريد التعلم.

استخدام التكنولوجيا المساعدة:

استخدام التكنولوجيا المساعدة يعتبر استراتيجية فعّالة في تعزيز التعليم المتخصص في الوقت الراهن، والذي يعرف توسعا وتطورا كبيرا في مجال التكنولوجيات، ومن البديهي استعمال هذا التقدم في تعزيز التعلم وتفريده ومساعدة دوي الاحتياجات الخاصة، حيث توفر الوسائل التقنية أدوات قوية لدعم المتعلمين المحتاجين للدعم المتخصص، ومن بين أهم الأساليب التي تستعمل فيها التكنولوجيا:

  • برامج تعليمية مخصصة: يمكن انشاء برامج الكترونية تدعم احتياجات المتعلمين في عدة مجالات تعليمية، تتناسب مع نوع الإعاقة أو الحاجة التي يعاني منها المتعلم، بحيث تخلق تجارب تعلم مخصصة وفعالة.
  • الكتب الإلكترونية: توفير كتب إلكترونية قابلة للتخصيص، مما يسهم في تسهيل عملية الوصول إلى المعلومات وتوفير أساليب تعلم متنوعة.
  • التطبيقات التفاعلية: استخدام التطبيقات التفاعلية التي تقدم تجارب تعلم تفاعلية وشيّقة، وتتيح للطلاب التفاعل بشكل أكبر مع المواد التعليمية.
  • البرامج التعليمية بمساعدة الحاسوب: توظيف برامج تعليمية مدعومة بالحوسبة تتيح للطلاب التدرب على مهارات معينة وتوفير ردود فعل فورية.
  • التعلم عن بعد والفصول الافتراضية: توفير بيئات تعلم عن بعد تمكن الطلاب من الوصول إلى المحتوى التعليمي والتفاعل مع المدرسين دون الحاجة إلى الحضور الشخصي.
  • أجهزة المساعدة الذكية: استخدام أجهزة ذكية مثل الأجهزة الصوتية الذكية وأجهزة القراءة الصوتية لتسهيل عملية الوصول إلى المحتوى التعليمي.
  • التقييم والمتابعة الذكية: استخدام نظم التقييم الذكية التي تتيح للمعلمين تحليل أداء الطلاب وضبط البرامج التعليمية وفقا لاحتياجاتهم.

التعلم التعاوني:

التعلم التعاوني هو من بين أهم الطرق المستعملة في التربية الخاصة، تعزز هذه الطريقة جوانب نفسية و معرفية كثيرة عند المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتعاون الطلاب مع بعضهم البعض لتحقيق أهداف تعلم محددة. وتطبق هذه الطريقة في جوانب محددة ولتحقيق أهداف معينة، فهي تطبق خاصة لتحقيق ما يلي:

  • تعزيز التفاعل الاجتماعي: إن من بين الجوانب التي يعاني منها المتعلمون دووا الاحتياجات الخاصة غياب التفاعل الاجتماعي، خاصة في الوسط التعليمي بسبب احساسهم بالعجز وتفوق الأقران عليهم، لذلك يساعد التعلم التعاوني في تعزيز التواصل بين المتعلمين وتطوير مهارات التعاون والتفاعل الاجتماعي، مما يسهم في تحسين العلاقات بينهم.
  • تبادل الخبرات: يستعمل التعلم التعاوني لتعزيز الخبرات، حيث يمكن للطلاب الاستفادة من تجارب بعضهم البعض ودعم بعضهم في فهم المفاهيم الصعبة.
  • تعزيز مهارات التواصل: يستعمل التعلم التعاوني في تحسين مهارات التواصل، حيث يحتاج الطلاب إلى التعبير عن أفكارهم وفهم أفكار زملائهم لتحقيق الأهداف المشتركة.
  • تحفيز المشاركة الفعّالة: يشجع التعلم التعاوني على مشاركة جميع الطلاب بفعالية، حيث يشعرون بأهمية مساهمتهم في تحقيق الأهداف المشتركة.

تفعيل الحواس:

تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز مستوى المتعلمين ومساعدتهم للتغلب على صعوباتهم من خلال تفعيل حواسهم، وتكمن الفكرة وراء هذه الاستراتيجية في إيقاظ كامل حواس المتعلم باعتبارها مدخلات للمعلومات، وبالتالي تنويع المدخلات وهو ما يعزز التعلم بشكل أفضل، ولذلك تعتبر من بين الاستراتيجيات المهمة في التربية الخاصة. ويمكن أن يتم ذلك من خلال عدة طرق أو أساليب

كتشجيع الطلاب على استخدام جميع حواسهم الخمس (البصر، السمع، اللمس، الشم، والتذوق) خلال الأنشطة التعليمية. وتوفير تجارب تعلم متعددة كتصميم أنشطة تعليمية تشمل مختلف الحواس، مثل الرحلات الميدانية، والأنشطة الفنية، والتجارب العلمية. وكذلك استخدام الموارد التعليمية المتعددة وتوفير موارد تعليمية تحمل مضامين متعددة وتستهدف الحواس المختلفة، مثل الكتب المصورة، والأفلام التعليمية، والألعاب التفاعلية. وأيضا ربط الأنشطة التعليمية بالمواضيع الدراسية بطريقة تفعل الحواس، مما يعزز فهم الطلاب وتذوقهم للتجارب التعلمية، كما يمكن استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية باستخدام تطبيقات تفاعلية، ومحتويات متعددة الوسائط، كالألعاب التعليمية، وغيرها من الطرق المختلفة التي يمكن ابتكارها و تخصيصها حسب الوضعية و المحتوى و الصعوبة التي يعاني منها المتعلم.

التقييم الشامل:

يعتبر التقييم خطوة ومرحلة أساسية في العملية التعليمية بصفة عامة، ولا يقتصر على التربية الخاصة، لكن المقصود هنا هو جعل عملية التقييم أكثر شمولية ودمجها في العملية التعليمية، ويرجع ذلك إلى تنوع جوانب القصور عند هذه الفئة من المتعلمين، بهذه الطريقة يمكن توجيه وتنظيم التعلم بشكل أكثر دقة وصرامة، وهوما يسمح بأكثر فعالية في التدخلات التي نقوم بها. ويشمل التقييم احتياجات المتعلمين وكذلك مستوى تقدمهم. هذا النهج يؤدي إلى تحقيق التكامل بين التقييم والتدريس، مما يمكن المعلمين من تكييف البرامج التعليمية بفعالية لضمان تقديم تعليم ذو جودة عالية وتحقيق تحسين مستمر لتحقيق أهداف التعلم.

ويمكن أن تتم العملية كما يلي:

  • تقييم احتياجات المتعلمين: يتم إجراء تقييم شامل لجوانب القصور والقوة عند المتعلم، ويمكن أن يشمل الأبعاد المختلفة كالقدرات العقلية والنفسية والاجتماعية، وكذلك الاحتياجات التعليمية، وحتى التفضيلات الشخصية.
  • تحليل تقدم المتعلمين: يتم تقييم مدى تقدم المتعلمين في تعلمهم بشكل مستمر، ودقيق، يعتبر ذلك خطوة أساسية لأنه يمكن من تصحح المسار التعليمي للمتعلم في الوقت المناسب وهذا ما يساعد في تقدمه بشكل أفضل.
  • استخدام أدوات متنوعة في عملية التقييم: تنويع أساليب ووسائل التقييم من بين الشروط الأساسية، مثل الاختبارات، والمشروعات، والمراجعات الفورية، للتحقق من مستوى فهم المتعلمين وأدائهم.
  • تسجيل عملية التقييم وتوثيقها: تسجل نتائج التقييم الخاصة بكل متعلم، ويجب أن يظهر في التقارير جوانب القوة والضعف بوضوح، وذلك لمعرفة التقدم المنجز وبرمجة التعديلات الممكنة في البرنامج التعليمي.
  • توجيه التدخلات الفردية: يقوم المعلمون بتوجيه تدخلات تعليمية مبنية على الاحتياجات الفردية لكل طالب، بما في ذلك إعداد برامج مخصصة.
  • إشراك المتعلمين في عملية التقييم: يتم إشراك المتعلمين في تقييم تقدمهم، مما يعزز مسؤوليتهم الشخصية في عملية التعلم.
  • تعديل البرامج التعليمية: يقوم المعلمون بضبط وتعديل البرامج التعليمية بناء على نتائج التقييم واحتياجات المتعلمين، مما يضمن تلبية احتياجاتهم الفردية بشكل فعال.
  • تقديم تقييم كيفي فعال كرد فعل لنتائج المتعلم: يقدم للمتعلم ردود فعالة تشجعه على التحسين المستمر وتعزز رغبته في المشاركة الفعالة في عملية التعلم.

أساليب أخرى يمكن استخدامها في التربية الخاصة:

  • التدريب الحيوي: يعتمد على استخدام نماذج وتمثيلات ومشاهد حية لتوضيح المفاهيم التعليمية. يساعد هذا الأسلوب في توفير تجارب تعلم عملية وواقعية.
  • تشجيع الذات: يتضمن تعزيز الثقة بالنفس وتحفيز الطلاب لتحدي وتجاوز تحدياتهم، يظهِر التركيز على الجوانب الإيجابية من الأداء الفردي أهمية التطوير الشخصي.
  • تكامل الخدمات: يتعاون المعلمون والمختصون في مجالات مختلفة لتوفير دعم شامل. يضمن هذا التكامل توجيه الجهود نحو تلبية جميع جوانب احتياجات الطلاب، سواء كانت تعليمية أو اجتماعية أو نفسية.
  • تشخيص الاحتياجات المبكرة: يستهدف اكتشاف الاحتياجات الفردية والتدخل فيها في مراحل مبكرة. يساهم هذا في تجنب التأخير في تقديم الدعم اللازم وتحسين فرص النجاح للطلاب.

المشاركة الأسرية:

تعتبر المشاركة الأسرية في التربية الخاصة أمرا حيويا وضروريا لتحقيق النجاح والتقدم في تعلم الأفراد ذوي الاحتياجات التعلمية الخاصة؛ لأن ذلك يمكن تفاعل الأهل مع مدرسي الأطفال ذوي الاحتياجات التعلمية في فهم تحدياتهم واحتياجاتهم بشكل أفضل، مما يسهم في بناء استراتيجيات فعالة لدعمهم، ويوفر التعاون بين المدرسين والأهل بيئة متكاملة للعناية بالمتعلم، حيث يتم تنسيق الجهود لتلبية احتياجات المتعلم بشكل شامل.

كما يعزز التفاعل الدائم بين المدرسين والأهل فعالية التواصل، مما يسهم في نقل المعلومات وتبادل الأفكار حول تقدم واحتياجات المتعلم، ويسمح للأهل بدعم البرمجة التعليمية في المنزل، مما يعزز استمرارية تعلم الطلاب وتكامل الجهود بين المدرسة والبيت، ويسمح أيضا تفاعل الأهل مع المدرسين من فهم أساليب التدريس والتقنيات المستخدمة في الصف، مما يساعدهم في تقديم الدعم المناسب في المنزل.

بالإضافة إلى دور الأهل في تقديم الدعم العاطفي للأطفال، مما يلعب دورا مهما في تحسين راحتهم النفسية والاجتماعية، لذلك فالتعاون بين الأسرة والمؤسسة التعليمية وعلى وجه الخصوص المعلمين، يساعد في تحقيق توازن بين البيئة المدرسية والبيئة المنزلية، مما يسهم في تحقيق تكامل وتوجيه فعال.

لذلك تتطلب الاستراتيجيات التعليمية المخصصة تفهما عميقا لاحتياجات الفرد وتكاملا فعالا بين المعلمين والأهل والمختصين لتحقيق أفضل نتائج لعملية التعلم.

بالإضافة إلى ذلك، يولَي اهتمام خاص في مجال التربية الخاصة لفهم العوامل الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على تقديم الخدمات للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. يشمل ذلك العمل على تحسين التفاهم الاجتماعي وتقبل الاختلافات، وتعزيز مفهوم الاندماج الاجتماعي.

تعتبر تحقيق التكافؤ في فرص التعلم والمشاركة الاجتماعية للطلاب في التربية الخاصة هدفا أساسيا. ولذلك، يعتمد نجاح التربية الخاصة على تعاون مستمر بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. يُشجع على تطوير خطط تعليمية فردية تأخذ في اعتبارها احتياجات الطلاب، وتوفير برامج دعم إضافية لتحقيق تقدمهم الشخصي والأكاديمي.

على الصعيدين الوطني والدولي، تتوجه الجهود نحو تحسين التشريعات والسياسات التي تدعم التربية الخاصة، مما يسهم في تحسين فرص التعلم والتنمية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. تعكس هذه الجهود التزاما بضمان حقوق جميع الأفراد في الحصول على تعليم  دي جودة متساوية، مع مراعاة احتياجاتهم واختلافاتهم الفردية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *