اضطرابات النمو العصبي تُعد من أبرز التحديات النفسية التي قد تظهر خلال مراحل الطفولة المبكرة. وتمتاز بتأثيرها العميق على النمو الذهني والاجتماعي والانفعالي للفرد. لقد اعتمد الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس المعدّل (DSM-5) تصنيفًا جديدًا لهذه الاضطرابات، محددًا الأنماط والأعراض بدقة أكبر. في هذا المقال، نتناول التعريفات والسمات العيادية الأساسية لأنواع اضطرابات النمو العصبي، على ضوء التصنيفات والتحديثات الدولية، بهدف دعم الجهات التربوية والأسر والمختصين في فهم هذه الحالات والتعامل معها بفعالية.
قدّم الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية في نسخته الخامسة المعدلة، تصنيفا جديدا لاضطرابات النمو العصبي. سنقدمها في هذا المقال بشكل أكثر تفصيلا.
تعريف اضطرابات النمو العصبي حسب (DSM 5):
اضطرابات النمو العصبي هي مجموعة من الاضطرابات تبدأ بالظهور خلال فترة النمو المبكر. وغالبا قبل دخول الأطفال إلى المدرسة. هذه الفئة المرضية تحدث عجزا في النمو، يؤدي إلى تدهور في الأداء الشخصي أو الاجتماعي أو التعليمي للطفل.
اضطرابات النمو العصبي غالبا ما ترتبط مع بعضها البعض البعض؛ على سبيل المثال، يقترن اضطراب التوحد بإعاقة ذهنية، كما أن العديد من حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لديهم أيضا أحد اضطرابات التعلّم المحدد.
بالنسبة لبعض اضطرابات النمو العصبي، الجدول العيادي يتضمن أعراض زيادة أو فرط، وكذلك أعراض عجز أو تأخر في الوصول إلى مراحل نمو طبيعية.
على سبيل المثال، نشخّص اضطراب التوحد فقط عندما يكون العجز النموذجي في التواصل الاجتماعي مصحوبا بسلوكيات متكررة ومفرطة، وباهتمامات مقيّدة، وعدم تحمّل التغيير. نلاحظ في هذا المثال أن التشخيص يعتمد على عامل الإفراط في تكرار بعض السلوكيات مع العجز في التواصل الاجتماعي.
الوظائف التنفيذية :
هي مجموعة من العمليات المعرفية، تمكّن الفرد من الانخراط في سلوك مستقل له غرض محدد، ويخدم الذات. تتضمن هذه الوظائف سيطرة الوعي على التفكير وعلى السلوك. وتشمل وظائف متخصصة مثل: وظيفة اتخاذ القرار، وظيفة حل المشكلات، وظيفة اختيار الأسلوب الذي يمكّن من التماشي مع هذه المكونات.
ما دامت الوظائف التنفيذية سليمة يمكن للفرد أن يصمد في حالة ما، دون أن يفقد عددا من وظائفه المعرفية الأخرى، ويمكنه الاحتفاظ باستقلاليته وإنتاجيته. لكن إذا أصيبت الوظائف التنفيذية بخلل، فإن الشخص يعجز عن رعاية ذاته بصورة مقبولة، أو يعجز عن أداء أعمال مفيدة من تلقاء نفسه، أو يعجز عن الاحتفاظ بعلاقات اجتماعية سوية، بصرف النظر عن مدى سلامة قدراته المعرفية. إن الخلل في الوظائف التنفيذية يؤثر في كل جوانب السلوك.
أنواع الاضطرابات النمائية:
اسم الاضطراب | الأعراض الأساسية المميزة | ملاحظات إضافية |
الإعاقة الذهنية | – تأخر النمو الذهني والفكري، ضعف التحصيل الأكاديمي، صعوبات حل المشكلات، ضعف الاستقلالية | تتفاوت الشدة (خفيفة-شديدة) |
اضطرابات التواصل | – صعوبات في الفهم أو الإنتاج اللغوي، اضطراب النطق، مشاكل في الطلاقة أو التفاعل الاجتماعي البراغماتي | تظهر غالباً في الطفولة المبكرة |
اضطراب طيف التوحد | – تكرار سلوكيات، اهتمامات محدودة، صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل، مقاومة التغيير | يشمل عدة أنواع/أطياف |
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه | – عدم الانتباه، فرط النشاط، اندفاعية مفرطة، صعوبة ضبط السلوك أو التركيز | قد يستمر حتى البلوغ |
اضطراب التنسيق النمائي الحركي | – صعوبة في تنسيق الحركات، بطء أو عدم دقّة في الأداء الحركي، صعوبات في رسم الأشكال أو الكتابة | قد يرتبط بمشاكل تعلّم |
اضطرابات التشنج اللاإرادي (Tics) | – حركات أو أصوات متكررة، مفاجئة، لا إرادية (مثل رمش العيون/هز الكتف/تكرار أصوات) | تزداد مع التوتر أو الإثارة |
متلازمة توريت | – تشنجات (حركية وصوتية) متكررة، تستمر أكثر من سنة، تتغير في النوع أو الشدة مع الوقت | غالباً تبدأ في الطفولة |
اضطرابات التعلّم المحدد | – صعوبات ملحوظة في واحدة أو أكثر من المهارات الأكاديمية (القراءة، الكتابة، الحساب) رغم الذكاء المقبول والبيئة المناسبة | أنواع: عسر القراءة/الكتابة/الحساب |
الإعاقة الذهنية:
تعريف الإعاقات الذهنية (اضطرابات النمو الفكري) :
يستبدل (DSM5) مصطلح التخلف العقلي بمصطلح الإعاقة الذهنية.
يتميز هذا الاضطراب بعجز عام في القدرات الذهنية، مثل التفكير، القدرة على حل المشكلات، التخطيط، والتفكير المجرد، الحكم والتعلّم الأكاديمي والتعلّم من التجربة.
تؤدي هذه السمات إلى ضعف في الأداء التكيفي، بحيث يفشل الفرد في تلبية معايير الاستقلال الشخصي والمسؤولية الاجتماعية في جانب أو أكثر من جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك التواصل والمشاركة في المجتمع والأداء الأكاديمي أو المهني والاستقلال الشخصي في المنزل أو في المجتمع.
معايير تشخيص الإعاقة الذهنية:
لتشخيص الإعاقة الذهنية يجب استيفاء المعايير الثلاثة التالية:
أ. عجز في الوظائف الفكرية مثل التفكير وحل المشكلات والتخطيط والتجريد والحكم، والتعلم الأكاديمي والتعلم التجريبي، الذي يؤكده التقييم العيادي واختبارات الذكاء الفردية الموحدة (Ex، Wisc).
ب. عجز في الوظائف التكيفية يؤدي إلى فشل في تحقيق المعايير المعتادة للتنمية الاجتماعية والثقافية التي تسمح بالاستقلال والمسؤولية الاجتماعية. وبدون مساعدة طويلة الأمد، فإن العجز التكيفي يحد من الأداء في مجال أو أكثر من مجالات النشاط في الحياة اليومية، مثل التواصل والمشاركة الاجتماعية والاستقلالية في بيئات متنوعة مثل المنزل والمدرسة والشارع والمجتمع.
ج. بداية ظهور العجز الفكري والتكيفي يكون خلال فترة النمو المبكرة.
اضطرابات التواصل :
تبدأ اضطرابات التواصل في وقت مبكر من الحياة ويمكن أن تؤدي إلى ضعف وظيفي يستمر طوال العمر. ويضم العجز في اللغة والكلام والتواصل.
يمثل الكلام الإنتاج التعبيري للأصوات ويتضمن النطق وطلاقته والصوت وجودة الرنين .
وتشمل اللغة شكل ووظيفة واستخدام نظام تقليدي من الرموز (مثل الكلمات ولغة الإشارة والكلمات المكتوبة والصور) بطريقة تحكمها قواعد الاتصال.
يشمل التواصل أي سلوك لفظي أو غير لفظي (مقصود أو غير ذلك) يؤثر على سلوك أو أفكار أو مواقف فرد آخر.
الفئة التشخيصية لأعراض اضطرابات التواصل تشمل ما يلي:
1- اضطراب اللغة (trouble du langage)،
2- اضطراب النطق (trouble de la phonation)،
3- اضطراب التدفق (اضطراب الطلاقة اللفظية) تظهر أثناء الطفولة كالتأتأة. الذي يظهر في الطفولة، ويتميز باضطرابات في الطلاقة أو السيولة الطبيعية للتعبير والكلام. مع تكرار أصوات أو مقاطع، أو إطالة الحروف الساكنة أو حروف العلة والكلمات المقطوعة، أو توقف أو انتاجية بزيادة في الضغط الجسدي.
4- اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي وغيرها من اضطرابات التواصل المحددة وغير المحددة.
تتميز الاضطرابات الثلاثة الأولى على التوالي بالعجز في تطوير واستخدام اللغة، وفي الكلام والتواصل الاجتماعي.
اضطراب طيف التوحد:
اضطراب طيف التوحد هو مصطلح يستخدم مرادفا لمصطلح الاضطرابات النمائية الشاملة وللاضطرابات المجتاحة للنمو في النسخ السابقة من DSM .
ويعبّر عن حالات مختلفة من التوحد وعددها خمسة أطياف أو أنواع: اضطراب التوحد، متلازمة أسبرجر، متلازمة ريت (اضطراب عصبي تصاعدي (يظهر بعد فترة نمو طبيعية) يصيب الاناث بشكل أساسي)، اضطراب التفكك الطفولي، الاضطراب المجتاح للنمو العام غير المحدد.
اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه:
هو اضطراب في النمو العصبي يتم تحديده من خلال مستويات معوّقة من عدم الانتباه، وعدم التنظيم، و/أو فرط النشاط والاندفاع. وهو حالة دماغية تسبب خلل تنفيذيا، بمعنى أنها تعطّل قدرة الطفل على إدارة عواطفه وأفكاره وأفعاله.
يجعل هذا الاضطراب من الصعب على الشخص إدارة سلوكه، الانتباه، السيطرة على النشاط الزائد والجلوس ساكنا، تنظيم مزاجه، الالتزام بالنظام، التركيز، اتباع التوجيهات. والتدخل في أنشطة الآخرين، وعدم القدرة على الانتظار.
يؤدي عدم الانتباه وعدم التنظيم إلى عدم القدرة على الاستمرار في المهمة، والإحساس بأن الشخص لا يستمع، وفقدان الأشياء، بدرجة لا تتناسب مع العمر أو مع مستوى النمو، والعديد من الأخطاء الإهمالية، والعمل غير المكتمل، وعدم الامتثال للتعليمات وسوء التنظيم.
عادة ما يتم تشخيص الأطفال بهذا الاضطراب أثناء الطفولة، وغالبًا ما يستمر حتى مرحلة البلوغ. ومع ذلك، هناك علاج فعال لاضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه. وإذا تُرِك دون علاج، فقد يتسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في حدوث مضاعفات خطيرة تستمر مدى الحياة.
نشخص ثلاث أنواع رئيسية من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: النوع غير المنتبه، النوع المفرط النشاط/الاندفاعي، النوع المركب.
اضطراب التنسيق النمائي :
يعتبر هذا الاضطراب اضطرابا عصبيا نمائيا، يحدث تأخرا في النمو الحركي.
يتسم بعجز في اكتساب وتنفيذ مهارات التنسيق الحركي مقارنة بمن هم في سنه، وبصعوبات كبيرة في تخطيط وتنظيم وأتمام الإيماءات الحركية لتنفيذ إجراء ما. ويظهر ذلك من خلال الإهمال والبطء وعدم الدقة في أداء المهام الحركية. تتداخل هذه الصعوبات بشكل كبير مع إنجاز أنشطة الحياة اليومية والتعلم المدرسي والأنشطة الترفيهية وحتى العمل.
يمكن أن يحدث هذا الاضطراب بمفرده أو يرتبط بحالات أخرى (اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، اضطرابات التعلم لا سياما عسر الكتابة في 50% من الحالات، اضطراب اللغة والكلام. وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر.
يتم تشخيص الحركات النمطية عندما يظهر الشخص سلوكيات حركية متكررة لا هدف لها، ويبدو مجبرًا على أدائها؛ وتشمل الأمثلة المصافحة، وهز الجسم، وضرب الرأس، وعض أو ضرب النفس. وتؤثر هذه الحركات على الأنشطة الاجتماعية أو المدرسية أو الأكاديمية أو غيرها. إذا أدت هذه السلوكيات إلى إيذاء النفس، فيجب تحديد ذلك في الوصف التشخيصي.
الشخص الذي يعاني من اضطراب التنسيق النمائي يواجه صعوبات كبيرة في حياته اليومية، سواء في المنزل أو في المدرسة أو في المجتمع.
لا يزال هذا الاضطراب غير معروف لدى الآباء والمعلمين والمهنيين في المدارس.
اضطراب التشنج اللآإرادي (tics):
التشنجات اللاإرادية هي حركات أو أصوات في شكل تقلصات لا إرادية نمطية، مفاجئة وسريعة ومتكررة وغير إيقاعية. يصدرها الطفل فجأة.
مثلا، رمش العيون، تجعّد الأنف، الشم بشكل متكرر لا إرادي. حتى لو اختفت هذه التشنجات اللاإرادية من تلقاء نفسها، فإن رد فعل من حوله يمكن أن يؤثر على تكرارها وتطوره.
إن الإصرار على أن يوقف طفلك التشنجات اللاإرادية يمكن أن يزيد من التوتر الداخلي لديه وقد يؤدي إلى المزيد من التشنجات اللاإرادية . وتعمل السخرية من الطفل على زيادة هذه التشنجات.
قد يعاني بعض الأطفال من العديد من التشنجات اللاإرادية في وقت واحد، وقد يعاني آخرون من واحدة فقط.
أنواع التشنجات اللاإرادية:
التشنجات اللاإرادية الأكثر شيوعًا تكون على الوجه. كما أنها أول ما يظهر (على سبيل المثال: الرمش أو التحديق، تجعد الأنف، صنع وجه مضحك). ومع ذلك، يمكن أن تؤثر التشنجات اللاإرادية على جميع أجزاء الجسم (مثل هز الرأس، وهز الكتفين، ومد الذراعين، وثني الساقين فجأة). وتسمى هذه الحركات أيضًا التشنجات اللاإرادية الحركية.
يمكن أن تظهر التشنجات اللاإرادية أيضًا على شكل “ضوضاء“ (مثل الاستنشاق والسعال وتكرار الكلمات). ثم يطلق عليهم التشنجات اللاإرادية الصوتية أو الصوتية.
قد تحدث التشنجات اللاإرادية عدة مرات في الساعة ثم تختفي أو تكون في حدها الأدنى لفترة من الوقت. ومع ذلك، فإنها لا تحدث أثناء النوم.
تظهر التشنجات اللاإرادية عادةً في عمر 5 إلى 7 سنوات تقريبًا، على الرغم من أنها قد تظهر في بعض الأحيان مبكرًا.
في معظم الحالات، تختفي التشنجات اللاإرادية من تلقاء نفسها بعد بضعة أسابيع أو أشهر.
سببية التشنجات اللاإرادية:
تحدث التشنجات اللاإرادية غالبا بسبب التوتر الزائد لدى الطفل. مثل، التغيير في الروتين اليومي أو الإثارة أو الإحباط أو فترة من التعب.
في بعض الأحيان، قد ترتبط التشنجات اللاإرادية بمشاعر لا يستطيع الطفل التحكم فيها، مثل العصبية والإحباط والتوتر والحزن والملل. تسمح التشنجات اللاإرادية للطفل بالتخلص من التوتر، مما يسمح له باستعادة هدوئه ومستوى انتباهه.
بعض الأطفال قادرون على قمع التشنج اللاإرادي لبضع لحظات، مما قد يجعل الأمر يبدو وكأنه يتم إنتاجه بشكل طوعي. وغالبًا ما تزداد حدة التشنجات اللاإرادية مؤقتًا بعد أن يحاول الطفل السيطرة عليها.
يمكن أن تختلف طبيعة التشنجات اللاإرادية وتكرارها وشدتها بشكل كبير من طفل إلى آخر اعتمادًا على الحالة التي يمر بها. تميل المواقف العصيبة إلى زيادة وتيرة التشنجات اللاإرادية، في حين أن الاسترخاء أو النشاط البدني أو التركيز يمكن أن يقلل منها.
إذا كان الطفل يعاني من التشنجات اللاإرادية، فهو بحاجة إلى تهدئته وفهمه ودعمه فيما يمر به.
متلازمة توريت (Gilles de la Tourette) :
نشخّص متلازمة توريت عندما يعاني الشخص من تقلصات حركية وصوتية متعددة تستمر لمدة عام على الأقل وتتزايد أو تتضاءل مع تطورها.
اضطرابات التعلّم المحدد:
يتم تشخيصه عندما يكون هناك عجز محدد في قدرة الشخص على إدراك المعلومات أو معالجتها بكفاءة ودقة.
ويشمل صعوبات في القراءة، في التعبير الكتابي أو الشفهي، في الكتابة، الحساب، التركيز…
يحدد (DSM 5) بين 15 إلى 20% من الأطفال يواجهون صعوبات تعليمية وأكاديمية.
أما اضطرابات التعلم المحددة يتعلق فقط بـنسبة بين 5 و7% من الأطفال في سن المدرسة.
ما هو اضطراب التعلم المحدد:
تُعرف هذه الاضطرابات باسم اضطرابات “ديس”، وهي اضطرابات شديدة ومزمنة تصيب 1 إلى 2% من الأطفال، ولها تداعيات على تعليمهم وحياتهم اليومية. ومع ذلك، فإن دعمهم يجعل من الممكن تحسين و/أو التعويض عن الوظائف الناقصة.
تظهر اضطرابات التعلّم المختلفة لدى الأطفال الذين يتمتعون بالذكاء وببيئة اجتماعية مناسبة، ولا تظهر عليهم مشاكل حسية محددة (البصر، السمع)، أو نفسية أو عصبية.
يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في تعلّم القراءة والكتابة والتهجئة والحساب والتعبير عن أنفسهم أو حتى التركيز.
تشمل اضطرابات التعلم المحددة (DSM-5):
- اضطراب التعلم المحدد مع عجز القراءة (المعروف باسم عسر القراءة )
- اضطراب التعلم المحدد مع العجز في التعبير الكتابي (عسر الكتابة)
- اضطراب التعلم النوعي مع العجز الحسابي (عسر الحساب )
وترتبط هذه الاضطرابات بما يلي:
– اضطراب اللغة الشفوية (عسر الكلام)
– اضطراب التنسيق النمائي بما في ذلك بعض أشكال عسر الكتابة (اضطراب الكتابة)
– نقص الانتباه مع أو بدون فرط النشاط ( ADHD أو ADD ).
انتشار اضطرابات النمو العصبي:
من المهم الإشارة إلى أن الأبحاث والإحصاءات الدقيقة حول انتشار هذه الاضطرابات في المنطقة العربية لا تزال محدودة، وتتباين المنهجيات المستخدمة في الدراسات من دولة لأخرى، مما يجعل المقارنات المباشرة صعبة.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)
يعد هذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات النمائية دراسة في المنطقة، وتتوفر حوله بيانات أكثر تفصيلا.
الانتشار العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
كشفت مراجعة منهجية وتحليل إحصائي لـ 63 دراسة أجريت في المنطقة (نشرت عام 2024) أن معدل الانتشار الإجمالي لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يبلغ 10.3% بين الأطفال والمراهقين والبالغين.
كان الانتشار أعلى لدى الذكور (11.1%) مقارنة بالإناث (7.0%).
عند تقسيمها حسب الفئة العمرية، بلغت نسبة الانتشار 10.1% لدى الأطفال والمراهقين، وارتفعت إلى 13.5% لدى البالغين.
الانتشار حسب الدولة:
أظهرت الدراسات تباينا كبيرا في معدلات الانتشار بين الدول العربية المختلفة:
تونس: 14.3%.
العراق: 12.9%.
الأردن: 12.1%.
مصر: 12%.
فلسطين: 12%.
الإمارات وقطر: 9.2% لكل منهما.
عمان: 8.8%.
لبنان: 6.7%.
البحرين: كشف أول مسح وطني في عام 2024 أن النسبة تبلغ 4.22% بين الأطفال في الفئة العمرية 6-12 سنة.
السعودية: تتراوح التقديرات بين 9% و12%.
الجزائر: تقدر نسبة انتشاره بين 5% و8% لدى الأطفال فوق 6 سنوات.
اضطراب طيف التوحد (ASD)
تشير المصادر إلى وجود نقص واضح في الأبحاث والأرقام الرسمية حول انتشار التوحد في معظم الدول العربية، مما يجعل التقديرات أقل دقة.
- السعودية: أظهرت دراسة ميدانية أجريت في الرياض بين عامي 2017 و2018 أن معدل انتشار طيف التوحد بين الأطفال في عمر 2-4 سنوات بلغ 2.51%، أي ما يعادل طفلا واحدا من كل 40 طفلا.
- الإمارات: سجلت وزارة تنمية المجتمع 4,561 حالة توحد في عام 2022.
- عمان والسعودية: لوحظ ارتفاع سريع في معدلات الانتشار المسجلة خلال فترات قصيرة، وهو ما يعزى جزئيا إلى زيادة الوعي وأدوات التشخيص.
- عالميا للمقارنة: تقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي شخص واحد من كل 127 شخصا في العالم مصاب بالتوحد (تقديرات 2021).
وتؤكد الدراسات أن العائلات في المنطقة العربية تواجه تحديات إضافية تتمثل في وصمة العار المجتمعية وضعف الدعم المؤسسي، مما يدفعها للاعتماد على التثقيف الذاتي والمبادرات الأهلية.
صعوبات التعلم واضطرابات اللغة
تعتبر البيانات حول اضطرابات التعلم محددة ونادرة أيضا، وغالبا ما تأتي في سياق التحديات التعليمية العامة.
- صعوبات التعلم المحددة (مثل عسر القراءة والكتابة والحساب):
- تشير تقديرات من الجزائر إلى أن حوالي 5% إلى 10% من التلاميذ يعانون من صعوبات تعلم محددة.
- للمقارنة، في الولايات المتحدة، حوالي 5% من إجمالي طلاب المدارس الحكومية لديهم صعوبات تعلم محددة ويتلقون خدمات تعليمية خاصة.
- اضطراب اللغة النمائي (DLD):
- كشفت مراجعة علمية للدراسات في الدول العربية (نشرت عام 2025) أن معدل انتشار اضطراب اللغة النمائي بين الأطفال حتى سن 10 سنوات يتراوح بشكل واسع بين 3.2% و 25.6%. يعكس هذا التباين الكبير الاختلاف في أدوات التشخيص ومنهجيات البحث المستخدمة.
خاتمة:
يعد إدراك طبيعة اضطرابات النمو العصبي، ومعرفة أعراضها وأنواعها، خطوة أساسية نحو التدخل المبكر وتوفير الدعم اللازم للأطفال والعائلات. ومع تطور التصنيفات والمعايير التشخيصية، تتعزز فرص العلاج والاندماج، وتزداد إمكانية تحسين جودة حياة المصابين بهذه الاضطرابات. يبقى التعاون بين المختصين والأسرة والمدرسة محورا رئيسيا في دعم النمو المتكامل للأطفال وتجاوز التحديات التي تفرضها الاضطرابات النمائية العصبية.
المرجع:
استعملنا في هذا المقال كما سبق الإشارة: الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية في نسخته الخامسة المعدلة (DSM-5).
أخدت الاحصائية الخاصة بالانتشار من المراجع التالية
- مراجعة BMJ Open حول انتشار اضطرابات النمو العصبي في الشرق الأوسط (2024)
- مدونة الجزيرة نت – آثار الاضطرابات العصبية على التطور النفسي للأطفال (2025)
- موقع يورونيوز عربي – تزايد حالات التوحد في العالم العربي (2025)
- وزارة تنمية المجتمع الإماراتية – تقرير حول حالات التوحد (2022)
- صحيفة الشرق الأوسط – أهمية دعم أطفال طيف التوحد وفرط الحركة (2025)
- موقع آصرة – صعوبات التعلم المحددة في الجزائر (2024)
- BMJ Open – مراجعة انتشار اضطراب اللغة النمائي في الدول العربية (2025)
- psyencharge.com – تصنيفات DSM5 وتعريفات أنواع اضطرابات النمو العصبي