القائمة

مقدمة في الذكاء العاطفي

شارك المقال

في عالم اليوم المتسارع والمتغير، لم تعد المهارات التقليدية وحدها كافية للنجاح سواء على المستوى الشخصي أو المهني. لذلك أصبح الذكاء العاطفي، وهو القدرة على التعرف على مشاعرك ومشاعر الآخرين، وفهمها، وإدارتها بشكل فعّال، من أهم الأدوات التي تمكن الأفراد من تحقيق التوازن والتفاعل بطرق صحية وبناءة. يتجاوز الذكاء العاطفي المعرفة الأكاديمية أو القدرة التحليلية؛ فهو يتعلق بكيفية استخدام العواطف لإرشاد التفكير والسلوك بشكل إيجابي. الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ يبرزون في قدرتهم على بناء علاقات إنسانية قوية وتحقيق النجاح في بيئات مليئة بالتحديات.

النبذة التاريخية للذكاء العاطفي:

شهد مفهوم الذكاء العاطفي تطورًا ملحوظًا منذ أواخر القرن العشرين، رغم أن جذوره تمتد إلى أزمنة أقدم. كان الفلاسفة والعلماء على مر العصور مهتمين بدراسة تأثير العواطف على التفكير والسلوك. نستعرض هنا أبرز المحطات التاريخية التي ساهمت في صياغة هذا المفهوم.

الأصول الفلسفية والنفسية القديمة:

على مدى التاريخ، تناول الفلاسفة موضوع العواطف وتأثيرها على العقل البشري.

  • أفلاطون (427-347 ق.م) كان من أوائل الذين ناقشوا العلاقة بين العقل والعاطفة، حيث رأى أنهما كيانان منفصلان، ويجب أن تظل العواطف تحت سيطرة العقل لتحقيق التوازن.
  • في العصور الحديثة، طور فلاسفة مثل باروخ سبينوزا (1632-1677) وديفيد هيوم (1711-1776) أفكارًا حول كيفية تأثير العواطف على اتخاذ القرارات، ما شكل أساسًا لفهم العلاقة بين المشاعر والعقل.

بدايات البحث العلمي حول الذكاء:

مع انتقال الاهتمام من الفلسفة إلى العلوم، بدأ القرن العشرون يشهد دراسات علمية حول العواطف والذكاء.

  • ركزت الأبحاث في بداياتها على الذكاء العقلاني (IQ)، حيث كانت العواطف تُعتبر عائقًا أمام التفكير المنطقي.
  • في عام 1920، قدم عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك مفهوم “الذكاء الاجتماعي”، الذي سلط الضوء على قدرة الأفراد على فهم الآخرين والتفاعل معهم بفعالية. كان ذلك خطوة مبكرة نحو الاعتراف بأهمية العواطف في النجاح الاجتماعي والشخصي.

نشأة مفهوم الذكاء العاطفي:

ظهر مصطلح “الذكاء العاطفي” لأول مرة في عام 1964 في أطروحة للدكتور مايكل بيلدوك، لكنه لم يحظَ باهتمام كبير حينها.

  • لاحقًا، في عام 1983، قدم هوارد غاردنر نظرية “الذكاءات المتعددة”، والتي تضمنت مفهوم “الذكاء الشخصي” المتعلق بفهم الذات، و”الذكاء الاجتماعي” المرتبط بالتفاعل مع الآخرين. كانت هذه النظرية نقطة تحول في توسيع فهم الذكاء ليشمل الجوانب العاطفية.

التطور العلمي للذكاء العاطفي:

في عام 1990، نشر الباحثان بيتر سالوفي وجون ماير دراسة مفصلّة قدمت تعريفًا علميًا للذكاء العاطفي.

  • عرّف الباحثان الذكاء العاطفي على أنه القدرة على إدراك وفهم وتنظيم المشاعر، سواء على المستوى الشخصي أو لدى الآخرين، واستخدام هذه المعرفة لتحسين التفكير والسلوك.
  • مثلت هذه الدراسة انطلاقة قوية للبحث المنهجي في هذا المجال.

الذكاء العاطفي مع دانيال جولمان:

انتشر مفهوم الذكاء العاطفي بشكل واسع بعد إصدار كتاب دانيال جولمان “الذكاء العاطفي” عام 1995.

  • اعتمد جولمان على أبحاث سالوفي وماير، وأضاف تصورات جديدة، موضحًا أن الذكاء العاطفي يتضمن خمس مهارات رئيسية: الوعي الذاتي، إدارة العواطف، التحفيز الذاتي، التعاطف، والمهارات الاجتماعية.
  • شدد جولمان على أن الذكاء العاطفي عامل حاسم للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية، موضحًا أنه يمكن تعلمه وتطويره، مما جعل المفهوم أكثر قابلية للتطبيق.

الأبحاث والتطبيقات الحديثة:

شهد الذكاء العاطفي تطورًا كبيرا منذ التسعينيات، حيث ازدادت الدراسات التي تربطه بعدة مجالات، مثل:

الصحة النفسية: ساعدت الأبحاث في توضيح دور الذكاء العاطفي في تخفيف التوتر وتعزيز الرفاهية النفسية.

القيادة: أظهرت الأبحاث أن القادة ذوي الذكاء العاطفي العالي يتمتعون بقدرة أكبر على تحفيز فرق العمل وحل النزاعات بفعالية.

التعليم: تطورت برامج تعليمية تهدف إلى تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطلاب لتحسين أدائهم الأكاديمي والاجتماعي.

التطوير الشخصي: أصبح الذكاء العاطفي أداة أساسية لتحسين العلاقات الشخصية وتحقيق التوازن بين الحياة والعمل.

لماذا الذكاء العاطفي مهم؟

لا يقل أهمية عن الذكاء العقلي (IQ)، لأنه يؤثر على جوانب حياتية عدة مثل العلاقات الاجتماعية، العمل، وحتى الصحة النفسية. الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي عادة ما يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط، حل النزاعات، وتحفيز أنفسهم.

عناصر الذكاء العاطفي

لتوضيح الذكاء العاطفي بشكل أعمق، يمكن تقسيمه إلى خمس مكونات رئيسية:

الوعي الذاتي هو الأساس في الذكاء العاطفي. يتعلق بالقدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيرها على أفكارك وسلوكك. الأشخاص الذين يتمتعون بوعي ذاتي عال قادرون على:

التعرف على مشاعرهم بدقة: يعرفون ما يشعرون به في لحظة معينة ويفهمون سبب شعورهم بذلك.

تقييم نقاط القوة والضعف الشخصية: يعرفون جوانب قوتهم التي يمكنهم استغلالها، ويقرون بجوانب ضعفهم للعمل على تحسينها.

الاستجابة بطريقة مدروسة: بدلا من التصرف باندفاع بناء على مشاعرهم، يتخذون قرارات بناء على فهمهم لمشاعرهم وتأثيرها.

مثال على الوعي الذاتي: تخيل أنك تتعرض لموقف في العمل يتسبب في شعورك بالتوتر أو الغضب. إذا كنت تتمتع بوعي ذاتي، ستكون قادرا على التعرف على هذه المشاعر والتعامل معها بحكمة، مثل التوقف للتفكير بدلا من الرد الفوري بتصرف غير لائق.

إدارة العواطف هي القدرة على التحكم في مشاعرك والتصرف بشكل مناسب في المواقف المختلفة. الأشخاص الذين يمتلكون مهارة إدارة العواطف جيدا يمكنهم:

تجنب ردود الأفعال المتسرعة: لا ينفجرون غضبا أو يتصرفون بطريقة غير لائقة بناء على مشاعرهم.

الحفاظ على هدوئهم في الأوقات العصيبة: يكونون هادئين حتى في المواقف التي تثير التوتر.

التكيف مع التغيير: يكونون مرنين وقادرين على تعديل خططهم وسلوكهم بناء على المواقف المتغيرة.

مثال على إدارة العواطف:إذا شعرت بالإحباط بسبب نقد غير بناء من زميلك، بدلا من الرد بطريقة غاضبة، يمكنك التحكم في مشاعرك والنظر إلى الموقف من منظور أوسع، أو تأجيل النقاش حتى تهدأ.

التحفيز الذاتي يتعلق بالقدرة على توجيه نفسك لتحقيق أهدافك والحفاظ على حماسك الداخلي، حتى في الأوقات الصعبة. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يتميزون بـ:

الرغبة المستمرة في التحسين: يسعون دائما لتحقيق المزيد، سواء في حياتهم الشخصية أو المهنية.

الالتزام بتحقيق أهدافهم: لا يستسلمون بسهولة أمام التحديات.

التركيز على النتائج: يمكنهم الحفاظ على توجههم الإيجابي وتحقيق تقدم مستمر نحو أهدافهم.

مثال على التحفيز الذاتي: إذا واجهت عقبة في مشروع معين في العمل، الشخص الذي يمتلك التحفيز الذاتي سيستمر في العمل على الحلول بدلا من الإحباط أو الاستسلام.

التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين، ووضع نفسك في مكانهم. يتعلق هذا العنصر بفهم كيف يشعر الآخرون ولماذا يتصرفون بطريقة معينة، مما يساعد على بناء علاقات أفضل وأكثر استقرارا. الأشخاص المتعاطفون يمكنهم:

قراءة الإشارات العاطفية: يفهمون ما يشعر به الآخرون بناء على لغة جسدهم أو نبرة صوتهم.

التصرف بطريقة تراعي مشاعر الآخرين: يستجيبون بطريقة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الآخرين ومشاعرهم.

دعم الآخرين عاطفيا: يساعدون الآخرين على التعامل مع مشاعرهم من خلال تقديم الدعم المناسب.

مثال على التعاطف:إذا لاحظت أن زميلك في العمل يبدو مضطربا أو قلقا، يمكنك أن تتحدث معه بلطف وتعرض مساعدتك بدلا من تجاهل مشاعره.

المهارات الاجتماعية هي القدرة على التفاعل بشكل فعّال مع الآخرين، وبناء علاقات جيدة، وحل النزاعات بطريقة بناءة. الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية قوية يتميزون بـ:

التواصل الفعّال: يعرفون كيفية توصيل أفكارهم ومشاعرهم بوضوح وصدق.

القدرة على التعاون: يعملون بشكل جيد مع الآخرين، سواء في فرق العمل أو في المواقف الاجتماعية.

حل النزاعات: يتمتعون بمهارة حل المشكلات والخلافات بطريقة تعزز التفاهم بدلا من التصعيد.

مثال على المهارات الاجتماعية: عندما تواجه مشكلة مع زميل في العمل، الشخص الذي يمتلك مهارات اجتماعية قوية سيحاول فهم وجهة نظر زميله والعمل معه لحل المشكلة بطريقة تحافظ على العلاقة الإيجابية.

كيف تعمل هذه العناصر معا؟

هي ليس مجرد مجموعة من المهارات المنفصلة، بل هي نظام متكامل. عندما تكون على دراية بمشاعرك (الوعي الذاتي) وتعرف كيف تتحكم فيها (إدارة العواطف)، يمكنك البقاء متحفزا لتحقيق أهدافك (التحفيز الذاتي). وفي الوقت نفسه، ستكون أكثر قدرة على فهم مشاعر الآخرين (التعاطف) وبناء علاقات قوية وفعالة معهم (المهارات الاجتماعية).

تطبيقات الذكاء العاطفي

تطبيقات الذكاء العاطفي:

يمكن تطبيقه في كل جوانب الحياة اليومية. في العمل، على سبيل المثال، يساعدك الذكاء العاطفي في التواصل مع الزملاء، التعامل مع التحديات، وقيادة الفرق بفعالية. في العلاقات الشخصية، يمكن أن يجعلك أكثر تفهما لشريكك أو أصدقائك، مما يقلل من حدوث الخلافات ويزيد من التفاهم.

أهمية الذكاء العاطفي في العلاقات الشخصية والمهنية:

في العمل، يمكن أن يكون مفتاح النجاح. المديرون الذين يتمتعون بمستوى عال من الذكاء العاطفي يكونون قادرين على فهم احتياجات فريقهم، التحفيز بشكل فعّال، والتواصل بشكل أكثر شفافية. أما في العلاقات الشخصية، فهو يساعد على خلق بيئة من التفاهم المتبادل والاحترام.

تطوير الذكاء العاطفي:

تطوير الذكاء العاطفي هو عملية مستمرة تتطلب الوعي الذاتي والممارسة اليومية. هنا سنركز على استراتيجيات عملية لتحسين كل عنصر من عناصره ، بالإضافة إلى بعض النماذج المعروفة التي يمكن أن تساعد في توجيه التطوير.

زيادة الوعي الذاتي (Self-Awareness):

زيادة الوعي الذاتي تتطلب ممارسة دائمة لتحليل مشاعرك وفهم كيفية تأثيرها على سلوكك.

التقنيات العملية:

  • اليوميات العاطفية: ابدأ بكتابة مشاعرك في دفتر يوميات يوميا. حاول تحديد كيف أثرت مشاعرك على أفعالك في مواقف معينة. هذا يساعد على التعرف على الأنماط العاطفية المتكررة.
  • التأمل واليقظة الذهنية: تساعد ممارسات التأمل على تعزيز الوعي بمشاعرك في الوقت الفعلي. يمكنك تخصيص دقائق قليلة يوميا للتركيز على الحاضر وملاحظة ما تشعر به دون أحكام.

نموذج Johari Window، هو إطار يساعد الأفراد على فهم علاقتهم مع أنفسهم والآخرين. يتضمن النموذج أربعة جوانب: المنطقة المفتوحة (ما تعرفه أنت والآخرون عنك)، والمنطقة المخفية (ما تعرفه عن نفسك لكن لا يعرفه الآخرون)، والمنطقة العمياء (ما يعرفه الآخرون عنك لكن لا تعرفه)، والمنطقة المجهولة (ما لا يعرفه كلا الطرفين). الهدف هو تقليل المنطقة العمياء عن طريق زيادة التواصل والوعي الذاتي.

إدارة العواطف (Self-Regulation):

القدرة على إدارة مشاعرك تتطلب الانضباط الذاتي وتقنيات تهدئة فعّالة.

التقنيات العملية:

  • تمارين التنفس العميق: في لحظات الغضب أو التوتر، حاول أن تأخذ نفسا عميقا واستمر في التنفس ببطء حتى تشعر بالهدوء. يمكن لهذه التقنية أن تكون فعّالة في السيطرة على التوتر.
  • إعادة التقييم: بدلا من الانفعال بموقف سلبي، حاول إعادة تقييم الوضع. فكر في كيف يمكنك الاستفادة من هذا الموقف، أو كيف يمكن أن يكون تأثيره أقل مما يبدو.
  • التأجيل: تأخير ردود الفعل السريعة وإعطاء نفسك وقتا للتفكير يمكن أن يمنحك القدرة على التصرف بعقلانية بدلا من الاندفاع.

نموذج ABC من علم النفس الإيجابي (A: الحدث، B: المعتقد، C: النتيجة) يوضح كيف تؤدي معتقداتنا إلى ردود أفعالنا. يمكنك استخدام هذا النموذج لتغيير طريقة تفكيرك حول مواقف معينة والتحكم في كيفية تأثيرها على مشاعرك وسلوكك.

التحفيز الذاتي (Self-Motivation):

التحفيز الذاتي يعتمد على الحفاظ على الدافع الداخلي حتى في الأوقات الصعبة.

التقنيات العملية:

  • وضع أهداف واضحة: حدد أهدافا قصيرة وطويلة المدى، وقم بتقسيمها إلى مهام صغيرة قابلة للتنفيذ. رؤية تقدمك نحو الهدف ستساعد في تعزيز الحافز الداخلي.
  • التركيز على الإيجابيات: دوّن النجاحات التي تحققها، مهما كانت صغيرة. هذا يعزز الشعور بالإنجاز ويزيد من التحفيز لمواصلة العمل.
  • الارتباط بقيمك: حاول أن تتذكر لماذا تقوم بما تقوم به. عندما تكون أفعالك مرتبطة بقيمك الشخصية، يصبح الحفاظ على التحفيز أسهل.

نموذج Maslow’s Hierarchy of Needs يساعد على فهم أهمية التحفيز من خلال ترتيب الاحتياجات الإنسانية من الأساسيات (مثل الأمان) إلى تحقيق الذات. التحفيز الذاتي يزداد عندما تتحقق الحاجات الأدنى وتبدأ في السعي نحو النمو الشخصي وتحقيق الذات.

التعاطف (Empathy):

التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين ووضع نفسك في مكانهم.

التقنيات العملية:

  • الاستماع الفعّال: خصص وقتا للاستماع إلى الآخرين دون مقاطعة أو محاولة تقديم حلول. حاول أن تفهم وجهة نظرهم ومشاعرهم.
  • طرح الأسئلة المفتوحة: بدلا من افتراض ما يشعر به الشخص الآخر، اسأله عن مشاعره بشكل مباشر. على سبيل المثال: “كيف تشعر حيال هذا الموقف؟”
  • ممارسة اللطف: حاول أن تكون متفهما وصبورا مع الآخرين، حتى عندما يكونون في حالة غضب أو توتر. تقديم التعاطف يمكن أن يساعدهم على التفاعل بطريقة إيجابية.

نموذج Carl Rogers للعلاج المتمركز حول العميل يعتبر التعاطف أحد العناصر الأساسية للتواصل الفعّال. يرى روجرز أن القدرة على فهم مشاعر الآخرين بعمق تساعد في بناء علاقات إيجابية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.

المهارات الاجتماعية (Social Skills):

تطوير المهارات الاجتماعية يتطلب تحسين القدرة على بناء علاقات فعالة وحل النزاعات.

التقنيات العملية:

  • التواصل الفعّال: درب نفسك على التعبير عن أفكارك ومشاعرك بوضوح، مع مراعاة مشاعر الآخرين. حاول أن تكون مباشرا دون أن تكون جارحا.
  • إدارة النزاعات: عندما تواجه خلافا، حاول أن تفهم وجهة نظر الشخص الآخر وأن تتوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين.
  • بناء الثقة: يمكن بناء الثقة من خلال التواصل المستمر والشفافية. كن صريحا بشأن نواياك وحافظ على التزاماتك.

نموذج معروف: نموذج Tuckman لتطور الفرق يتناول مراحل تطور الفريق من التشكيل إلى الأداء الفعّال. يساعد هذا النموذج على فهم كيفية بناء العلاقات داخل الفرق وتحسين المهارات الاجتماعية.

النماذج المعروفة الأخرى لتحسين الذكاء العاطفي:

  • Daniel Goleman’s Model of Emotional Intelligence: يعد من أشهر النماذج التي تشرح الذكاء العاطفي، حيث يوضح العلاقة بين الوعي الذاتي، إدارة العواطف، التحفيز، التعاطف، والمهارات الاجتماعية، ويشرح كيف تتكامل هذه العناصر لتحقيق النجاح الشخصي والمهني.
  • Six Seconds Emotional Intelligence Model: يركز هذا النموذج على تطوير الذكاء العاطفي من خلال ثلاث خطوات: معرفة نفسك (زيادة الوعي الذاتي)، اختيار نفسك (إدارة العواطف)، وإعطاء نفسك (التحفيز والتعاطف). يعزز هذا النموذج فكرة أن الذكاء العاطفي يتطلب عملا مستمرا وأنه مرتبط بالاختيارات اليومية.

تطويره هو عملية ديناميكية، تتطلب الانتباه الواعي للمشاعر، التحكم فيها، واستخدامها بطرق إيجابية. النماذج المعروفة مثل نموذج Goleman ونموذج Maslow يمكن أن تقدم أدوات عملية لتعزيز هذا التطور. من خلال الممارسة اليومية واستخدام الأدوات المناسبة، يمكن لأي شخص تحسين ذكائه العاطفي وتعزيز حياته الشخصية والمهنية.

قياس الذكاء العاطفي:

الذكاء العاطفي مفهوم معقد يشمل مهارات شخصية واجتماعية، ولذلك تم تطوير أدوات مختلفة لقياسه. على عكس الذكاء العقلي الذي يتم قياسه باختبارات مثل IQ، فإن قياسه يتطلب أدوات تقيس جوانب متعددة مثل الوعي الذاتي، القدرة على التحكم في العواطف، التعاطف، والمهارات الاجتماعية.

أدوات ونماذج شائعة :

التعريف: تم تطوير مقياس الذكاء العاطفي متعدد العوامل (Mayer-Salovey-Caruso Emotional Intelligence Test) بواسطة جون ماير وبيتر سالوفي وديفيد كاروسو. هذا المقياس يعتبر واحدا من الأدوات الأكثر استخداما للقياس بطريقة علمية.

الطريقة: يعتمد MSCEIT على قياس قدرات الشخص في التعامل مع المشاعر بطريقة مشابهة لاختبار القدرات العقلية. ويتضمن أسئلة تتطلب من المشاركين تفسير مشاعر في مواقف معينة أو التعرف على العواطف في صور تعبيرات الوجه.

الجوانب التي يقيسها: يركز MSCEIT على أربعة مجالات رئيسية:

  • الإدراك العاطفي: القدرة على التعرف على العواطف في النفس والآخرين.
  • استخدام العواطف: كيفية استخدام المشاعر لتوجيه التفكير وحل المشكلات.
  • فهم العواطف: القدرة على تحليل العواطف وفهم كيفية تطورها.
  • إدارة العواطف: التحكم في المشاعر الذاتية وتعاطف الآخرين.

التعريف: تم تطويره بواسطة ريوفين بار-أون في التسعينيات، ويعد أحد المقاييس المبكرة التي ساهمت في نشر مفهومه.

الطريقة: يعتمد على استبيان مكون من عدة أسئلة تقيس مكوناته، مثل التعامل مع العواطف، والعلاقات الاجتماعية، والتكيف مع الضغوط. يتم تقييم النتائج وفقا لعدة أبعاد، مما يسمح بتحليل شامل لنقاط القوة والضعف العاطفية للفرد.

الجوانب التي يقيسها: يقيس EQ-i خمس مكونات رئيسية:

  • الوعي الذاتي العاطفي: معرفة وفهم مشاعر الشخص.
  • التعبير العاطفي: القدرة على التعبير عن المشاعر بطريقة صحية.
  • العلاقات الشخصية: قدرة الفرد على بناء والحفاظ على علاقات إيجابية.
  • إدارة الضغوط: القدرة على التعامل مع التوتر والضغوط.
  • التكيف: القدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات.

التعريف: لقد تم تطويره بناء على نظرية دانيال جولمان ، ويركز على تقييم المهارات العاطفية والاجتماعية للفرد.

الطريقة: ويتكون من مجموعة من الأسئلة التي يتم توجيهها إلى الشخص وأحيانا إلى زملاء العمل أو المشرفين لتقديم تقييم شامل لأدائه العاطفي والاجتماعي في سياقات العمل والعلاقات الشخصية.

الجوانب التي يقيسها: يقيس ESCI أربع مجموعات أساسية:

  • الوعي الذاتي: فهم الفرد لمشاعره ونقاط قوته وضعفه.
  • الإدارة الذاتية: القدرة على التحكم في العواطف والتكيف مع التحديات.
  • الوعي الاجتماعي: فهم مشاعر واحتياجات الآخرين.
  • إدارة العلاقات: القدرة على بناء علاقات قوية وحل النزاعات بفعالية.

ماذا تعني هذه الاختبارات؟

هذه الاختبارات تساعد الأفراد في تقييم قدراتهم العاطفية والاجتماعية، مما يوفر لهم فرصة للتعرف على نقاط القوة والعمل على تحسين الجوانب التي تحتاج إلى تطوير. تختلف الاختبارات في مدى تعقيدها وطريقة استخدامها، لكنها جميعا تعتمد على فكرة أساسية وهي أن الذكاء العاطفي قابل للقياس والتطوير.

كيف يتم استخدام هذه الأدوات؟

التطوير الشخصي: حيث يمكن استخدام هذه الاختبارات لتحليل الذات وفهم المجالات التي تحتاج إلى تحسين مثل إدارة الغضب أو التعاطف.

القيادة والعمل: الشركات الكبرى تستخدم اختبارات لتحديد القادة الفعالين والموظفين القادرين على التفاعل بفعالية مع الفرق والتعامل مع ضغوط العمل.

التعليم والتدريب: تستخدم هذه الأدوات في برامج التطوير الشخصي والمهني لتعزيز القدرات العاطفية والاجتماعية للأفراد.

مثال عملي:

شركة تستخدم مقياس ESCI  لتقييم مستوى الذكاء العاطفي لقادتها المحتملين. وبعد إجراء الاختبار، تبين أن أحد الموظفين لديه قدرة كبيرة على فهم مشاعر الآخرين (الوعي الاجتماعي)، لكنه يحتاج إلى تحسين مهاراته في إدارة التوتر (الإدارة الذاتية). بناء على هذه النتائج، تم تصميم برنامج تدريبي يستهدف تحسين هذه المهارات، مما أدى إلى زيادة فعالية القيادة وبناء علاقات أفضل مع الفريق.

قياس الذكاء العاطفي هو خطوة حاسمة في فهم وتطوير هذه القدرة لدى الأفراد. توفر الأدوات المختلفة مثل MSCEIT وEQ-i وESCI نهجا منهجيا لتقييم وفهم الجوانب المتعددة له. من خلال استخدام هذه الأدوات، يمكن للأفراد تحسين أدائهم العاطفي والاجتماعي، مما يسهم في نجاحهم الشخصي والمهني.

مراجع:

“Emotional Intelligence: Why It Can Matter More Than IQ” by Daniel Goleman
“Primal Leadership: Unleashing the Power of Emotional Intelligence” by Daniel Goleman and Richard Boyatzis.

TalentSmart :A site focusing on emotional intelligence in the workplace, providing articles, training, and assessments related to emotional intelligence.
Visit: TalentSmart

The Emotional Intelligence Network :A comprehensive resource for news, research, and practical tools around emotional intelligence for personal and professional development.
Visit: EQ Network

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *