القائمة

اختبار التوحد – تعرف على مقياس كارس

شارك المقال

اختبار التوحد أو مقياس الكارس (C.A.R.S) هو اختصار لـ “مقياس تقييم التوحد في مرحلة الطفولة” (Childhood Autism Rating Scale). هذا المقياس يعد أحد الأدوات التشخيصية الشائعة المستخدمة لتقييم أعراض اضطراب طيف التوحد (ASD) لدى الأطفال. تم تطويره في الأصل من قبل إيريك شوبلر (Eric Schopler) وفريقه في السبعينيات، ولا يزال يُستخدم على نطاق واسع حتى اليوم.

تاريخ تطوّر اختبار التوحد كارس (C.A.R.S):

تم تصميمه عام 1971 في نسخته الأولى من قبل كلا من: إيريك شوبلر، ورايشلر، وروشن، ورينر (Eric SCHOPLER Robert J. REICHLER M.D., Barbara ROCHEN- RENNER Ph.D.) كأداة للبحث أمام نقص وسائل تصنيف وتشخيص اضطراب التوحد.

تم تطوير هذه النسخة كجزء من مشروع أبحاث الطفل في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل. في البداية تم الاعتماد على معايير تشخيص التوحد التسعة، التي وصفها فريق العمل البريطاني برئاسة كريك (CREAK، 1964). اعتمدت هذه المعايير على الملاحظة السلوكية، لكن كان من الصعب استخدامها للبحث بسبب عدم وجود قياس كمي. وقد توافقت المعايير التسعة الخاصة بفصام الطفولة مع مرض التوحد أكثر من توافقها مع الفصام.  وتم تسمية هذه النسخة بمقياس تصنيف ذهان الطفولة من قبل رايشلر وشوبلر، لتفادي الخلط مع تعريف كانر للتوحد (1943).

وبعد ضبط وتحديد مفهوم التوحد بالاعتماد على دراسة كانر أعيد تسمية اختبار التوحد بــمقياس تقييم التوحد في مرحلة الطفولة (C.A.R.S.).

اختبار (C.A.R.S) لقياس درجة التوحد:

تم بناء اختبار التوحد خصيصا لقياس درجة التوحد لدى الأطفال بالاعتماد على ما تم جمعه من معلومات من قبل مجموعة واسعة من المتخصصين في الفحوصات الطبية والنفسية للأطفال. وتم توجيهه في البداية لتشخيص ومراقبة وتقييم السلوكيات أثناء تطبيق المقياس.

تمت مراجعة المقياس الأصلي مع مشروع برنامج تيتش (TEACCH) للتكفل بالأطفال والبالغين المصابين بالتوحد أو الإعاقات ذات الصلة، عام 1978. وعام 1988، بدأ مقياس (CARS) يحتل مكانة هامة في التشخيص النفسي للتوحد.

ولأجل بنائه، تم استخدام خمسة أنظمة تشخيصية لمرض التوحد، هي: معايير كانر (1943)، وبيانات كريك (1961)، تعريف روتر (1978)، معايير الجمعية الوطنية للأطفال المصابين بالتوحد (N.S.A.C.. 1978)، معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM III-R)  (1987).

الهدف من بناء اختبار كارس لتقييم التوحد (C.A.R.S)

اختبار التوحد

تم تصميم اختبار التوحد لتقييم وتشخيص التوحد بموضوعية وبشكل سهل وسريع، والتعرّف على الأطفال المصابين بالتوحد، وتمييزهم عن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمائية أخرى، ولقياس درجة أو شدة التوحد ان وجد (خفيف، متوسط، شديد).

يتضمن المقياس 15 بندا أو عنصرا سلوكيا. وتشمل العناصر الخمسة عشر  من (CARS)ما يلي:

1. سمات التوحد التي وصفها كانر في البداية.

 2. خصائص أخرى لاحظها كريك (CREAK)وهي موجودة في كثير من أطفال التوحد ولكن ليس عندهم جميعا.

 3. عناصر إضافية مفيدة للتعرف على الأعراض المميزة للأطفال المصابين بالتوحد الأصغر سنا.

مزايا اختبار كارس لتقييم التوحد:

تم التركيز في اختبار التوحد (CARS) على البيانات السلوكية والتجريبية، ويتمتع بالعديد من المزايا المهمة مقارنة بأدوات القياس المماثلة:

  1. إدراج عناصر وبنود تمثل المعايير التشخيصية المختلفة لاضطراب التوحد.
  2. بناء وتحسين المقياس بالاستناد على العمل المنجز على مدى أكثر من عشر سنوات مع أكثر من ألف وخمس مائة طفل.
  3. إمكانية تطبيق المقياس على الأطفال من جميع الأعمار.
  4. استبدال الأحكام العيادية الذاتية بتقييمات موضوعية قابلة للقياس الكمي بناء على الملاحظة السلوكية.

الأساس العلمي لبنود مقياس كارس لتقييم التوحد :

لبناء مقياس كارس وبنوده، تم الاعتماد على خمسة عشر أساسا علميا، هي كالتالي:

اضطراب العلاقات الاجتماعية

يعتبر اضطراب العلاقات الاجتماعية عرض أساسي من أعراض اضطراب التوحد. ويتواجد هذا العرض  في الأنظمة الخمسة المعتمدة في بناء المقياس (كانر، كريك، ريتر، N.S.A.C. و DSM III-R).

اضطراب التقليد

غالبية الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من مشاكل في التقليد بنوعيه اللفظي والحركي. ويعتبر التقليد قدرة أساسية لتطوير اللغة، ومهارة مهمة في علاج وتعليم الأطفال. وتجدر الإشارة إلى أن الاضطراب في مجال التقليد لا يعتبر علامة أساسية على اضطراب التوحد، إلا أنه يتواجد كعنصر ثاني في نظام كانر وروتر، في حين لم يتم ذكره في الأنظمة الثلاثة المتبقية.

اضطراب الاستجابات العاطفية

يعتبر اضطراب الاتصال العاطفي سمة مميزة وأساسية في التوحد في كل من نظام كانر ورزتر (N.S.A.C) و (DSM. III- R)؛ في حين يعتبر سمة ثانوية للتوحد في نظام كريك.

الاضطراب في استخدام الجسم

تم وصف الحركات الغريبة والصور النمطية التكرارية كالتلويح باليدين والضربات المتكررة والتدوير في معظم أنظمة التشخيص كسمة أساسية في التوحد، في نظام كريك، و(DSM. III- R)، و(N.S.A.C). في حين اعتبره كانر وروتر سمة ثانية أو ثانوية للتوحد.

الاستخدام غير المناسب للأشياء

إن الاستخدام غير المناسب للأشياء (الألعاب، وسائل الأكل، الملابس…) يؤثر سلبا على العلاقات مع الآخرين. وتم وصف هذه السلوكيات في أنظمة التشخيص لكل من كريك، و (DSM. III-R) و (N.S.A.C)، في حين اعتبرها كانر وروتر سمة ثانوية للتوحد.

صعوبة التكيف مع التغيير

حدّد كانر الصعوبة في التكيف مع التغيير كسمة أساسية للتوحد، وأكدتها دراسات لاحقة. وسار على نفس خطاه كل من كريك وروتر (DSM. III-R) و (N.S.A.C).

الاستجابات المرئية

صعوبة الاتصال بالعين أثناء التفاعل تعتبر سمة أساسية في التوحد في كل الأنظمة التشخيصية.

تجنب المعلومات السمعية (الصوت)

تجنب المعلومات السمعية التي تؤثر مباشرة على التعلم واللغة والاتصال ككل. وتعتبر سمة أساسية للتوحد في نظام (N.S.AC) ، في حين تعتبر سمة ثانية في نظام كانر وروتر و(DSM. III- R).

الطعم – الرائحة – اللمس

يضم هذا البند من اختبار التوحد تقييم الانشغال المتكرر باكتشاف العالم الخارجي بالفم، كاللعق والاستنشاق وفرك الأشياء، بالإضافة إلى تفاعلات الألم الخاصة والتي تعتبر سمات أساسية في نظام كريك، و (N.S.A.C)، وسمة ثانوية في نظام كانر وروتر ولم يت إدراجها في  (DSM. III-R) .

المقاييس الثلاثة السابقة (7-8-9) تعتبر مقاييس للخصائص الحسية التي وصفت بأنها اختلافات حسية غير عادية ( Schoppler; 1965). دراسات شوبلر بينت وجود تفضيلات غير اعتيادية للمعلومات التي تمر عبر المستقبلات القريبة (اللمس والشم)، وتجنب للمعلومات المتعلقة بالمستقبلات البعيدة (الرؤية والسمع)، مع وجود عناصر انتقائية مفرطة للمنبهات أو المثيرات.

الخوف والقلق

لا تعتبر المخاوف غير العادية أو التي لا يمكن تفسيرها من السمات الأساسية للتوحد. فالصرير استجابة للقلق أو الخوف تم تسجيله كسمة أساسية في (DSM. III-R)، وثانوية في نظام كانر و (N.S.A.C)  وروتر.

اضطراب التواصل اللفظي

يقيّم هذا البند جانب اللغة (غياب كلي للغة، أو الاستخدام الغريب وغير الوظيفي للغة). وهي سمة مميزة لاضطراب التوحد في الأنظمة الخمسة للتوحد.

اضطراب التواصل غير اللفظي

يقيّم هذا البند من اختبار التوحد استخدام الإيماءات واستخدام الجسد في التواصل غير اللفظي أو الاستجابة لهذه الإشارات غير اللفظية. ويفيد في تقييم مهارات الاتصال لدى أطفال التوحد غير الناطقين. يعتبر هذا البند سمة أساسية للتوحد في نظام روتر و (N.S.A.C)، في حين يعتبره نظام (كريك وكانر و DSM. III-R) سمة ثانوية.

ارتفاع مستوى النشاط

يظهر النشاط العالي غالبا في اضطراب التوحد، رغم أنه لا يعتبر سمة مميزة للاضطراب. ويلعب دورا مهما في بناء وهيكلة بيئة التعلّم لطفل التوحد. هذه السمة غير موجودة في نظام (كريك، وكانر، وروتر و DSM. III-R  )، في حين يعتبره نظام (N.S.A.C.) سمة ثانوية.

المستوى الفكري وتجانس الأداء الفكري

يعتبر نظام (كريك وكانر) تقييم التأخير وتجانس الأداء الفكري سمة أساسية في التوحد، في حين يعتبره ( DSM. III- R ، N.S.A.C. روتر) سمة ثانوية.

الانطباع العام

يعتبر اختبار التوحد بمثابة التقييم العالمي لقياس درجة التوحد لدى الطفل خلال فترة المراقبة/الملاحظة. ويشمل الأحكام الكمية والنوعية لجميع السلوكيات التي لوحظت خلال فترة التقييم. يجب إجراء هذا التقييم قبل إضافة الدرجات المخصصة لكل عنصر من العناصر السابقة. ويتم إجراء التقييم بمساعدة الأبوين وبالملاحظة المباشرة لسلوكيات الطفل.

الخلاصة

اختبار التوحد أومقياس الكارس (C.A.R.S) هو أداة تشخيصية فعالة لتقييم أعراض التوحد لدى الأطفال. يتميز بسهولة استخدامه وقدرته على تحديد شدة التوحد، مما يجعله أداة قيمة في التشخيص المبكر ووضع خطط التدخل المناسبة. ومع ذلك، يجب استخدامه كجزء من عملية تشخيصية شاملة تشمل أدوات أخرى وتقييمات متعددة التخصصات.

مراجع:

مقياس تقييم التوحد للطفل – كارز- 2 – ST – النسخة العربية 2 المنقحة Format CARS KAAUH القحطاني 2020 مقياس تقييم التوحد في مرحلة الطفولة (CARS-2-ST)

Silva BBL, Xavier IALN, Lima RASC, Delgado I, Montenegro ACA .2024/ Analysis of scores in the Childhood Autism Rating Scale of children with Autism Spectrum Disorder before and after intervention with the method – Development of Communication Skills in

Autism. Rev. CEFAC. 2024;26(5):e1624

American Psychiatric Association (1987). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (3rd ed. rev.). Washington, OC : Author.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *