القائمة
علاج اضطراب الوسواس القهري

“استراتيجيات علاج اضطراب الوسواس القهري

هذا المقال يستعرض استراتيجيات علاجية فعالة لاضطراب الوسواس القهري، حيث يتناول العلاج الدوائي والسلوكي المعرفي كأدوات رئيسية في التعامل مع هذا الاضطراب العقلي.

شارك المقال

يُعالج اضطراب الوسواس القهري عادة بالأدوية أو العلاج النفسي أو مزيج من الاثنين. على الرغم من أن معظم مرضى الوسواس القهري يستجيبون للعلاج، إلا أن بعض المرضى يستمرون في الشعور بالأعراض.

أحيانا يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب واضطراب تشوه الجسم، وهو اضطراب يعتقد فيه الشخص خطأ أن جزءا من جسمه به خلل أو تشوه. من المهم مراعاة هذه الاضطرابات الأخرى عند اتخاذ أي قرار بشأن العلاج.

يوصى عادة لعلاج اضطراب الوسواس القهري بدورة علاجية قصيرة للوسواس القهري الخفيف، أما إذا كان اضطراب الوسواس القهري شديد، تحتاج إلى دورة أطول من العلاج المشترك مع العلاج الدوائي. هذه العلاجات فعّالة للغاية، لكنها تستغرق عدة أشهر قبل أن يلاحظ المريض النتائج.

العلاج الدوائي.

علاج دوائي
علاج دوائي

العلاج النفسي الدوائي

الأدوية الرئيسية الموصوفة هي نوع من مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات امتصاص السيروتونين (SRIS)، والتي تشمل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIS) للمساعدة في التخفيف من أعراض الوسواس القهري، عن طريق زيادة مستويات مادة السيروتونين في الدماغ.

غالبا ما تتطلب الجرعات اليومية في علاج اضطراب الوسواس القهري ما بين 8 إلى 12 أسبوعًا لبدء العمل، لكن بعض المرضى قد يستجيبون أسرع.

إذا لم تتحسن الأعراض مع هذه الأنواع من الأدوية، تظهر الدراسات أن بعض المرضى قد يستجيبون جيدا لمضادات الذهان.

إذا تم وصف دواء لمريض الوسواس القهري، فليتأكد جيدا مما يلي.

  • من فهم مخاطر وفوائد الأدوية التي يتناولها.
  • عدم التوقف عن تناول الدواء دون التحدث إلى الطبيب المعالج أولا. فقد يؤدي إيقاف الدواء فجأة إلى انتعاش أو تفاقم أعراض الوسواس القهري، ومن الممكن أيضًا حدوث تأثيرات انسحاب أخرى غير مريحة أو محتملة.
  • ابلاغ الطبيب المعالج عن أي مخاوف بشأن الآثار الجانبية للأدوية، فقد تحتاج إلى تغيير في الجرعة أو دواء مختلف.
  • ابلاغ الطبيب المعالج عن الآثار الجانبية الخطيرة ان وجدت.

يحتاج معظم الناس إلى العلاج لمدة عام على الأقل، وقد يتمكن المريض من التوقف إذا كان لديه القليل من الأعراض المزعجة، أو تختفي لديه الأعراض المزعجة، على الرغم من أن بعض الأشخاص يحتاجون إلى تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) لسنوات عديدة.

لا تتوقف عن تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية دون التحدث إلى طبيبك أولاً؛ لأن التوقف المفاجئ قد يسبب آثارًا جانبية غير سارة. سيتم إيقاف العلاج تدريجيا لتقليل فرصة حدوث آثار جانبية. قد تحتاج جرعتك إلى الزيادة مرة أخرى إذا عادت الأعراض.

الآثار الجانبية للدواء.

تشمل الآثار الجانبية المحتملة  لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ما يلي.

  • الشعور بالاضطراب أو الاهتزاز أو القلق.
  • اضطراب الجهاز الهضمي واضطراب عمليات الإخراج كالإسهال أو الإمساك.
  • مشاكل النوم  خاصة الأرق.
  • الصداع و/أو الدوخة.
  • تغيرات في الحياة الجنسية.
  • هناك أيضًا احتمال ضئيل جدًا أن تتسبب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في ظهور أفكار انتحارية أو الرغبة في  إيذاء النفس.  

تتحسن معظم الآثار الجانبية بعد بضعة أسابيع؛ حيث يعتاد الجسم على الدواء، على الرغم من أن بعضها قد يستم بأنه طويل الأمد.

فيما يلي بعض المسائل التي يجب مناقشتها مع الطبيب المعالج حول الأدوية الخاصة باضطراب الوسواس القهري.

اختيار الدواء:

 بصفة عامة، يكون الهدف هو السيطرة الفعالة على الأعراض بأقل جرعة ممكنة، وقد يوصي الطبيب المعالج بأكثر من دواء واحد للسيطرة الفعالة على الأعراض. يمكن أن تستغرق ملاحظة تحسن الأعراض من أسابيع إلى شهور بعد بدء تناول الدواء.

الآثار الجانبية:

جميع أدوية الأمراض النفسية لها آثار جانبية محتملة؛ لذا على الطبيب المعالج شرح الآثار الجانبية المحتملة والمتابعة الصحية اللازمة أثناء تناول الأدوية، وضرورة تحدث المريض عن الأعراض الجانبية التي يحس بها.

خطر الانتحار:

 معظم مضادات الاكتئاب آمنة بشكلٍ عام، لكن تشترط المنظمة العالمية للصحة أن تحمل جميع مضادات الاكتئاب تحذيرات ما يسمى بالمربع الأسود، وهي أشد تحذيرات للوصفات الطبية. في بعض الحالات، قد تزداد الأفكار أو السلوكيات الانتحارية لدى الأطفال والمراهقين والبالغين تحت سن (25) عامًا عند تناول مضادات الاكتئاب، خاصةً خلال الأسابيع الأولى بعد بدء تناولها أو عند تغيير الجرعة. ويطلب من المريض الاتصال الفوري بطبيبه إذا راودته أفكار انتحارية.

التفاعلات مع المواد الأخرى:

 يجب التأكد من عدم تناول أي أدوية أخرى أو أعشاب أو أي مكمِّلات غذائية أخرى قبل وصف دواء مضاد للاكتئاب. قد تقلل بعض مضادات الاكتئاب من فعالية بعض الأدوية الأخرى وتسبب ردود فعل خطرة عند تناولها مع بعض الأدوية أو المكمِّلات الغذائية العشبية.

التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب:

 مضادات الاكتئاب ليست مسببة للإدمان، ولكن أحيانًا يمكن أن تؤدي إلى الاعتماد الجسدي (الذي يختلف عن الإدمان). لذلك، يمكن أن يسبِّب التوقف عن العلاج بمضادات الاكتئاب فجأة أو تفويت العديد من الجرعات أعراضًا مثل أعراض الامتناع عن التعاطي، ما يسمى متلازمة الانقطاع. لا يجب التوقف عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب المعالج، حتى إذا ظهرت بوادر التحسن، نظرا لاحتمالية الانتكاسة لأعراض الوسواس القهري. سيعمل الطبيب المعالج فور ظهور بوادر الشفاء بتخفيض الجرعة تدريجيًا وبطريقة آمنة.

العلاج النفسي.

علاج سلوكي
علاج سلوكي

العلاجات النفسة

كما هو الحال مع معظم الاضطرابات النفسية، عادة ما يكون العلاج شخصيًا وقد يبدأ إما بالأدوية أو العلاج النفسي أو بمزيج من الاثنين.  يساعد العلاج النفسي على مواجهة المخاوف والأفكار الوسواسية؛ مما سيؤثر مباشرة على الأفعال القهرية.

العلاج المعرفي السلوكي.

يعتبر العلاج المعرفي السلوكي من أكثر العلاجات النفسية استخداما في علاج اضطراب الوسواس القهري، ومن أكثرها فعالية. يتم إجراء معظم العلاج المعرفي السلوكي في مكتب المعالج النفسي مرة واحدة في الأسبوع مع تمارين (واجبات منزلية) لممارستها بين الجلسات. إذا كانت أعراض الوسواس القهري شديدة جدًا، فقد يعتمد المعالج على جلسين في الأسبوع. من المهم العثور على معالج معرفي سلوكي كفء ومتمرس في علاج اضطراب الوسواس القهري للتكفل بحالة المريض.

ينطوي العلاج المعرفي السلوكي على النقاط التالية.

  • العمل المشترك بين المعالج النفسي والمريض وتقسيم المشاكل إلى أجزاء منفصلة، مثل الأفكار والمشاعر الجسدية والأفعال القهرية، حتى يتم التعامل معها بموضوعية ودقة أكثر.
  • تشجيع المريض على مواجهة مخاوفه والتفكير في الوساوس دون تحييدها بالسلوكيات القهرية (كما يفعل المريض عادة). يبدأ التدريب العلاجي بمواقف تسبب أقل قدر من القلق أولاً، قبل الانتقال إلى أفكار أكثر صعوبة.
  • قد يكون العلاج النفسي لدى الكثير من مرضى الوسواس القهري شاقًا جدا، لكن يجد الكثير من الناس أنه عندما يواجهون أفكارهم الوسواسية، فإن القلق ينخفض ويتحسن في النهاية أو يزول تماما.
  • يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري المتوسط ما بين (8 الى 20) جلسة من العلاج النفسي، مع ممارسة التمارين في المنزل بين الجلسات. أما إذا كان اضطراب الوسواس القهري شديدا، فقد يحتاج المريض إلى دورة علاج أطول.
  • يجب أن يتم التنسيق بين طبيب الأمراض العقلية والمعالج النفسي إذا كان المريض يخضع لعلاج دوائي.
  • قد يتم إحالة بعض المرضى الذين يعانون من الوسواس القهري الحاد وطويل الأمد والذي يصعب علاجه إلى الاستشفاء في مصالح أو مراكز متخصصة في الوسواس القهري. تقدم هذه المصالح التقييم والعلاج للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري الذين لم يستجيبوا للعلاجات المتاحة.

ومن أهم تقنيات العلاج المعرفي السلوكي فعالية واستخداما في اضطراب الوسواس القهري، نجد.

تقنية منع التعرض والاستجابة (EX / RP).

ترفق هذه التقنية بالعلاج المعرفي، وتعتبر من أكثر تقنيات العلاج المعرفي السلوكي فعالية في علاج اضطراب الوسواس القهري، بحيث يقضي المريض الوقت في نفس الموقف الذي يؤدي إلى الفعل القهري (مثل لمس الأشياء المتسخة) ولكن يتم منعه بعد ذلك من القيام بالفعل القهري الناتج الذي تعود عليه (مثل غسل اليدين).

أثبتت هه التقنية فعّاليتها في الحد من السلوكيات القهرية في الوسواس القهري، حتى لدى الأشخاص الذين لم يستجيبوا جيدًا للأدوية، وتكون هذه التقنية العلاج المفضل عندما لا تعالج مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أو مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية بشكل فعّال أعراض الوسواس القهري أو العكس بالنسبة للأفراد الذين يبدؤون العلاج بالعلاج النفسي.

كيف تطبق تقنية منع التعرض والاستجابة (EX / RP)؟

يتم وضع مريض الوسواس القهري في مواقف يتعرض فيها تدريجيًا لوساوسه، ويطلب منه عدم القيام بالأفعال القهرية التي عادةً ما تخفف من قلقه وضيقه. يتم ذلك وفقًا لريتم المريض وسرعته؛ يجب ألا يجبر المعالج مريضه على فعل أي شيء لا يريد القيام به، بل يعتمد أسلوب التحفيز والتشجيع.

تبدأ التقنية بوصف المريض لكل الوساوس والأفعال القهرية، ثم يقوم مع المعالج بترتيبها في قائمة، تبدأ من الأشياء والأفعال التي لا تزعج كثيرًا إلى الأشياء الأكثر رعباً. بعد ذلك، يطلب المعالج من المريض مواجهة خوفه من شيء ما في قائمته، بدءًا طبعا من الأسهل.

مثال عملي: لنفترض أن المريض يسيطر عليه خوف من الجراثيم في الأماكن العامة، وأن هذا الخوف منخفض جدًا في مستوى تأثيره. سيقوم المعالج بتصميم مهمة للمريض تعرضه لهذا الخوف؛ قد تكون المهمة أن يلمس مقبض باب عام مثلا، وهنا يأتي دور منع الاستجابة. إذا كان رد فعل المريض المعتاد هو غسل يديه فور لمس مقبض الباب، سيطلب منه المعالج الانتظار قبل غسل يديه فترة من الزمن. أثناء تكرار مهمة التعريض هذه، يطلب المعالج من المريض الانتظار لفترة أطول قبل غسل يديه.

بمرور الوقت، سيساعد هذا التعرض التدريجي والاستجابة المتأخرة على تعلم التحكم في الخوف من الجراثيم في الأماكن العامة دون غسل اليدين المتكرر. هذا الأسلوب العلاجي لمواجهة المخاوف بشكل مباشر سيؤدي إلى تقليل المخاوف أو الوساوس بشأن الجراثيم.

يتعلم الدماغ أنه لا شيء سيئ يحدث عندما تتوقف عن أداء الطقوس والأفعال القهرية. ربما يشعر المريض بالضيق الشديد عندما يلمس مقبض الباب لأول مرة، وربما يشعر ببعض الذعر، لكن الجسم لديه قدرة رائعة على شيء يسمى التعود، وسيقل القلق في النهاية دون فعل أي شيء سوى ترك الوقت يمر. إنه شيء مثل القفز في بركة من الماء البارد؛ عندما تقفز في الماء، قد تشعر بالبرودة الشديدة، لكن بعد فترة سيعتاد جسمك على البرد بفضل التعود.

عندما يساعد المعالج المريض في التعرض لفترة من الوقت، يتقلص القلق لديه حتى يصبح بالكاد ملحوظًا أو حتى يتلاشى تمامًا. يمكن للمعالج بعد ذلك مساعدة المريض على اكتساب الثقة وتعلم مهارات خاصة للتحكم في الدوافع من خلال العلاج المعرفي.

التعرض التخيلي.

بالنسبة للمرضى الذين لا يقدرون العمل العلاجي مباشرة في مواقف حقيقية، يمكن أن يكون التعرض التخيلي (IE) وسيلة مفيدة لتخفيف القلق المرافق لفكرة التعرض المباشر للمثير.

من خلال عملية التخيل أو التصوير الخيالي، يساعد المعالج مريضه في إنتاج سيناريو يثير القلق الذي قد يواجهه في موقف حقيقي. يجعل المعالج مريضه يتخيل نفسه يسير بهذه الطريقة المتباينة لعدة دقائق كل يوم ويسجّل مستوى قلقه. نظرًا لأن المريض يعتاد على الانزعاج، مع انخفاض القلق بمرور الوقت، فإنه يتم إزالته تدريجيًا من الموقف المخيف؛ مما يجعله أكثر استعدادًا لنقل العملية إلى الحياة الواقعية، والانخراط في الخطوة التالية.

التدريب على عكس العادة.

يتضمن هذا التدخل العلاجي التدريب على التوعية، وتقديم استجابة معاكسة، ودعم اجتماعي، وتعزيز إيجابي، مع تقنيات الاسترخاء. يتمثل التدريب على التوعية في ممارسة عادة التشنج اللاإرادي أمام المرآة، مع التركيز على أحاسيس الجسم والعضلات المحددة قبل وأثناء الانخراط في السلوك القهري، وتحديد وتسجيل وقت حدوث عادة التشنج اللاإرادي. تزيد هذه التقنية من الوعي بكيفية ووقت تطور محفزات الوساوس والأفعال القهرية ونوبات القلق المصاحبة، مما يزيد من احتمالية قدرة الفرد على التدخل وإجراء التغيير بمجرد ظهور الأفكار الوسواسية وارتفاع مستوى القلق والتوتر على إثر ذلك.

يعمل المريض والمعالج معًا للعثور على شيء مشابه للتشنج اللاإرادي ويكون غير ملحوظ للآخرين. قد يمارس المريض الذي يعاني من التشنج اللاإرادي الصوتي والذي يتعلم إدراك الرغبة المتنامية في شد العضلات حول الخدين والفم للتخلص من الرغبة ومنع التشنجات اللاإرادية، أو قد يتم توجيه المريض الذي يعاني من أفعال قهرية الى لمس الأشياء بشكل متماثل لشد الذراع الأخرى، وإمساكها بإحكام على جسده، مما يمنعه من إكمال الطقوس المرضية.

تستغرق هذه التقنية العلاجية وقتًا وممارسة دؤوبة وصبرًا، ودمجا لمهارات الاسترخاء والتدرب عليها، وتستلزم الدعم والتعزيز الإيجابي للمعالج ولأسرة المريض.

العلاج المعرفي.

يساعد العلاج المعرفي على فهم أن الدماغ يرسل رسائل خطأ، ويعمل المعالج على تعليم المريض التعرف على هذه الرسائل والرد عليها بطرق جديدة، لمساعدته على التحكم في الوساوس والأفعال القهرية.

يركز العلاج المعرفي على المعاني التي نعطيها أو نربطها بتجارب معينة نسيء تفسيرها. على سبيل المثال، إذا مرت صديقتي دون القاء التحية، فقد أفسر تصرفها بشكل خاطئ، وأعتقد أنها لم تعد تحبني لأنها لم تلق التحية.

يساعد العلاج المعرفي على التخلي وتجنب هذه الأفكار، والنظر إلى الأدلة عن كثب، وإخبار نفسك بشيء أكثر واقعية أو دقة؛ في هذه الحالة، قد يكون الأمر: ان صديقتي مشغولة البال، لكنني لا أعرف ما يشغل بالها. ويكون الاعتقاد هنا وظيفيا أكثر من الاعتقاد الخاطئ الأول (الأفكار السلبية).

يركز العلاج المعرفي لاضطراب الوسواس القهري على تجربة الأفكار السلبية، بينما يتجاهل معظم الناس مثل هذه الأفكار بسهولة ويعتبرونه تفكيرا سخيفا، فإن بعض الناس لديهم معتقدات معينة بأن هذه الأفكار مهمة . لذا فبدلاً من مجرد نسيان هذه الأفكار السلبية، فإن معتقداتهم تجعلهم يتفاعلون بشكل مختلف وقد تجعلهم يعتقدون: أنا شخص سيء بسبب مثل هذه الفكرة.

ان الاعتقاد بأن الأفكار السلبية مهمة ومحاولة تجنبها أو الغائها من التفكير ينتج في الواقع تأثيرًا معاكسًا.

مجموعات الدعم (العلاج الجماعي):

هي نوع من العلاجات الجماعية التي تتبنى أسلوب العلاج المعرفي السلوكي. يجد العديد من الأشخاص المصابين بالوسواس القهري مجموعات الدعم مفيدة، حيث يمكن لهذه المجموعات تقديم الدعم والاطمئنان ونصائح وتجارب الآخرين للتأقلم مع الاضطراب وتقليل مشاعر العزلة، كما تقدم فرصة للاختلاط مع الآخرين.

أحيانًا، لا يكون العلاج النفسي والأدوية فعاّلة بما يكفي للسيطرة على أعراض اضطراب الوسواس القهري، وفي الحالات المقاوِمة للعلاج، يمكن تقديم خيارات أخرى للعلاج، أهمها.

  • برامج علاج مكثفة للمرضى الخارجيين والمرضى المتواجدين بالمشفى. قد تكون برامج العلاج الشاملة التي تركز على مبادئ العلاج بأسلوب التعرُّض ومنع الاستجابة مفيدة للأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري الذين يجدون صعوبة في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي نظرًا لحدة الأعراض لديهم. وتستمر هذه البرامج عادةً لعدة أسابيع.
    • التنبيه أو التحفيز العميق للدماغ (DBS). التنبيه العميق للدماغ هو أسلوب معتمد في الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج اضطراب الوسواس القهري لدى البالغين بداية من سن (18) سنة فأكثر، ممَن لا يستجيبون لأساليب العلاج التقليدية. يشمل التنبيه العميق للدماغ زرع مسارات كهربائية داخل مناطق محدَّدة من الدماغ، وتُصدر هذه المسارات الكهربائية نبضات كهربائية قد تساعد في تنظيم النبضات غير الطبيعية.
    • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS). هو وسيلة غير جراحية تستخدم المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ لتحسين أعراض اضطراب الوسواس القهري لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين (22 و68) سنة عندما تكون طُرق العلاج التقليدية غير فعالة أيضا. تستخدم هذه التقنية منذ العام 2018، بعد موافقة وزارة الغذاء والدواء على تطبيقها. أثناء جلسة التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، توضع فيشة كهرومغناطيسية على فروة الرأس بالقرب من الجبين، ويصدر هذا المغناطيس الكهربائي نبضًا مغناطيسيًا يحفّز الخلايا العصبية في الدماغ.

تجدر الإشارة الى أن التقنيتين الأخيرتين لا تستعملان بعد في العالم العربي؛ لأن الأبحاث بشأنهما لا تزال جارية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *