القائمة

هل يمكن لأطفال صعوبات التعلم أن ينجحوا؟

"التعلم بتحديات: فهم صعوبات التعلم والتأثيرات المحتملة واستراتيجيات التعامل معها

شارك المقال

صعوبات التعلم. قد يعتقد الكثير من الناس حتى المختصين منهم، أن الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعلم أو اضطرابات في التعلم، هم أطفال ذوو ذكاء منخفض أو دافعية منخفضة. هذا الفهم يجعلنا نصفهم إما بالغباء أو الكسل ؛ وهذا خطأ؟ 

أطفال صعوبات التعلم:

هم أطفال عاديون جدا وذكاؤهم ذكاء شبيه بأقرانهم من الأطفال؛ كل ما في الأمر أنهم يعالجون المعطيات الوارد من المحيط بطريقة مختلفة؛ بسبب أدمغتهم التي تعاني من صعوبة في معالجة نوع معين من المعلومات، وهذا ما نسميه بالصعوبات النمائية للتعلم؛ أي صعوبة عصبية في الأساس في واحدة من العمليات المعرفية الأساسية (انتباه، إدراك ، ذاكرة ، تناسق، لغة..).

ببساطة، هؤلاء الأطفال ذوو صعوبات التعلم يدركون ويفهمون الواقع بشكل مغاير. تؤدي هذه الحالة إلى  مشاكل في استخدام المعلومات و المهارات الجديدة موضوع التعلم، وبالكيفية و السرعة نفسها التي يؤدي بها أقرانهم. وتظهر هذه الصعوبة خاصة في (القراءة والكتابة والحساب  والاستدلال و المحادثة و الاستماع ) .

يمكن للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم أن ينجحوا

قد يكون من الصعب على الأولياء قبول احتمال إصابة أطفالهم  بأي اضطراب ، خاصة إذا كان له علاقة بقدراتهم المعرفية و العقلية، بما في ذلك اضطرابات التعلم. لا أحد يريد أن يرى طفله يعاني. 

قد يتساءل الأولياء بشكل كبير عما يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل الطفل، أو ينشغلون بشأن كيفية نجاحه في المدرس.

كما يتجنب الأولياء التساؤل عن إمكانية إصابة طفلهم، خوفا من تأثير ذلك على سمعته في المدرسة من خلال لفت الانتباه إلى مشاكل التعلم لدى الطفل، أو يؤدي ذلك إلى تصنيفه ضمن فئة معينة (بطئي التعلم ).

لكن للأسف لن يغير هذا التصرف من الأمر شيئا، بالعكس فقد يزيد في تأثيراته السلبية على تعلم الطفل ومستقبله التعليمي؛ لأنه بالأساس يحتاج إلى مساعدة و تفهم وبرنامج تعليمي خاص يساعده على تجاوز اختلافه عن أقرانه؛ لأنه كما سبق وقلنا ليس غبيا و لا كسولا، بل هو في الأساس طفل مختلف ويحتاج فقط إلى أن يتم تعليمه بطرق مصممة خصيصا لأنماط التعلم الفريدة الخاصة به.

لذلك على الأباء و الأمهات و الاخوة الكبار أيضا وكل من له علاقة بالطفل أن يساهم في هذا التعلم الخاص، من خلال معرفة المزيد عن صعوبات التعلم بشكل عام، وصعوبات التعلم لدى الطفل المعني بشكل خاص، يمكنك المساعدة في تمهيد الطريق للنجاحه في المدرسة وخارجها.

أعراض صعوبات التعلم واضطراباته

تبدو صعوبات التعلم مختلفة جدا من طفل إلى آخر. قد يعاني أحد الأطفال من القراءة والتهجئة، بينما لا يستطيع طفل آخر فهم الرياضيات أو الحساب. ويواجه طفل آخر صعوبة في فهم ما يقوله الآخرون أو التواصل بصوت عال. وقد يجد صعوبة في الادراك و التناسق بين الحواس (السمع والرؤية) . المشاكل مختلفة للغاية ، لكنها في النهاية كلها اضطرابات تؤدي إلى صعوبات في التعلم.

إذا كان من الصعب إيجاد طرق موحدة و سهلة لتشخيص صعوبات التعلم، نظرا للاختلافات الواسعة. فإن بعض المؤشرات التحذيرية أكثر شيوعا من غيرها في مختلف الأعمار، فإذا كنا على دراية بها، فسنتمكن من الانتباه من وجود هذه الاضطرابات ، وهذا سيساهم في التدخل بشكل مبكر.

يعتبر التشخيص المبكر و التدخل المبكر من بين أهم الخطوات في سبيل التغلب على هذه الاضطرابات. مع العلم أنه كلما كان التدخل مبكرا كلما كان بسيطا و سهلا، والعكس صحيح تماما.

تقدم القوائم التشخصية التالية بعض المؤشرات المهمة للتعرف على صعوبات التعلم، يبقى فقط أن نفهم أن الأطفال قد يظهرون بعض هذه المؤشرات من حين لآخر لأسباب متنوعة، كحالات القلق أو الانزعاج أو بسبب الانتقال من مرحلة نمائية لأخرى أو تغير بعض الظروف في المحيط العائلي أو الاجتماعي….وغيرها. لذلك يجب أن نفهم بالضبط هذه العوامل ونحيط بها حتى لا نخطئ في توقعاتنا.

أعراض صعوبات التعلم في سن ما قبل المدرسة

  • مشاكل نطق الكلمات.
  • مشكلة في العثور على الكلمة الصحيحة.
  • صعوبة نطق أواخر الكلمات .
  • مشكلة في تعلم الأبجدية أو الأرقام أو الألوان أو الأشكال أو أيام الأسبوع.
  • صعوبة اتباع التوجيهات أو الإجراءات الخاصة بالنشاطات التعليمية.
  • صعوبة في التحكم في أقلام التلوين وأقلام الرصاص والمقص أو التلوين داخل الخطوط.
  • مشكلة في الأزرار أو تعلم ربط الأحذية.

أعراض صعوبات التعلم من 5 إلى 9 سنوات

  • مشكلة في تعلم العلاقة بين الحروف والأصوات.
  • غير قادر على مزج الأصوات لتكوين الكلمات.
  • يخلط بين الكلمات الأساسية عند القراءة.
  • بطيء في تعلم مهارات جديدة.
  • يخطئ في تهجئة الكلمات باستمرار ويرتكب أخطاء متكررة.
  • صعوبة في تعلم مفاهيم الرياضيات الأساسية.
  • صعوبة معرفة الوقت وتذكر التسلسلات.

أعراض صعوبات التعلم من سن 10-13

  • صعوبة في  قراءة واستيعاب مهارات الرياضيات.
  • مشكلة في أسئلة الاختبار الشفوية والمشاكل الكلامية.
  • يكره القراءة والكتابة. يتجنب القراءة بصوت عال.
  • خط اليد الضعيف.
  • المهارات التنظيمية الضعيفة (غرفة النوم ، الواجبات المنزلية ، والمكتب فوضوي وغير منظم).
  • مشكلة في متابعة مناقشات الفصل والتعبير عن الأفكار بصوت عال.
  • يتهجى نفس الكلمة بشكل مختلف في مستند واحد.

يجب الإشارة هنا إلى ضرورة الانتباه للمرحلة العمرية للطفل، فلكل مرحة نمو ميزاتها وبنياتها التي تظهر فيها، ولذلك فعدم قدرة الطفل على أداء مهمة في سن معين بسبب النمو ؛أي أن المهارة أكبر من سنه، هذا شيء طبيعي ونجده عند كل الأطفال. ولا تعتبر هذه المشكلات اضطرابا إلا إذا كانت في سياق المرحة أو تجاوزتها.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *