القائمة

اختبار وكسلر للأطفال: المتشابهات

شارك المقال

لفهم اختبار وكسلر للأطفال: المتشابهات، تخيل طفلا يسأل عن القواسم المشتركة بين أشياء تبدو في ظاهرها غير مترابطة؛ كيف يفسر الطفل العلاقة بين “القلم” و”الورقة”؟ هل يستطيع إدراك العلاقة التي تربط بينهما؟ هذا التمرين ليس مجرد اختبار معرفي، بل هو نافذة تفتح أمام المقيِّمين أبعادا خفية من تفكير الطفل، تكشف عن إمكانياته في التحليل والتركيب، وتسلط الضوء على مدى مرونته الذهنية.

المثيرات: سمعية
إدارة الوقت: غير مطلوبة

الاستجابات: لفظية (تكوين الجمل)

التعريف بالاختبار المتشابهات:

اختبار المتشابهات مهمة كانت موجودة في مقياس بينيه-سيمون ولكن تم استبعادها من النسخة الأولية لمقياس وكسلر بسبب اعتمادها الكبير على إتقان اللغة. ومع ذلك، فهي ثاني أكثر الاختبارات تشبعا بعامل الذكاء العام (g)بعد اختبار المفردات.

 يهدف اختبار “المتشابهات” إلى تقييم قدرة الطفل على إدراج مفهوم في فئة أكثر عمومية. هذه القدرة مهمة للغاية لأنها تشارك في العديد من الأنشطة اليومية مثل: التعرف على الأشخاص، تحديد ما إذا كانوا مألوفين أم لا، فهم استخدامات الأدوات المنزلية وتمييزها عن أدوات أخرى مثل أدوات الصيانة، وكذلك فهم مصطلحات مثل “المواد المدرسية” (الحقيبة + الأقلام + الممحاة + المسطرة، إلخ).

القدرة على التصنيف:

هذه القدرة أيضا تلعب دورا هاما في تحليل وتلخيص الوثائق المدرسية، حيث يتعين على الطفل تحديد العناصر المتشابهة وربط المعلومات المتشابهة ببعضها، وفهم النقاط المتعارضة بينها.

يعتبرالتصنيف على أنه العملية التي تمكننا من التعامل مع أشياء أو مفاهيم مختلفة بطريقة مماثلة، متجاوزين الفروق لصالح العموميات. للإجابة على أسئلة هذا الاختبار، يتعين على الطفل أن يقدم قائمة شاملة بخصائص كل عنصر. وكلما زادت درجة الألفة مع العناصر، زاد عدد الأوصاف التي يمكنه تحديدها، ثم يبحث عن العناصر المشتركة، أو “المتشابهات” بين المفاهيم أو الأشياء المقدمة.

تطور التصنيف عند الأطفال:

لاحظ جان بياجيه وباربل إنهلدر أن الأطفال بين سن الثانية والخامسة يقومون بتجميع الأشياء الملموسة بناء على ترتيب مكاني، مكونين ما يسمى “مجموعات تصويرية”، مثل ترتيب الأشياء في خط يمثل قطارا، أو بناء شكل يشبه المنزل. ومع ذلك، بين سن الخامسة والثامنة، يبدأ الأطفال في تجميع الأشياء بناء على المتشابهات أو الفروقات التي يدركونها، لكنها تظل مجموعات غير مرتبة بشكل هرمي. في هذا العمر، قد يسيطر مفهوم “الزهور” على “الورود”، إذ لا يزال الأطفال غير قادرين على فهم أن إحدى الفئات يمكن أن تشمل الأخرى. يبدأ هذا الفهم في الظهور حوالي سن الثامنة، حين يتمكن الطفل من مقارنة مجموعتين في آن واحد، وبالتالي فهم الفئات الهرمية.

أثر المرجعيات اللغوية على التصنيف:

على الرغم من ذلك، يجب أن نتذكر أن عمليات التصنيف التي يقوم بها الطفل تعتمد على المرجعيات اللغوية التي يتلقاها من محيطه، وخصوصا من البيئة الأسرية. وبالتالي، لا يختار الطفل بحرية تامة العناصر التي يستخدمها للتصنيف؛ بل يعتمد على المفردات والمفاهيم المتاحة له في بيئته اليومية. لذا، قد تكون البيئة الفقيرة بالمفردات تقدم للطفل أوصافا أقل مما تقدمه البيئة الغنية.

التفكير التجريدي والمفاهيمي:

 أظهرت أبحاث ليف فيجوتسكي وزملائه أن التفكير التجريدي، المفاهيمي، لا يظهر عادة إلا في فترة المراهقة، ومن المهم ملاحظة أن هذا النوع من التفكير لا يستخدم دائما في المواقف التي تتطلبه، على الرغم من قدرة الطفل على القيام بذلك. ففي بعض الحالات، قد يلجأ المراهقون والبالغون إلى مفاهيم مستندة إلى روابط تجريبية بدلا من مفاهيم مبنية على الروابط المنطقية.

المهارات المطلوبة:

لتحقيق النجاح في هذا الاختبار الفرعي، يحتاج الطفل إلى امتلاك قدرة جيدة على التصنيف بهدف تنظيم وهيكلة العالم من حوله. هذه المهارة أساسية لتسهيل نقل خصائص أو مكونات كائن أو مفهوم إلى آخر. ومن خلال ذلك، يمكن وضع كائن غير معروف في فئة أو فئات محددة بناء على الخصائص المعروضة، مما يتيح التفاعل معه بشكل أفضل.

خطوات عملية التصنيف:

لإجراء عملية التصنيف بشكل صحيح، يجب على الطفل التعرف على العناصر المقدمة (هنا بشكل شفوي)، لأن الألفة تزيد من قدرة التصنيف. بعد ذلك، يجب أن يكون قادرا على التمييز بين المعلومات المهمة وغير المهمة، وأن يقوم بترتيب خصائص العناصر المختلفة في هيكل هرمي للوصول إلى “النموذج المثالي” أو “البروتوتايب”، أي التمثيل الأكثر شيوعا للخصائص الموجودة في مجموعة معينة من الكائنات. لذلك، فإن جودة المفردات تلعب دورا كبيرا، فكلما كانت المفردات أكثر ثراء، كان جرد الخصائص أوسع.

تستبدل هذه الطريقة تدريجيا بالطريقة البدائية التي يستخدمها الطفل ابتداء من عمر 3-4 سنوات، وهي أقل فعالية لأنها تعتمد أساسا على العناصر المرئية المتشابهة بشكل قوي. في هذه الحالة، يمكن لأي اختلاف بسيط أن يؤدي إلى تصنيف الكائن في فئة غير صحيحة. حوالي سن 9-10 سنوات، يبدأ الطفل في تصنيف الكائنات والمفاهيم بشكل أكثر تنظيما.

اختبار “المتشابهات” وتدرج الصعوبة:

في الاختبار الفرعي “المتشابهات”، تبدأ الكلمات المقدمة بأشياء ملموسة ويومية، ثم تصبح تدريجيا أكثر تجريدا، مما يجبر الطفل على الاعتماد على الفئات التي أنشأها بدلا من الاعتماد على الأوصاف الفيزيائية (المستوى التصويري) أو الميكانيكية أو الوظيفية (المستوى الأداتي). هذه الطريقة مثيرة للاهتمام لأن بعض الدراسات أظهرت أن التدريب على الألعاب الاستراتيجية أو الدعم المنهجي المناسب للأعمال المدرسية يمكن الأطفال من سن 8-9 سنوات من تطوير قدرات التصنيف بشكل تلقائي، وهو أمر يتفوقون فيه على الأطفال الذين لم يتلقوا مثل هذا التدريب.

كلما كانت مهارة تصنيف الكلمات الملموسة أكثر تطورا، كانت القدرة على تصنيف الكلمات المجردة كذلك. من هنا يمكن الافتراض أن الطفل الذي يحصل على نتيجة منخفضة في هذا الاختبار الفرعي يواجه صعوبة في التعامل مع المفاهيم المجردة، وقد يواجه أيضا مشكلات في استخدام الكلمات الملموسة لأنه لا يتحكم تماما في معانيها واستخداماتها.

اختبار وكسلر للأطفال

أنواع التصنيفات:

(السكين والشوكة) مثال توضيحي لمختلف مستويات التصنيف الممكنة في الاختبار الفرعي اختبار وكسلر للأطفال : المتشابهات.

التصنيف الفئوي (مجرد):
“إنهما أدوات مائدة” – النقاط: 2
التصنيف العلائقي (علاقة وظيفية):
“تساعد الشوكة في الإمساك بينما نقطع بالسكين” – النقاط: 1
التصنيف الأداتي (وظيفي):
“نستخدمهما للأكل” – النقاط: 1
التصنيف العام (عام):
“نضعهما على الطاولة” – النقاط: 1
التصنيف الوصفي (وصفي):
“هما مصنوعان من المعدن ولهما مقابض” – النقاط: 1
التصنيف التفريقي (ملموس):
“السكين يقطع والشوكة تلتقط” – النقاط: 0
غير ذات صلة:
“يمكن شراؤهما من المتجر” – النقاط: 0
العناصر السابقة تظهر كيفية تقييم الإجابات وفقا لمستوى التصنيف.

بين سن 7 و 11 عاما، تتطور طريقة التصنيف لتتحرر تدريجيا من الاعتماد على الخصائص الفيزيائية والوصفية، لتصل إلى تصنيفات فئوية (تكسونومية). في هذا الاختبار الفرعي، تشمل الأزواج المجردة العناصر 6، 12، 18، ثم من 20 إلى 23. بينما تكون الأزواج الوسيطة في العناصر 10، 13، و15.

يمكن إجراء عملية التصنيف على ثلاثة مستويات:

المستوى الملموس:

في هذا المستوى، يعتمد التصنيف على الخصائص الفيزيائية للأشياء. على سبيل المثال، يمكن وصف السكين والشوكة بأنهما مصنوعان من المعدن أو أن لهما مقابض من الخشب أو البلاستيك. يعتبر هذا المستوى الأساس الأكثر بساطة، حيث تعالج العناصر بسرعة أكبر مقارنة بالمفاهيم المجردة بسبب توافر العديد من الأوصاف التي تسهل التعرف عليها، خاصة بالاعتماد على المناطق البصرية في الدماغ. وعادة ما يتم تنظيم هذه المفاهيم في فئات مادية.

المستوى الوظيفي:

يشير هذا المستوى إلى الاستخدامات المحتملة للأشياء. على سبيل المثال، يستخدم السكين والشوكة لتناول الطعام. هنا، تعتمد التصنيفات على الذاكرة الإجرائية، حيث يمكن للطفل تخيل هذه الأشياء في سياقات استخدامها، سواء من خلال تجربته الشخصية أو مشاهدته لأحد يستخدمها.

المستوى المجرد:

في هذا المستوى، يكون التصنيف مرتبطا بالفئة التي تنتمي إليها الأشياء. السكين والشوكة هما من أدوات المائدة. يحتوي هذا المستوى على عدد أقل من الأوصاف مقارنة بالمستويات الأخرى، مما يجعله أكثر صعوبة في التعرف عليه لدى الأطفال الذين يملكون مفردات محدودة أو لا تتوفر لديهم معرفة كافية، سواء بسبب بيئة غير مواتية أو اختلاف في الخلفية الثقافية. وقد يكون الأمر أكثر صعوبة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مثل “ديسليكسيا” (DYS). هذه المفاهيم عادة ما تكون منظمة بشكل ترابطي.

إلى جانب هذه المستويات، من المهم معرفة القناة المفضلة لدى الطفل في عملية التفكير والتصنيف. فكلما زاد اعتماد الطفل على التمثيلات البصرية، زاد تصوره العقلي للأشياء. بالنسبة للأطفال الذين لم يصلوا بعد إلى المستوى التجريدي، فإن تصور الأشياء عقليا يميل إلى إبراز الاختلافات بين هذه الأشياء، مما يؤدي إلى نوع من الاعتماد على المجال الإدراكي الحسي. ونتيجة لذلك، تميل إجاباتهم إلى أن تكون في المستوى الوظيفي أو حتى الملموس. وعلى النقيض، كلما زاد اعتماد الطفل على التمثيلات اللفظية للأشياء، زادت قدرته على الوصول إلى المستوى التجريدي.

تقييم مستوى التصنيف:

يمكن تقييم هذه الأنماط من التمثيلات من خلال الدرجات التي يحصل عليها الطفل في الاختبار، حيث تتوافق المستويات الثلاثة للتصنيف مع الدرجات الثلاث الممكنة: 0، 1، و2.

يجدر بالذكر أن التجريد يبدأ عادة بين سن 10 و11 عاما، وفي أفضل الحالات، يصل الطفل إلى المستوى التجريدي بنهاية فترة المراهقة. ولكن، ليس جميع الأطفال يصلون إلى هذا المستوى مع جميع المفاهيم، وحتى لدى البالغين، فإن استخدام التصنيف التجريدي ليس دائما متاحا أو منتظما.

وبالتالي، كلما زاد عدد الأوصاف الخاصة بشيء أو مفهوم معين، زادت قدرة الطفل على إجراء روابط مع أشياء أو مفاهيم أخرى تشترك في هذه الأوصاف. هذه القدرة على الوصف ترتبط بشكل مباشر بمدى غنى مفردات الطفل، وهذا ما يفسر سبب كون هذا الاختبار الفرعي مشبعا جدا بعامل الذكاء العام “g”، على الرغم من أنه ليس خاليا تماما من التأثيرات الثقافية.

صعوبات اختبار المتشابهات:

تتعدد الصعوبات التي قد تواجه الأطفال في اختبار “المتشابهات”، وهي تشمل:

معرفة الكلمات:

باستثناء الأطفال الأجانب الذين لم يتلقوا تعليما كافيا باللغة الفرنسية، فإن معظم الكلمات المستخدمة في هذا الاختبار معروفة لدى الأطفال. ولكن يوجد استثناء في أحد كلمات العنصر 18، والتي غالبا ما تكون غير معروفة، حتى للأطفال الناطقين بالفرنسية. مثل جميع الاختبارات اللفظية، يكون هذا الاختبار أكثر صعوبة على الأطفال الذين ينشأون في بيئات تفتقر إلى المفردات، سواء بسبب قلة التفاعل اللفظي أو لعدم استخدام اللغة الفرنسية في المنزل. كما يمكن أن يكون صعبا للأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية، خاصة في قدرتهم على التعبير عن إجاباتهم.

الالتزام بالتعليمات:

خلال البحث عن خصائص وصفية للأشياء، قد يفقد بعض الأطفال تركيزهم على السؤال الرئيسي الذي يطلب منهم إيجاد سبب لوضع الأشياء معا. عندما ينحرف الطفل عن الهدف الأساسي في تفسيراته، قد يكون من الضروري تذكيره بالتعليمات. من المهم عدم التذكير بالتعليمات بعد كل عنصر، لأن هذا النسيان قد يكون جزءا من الطريقة التي يتبعها الطفل بشكل عام في التعامل مع المشكلات. ولكن يمكن إعادة التذكير بالتعليمات مرة واحدة عند الضرورة.

التحكم في التثبيط:

عملية استعراض خصائص كل عنصر أو مفهوم تتطلب قدرة على تثبيط الخصائص التي لا تنطبق أو التي لا تمثل السمات المشتركة. هذه الوظيفة العقلية مهمة جدا في العديد من الأنشطة، وهي هنا أساسية للغاية. بعض الأطفال، نتيجة للتردد بين الخصائص المختلفة، قد يلجأون إلى استخدام إجابات “نمطية” من ذاكرتهم بدلا من محاولة إنشاء روابط جديدة.

التقييم:

يعتمد التقييم في هذا الاختبار على نظام درجات من ثلاثة مستويات (0، 1، 2)، وقد يواجه الممتحنون صعوبة عندما لا تتطابق إجابات الطفل مع الأمثلة المقدمة. غالبا ما يعتمد الممتحنون على “الحس السليم” في تقييمهم، ولكن هذا ليس كافيا دائما لتحديد الدرجة الصحيحة. وبالتالي، من الضروري توضيح الأسس التي تقوم عليها مستويات التقييم الثلاثة.

الإجابات التي تحصل على 2 نقطة:

تتعلق بأعلى مستوى من التجريد، حيث يتم تصنيف العناصر وفقا لفئات محددة. بعض العناصر تتطلب وضع الأزواج في فئتين مختلفتين (مثل شجرة الصنوبر والزيتون، فهما نوعان من الأشجار، ولكن كلاهما له أوراق دائمة الخضرة). يشمل هذا العناصر 8، 10، 13، 14، 15، 16 و20. هذه الازدواجية تعتبر تحديا مثيرا لأن بعض الأطفال قد يرون جانبا واحدا فقط من الفئة.

الإجابات التي تحصل على 1 نقطة:

تعتمد على ذكر خاصية واحدة أو استخدام محدد للأشياء. يجب الحذر من هذا النوع من الإجابات، حيث يخلط الكثير من الممتحنين بينها وبين الإجابات التي تستحق نقطتين. في كثير من الأحيان، قد يفترض الممتحنون أن الإجابة الجزئية تعني أن الطفل يعرف المزيد، لكن هذا ليس دائما صحيحا. ولهذا السبب يتم تشجيع إعادة طرح الأسئلة للتحقق مما إذا كان الطفل يعرف أكثر مما يقوله في البداية.

الإجابات التي تحصل على 0 نقطة:

هي جميع الإجابات التي لا تتوافق مع المعايير السابقة. تشمل هذه الفئة الإجابات التي لا تقدم أي خصائص ذات صلة أو توضيحات خاطئة.

من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن الذاكرة طويلة المدى تلعب دورا أساسيا في هذا الاختبار، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتذكر معاني الكلمات. ومع ذلك، فإن الذاكرة العاملة تستخدم للحفاظ على الكلمات التي يتم ذكرها في ذهن الطفل، بالإضافة إلى خصائص كل كلمة. وبالتالي، فإن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الذاكرة (يمكن أن يقدم مؤشر الذاكرة العاملة بعض المعلومات حول هذا الأمر) غالبا ما يركزون على الكلمة الثانية فقط (تأثير الحداثة)، حيث يبحثون عن الخصائص التي تتوافق أساسا مع هذه الكلمة بدلا من الكلمتين معا.

من الضروري تدوين كل الإجابات التي يقدمها الطفل، لأنه إذا تمكن من إعطاء إجابة صحيحة بعد إعادة التوجيه، يمكن ملاحظة ما إذا كان قد أخذ الكلمتين في الحسبان منذ البداية أو اكتفى بوصف الكلمة الأخيرة فقط (مما قد يشير إلى مشكلة في الذاكرة، أو ضعف في الانتباه، أو التركيز على عنصر واحد بسبب الألفة).

كما يمكن أن يظهر المسار الفكري للطفل من خلال طريقة استجابته: قد يتناوب بسرعة بين وصف خصائص كل من الكلمتين، أو يقدم وصفا تفصيليا لخصائص إحدى الكلمات قبل الانتقال إلى الأخرى.

السلوكات التي يجب ملاحظتها:

عند ملاحظة سلوكيات الطفل خلال هذا الاختبار اللفظي، هناك عدة عوامل يجب أن يأخذها الفاحص بعين الاعتبار:

إعادة التوجيه:

 كما هو الحال في جميع الاختبارات اللفظية، يجب على الفاحص تدوين كل ما يقوله الطفل بدقة. طول الردود يعتبر مؤشرا هاما حول مهارات الطفل اللغوية مثل الوصول إلى المفردات، وقدرته على الحديث بتفصيل، وخياله، بالإضافة إلى مدى استثماره في الإجابة. قد يجد الأطفال الذين يعتادون على الإجابات المختصرة صعوبة في تقديم إجابات غنية، خاصة بدءا من السؤال الثامن. لذلك، فإن كمية التوجيهات المطلوبة تعتبر معلومة إضافية.

طول الإجابات:

 يلاحظ أن السبعة أسئلة الأولى يمكن الإجابة عليها بكلمة واحدة. ولكن عند السؤال الثامن، يشعر العديد من الأطفال بالدهشة حيث يجب عليهم تعديل نمط إجاباتهم لتكون جملا وليس مجرد كلمات. الأطفال الذين يعانون من صعوبات في اللغة، وخاصة الوصول إلى المفردات، يظهرون صعوبة واضحة في هذه المرحلة. قد لا تكون التوجيهات المتكررة فعالة جدا لهؤلاء الأطفال لأن المشكلة تتعلق بصعوبة الوصول إلى الكلمات، وليس بسبب قلة التحفيز. على الجانب الآخر، يمكن أن تساعد التوجيهات الأطفال الخجولين في تقديم إجابات أكثر ثراء.

التعبير عن الاختلافات:

 الأطفال الصغار أو أولئك الذين لم يطوروا مهارات التصنيف قد يقتصرون على وصف الفروقات بين الأشياء المذكورة بدلا من العثور على عناصر مشتركة. هذا يشير إلى اعتمادهم على تمثيلاتهم الذهنية وعدم قدرتهم على التجرد منها للتركيز على السمات المشتركة.

إجابات “لا أعرف” (NSP):

 عندما يقول الطفل “لا أعرف”، يمكن أن يكون ذلك ناتجا عن عدة أسباب، مثل عدم القدرة على التصنيف، أو عدم معرفة أحد الكلمات، أو حتى الرغبة في إنهاء الاختبار بسرعة (وهو مؤشر سيء). إذا كان الطفل قادرا على الإجابة ولكنه لا يأخذ وقتا للبحث عن إجابة، فهذا يستحق التحقيق. قد يكون السبب قلة الانتباه أو التوتر الزائد، مما يجعل الطفل يتوقف عن محاولة إيجاد الجواب. إذا كان هناك عدد كبير من هذه الإجابات، يجب أن يكون الفاحص منتبها.

اضطرابات اللغة:

 نظرا لأن هذا الاختبار يتطلب مهارات لغوية لفهم الأسئلة وتقديم الإجابات، فإنه يعتبر أداة جيدة لتقييم اضطرابات اللغة. قد يواجه الطفل صعوبة في استرجاع الكلمات حتى لو كان يعرف المعلومات. هنا يجب أن يكون الفاحص حذرا في تقديم المساعدة، حيث يمكن أن تكون المساعدة البسيطة بعد ملاحظة الصعوبة الواضحة وسيلة لتقييم المستوى الفعلي للتصنيف لدى الطفل.

هذا التحليل يظهر أن هذا الاختبار يمكن أن يكشف العديد من الجوانب المتعلقة بالقدرات اللغوية والذهنية للطفل، مما يسمح بتحديد نقاط الضعف والقوة في طريقة تعامله مع المفاهيم اللفظية.

نصائح تطبيق اختبار المتشابهات:

تسجيل التوجيهات :

نظرا لكمية البيانات التي يجب تدوينها في هذا الاختبار الفرعي، من المفيد تسجيل كل مرة يتم فيها توجيه الطفل. غالبا ما يقوم الممارسون بتسجيل التوجيهات باستخدام حرف “R” داخل دائرة. أو استخدام شرطة مائلة “/” للفصل الواضح بين الإجابات قبل وبعد التوجيه. هذا يساعد على تمييز التوجيهات بسهولة عند مراجعة ورقة الإجابات، حيث يظهر عدد التوجيهات بشكل واضح عبر عدد الشرطات المائلة.

التقييم:

لتسهيل عملية التقييم، ينصح بمقارنة إجابات الطفل أولا مع الإجابات ذات النقاط الكاملة (2 نقاط) وتلك التي تستحق 0 نقطة. إذا لم تتطابق الإجابة مع أي من هاتين الفئتين، فمن المحتمل أن تكون الإجابة تنتمي إلى الفئة التي تستحق نقطة واحدة. هذه الطريقة تجعل عملية التقييم أكثر كفاءة وسرعة في اتخاذ القرارات.

قائمة المراجع:

1.Baddeley, A. O. & Hitch, G. (1974) Working memory.

2.Beylouneh, C. (2005) Votre enfant est-il précoce ? Marabout.

3.Boring, E. G. (1923) “Intelligence as the Tests Test Jt.” New Republic, 6juin, pp.35-36.

4.Brun, A. (2008) L ‘échelle d’intelligence de Wechsler : interprétation clinique et psychopathologique, L’Harmattan.

5. Chartier, P. & Loarer E. (2008) Évaluer l’intelligence logique : Approche cognitive et dynamique. Dunod.

6. Destrebecq, A., 2012, Analyse des profils de réponses et des erreurs pour un test de raisonnement : les matrices du WISC IV. Mémoire de DECOP. Paris : INETOP.

7 . Donovick, P.J., Burright, R.G. & Matthews, A. (1999) What does the WA/5-R Comprehension test? Not social judgment. Archives of Clinical Neuropsychology vol. 14 issue 8. p. 725.

8 . Flanagan, O. P. & Kaufman, A. S. (2004, 2009) Essentials of WISC-/V assessment, Wiley.

9 . Flanagan, O. P., McGrew K. & Ortiz, S. {1999) The Wechsler intelligent scales and Gc-Gf theory, Allyn & Bacon.

10 .cognitifs obtenus au WISC-3 et au WISC-IV chez des enfants Asperger, autistes et avec développement typique, Communication de la SQRP.

2 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *