القائمة

الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال

من الصعب التعرّف على أعراض الاضطراب لدى الأطفال والتفريق اكلينيكيا بين تقلبات المزاج الطبيعية، وبين أعراض الاضطراب ثنائي القطب.

شارك المقال

السؤال الذي يتكرر دائما من المختصين في الصحة النفسية، والمتعاملين مع الأطفال، ولدى الآباء والأسر التي يتواجد بها خطر ظهور الاضطراب ثنائي القطب هو، هل يصيب الاضطراب ثنائي القطب الأطفال والمراهقين الصغار؟

تشير الدراسات إلى أن حوالي (4٪) من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، بما في ذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، يعانون من اضطراب ثنائي القطب بمقابل (9.8٪) من الأطفال يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، و(9.4٪) من الأطفال يعانون من اضطراب القلق، و (4.4٪) يعانون من الاكتئاب.

يعتقد بعض الخبراء في الصحة النفسية والعقلية أن الاضطراب ثنائي القطب نادر الحدوث عند الأطفال، لكنه موجود، واقترحوا وضع تشخيص آخر سمي “اضطراب تنظيم المزاج التخريبي” لوصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وسبعة عشر عامًا والذين يعانون من تهيج شديد ومستمر ونوبات غضب لا تتوافق مع التعريفات التقليدية للاضطراب ثنائي القطب .

أعراض الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال.

يختلف الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال عنه لدى البالغين؛ فغالبًا ما يعاني البالغون المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من نوبات واضحة من الهوس أو الاكتئاب تستمر لمدة أسبوع أو أكثر. في حين قد تكون المراحل أقل وضوحًا، وقد تحدث التغييرات من مرحلة إلى أخرى بشكل أسرع لدى الأطفال والمراهقين.

يحدث تغيّر سريع في المزاج خلال النوبات، كما قد يمر بعض الأطفال بفترات دون أعراض مزاجية بين النوبات، وهو ما يربك عملية التشخيص، وتظهر غالبا الاندفاعية السلوكية وفوران المشاعر (هما جزء لا يتجزأ من فترة الطفولة والمراهقة). العلامات الأكثر بروزًا للاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال والمراهقين هو التقلبات المزاجية الشديدة المختلفة عن تقلباتهم المزاجية المعتادة.

هذه بعض العلامات والأعراض للاضطراب الثنائي القطب عند الأطفال.

  • تقلبات مزاجية حادة تختلف عن تقلباتهم المزاجية العادية.
  • فرط النشاط والاندفاع والعدوانية أو السلوك غير المقبول اجتماعيا.
  • السلوك المندفع والمهمل أو الغريب عن الشخصية كممارسة الجنس العابر مع العديد من الشركاء المختلفين، شرب الكحوليات أو المخدرات، أو الانغماس في الصخب.
  • الأرق أو تناقص الرغبة في النوم بصورة ملحوظة.
  • المزاج المتهيج أو الاكتئابي لأغلب اليوم، كل يوم تقريبا خلال النوبة.
  • رؤية متضخمة أو على العكس متدنية للقدرات الشخصية.
  • أفكار أو سلوكيات انتحارية لدى الأطفال أو المراهقين.

يختلف الاضطراب ثنائي القطب عن التقلبات المزاجية المعتادة والصعود والهبوط الذي يمر به كل طفل ومراهق. تكون التغيرات المزاجية في الاضطراب ثنائي القطب أكثر حدة، وغالبًا ما تكون غير مبررة.

الأطفال المصابين بالاضطراب الثنائي القطب يشعرون بالأعراض على فترات محددة، وبين هذه النوبات (الفترات) يعود الأطفال إلى سلوكهم ومزاجهم الطبيعي.

معايير تشخيص الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال.

لا يزال الاضطراب ثنائي القطب يعتبر نادرًا عند الأطفال من قبل الكثير من المختصين، لكن الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية والعقلية (DSM) حدد معايير لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال. لكن أفاد بعض الباحثين أن العديد من الأطفال يتم تجاهلهم في تشخيص الاضطراب ثنائي القطب بسبب عدم الوضوح في معايير التشخيص والمخاوف بشأن صحة هذا التشخيص عند الأطفال (Luby and Belden, 2008).  

إن صعوبات التشخيص الدقيق أمر بالغ الأهمية لتجنب التسميات الخاطئة والتعرض غير الضروري للأدوية، وغالبًا ما يكون تشخيص الاضطراب ثنائي القطب غير المحدد بخلاف ذلك بمثابة افتراض، خاصةً عندما لا يظهر الأطفال مجموعة كاملة من الأعراض أو يستوفون معيار مدة الأعراض المحددة(Sala, Axelson, and Birmaher, 2009 ) ; ( Pavuluri, Birmaher, and Naylor, 2005) .

قد يكون من الصعب التمييز بين الأعراض المهمة سريريًا والسلوكيات غير السريرية، على سبيل المثال، قد يكون التمييز بين الأوهام حول القوى الخاصة والمستويات المتعلقة بالعظمة وتحديد الحد الأقصى لتكرار و/أو شدة حالات الابتهاج التي يجب أن تكون مصدر قلق سريريًا أكثر صعوبة عند الأطفال، خاصة الأطفال في سن ما قبل المدرسة. وشير الأبحاث العيادية إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات يمكن أن يظهروا أعراض الهوس، حيث يزعم العديد من الآباء أن هذه الأعراض كانت موجودة دائمًا((Luby and Belden, 2006.

تشخيص الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال.

إذا كنت (أيها الأب وأيتها الأم) تعتقد أن طفلك يعاني من حالات مزاجية غير طبيعية، فحدث طبيب الأطفال الخاص بطفلك بمخاوفك، وهو المخول بإحالة الطفل إلى معالج أو طبيب نفسي متخصص في الأطفال والمراهقين.

مع مستوى التعقيد الذي غالبًا ما ينطوي على تشخيص وعلاج الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال، من المهم العثور على مخصص بكفاءة عالية في الطب النفسي للأطفال، سيقوم هذا الأخصائي بتقييم نفسي شامل للطفل، معتمدا على: عمر الطفل وصحته العامة وتاريخه الطبي، تقييم للأعراض والسلوكيات والوظائف الحالية للطفل، ديناميكية الأسرة والضغوط البيئية، تقييم عوامل الخطر، تاريخ العائلة النفسي والطبي.

يعتبر تشخيص الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال الصغار أمرًا صعبًا، لأن العديد من الأعراض تشبه أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو اضطرابات السلوك. إحدى أهم المشكلات في هذا التشخيص هو أن الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عبارة عن منبهات، يمكن أن تؤدي إلى تحفيز ظهور نوبات الهوس لدى الأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب اذا ما وقع خطأ في التشخيص.

قد يكون الأطفال الصغار في مرحلة (نوبة) الهوس أكثر سرعة في الانفعال من البالغين؛ وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض ذهانية وسماع ورؤية أشياء غير حقيقية. في حين أنه خلال نوبة الاكتئاب يكونون أكثر عرضة للشكوى من الأعراض الجسدية مثل الأوجاع والآلام.

أحد الاختلافات الملحوظة أيضا هو أن الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال يكون أسرع في الانتقال بين نوبات الهوس ونوبات الاكتئاب، فيمكن أن يحدث الانتقال في غضون يوم واحد عند الأطفال، بينما يمكن فصل فترات الهوس والاكتئاب بأسابيع أو شهور أو حتى سنوات عند البالغين.

التشخيص الفارقي.

يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك عدد من اضطرابات الطفولة التي لها أعراض مشابهة للاضطراب ثنائي القطب كاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب التحدي والعناد، اضطرابات السلوك، اضطراب القلق أو الاكتئاب الحاد.

تداخل هذه الاضطرابات وتشابه الأعراض يخلق صعوبة كبيرة في التشخيص، وعلى الفاحص أن يكون على دراية عالية بتشخيص كل هذه الاضطرابات والتفريق بينها اكلينيكيا.

لذلك من المهم جدا إذا تم تشخيص الطفل بالاضطراب ثنائي القطب الحصول على رأي مخصص ثانٍ قبل الشروع في خطة العلاج.

كيف يمكن للأبوين مساعدة الطفل ثنائي القطب؟

يمكن للأسرة، خاصة الأبوين القيام بالكثير للحفاظ على صحة الطفل بالاضطراب ثنائي القطب، من خلال.

الحفاظ (الالتزام) على اتباع جدول الأدوية:

يجب على الأب (أو الأم) التأكد من حصول الطفل على الدواء الذي يحتاجه للاضطراب ثنائي القطب، واستخدام أجهزة ضبط الوقت أو علب الأدوية أو الملاحظات أو كل ما يتطلبه الأمر لتذكره. إذا كان الطفل متمدرسا، وبحاجة إلى الدواء في أوقات المدرسة، يجب ابلاغ المعلم بأوقات الدواء، واشراكه في مسؤولية إعطاء الدواء للطفل.

مراقبة الآثار الجانبية للدواء:

 تم اختبار معظم الأدوية المستخدمة للاضطراب ثنائي القطب (بما في ذلك مثبتات الحالة المزاجية والأدوية المضادة للذهان وحتى مضادات الاكتئاب) في الأصل على البالغين، ولم تتم دراسة سوى القليل منها عند الأطفال والمراهقين. يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للآثار الجانبية لبعض هذه الأدوية، مثل زيادة الوزن والتغيرات في نسبة السكر في الدم والكوليسترول الناجم عن بعض مضادات الذهان غير التقليدية. كأب أو أم لطفل باضطراب ثنائي القطب يجب ان تحصل على كل المعلومات الضرورية من الطبيب المعالج عن الدواء وآثاره الجانبية، والأعراض التي يجب مراقبتها، وقد تحتاج إلى مراقبة عمل الدم بشكل روتيني.

الحفاظ على الروتين:

يساعد الجدول اليومي (الروتيني) الأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب على برمجة حياتهم بعيدا عن أي توتر أو ضغوطات ومفاجئات؛ بحيث يتم برمجة وقت للنهوض صباحا، وتناول وجبات الطعام، وممارسة الرياضة، والنوم في نفس الأوقات تقريبًا كل يوم.

تحدث إلى معلم الطفل:

في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل المصاب بالاضطراب ثنائي القطب إلى فترات راحة إضافية، أو واجبات منزلية أقل خلال أوقات النوبات، أو قد تحتاج أو تضطر أحيانا إلى إخراج طفلك من المدرسة لفترة من الوقت، حتى تستقر أعراض الاضطراب ثنائي القطب؛ لذا توصل إلى اتفاق مع المعلم أو مدير المدرسة حول هذه الأمور.

التماس العلاج النفسي:

تواجد طفل مصاب بالاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يكون مدمرًا لجميع أفراد الأسرة، ويمكن أن يضيف هذا الأمر الضغط على استقرار الأسرة، والعلاقات بين الزوجين، وبين الاخوة. قد لا يفهم باقي الاخوة سبب التوتر في الاسرة ولدى الأبوين، ولا طبيعة الاضطراب وما يحتاجه الطفل المريض من اهتمام ومراقبة مستمرة؛ مما قد يخلق صراعات نفسية وعلائقية داخل الأسرة. يساعد العلاج الأسري هنا في التعرف على هذه المشكلات والتعامل معها، ويساعد العلاج النفسي للطفل المصاب بالاضطراب في التعامل مع الاضطراب، وتسيير حياته بشكل أحسن.

التعامل مع خطر الانتحار:

يرفض عادة الآباء التفكير في احتمالية أذية الطفل لنفسه، لكن الأمر وارد جدا في حالة الطفل بالاضطراب ثنائي القطب مهما كان عمر الطفل. لذلك إذا بدأ الطفل في التعبير عن رغبته في الموت، أو بدأ في ممارسة سلوكيات خطيرة أو مهددة لحياته، لا تتجاهل الأمر، وقم بإزالة أي أدوات خطيرة أو مواد خطيرة أو أدوية من المنزل، وطلب المساعدة السريعة من الطبيب المعالج أو من المعالج النفسي المتابع لحالة الطفل.

المراهق المصاب بالاضطراب ثنائي القطب.

في المراهقين الأكبر سنًا، تكون أعراض وعلاج الاضطراب ثنائي القطب أكثر تشابهًا مع تلك التي تظهر عند البالغين، لكن وجود مراهق مصاب بهذه الحالة يطرح الكثير من المشاكل النوعية.

مع تقدمهم في السن، قد يشعر المراهقون بالاستياء إذا شعروا أن أحد الأبوين يفرض عليهم العلاج، لذا عليك (أيها الأب والأم) أن تترك لكم مسافة لفتح المحادثات التي يرونها مناسبة لهم، وسيعلمك المعالج النفسي كيفية القيام بذلك، وتجنب تطوير علاقة عدائية مع ابنك المراهق بسبب علاجه أو الدواء.

من المهم أيضا أن يتجنب المراهقون المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أي نوع من المؤثرات العقلية (كحوليات، أدوية غير الموصوفة لهم بسبب الاضطراب، مخدرات) التي يمكن أن تتفاعل مع أدوية الاضطراب ثنائي القطب، أو تسبب نوبات مزاجية حادة، خاصة وأن مخاطر الإصابة بمشكلة تعاطي المخدرات أعلى بكثير لدى المراهقين المصابين باضطراب ثنائي القطب مقارنة بأقرانهم الأسوياء.  من المهم أيضًا الحفاظ على روتين منتظم حول أوقات النوم والاستيقاظ، ووضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والضيق.

علاج الاضطراب ثنائي القطب لدى الطفل والمراهق.

سيعمل الطبيب والمعالج النفسي بعد الحصول على تشخيص دقيق للحالة، على تصميم خطة علاج شخصية بناءً على أعراض كل طفل وعوامل أخرى (اجتماعية، أسرية، مادية، تعليمية، فروقات فردية، اضطرابات مرافقة…). تعتبر التدخلات النفسية الدوائية أكثر فاعلية بشكل عام في علاج الاضطراب ثنائي القطب. تتضمن خطة العلاج ما يلي.

العلاج الدوائي:

الأدوية التي توصف للأطفال والمراهقين المصابين بالاضطراب ثنائي القطب هي الأدوية التي تعمل على استقرار الحالة المزاجية و/أو مضادات الاكتئاب، الليثيوم، والأدوية المضادة للصرع، والأدوية غير النمطية المضادة للذهان.

أشارت الكثير من الأبحاث التي أجريت على الأطفال والمراهقين إلى أن هذه الأدوية فعالة نسبيًا عند استخدامها بمفردها، بشكل عام آمنة، وجيدة التحمل، ومع ذلك، يرى بعض الممارسين أن مضادات الذهان غير التقليدية قد تكون أكثر فعالية من مثبتات الحالة المزاجية، رغم أنها قد تعزز ظهور بعض الأثار الجانبية عند استخدامها على الأطفال والمراهقين، كمشاكل الجهاز الهضمي (الغثيان والقيء) والصداع، التباطؤ المعرفي، قصور الغدة الدرقية، وزيادة الوزن، المخاطر القلبية الوعائية. لأجل هذه الأعراض الجانبية يوصي خبراء الصحة النفسية والعقلية بمراقبة الأطفال والمراهقين الخاضعين لهذه الأدوية، خاصة وأن هذه الآثار الجانبية يمكن أن تؤدي إلى عدد من الآثار طويلة المدى.

يوصي الأطباء بتثبيت أعراض الاضطراب ثنائي القطب قبل إدخال أي أدوية إضافية لمعالجة الحالات المرضية المصاحبة

العلاج النفسي المناسب للحالة:

يتمثل العلاج النفسي في العلاجات المعرفية السلوكية والنفسية الاجتماعية، من أجل معالجة العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تصاحب أعراض الاضطراب ثنائي القطب. تركز تدخلات العلاج النفسي الأولية للاضطراب ثنائي القطب في الطفولة على دور التعبير عن المشاعر والانفعالات في الأسرة (الملاحظات النقدية والعداء والحماية المفرطة). هذه السلوكيات لها آثار ضارة على الأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، وقد تشجع ردود الفعل السلبية لدى الأطفال، كنوبات الغضب والسلوك المؤذي للذات.

تركز هذه العلاجات على معالجة أنماط الاتصال المختلة داخل الأسرة، والتي قد تؤدي إلى تفاقم وجود الأعراض ثنائية القطب، وتعليم أفراد الأسرة إدارة الاضطراب ثنائي القطب من خلال التثقيف النفسي، والوقاية من الانتكاس، والعلاج النفسي الفردي الذي يعتمد على التفكير بفاعلية حول تقلبات المزاج. فمن خلال تعلم التقييم الإيجابي والسلبي لتغيرات الحالة الداخلية يمكن إدراك الانتقال النوعي في الحالة المزاجية، وبالتالي السيطرة عليها وتحسين الأعراض ثنائية القطب.

العلاجات الجديدة من نوع “علاج الإيقاع الاجتماعي بين الأشخاص” تركز على الصعوبات التي يواجهها الأطفال والمراهقون المصابون بالاضطراب ثنائي القطب مع إيقاع سلوكياتهم (في النوم، والسلوكيات، ونوبات المزاج). هذا العلاج مشتق من العلاج النفسي بين الأشخاص للاكتئاب والتدخل السلوكي للإيقاع الاجتماعي وتنظيم النوم والاستيقاظ. تقوم الفرضية الأساسية لهذا العلاج على أن الأفراد المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يحتاجون إلى التعرف على العلاقة بين الاضطراب في الإيقاعات الاجتماعية وبداية نوبات المزاج السابقة. يمكنهم بعد ذلك استخدام التدخلات السلوكية لإجراء تحسينات في إيقاعاتهم الاجتماعية وانتظام النوم والاستيقاظ.

العلاج الأسري:

التدخلات الأسرية مفيدة جدا في التكفل بالاضطراب ثنائي القطب عند الطفل والمراهق، فتوفير التثقيف النفسي للأسرة حول الأعراض ثنائية القطب، والتعامل مع الأعراض، وتحسين مهارات الاتصال بين الطفل المصاب وأفراد الأسرة، وزيادة الدعم النفسي بين أفراد الأسرة. يوفر العلاج الأسري الفرصة للأطفال لزيادة مهاراتهم الاجتماعية، وللوالدين والاخوة التثقيف بشأن أعراض الاضطراب ثنائي القطب لأطفالهم، والأدوية، والتواصل الأسري، وحل المشكلات، ومهارات التأقلم، وإدارة الأعراض لا سياما الخطيرة منها.

تركز أهداف البروتوكول العلاجي الأسري على زيادة فهم أعراض الحالة المزاجية، وتحسين الامتثال للأدوية، وتعزيز مهارات الاتصال، وتقليل الضعف الاجتماعي، وعوامل الخطر وكيفية التعامل معها، وحالات الانتكاس العرضي، واستراتيجيات لتقليل أنماط الاتصال السلبية وزيادة حل مشاكل الأسرة.

التنسيق مع مدرسة الطفل:

عمل المعالج مع مدرسة الطفل يركز على توفير التعليم والتدخلات المدرسية المناسبة لحالة الطفل، الى جنب جلسات العلاج النفسي الداعم واشراك المدرسة في إدارة الدواء، والواجبات المدرسية المناسبة لحالة الطفل.

تطورات الاضطراب ثنائي القطب لدى الطفل.

  • على الرغم من أن الاضطراب ثنائي القطب مرض مزمن ويستمر مدى الحياة، إلا أنه يمكن التحكم في الأعراض إذا تلقى الطفل العلاج المناسب، بما في ذلك الأدوية والعلاج النفسي على حد سواء.
  • سيساعد الاستمرار في العمل العلاجي مع الفريق المتخصص لعلاج الطفل على تقليل المرض والمعاناة.
  • يساعد دفتر يوميات لتتبع حالة الطفل المزاجية وأنماط النوم والأحداث اليومية في تتبع تطور المرض ومساعدة فريق العلاج لمعرفة ما إذا كانت التدخلات الحالية تعمل على النحو الصحيح.
  • الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب مزاجي خطير، لكن لا يجب أن يتعارض مع نجاح الطفل في الحياة وفي العلاقات، وعليه يجب أن يسير التكفل العلاجي بحالة الطفل نحو التخفيف من الأعراض واستقرار الحالة المرضية، لتمكينه من مزاولة حياته بأقل الأضرار.

قائمة المراجع.

  •  
  • “الخصائص السريرية للاكتئاب ثنائي القطب مقابل الاكتئاب أحادي القطب لدى أطفال ما قبل المدرسة: دراسة تجريبية،”  مجلة الطب النفسي السريري ، المجلد. 69، لا. 12، ص 1960-1969.
  • MN Pavuluri, B. Birmaher, and MW Naylor (2005)، “الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال: مراجعة للسنوات العشر الماضية،”  مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين ، المجلد. 44، لا. 9، ص 846-871.
  • R. Sala، D. Axelson، and B. Birmaher (2009)، “الظواهر، الدورة الطولية، ونتائج الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات الطيف ثنائي القطب،”  عيادات الطب النفسي للأطفال والمراهقين في أمريكا الشمالية ، المجلد. 18، لا. 2، ص 273-289.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *