القائمة

الاضطراب ثنائي القطب

يتناول هذا المقال الاضطراب ثنائي القطب الذي يعد اضطرابا نفسيا شائعا ويتميز بتقلبات مزاجية شديدة تتراوح بين الهوس والاكتئاب، كما يتطرق المقال إلى أسباب الإصابة بهذا الاضطراب والعلاجات المختلفة المتاحة للمساعدة في إدارة الحالة.

شارك المقال

الاضطراب ثنائي القطب، كان يُعرف سابقا باسم اضطراب الاكتئاب الهوسي، أو ذهان الهوس الاكتئابي. هو حالة صحية عقلية تسبب تقلبات مزاجية حادة، تتضمن الصعود المزاجي (الهوس أو الهوس الخفيف) والنزول (الاكتئاب).

يظهر الاضطراب ثنائي القطب على شخصية قاعدية ثنائية القطب، ويصنّف ضمن اضطرابات المزاج التي ينتمي اليها أيضا الاضطراب الأحادي القطب.

يمس هذا الاضطراب كلا الجنسين على حد سواء بنسب متقاربة، بنسبة ما بين (1 و  % 2,5) من عامة الناس، ويظهر بين سن الخامسة عشر والخامسة والعشرون، ويستمر طوال الحياة. (لمزيد من التوضيح إقرء المقال التالي)

تصنفه المنظمة العالمية للصحة (OMS) في المرتبة السادسة عالميا كإعاقة؛ بسبب انخفاض متوسط ​​العمر المتوقع للشخص بالاضطراب الثنائي القطب بمقدار 10 سنوات في المتوسط بالمقارنة مع عامة الناس.

هو حالة مزمنة، تخضع بالضرورة لعلاج دوائي وعلاج نفسي. يوجد اليوم عدد من العلاجات التي أثبتت فعاليتها على هذا الاضطراب، لكن تأخر التشخيص غالبا ما يجعلنا نفقد هؤلاء المرضى بالموت المبكر.

تحمل هذه الحالة في شكلها النموذجي المتكرر مرحلتين: مرحلة الهوس ومرحلة الاكتئاب، وبين المرحلتين او القطبين يجد المريض حالة من السواء تسمى في علم النفس المرضي (euthymie ou normothymie).

ينتقل المريض اذن بين حالتين مزاجيتين متناقضتين: فتسبب حالة الاكتئاب مشاعر الحزن أو اليأس وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة، وتسبب حالة الهوس أو الهوس الخفيف (الأقل حدة من الهوس) مشاعر الابتهاج، والامتلاء بالطاقة، مع الاستثارة العالية على كل المستويات (الفكرية، الجسدية، الجنسية، والنفسية). تؤثر هذه التقلبات المزاجية على نوعية وكيفية النوم، والنشاط، والقدرة على اتخاذ القرارات، والسلوك والتفكير.

1. أنواع الاضطراب ثنائي القطب:

يتم اليوم تشخيص عدة أنواع من الاضطرابات ثنائية القطب، نعرضها فيما يلي.

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول:

نشخص هذا النوع الأول إذا ظهرت نوبة هوس واحدة على الأقل قد تسبقها أو تليها نوبات هوس خفيف أو نوبات اكتئاب كبيرة أو حادة. في بعض الحالات، قد تؤدي الإصابة بالهوس إلى الانفصال عن الواقع (الذهان).

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني:

نشخص النوع الثاني من الاضطراب ثنائي القطب إذا ظهرت على المريض نوبة اكتئاب كبيرة واحدة على الأقل ونوبة هوس خفيف واحدة على الأقل، حتى في غياب نوبة الهوس.

لا يعتبر اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني شكلاً أخف من النوع الأول، ولكنه تشخيص منفصل، في حين أنه يمكن لنوبات الهوس من الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أن تكون حادة وخطيرة، ويمكن أن يصاب الأفراد الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني بالاكتئاب لفترات أطول؛ مما يمكن أن يحدث إعاقة كبيرة.

اضطراب دوروية المزاج:

أن تكون قد عانيت نوبات عديدة تظهر فيها أعراض الهوس الخفيف على مدار عامين على الأقل أو عام واحد عند الأطفال والمراهقين، أو نوبات بأعراض الاكتئاب الذي يكون أقل شدة من الاكتئاب الشديد.

أنواع أخرى.

تشمل هذه الأنواع، الاضطرابات ثنائية القطب وما يرتبط بها من اضطرابات ناجمة عن تعاطي بعض المخدرات أو تناول الكحوليات أو جراء الإصابة بحالة طبية، مثل مرض التصلب المتعدد أو السكتة الدماغية.

على الرغم من أن الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يحدث في أي عمر، فهو عادة ما يتم تشخيصه أثناء سنوات المراهقة أو أوائل العشرينيات. وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر، كما تختلف بمرور الوقت.

2. معايير تشخيص الاضطراب ثنائي القطب.

المرحلة الهوسية.

هي مرحلة استثارة مرضية، يكون فيها المريض مفرط الحركة والنشاط والبهجة، يثرثر بشكل غير عادي، ويضع خططًا متعددة. يمكن أن يقدم عددا من الاضطرابات السلوكية يفقد معها معنى الكف النفسي ومعنى الممنوع، ويمكنه ان يتكبد نفقات متهورة. مع ظهور عدد معتبر من الأعراض.

  • ارتفاع تقدير الذات او أفكار العظمة.
  • – الطاقة المتدفقة والسعادة الشديدة أو الانفعال المفرط.
  • – انخفاض الحاجة الى النوم.
  • – سرعة في الكلام أو الحاجة إلى التحدث دون توقف.
  • – أفكار سريعة، أو الشعور بالامتلاء بالأفكار.
  • – التشتت، وعدم القدرة على الانتباه.
  • – استثارة نفسية حركية، وزيادة الطاقة.
  • – زيادة الملذات بشكل مفرط، والتوجه نحو السلوكيات الخطيرة دون التفكير بالعواقب السلبية، مثلا المشتريات الكثيرة والباهظة الثمن، النشاط الجنسي المتكرر والمتنقل بين العديد من المواضيع الجنسية الغريبة أحيانا، الاستثمارات المالية، وغيرها.
  • – ظهور نوبات الهذيان أو الهلاوس أحيانا.
  • – لا يوجد زمن محدد لنوبات الهوس؛ اذ يمكن أن تختلف فترات الهوس وشدتها من مريض لآخر، ولدى نفس المريض.

المرحلة الاكتئابية.

هي مرآة للمرحلة الهوسية؛ بحيث يظهر الشخص حزنا كبيرا، وتباطؤا على المستوى النفسي الحركي، ويفقد كل دافعية ورغبة ومعنى للحياة ليصل الى درجة الرغبة في الموت. أقسى وأسوأ أنواع هذه المرحلة “اضطراب المانيخوليا (mélancoliques)” وهي نوبة اكتئاب حادة، يواجه فيها المريض خطر الانتحار.

تتضمن نوبة الاكتئاب الحاد أعراضًا بالغة الشدة بحيث تسبب صعوبة كبيرة في أداء الأنشطة اليومية، كالعمل أو المدرسة أو الأنشطة الاجتماعية أو العلاقات. تتضمن النوبة خمسة أعراض مما يلي أو أكثر.

  • حالة حادة من المزاج مكتئب، والشعور بالحزن أو الفراغ أو اليأس أو الرغبة في البكاء (يمكن أن يظهر المزاج المكتئب لدى الأطفال والمراهقين على هيئة الحساسية للتهيج).
  • فقدان الاهتمام أو الشعور بعدم السعادة بجميع الأنشطة.
  • فقدان كبير في الوزن مع عدم اتّباع نظامٍ غذائي جيد، أو الزيادة في الوزن، أو انخفاض الشّهية أو ارتفاعها (ربما تعدّ عدم زيادة الوزن لدى الأطفال بالصورة المتوقعة علامةً للاكتئاب).
  • كثرة الأرق أو كثرة النوم.
  • الضجر وتباطء السلوك.
  • التعب وفقدان الطاقة.
  • الشعور بانعدام القيمة أو سيطرة الشعور الذنب الشديد.
  • انخفاض القدرة على التفكير أو التركيز، أو التردّد.
  • التفكير في الانتحار والتخطيط له.

لتشخيص المرحلة الاكتئابية يجب أن يقدم المريض على الأقل أربعة من الأعراض التالية:

  • – إحساس بالحزن ومزاج مكتئب طوال اليوم، تقريبا خلال كل أيام النوبة او المرحلة الاكتئابية، على الأقل لمدة أسبوعين.
  • – فقد الطاقة والتعب الملازم.
  • – فقد الاهتمام بالأشياء والأشخاص، وفقد اللذة.
  • – اضطرابات النوم من نوع الأرق أو زيادة عدد ساعات النوم.
  • – اضطراب الشهية مع فقد أو زيادة في الوزن.
  • – هيجان أو تباطء نفسي حركي.
  • – انخفاض التركيز والقدرة على التفكير أو على القرار.
  • – إحساس مسيطر بالذنب وبتأنيب الضمير.
  • – انسحاب اجتماعي مفاجئ أو سلوكيات عدوانية مفاجئة.
  • – أفكار مسيطرة بالموت، وتمس حوالي (60 %) من الحالات، وأفكار انتحارية تمس (20 %) من الحالات.

ملاحظة: ان ظهور نوبة واحدة من الهوس لدى المريض؛ بحيث تتوفر فيها المعايير التشخيصية المذكورة أعلاه، يتم تشخيص اضطراب الهوس الاكتئابي.

3. ميزات الاضطراب الثنائي القطب.

  • تناوب مرحلة الاستثارة أو الهوس ومرحلة الاكتئاب.
  • نوبات الاكتئاب تؤدي غالبا وبشكل متكرر الى محاولات الانتحار؛ بحيث أن (20%) من المرضى غير المعالجين او اللذين لا يخضعون للعلاج ينتهون بالانتحار.
  • يرافق الاضطراب الثنائي القطب اعتلالات مشتركة (comorbidité)، كالإدمان على الكحوليات والمشروبات الروحية، داء السكري، اضطراب الغدة الدرقية؛ مما قد يسبب أمراضا أخرى خطيرة كأمراض القلب والشرايين، وبعض السلوكيات الخطيرة من نوع الاضطرابات الجنسية، أو الإدمان الدوائي أو السلوكي.

4. الفرق بين الهوس والهوس الخفيف.

الهوس والهوس الخفيف هما نوعان مختلفان من النوبات، ولكن لهما أعراض متشابهة. فالهوس أشدّ من الهوس الخفيف ويسبب مشاكل أكثر وضوحًا في العمل والمدرسة والأنشطة الاجتماعية، فضلاً عن صعوبات في العلاقات مع الغير. وقد يؤدي الهوس إلى الانفصال عن الواقع (ظهور أعراض ذهانية) ويتطلب الاستشفاء أحيانا. يحدث الهوس اضطرابا في التنظيم النفسي لمدة لا تقل عن أسبوع.

في حين في الهوس الخفيف تكون مدة ظهور الأعراض قصيرة بالمقارنة مع الهوس حوالي أربعة أيام.  كما لا تحدث أعراض الهوس الخفيف اضطرابا دالا اكلينيكيا في التنظيم النفسي للمريض؛ بحيث يقدم الأشخاص بالهوس الخفيف نشاطا وفعالية عالية، مع تركيز عالي وسلوك اجتماعي أكثر موائمة من المعتاد. وتدفع هذه المرحلة مرضى الاضطراب ثنائي القطب الى الاعتقاد بأنهم شفيو من الاضطراب؛ مما يجعلهم غالبا يتوقفون عن تناول العلاج.

تشمل نوبات الهوس والهوس الخفيف ثلاثة أو أكثر من هذه الأعراض التالية.

  • التفاؤل والاستثارة العالية وزيادة النشاط والطاقة (بشكل غير طبيعي).
  • الشعور المبالغ فيه بالثقة بالنفس والنشوة العالية.
  • انخفاض الحاجة إلى النوم.
  • الثرثرة غير العادية والحاجة الى التحدث بلا انقطاع.
  • تسارع الأفكار والاحساس بامتلاء العقل بها.
  • التشتت والعجز عن توجيه الانتباه.
  • سوء اتخاذ القرارات كالإسراف في الشراء، أو التعرض للمخاطر الجنسية أو الاستثمارات النقدية السيئة.

5. كيفية تشخيص الاضطراب ثنائي القطب.

مع زيادة فهم الاضطرابات العقلية والنفسية اليوم. يمكن للمختصين تحديد علامات وأعراض الاكتئاب ثنائي القطب، والهوس الخفيف، والهوس، ونوبات الاكتئاب الحادة أو الكبرى.

معظم الاختبارات المعملية أو اختبارات التصوير ليست مفيدة في تشخيص الاضطراب ثنائي القطب. في الواقع، أهم أداة تشخيصية هي الفحص العيادي والتعامل المباشر مع الأعراض من خلال دراسة الحالة المعتمدة على المقابلة والملاحظة العيادية، والكشف عن تقلبات المزاج والسلوكيات غير السوية، من خلال تتبع تاريخ الحالة مع المريض ومع أفراد أسرته.

يتم تشخيص الاضطراب ثنائي القطب من خلال تدوين الأعراض بعناية. بما في ذلك شدتها وطولها وتكرارها، ولا تشير تقلبات المزاج من يوم لآخر بالضرورة إلى تشخيص الاضطراب ثنائي القطب. بل يتوقف التشخيص على وجود فترات من الارتفاع غير العادي أو التهيج في المزاج مقترنًا بزيادة الطاقة والأرق وسرعة التفكير والثرثرة. يتم تقييم أعراض المريض باستخدام المعايير التشخيصية للاضطراب ثنائي القطي المحددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM). في نسخته الرابعة المصححة أو نسخته الخامسة. 

6. أسباب الاضطراب ثنائي القطب.

يبقى الاضطراب ثنائي القطب من الاضطرابات التي لم يتمكن العلم من فهمها جيّدا؛ بحيث أوضحت بعض النظريات الاكلينيكية التداخل بين العوامل أو الاستعدادات الوراثية والمحفزات البيئية.

العامل الوراثي:

بيّنت عديد الدراسات والأبحاث عن الاضطراب ثنائي القطب أنه مرتبط بالوراثة،

حيث تمثل العوامل الوراثية ما يقرب من 80 ٪ من سبب الحالة. بحيث تتعرض بعض العائلات لخطر متزايد لتطوير الاضطراب، ونقله بالزواج الى الأولاد، خاصة إذا كانت الأم هي المصابة.

بينت الدراسات وجود بعض الجينات المسؤولة عن ظهور بعض أعراض الاضطراب ثنائي القطب؛ مما يجعل العلاج الدوائي مختلفا من حالة الى أخرى؛ وهو الأمر الذي يفسر أيضا النسبة العالية لظهور الاضطراب في نفس العائلة (العامل الوراثي لبعض الجينات).

لا يوجد جين واحد مسؤول عن الاضطراب ثنائي القطب، ويُعتقد أن عددًا من العوامل الجينية والبيئية تعمل كمحفزات لظهور الاضطراب.

اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ:

هناك بعض الأدلة على أن الاضطراب ثنائي القطب قد يترافق مع اختلالات كيميائية في الدماغ. المواد الكيميائية المسؤولة عن التحكم في وظائف الدماغ المسماة النواقل العصبية، تشمل النورادرينالين والسيروتونين والدوبامين. بحيث يتم تنظيم المسارات العصبية داخل مناطق الدماغ التي تنظم المتعة والمكافأة العاطفية بواسطة الدوبامين.

ان اضطراب الدوائر التي تتواصل باستخدام الدوبامين في مناطق الدماغ الأخرى مرتبط بالذهان والفصام. وهو اضطراب عقلي حاد يتميز بتشوه الواقع وأنماط التفكير والسلوكيات غير المنطقية.

في حين يرتبط السيروتونين الكيميائي في الدماغ بالعديد من وظائف الجسم مثل النوم واليقظة والأكل والنشاط الجنسي والاندفاع والتعلم والذاكرة. يعتقد الباحثون أن الأداء غير الطبيعي لدارات الدماغ التي تنطوي على السيروتونين كرسول كيميائي يساهم في اضطرابات المزاج (الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب).

هناك بعض الأدلة على أنه إذا كان هناك خلل في مستويات ناقل عصبي واحد أو أكثر، فقد يصاب الشخص ب أعراض الاضطراب ثنائي القطب .فنوبات الهوس قد تحدث عندما تكون مستويات النورادرينالين مرتفعة جدا، وقد تكون نوبات الاكتئاب نتيجة لانخفاض مستويات النورأدرينالين أيضا.

العامل البيئي كمحفز لظهور الاضطراب:

إذا تواجد الاستعداد الجيني لدى الفرد فان بعض العوامل البيئية قد تكون محفزا لظهور الاضطراب. من بين أمثلة المحفزات للاضطراب نجد بعض الأحداث التي تحدث تغييرا هاما في الحياة، وتسبب نوبات من الاكتئاب، كالتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي، أو فقد أحد أفراد الأسرة المقربين بالوفاة.

تشمل مسببات المرض لدى الأشخاص المعرضين للخطر وراثيًا استخدام المنشطات أو الأدوية. وارتفاع مستويات التوتر وعدم كفاية النوم، أو مشاكل كبيرة في الحياة اليومية، مثل مشاكل المال أو العمل أو العلاقات الشخصية.

7. خيارات علاج الاضطراب ثنائي القطب.

يعتبر الاضطراب ثنائي القطب من أكثر الاضطرابات العقلية صعوبة في العلاج؛ كون المريض لا يقبل العلاج غالبا. أو يطور هذيانات الاضطهاد؛ مما يصعّب من التعامل معه، أو يرافق هذا الاضطراب اضطرابات أخرى، وهو الأمر الذي يستدعي وجود عدة علاجات في آن واحد.

إذا لم يخضع المريض لعلاج مناسب ومبكر، يمكن أن تستمر نوبات الهوس لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر. كما تميل نوبات الاكتئاب إلى الاستمرار لفترة أطول، غالبًا من ستة الى اثنا عشر شهرًا. في حين تتحسن النوبات عادة مع العلاج المناسب.

يشمل العلاج بنوعيه الدوائي والنفسي على ما يلي.

  • ادوية الوقاية من نوبات الهوس والاكتئاب، من خلال أدوية مثبتات الحالة المزاجية، التي توصف على المدى الطويل.
  • أدوية علاج الأعراض الرئيسية للاكتئاب والهوس عند حدوثها.
  • يساعد العلاج النفسي على التعامل مع الاكتئاب وتقديم المشورة حول كيفية تحسين العلاقات.
  • تحسين نمط الحياة بممارسة الرياضة بانتظام، والتخطيط للأنشطة الممتعة، وتحسين النظام الغذائي، والحصول على كفاية من النوم.

معظم العلاجات تقدم خارج المستشفى، ويتم اللجوء الى الاستشفاء إذا كانت أعراض نوبة الهوس او الاكتئاب حادة جدا، وتشكل خطرا على المريض وعلى حياته، أو على حياة الآخرين.

العلاج الدوائي للاضطراب ثنائي القطب.

تتواجد العديد من الأدوية للمساعدة في استقرار تقلبات المزاج. تسمى مثبتات الحالة المزاجية وتشمل ثلاثة أنواع: الليثيوم (علاج طويل الأمد لنوبات الهوس والاكتئاب، يتم وصفه لمدة 6 أشهر على الأقل)، الأدوية المضادة للاختلاج المستعملة أيضا لعلاج الصرع (فالبروات، كاربامازيبين، لاموتريجين تستخدم لعلاج نوبات الهوس، وتعمل على استقرار الحالة المزاجية على المدى الطويل)، الأدوية المضادة للذهان (لعلاج نوبات الهوس، كهالوبيريدول، أولانزابين، كيتيابين، ريسبيريدون. يمكن استخدامها أيضًا كمثبت للمزاج على المدى الطويل).

في حين يتعامل الطبيب المعالج مع نوبات الاكتئاب بشكل مختلف قليلاً في الاضطراب ثنائي القطب، حيث أن تناول مضادات الاكتئاب وحدها قد يؤدي إلى الانتكاس. لذا يعالج الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب بمثبتات المزاج، وتستخدم مضادات الاكتئاب جنبًا إلى جنب مع مثبت المزاج أو مضادات الذهان.

العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب.

العلاج النفسي مفيد جدا عند استخدامه جنبًا إلى جنب مع الأدوية بين نوبات الهوس أو الاكتئاب، قد يشمل ذلك.

  • التثقيف النفسي – لمعرفة المزيد عن الاضطراب ثنائي القطب.
  • العلاج السلوكي المعرفي فعال جدا لعلاج الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب.
  • العلاج الأسري، وتشجيع كل فرد داخل أسرة المريض لتقبله والتعرف على تداعيات المرض، والتعامل المناسب مع نوبات الهوس ونوبات الاكتئاب.

وجود نوبات الاكتئاب الحادة لدى مريض ثنائي القطب يرفع من خطر الانتحار. ووجود نوبات الهوس الحادة أيضا يرفع من خطر المرور الى الفعل المرضي؛ الأمر الذي يستدعي مراقبة دائمة ومستمرة للحالة من قبل الأهل طيلة حياة المريض. هذا الأمر يجعلنا نصنّف هذا الاضطراب من الاضطرابات المزمنة والثقيلة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *