في هذا المقال سنتعرف على ملامح نظرية ألفرد أدلر في علم النفس الفردي، والتي تميزت بتركيزها على تفرد الفرد بالوعي، والقوى الاجتماعية بدلا من التركيز على العوامل البيولوجية كما في التحليل النفسي الفرويدي. يختلف أدلر عن فرويد في تقليله لدور الجنس وتأكيده على الإرادة الحرة وقدرة الفرد على تشكيل مستقبله. ولتنوع و تعدد أفكار أدلر المشكلة لنظريته ، ولنتمكن من عرضها بوضوح قسمناها حسب المخطط أدناه:

نظرية ألفرد أدلر ومشاعر الدونية
يرى أدلر أن مشاعر الدونية تمثل قوة دافعة خلف كل سلوك بشري، فقد قال: “أن تكون إنسانا يعني أن تشعر بالدونية” (1933/1939). حيث يعتبرها سمة مشتركة بين البشر وليست علامة ضعف. فهذه المشاعر تحفزنا على التعويض عن النقص، سواء كان حقيقيا أو متخيلا، مما يؤدي إلى تحقيق النمو الشخصي. تبدأ هذه العملية منذ الطفولة، حيث يشعر الأطفال بالعجز أمام قوة البالغين، وهو شعور ليس وراثيا بل ناتج عن البيئة. يعتبر أدلر أن مشاعر الدونية ضرورية لأنها تدفع الأفراد إلى السعي للتغلب عليها وتحقيق التطور المستمر.
نظرية ألفرد أدلر وعقدة النقص
عقدة النقص، وفقا لأدلر، تنشأ عندما يفشل الطفل في التعويض عن مشاعر الدونية التي يشعر بها أثناء النمو. إذا لم يتمكن الطفل من التعامل مع هذه المشاعر بطرق صحية وفعالة، فإن مشاعر الدونية تتفاقم، مما يؤدي إلى تطور عقدة النقص. الأفراد الذين يعانون من هذه العقدة تكون لديهم صورة سلبية عن أنفسهم، ويشعرون بالعجز وعدم الكفاءة في مواجهة تحديات الحياة. أدلر لاحظ أن العديد من البالغين الذين لجأوا إليه للعلاج أظهروا آثار هذه العقدة، والتي تعود جذورها إلى الطفولة.
تعود أسباب تطور عقدة النقص إلى ثلاثة مصادر رئيسية في الطفولة: الدونية العضوية (الجسدية)، وهي مشكلات جسدية أو صحية تجعل الطفل يشعر بالنقص، وقد تدفعه لتعويض هذا النقص بتميز في مجالات أخرى، كما في حالة أدلر نفسه أو شخصيات مثل ديموستيني وثيودور روزفلت. التدليل المفرط، حيث يؤدي إلى ضعف مهارات الاعتماد على النفس، وعند مواجهة مواقف صعبة، يشعر الطفل بالعجز والنقص. الإهمال، والذي يؤدي إلى شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه، مما يعزز شعوره بالدونية.
وفقا لأدلر، الدونية العضوية يمكن أن تكون دافعا للتعويض وتحقيق الإنجازات في مجالات متعددة. لكن الفشل في التعويض قد يؤدي لتطور عقدة النقص. أما التدليل المفرط، فيجعل الأطفال يصابون بصدمة عند دخولهم المجتمع الخارجي واكتشاف أن العالم لا يدور حولهم، مما يعزز شعورهم بالنقص. وأخيرا، الإهمال والحرمان العاطفي يزرعان في الأطفال مشاعر انعدام القيمة والغضب، ويؤديان إلى نقص عميق في تقدير الذات.
عقدة التفوق في نظرية ألفرد أدلر
يرى أدلر أن عقدة التفوق تنشأ عندما يحاول الشخص تعويض مشاعر النقص بشكل مفرط. مما يؤدي إلى تكوين صورة مبالغ فيها عن قدراته، قد تتجلى في شعور داخلي بالرضا أو العمل بجد لتحقيق نجاحات كبيرة. في الحالتين، يميل الشخص إلى التفاخر والتركيز على الذات، مع التقليل من شأن الآخرين.
يركز أدلر على السعي نحو الكمال باعتباره محورا أساسيا في نظريته، حيث لا تعني مشاعر الدونية مجرد التغلب على الضعف، بل هي دافع لتحقيق الكمال الشخصي، وهو السعي لتحقيق الذات وليس التفوق على الآخرين. ويعتبر أن هذا السعي موجه نحو أهداف مستقبلية، على عكس فرويد الذي رأى أن السلوك البشري يتأثر بالماضي والدوافع الغريزية.
أدلر تحدث عن النهائيات الخيالية، وهي أهداف مثالية نضعها لأنفسنا، رغم أنها قد تكون غير قابلة للتحقيق، مثل الإيمان بالمساواة، والتي توجه سلوكنا وتشكل رؤيتنا للعالم.
أوضح أدلر نقطتين أساسيتين حول السعي نحو التفوق:
زيادة التوتر:
بخلاف فرويد، لم يعتقد أدلر أن الدافع الرئيسي للإنسان هو تقليل التوتر. السعي لتحقيق الكمال يتطلب بذل طاقة وجهد كبيرين، مما يزيد من التوتر، بدلا من تحقيق حالة من التوازن أو الراحة.
التكامل الاجتماعي:
اعتقد أدلر أن السعي نحو التفوق لا يقتصر على الفرد وحده، بل يشمل المجتمع ككل. فنحن ككائنات اجتماعية نسعى للكمال ليس فقط كأفراد، بل أيضا كأعضاء في جماعاتنا وثقافاتنا. يرى أدلر أن الفرد والمجتمع مترابطان، وأن العمل مع الآخرين بشكل بناء هو شرط لتحقيق الخير المشترك.
وفي النهاية، اعتقد أدلر أن السعي لتحقيق التفوق يتجلى من خلال أسلوب حياة كل شخص، وهو الطريقة التي ينتهجها الفرد لتحقيق أهدافه المثالية.
نظرية ألفرد أدلر وأسلوب الحياة
يرى أدلر أن أسلوب الحياة هو الإطار الذي يشكل الطريقة التي يسعى بها كل فرد لتحقيق هدفه في التفوق أو الكمال. رغم أن الجميع يشارك في هذا السعي. إلا أن كل شخص يطوّر أسلوبا فريدا بناء على تجاربه ومشاعره، ومحاولاته للتعويض عن مشاعر النقص. يتشكل هذا الأسلوب في وقت مبكر. حيث يعاني الأطفال من مشاعر الدونية بسبب العجز الجسدي أو التبعية للبالغين. مما يدفعهم لتطوير سلوكيات تساعدهم على التعويض عن نقاط ضعفهم.
يتبلور أسلوب الحياة بين سن 4 و 5 سنوات، ويصبح من الصعب تغييره لاحقاً. هذا النمط الفريد يحدد كيفية تفاعل الفرد مع البيئة ومواقفه تجاه التحديات. كما أن العوامل الاجتماعية، مثل ترتيب الميلاد والعلاقة مع الوالدين، تلعب دورا مهما في تشكيل هذا الأسلوب. على سبيل المثال، الأطفال المهملون قد يطورون مشاعر عميقة بالدونية تجعلهم عدائيين وساعين للانتقام.
بشكل عام، أسلوب الحياة يحدد كيفية تفاعل الفرد مع العالم وتحقيق أهدافه الشخصية طوال حياته.
نظرية ألفرد أدلر والقوة الخلاقة للذات
طرح أدلر مفهوم القوة الخلاقة للذات كعنصر جوهري في نظريته، للتوفيق بين تأثير التجارب المبكرة والعلاقات الاجتماعية على أسلوب الحياة وبين الإرادة الحرة. بينما يبدو أن أسلوب الحياة يتحدد بشكل كبير بناء على العوامل البيئية وتجارب الطفولة المبكرة، أدلر كان يؤكد أن الإنسان ليس مجرد نتاج سلبي لهذه الظروف، بل لديه القدرة على إعادة تفسير وتوجيه هذه التجارب بطريقة إبداعية.
القوة الخلاقة تعني أن الفرد يمتلك القدرة الذاتية على صياغة أسلوب حياته بطريقة فريدة، مستفيدا من مزيج من العوامل الجينية والبيئية. هذه القدرة تمكنه من التفاعل الاستباقي مع ماضيه وتجاربه، بدلا من أن يكون خاضعا لحتمية هذه العوامل. هذا المفهوم يعزز فكرة الإرادة الحرة، حيث يستطيع الفرد أن يختار كيفية التعامل مع التحديات التي واجهها في مراحل النمو.
أربعة أنماط أساسية للحياة حسب نظرية ألفرد أدلر
أدلر حدد أربعة أنماط أساسية للحياة تعتمد على كيفية تعامل الأفراد مع المشكلات الأساسية في الحياة، التي تشمل سلوكنا تجاه الآخرين، العمل، والحب. هذه الأنماط تعكس مدى قدرة الشخص على التعاون مع المجتمع ومدى تطوره في الاهتمام الاجتماعي، الذي كان مفهوما مركزيا في نظرية أدلر. الأنماط الأربعة هي:
النوع السائد (Dominant Type):
يتميز هذا النمط بميل الشخص إلى الهيمنة والسيطرة على الآخرين دون أي وعي اجتماعي أو اهتمام بمصالحهم. الأشخاص الذين ينتمون لهذا النمط قد يظهرون سلوكا عدوانيا وعدائيا. الأكثر تطرفا منهم قد يصبحون ساديين، جانحين، أو حتى معتلين اجتماعيا. أما الأقل تطرفا فقد يظهرون في صورة مدمني الكحول، المخدرات، أو حتى المنتحرين، معتقدين أن إيذاء أنفسهم يؤذي الآخرين بطريقة غير مباشرة.
النوع المتلقي (Getting Type):
يعتبر هذا النمط هو الأكثر شيوعا بين البشر وفقا لأدلر. الأشخاص في هذا النمط يعتمدون على الآخرين لتلبية احتياجاتهم. يعتمدون على الآخرين للحصول على الرضا والدعم العاطفي، مما يجعلهم شخصيات متطلبة وغير مستقلة.
النوع المتجنب (Avoiding Type):
يتجنب هذا النمط مواجهة مشاكل الحياة بشكل مباشر. هؤلاء الأشخاص يختارون الابتعاد عن التحديات والصعوبات، لأنهم يخشون الفشل. ونتيجة لذلك، فإنهم لا يحاولون حل مشاكلهم ويبتعدون عن أي مواجهة، مما يعوق تقدمهم الشخصي وقدرتهم على التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.
النوع المفيد اجتماعيا (Socially Useful Type):
هذا هو النمط الأكثر صحة وتوازنا وفقا لأدلر. الأشخاص الذين يتبعون هذا النمط يتعاونون مع الآخرين ويأخذون في اعتبارهم احتياجات المجتمع. لديهم وعي اجتماعي متطور، ويعملون على حل مشكلات الحياة من خلال التعاون والمشاركة. هؤلاء الأفراد يعكسون أعلى درجات الاهتمام الاجتماعي، مما يجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع متطلبات الحياة والعيش بشكل صحي ومتوازن.
الأهمية الاجتماعية
في نظر أدلر تتمثل في أن الأنماط الثلاثة الأولى (السائد، المتلقي، والمتجنب) تعاني من نقص في التعاون الاجتماعي والتكيف مع المجتمع، مما يؤدي إلى سلوكيات غير طبيعية مثل العصاب والاضطرابات النفسية. بينما النمط المفيد اجتماعيا يعكس التوازن والقدرة على التفاعل مع العالم بشكل سليم من خلال الاهتمام بمصالح الآخرين والعمل على تطوير الذات بالتوازي مع المجتمع.
الاهتمامات الاجتماعية
يعتقد أدلر أن الاهتمام الاجتماعي هو المهمة الأولى التي يجب على الفرد مواجهتها في الحياة، حيث يشكل التعاون والتوافق مع الآخرين جزءا أساسيا من أسلوب الحياة. هذا المفهوم يعرف بالألمانية بـ “Gemeinschaftsgefuhl”، ويشير إلى القدرة الفطرية على التعاون لتحقيق الأهداف الشخصية والجماعية. ورغم أن الاهتمام الاجتماعي فطري، فإن تطويره يعتمد على التجارب الاجتماعية المبكرة.
أدلر يرى أن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، ولا يمكنه تحقيق أهدافه الشخصية أو العيش بشكل متوازن نفسيا إلا من خلال التعاون مع المجتمع والمساهمة في رفاهيته. هذا التعاون الاجتماعي كان ضروريا منذ العصور الأولى لبقاء المجتمعات، ولا يزال أساسا لتطورها. من هنا، يعتبر أدلر أن الانتماء الاجتماعي ليس فقط حاجة اجتماعية، بل هو ضرورة نفسية تسهم في تعزيز التوازن النفسي، مما يخلق أفرادا أكثر إنتاجية وتعاونا في المجتمع.
دور الأم في تنمية المصلحة الاجتماعية
أدرك أدلر الدور الحاسم الذي تلعبه الأم في تنمية الاهتمام الاجتماعي لدى الطفل. كون الأم هي أول شخص يتفاعل معه الطفل. فإن سلوكها وتوجهاتها تجاهه يمكن أن تعزز أو تحبط نمو الاهتمام الاجتماعي لديه. أدلر كان يرى أن الأم هي المسؤولة الرئيسية عن تشكيل شخصية الطفل في سنواته الأولى، وأن تأثيرها يتجاوز التأثيرات الوراثية. في هذا السياق، أشار إلى أن مهارة الأم في تعليم الطفل التعاون و الرفقة والشجاعة هي أساس بناء قدرته على التفاعل الإيجابي مع المجتمع. ومواجهة تحديات الحياة بشجاعة وثقة.
أدلر شدد على أهمية أن يشعر الطفل بالقرب والارتباط مع الآخرين. إذا نشأ الطفل في جو من التعاون والمشاركة، فإنه سيكتسب القدرة على التصرف بشجاعة عند مواجهة متطلبات الحياة. وعلى العكس، إذا نشأ الطفل في جو من الشك والعداء تجاه الآخرين، فإنه سيحمل هذه المشاعر معه في حياته البالغة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية أو سلوكيات منحرفة.
نقص الاهتمام الاجتماعي
من وجهة نظر أدلر، قد يؤدي إلى مجموعة واسعة من المشكلات الاجتماعية والنفسية، بما في ذلك العصاب والجريمة. كما ربط أدلر مشكلات أكبر مثل الحرب، الكراهية العنصرية، والإدمان بعدم وجود شعور مجتمعي لدى الأفراد. وبالتالي، فإن تعزيز الاهتمام الاجتماعي منذ الطفولة يعد أمراً ضرورياً لتكوين أفراد يتمتعون بصحة نفسية واجتماعية جيدة.
في سياق حياته المهنية، كان لأدلر تجربة شخصية مع مفهوم السلطة والهيمنة. في بداياته، وخصوصا خلال فترة ارتباطه بـ فرويد، كان أدلر يعتقد أن الناس مدفوعون بشهوة السلطة والسيطرة. وربما تأثرت هذه النظرة بالصراعات التي واجهها أدلر في إثبات نفسه ضمن الدائرة الفرويدية. ومع تطور مسيرته وانفصاله عن فرويد، تغيرت رؤيته، حيث أصبح يؤمن بأن المصلحة الاجتماعية، وليس الهيمنة، هي القوة الدافعة الأهم في حياة الإنسان.
هذه التحولات في نظرية أدلر كانت مرتبطة بشكل مباشر بتجاربه الشخصية. فعندما كافح من أجل الاعتراف بأفكاره، ركز على مفهوم القوة والسيطرة. ولكن بعد أن حصل على هذا الاعتراف، خفف من تركيزه على الهيمنة وتحول نحو الاهتمام بالقيم الاجتماعية والقدرة على التعاون مع الآخرين كقوى أساسية تشكل حياة الفرد وسلوكه.
مفهوم ترتيب الميلاد في نظرية ألفرد أدلر:
ترتيب الميلاد هو أحد المفاهيم الرئيسية التي طرحها ألفرد أدلر، حيث أشار إلى أنه يلعب دورا مهما في تشكيل شخصية الطفل من خلال تأثيرات اجتماعية تتجلى خلال مرحلة الطفولة. رغم أن الأشقاء ينشأون في نفس العائلة، إلا أن تجربتهم الاجتماعية تختلف بناء على ترتيب ميلادهم. فالأبناء الأكبر أو الأصغر يتعرضون لتجارب أبوية متنوعة وظروف مختلفة، مما يسهم في بناء شخصيات متميزة لكل منهم.
أدلر كان يبرع في استنتاج ترتيب الميلاد استنادا إلى سلوك الأفراد، وقد وضع تصنيفا لأربع حالات رئيسية: الطفل البكر، الطفل الثاني، الطفل الأصغر، والطفل الوحيد. يمكنك التفكير في ترتيبك بين إخوتك ومحاولة مقارنة سمات شخصيتك بما طرحه أدلر في هذا السياق.
الطفل البكر
الطفل البكر، وفقا لأفكار ألفرد أدلر، يعيش تجربة مميزة في العائلة، إذ يتمتع باهتمام والديه الكامل لفترة من الزمن قبل وصول الأشقاء الآخرين. يكون الطفل البكر محور الاهتمام والرعاية، مما يمنحه شعورا بالأمان والسعادة. لكن هذا الوضع يتغير بشكل مفاجئ مع ولادة طفل آخر، مما يدفع الطفل البكر للشعور وكأنه قد تم “خلعه” من مكانته المميزة.
مع وصول المولود الثاني، يفقد الطفل البكر جزءا من الاهتمام الذي كان يحظى به، ويبدأ في مشاركة الوالدين مع الشقيق الجديد. هذا التغيير يؤدي في كثير من الأحيان إلى صدمة نفسية، ويبدأ الطفل البكر في التنافس لاستعادة مكانته السابقة. في بعض الأحيان، يتصرف الطفل بسلوكيات مثل العناد أو الغضب، وقد يشعر بالغيرة من المولود الجديد. لكن رغم هذه المحاولات، لا يستطيع الطفل البكر استعادة مكانه الأول في العائلة بنفس الطريقة التي كانت عليها قبل الولادة الجديدة.
أدلر أشار إلى أن رد فعل الطفل البكر تجاه هذا التغيير يعتمد بشكل كبير على عمره وقت ولادة الشقيق الثاني. فكلما كان أكبر سنا، كان أكثر قدرة على تقبل التغيير بأقل ضرر نفسي. على سبيل المثال، قد يكون الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات أكثر تقبلا لولادة شقيق جديد من الطفل الذي يبلغ من العمر سنتين.
خصائص الطفل البكر:
وفقا لأدلر، يميل الطفل البكر إلى التمسك بالماضي ويكون متشائما تجاه المستقبل. بعد أن جرب السلطة مرة واحدة، يستمر في الاهتمام بها طوال حياته. كما أنه يميل إلى ممارسة السلطة على أشقائه الأصغر، لكنه في الوقت ذاته يكون أكثر عرضة لضغط والديه الذين يتوقعون منه المزيد من المسؤولية.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم الطفل البكر في كثير من الأحيان بدور المعلم والموجه لأشقائه الأصغر سنا. هذا الدور يمنحه خبرة فكرية وتطويرا أكبر في مهاراته اللفظية والمعرفية، حيث يضطر إلى شرح الأمور وتوضيح المفاهيم لأشقائه، مما يعزز نموه الفكري.
أدلر يرى أيضا أن الطفل البكر يسعى للحفاظ على النظام والسلطة، وغالبا ما يصبح منظما وضميريا ودقيقا في التفاصيل. وفي بعض الحالات، قد يصبح الطفل البكر استبداديا أو محافظا في مواقفه. ومن الأمثلة التي ذكرها أدلر هو سيغموند فرويد، الذي كان الابن الأكبر ويعتبر نموذجا للصفات التقليدية للطفل البكر.
ومع ذلك، قد يشعر بعض الأطفال البكر بعدم الأمان أو الغضب تجاه الآخرين نتيجة لهذه التغيرات في الأسرة. أدلر أشار إلى أن العصابيين والمجرمين غالبا ما كانوا من البكر، حيث يعانون من تداعيات فقدان مكانتهم في الأسرة.
الطفل المولود الثاني
الطفل المولود الثاني، بحسب أفكار ألفرد أدلر، يتمتع بمكانة فريدة تختلف عن تلك التي يتمتع بها الطفل البكر. المولود الثاني لا يختبر الشعور بالسيطرة والاهتمام الكامل الذي كان يتمتع به البكر قبل ولادة الشقيق الآخر. كما أن المولود الثاني لا يعاني من “الخلع” من العرش الذي يشعر به الطفل الأول عند قدوم المولود الثاني، إذ يكون قد دخل العائلة وهو بالفعل يشارك هذا الاهتمام مع الشقيق الأكبر.
وبحلول وقت ولادة الطفل الثاني، يكون الوالدان عادة قد أصبحوا أكثر خبرة في تربية الأطفال، وبالتالي يكونون أقل قلقا وأكثر استرخاء مقارنة بالمولود الأول. كما أن الطفل الثاني ينشأ منذ البداية بوجود نموذج أكبر منه – الأخ البكر – الذي يمكن أن يكون مصدرا للإلهام أو التهديد أو المنافسة.
أدلر نفسه كان مولودا ثانيا، وعاش طوال حياته علاقة تنافسية مع شقيقه الأكبر. كان يشعر أن شقيقه دائما يسبقه ويستحوذ على المكانة الأفضل داخل الأسرة، مما جعله يشعر بالتفوق عليه. حتى عندما حقق أدلر شهرة كطبيب نفسي، استمر في الشعور بأنه في ظل شقيقه الأكبر.
خصائص الطفل المولود الثاني:
تدفع المنافسة بين المولود الثاني وشقيقه الأكبر إلى تحفيز الطفل الثاني بشكل كبير. غالبا ما يسعى المولود الثاني إلى اللحاق بشقيقه الأول أو تجاوزه، وهو ما يعزز نموه اللغوي والحركي. وبخلاف الطفل البكر، فإن المولود الثاني لا يرتبط بالشعور بالسلطة، لذا فهو عادة ما يكون أكثر تفاؤلا بشأن المستقبل وأكثر ميلا للتنافس والطموح.
ومع ذلك، يمكن أن تنشأ بعض النتائج السلبية أيضا من العلاقة بين الطفلين. فإذا كان الشقيق الأكبر يتفوق بشكل كبير في مجالات مثل الرياضة أو الدراسة، قد يشعر المولود الثاني بأنه لا يستطيع التفوق عليه، مما قد يدفعه إلى التراجع أو عدم المحاولة. في هذه الحالات، قد لا يكون المولود الثاني تنافسيا بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى أداء أقل من إمكانياته في العديد من جوانب الحياة.
الطفل الأصغر
الطفل الأصغر في العائلة يتمتع بوضع مختلف عن إخوته الأكبر سنا. فهو لا يواجه تجربة “خلع العرش” التي يمر بها الطفل البكر عند قدوم شقيق جديد، وغالبا ما يحظى بمعاملة خاصة من بقية أفراد العائلة، خصوصا إذا كان فارق العمر بينه وبين إخوته كبيرا. بسبب رغبته في التفوق على إخوته الأكبر سنا، يتطور الطفل الأصغر بسرعة أكبر ويكتسب مهارات قد تميزه في المستقبل. ولهذا السبب، كثيرا ما يلاحظ أن الأطفال الأصغر يبرزون في حياتهم المهنية ويصبحون ناجحين فيما يفعلونه كبالغين.
ومع ذلك، يمكن أن يحدث تأثير معاكس إذا تعرض الطفل الأصغر للدلال المفرط. عندما يتم تدليله باستمرار وعدم تشجيعه على الاعتماد على نفسه، قد ينمو الطفل وهو يشعر بأنه لا يحتاج إلى بذل جهد لتحقيق أهدافه، معتمدًا على الآخرين. وعندما يصل إلى مرحلة البلوغ، قد يجد صعوبة في التعامل مع متطلبات الحياة المستقلة ويواجه تحديات في التكيف مع المسؤوليات الجديدة، نظرا لأنه لم يعتد على السعي أو تحمل المشاق لتحقيق ما يريد.
الطفل الوحيد
الطفل الوحيد في الأسرة يتمتع بوضع مختلف عن الأطفال الذين لديهم أشقاء. فهو يحتفظ بمكانته كمحور الاهتمام والسلطة داخل الأسرة دون الحاجة إلى مشاركتها مع أشقاء آخرين. هذا التركيز المستمر من الوالدين يجعل الطفل الوحيد غالبا ما ينضج بسرعة، حيث يقضي معظم وقته مع البالغين، ويتبنى سلوكيات ومواقف أكثر نضجا من أقرانه.
ومع ذلك، قد يواجه الطفل الوحيد تحديات عندما يخرج إلى المجتمع، مثل المدرسة، حيث لا يكون بالضرورة محور الاهتمام كما هو الحال في المنزل. بما أنه لم يضطر لمشاركة الاهتمام أو التنافس عليه مع أشقاء، فقد يجد صعوبة في التأقلم مع بيئات تتطلب التفاعل والتعاون. وإذا لم يتمكن الطفل الوحيد من لفت الانتباه والاعتراف بقدراته كما اعتاد، فقد يصاب بالإحباط أو خيبة الأمل.
من المهم الإشارة إلى أن أدلر لم يكن يقترح أن ترتيب الولادة وحده يحدد نوع الشخصية أو سلوكيات الفرد بشكل صارم. ما كان يقصده هو أن هناك احتمالات لتأثير ترتيب الولادة على تطور أنماط معينة من الحياة، بالتوازي مع التفاعلات الاجتماعية المبكرة. تقوم الذات الإبداعية للطفل بتشكيل أسلوب حياته بناء على تلك العوامل مجتمعة، وليس فقط على موقعه في الأسرة.
أسئلة حول الطبيعة البشرية
ألفرد أدلر قدم رؤية متفائلة وإيجابية للطبيعة البشرية، تتناقض بشكل كبير مع النظرة المتشائمة التي قدمها سيغموند فرويد. بينما رأى فرويد أن البشر محكومون بالغريزة وتجارب الطفولة التي لا يمكننا السيطرة عليها، اعتقد أدلر أن لدى البشر القدرة على تشكيل تطورهم الشخصي ومصيرهم بوعي وإرادة حرة. هذه النظرة الإيجابية تركز على قدرة الأفراد على استخدام القوى الاجتماعية التي تؤثر عليهم بشكل خلاق لبناء حياة فريدة وخاصة بهم.
في نظام أدلر، البشر ليسوا أسرى للعوامل اللاواعية أو تجارب الطفولة المبكرة. صحيح أن عوامل مثل ترتيب الميلاد والتفاعلات مع الوالدين تؤثر على الشخصية، لكنها لا تحددها بشكل صارم. بدلا من ذلك، نملك الحرية لاستخدام هذه التأثيرات لبناء نمط حياتنا الخاص.
أدلر أيضا يعتقد أن السعي لتحقيق الكمال هو جزء أساسي من الطبيعة البشرية، لكنه يرى أن كيفية تحقيق هذه الميول الفطرية تعتمد على التجربة الفردية والبيئة. على الرغم من أن بعض السمات قد تكون موروثة، مثل الميل للاهتمام الاجتماعي أو السعي نحو الكمال، إلا أن التجربة الحياتية هي التي تشكل كيفية تطور هذه السمات.
باختصار، كان أدلر يؤمن بالقوة الإبداعية للفرد وقدرته على التحسن والتقدم الاجتماعي، واعتبر أن كل شخص يسعى بشكل فطري نحو الكمال.
التقييم النفسي في نظرية ألفرد أدلر
ألفرد أدلر، على غرار سيغموند فرويد، بنى نظريته من خلال دراسة وتحليل مرضاه، لكنه اتبع نهجا مختلفا وأقل رسمية في تقييمهم. كانت جلسات أدلر أكثر استرخاء ومباشرة، حيث كان يجلس مع مرضاه وجها لوجه على كراسي مريحة، مما خلق أجواء شبيهة بالمحادثات الودية. على عكس فرويد، الذي فضل العلاقات الرسمية وجلس خلف مرضاه الذين كانوا مستلقين على الأريكة، كان أدلر أكثر ودية في تعامله، حتى أنه استخدم الفكاهة بشكل متعمد في جلساته العلاجية لإزالة التوتر وإثارة المرضى للتفكير بجدية أقل في مشاكلهم.
أدلر كان ماهرا في تقييم شخصيات مرضاه بناء على ملاحظات دقيقة حول سلوكهم. كان يلاحظ كل شيء، من طريقة المشي والجلوس إلى أسلوب المصافحة وحتى اختياراتهم البسيطة مثل الكرسي الذي يجلسون عليه. بالنسبة لأدلر، هذه التفاصيل تكشف عن أسلوب حياة الفرد وطريقة تعامله مع العالم. حتى وضعية النوم كان لها دلالات بالنسبة لأدلر، حيث اعتبر أن كل وضعية تعبر عن جانب من جوانب الشخصية. على سبيل المثال، من ينامون مستلقين على ظهورهم قد يسعون لإظهار أنفسهم بأهمية أكبر مما يشعرون بها. بينما يشير النوم في وضع الجنين إلى الخوف من التفاعل مع الآخرين.
بالإضافة إلى هذه الملاحظات الجسدية، اعتمدت نظرية ألفرد أدلر على ثلاثة مداخل أساسية لتقييم الحياة العقلية للفرد. وهي: ترتيب الولادة، الذكريات المبكرة، وتحليل الأحلام. رأى أن هذه الجوانب يمكن أن تقدم رؤى عميقة حول شخصية المريض وكيفية تعامله مع العالم.
أدلر كان يهتم بشكل خاص بفهم “أسلوب الحياة” للفرد. والذي كان بالنسبة له الأساس في تقييم ما إذا كان الشخص يتبع نهجا مناسبا لتحقيق أهدافه الشخصية. كما طورت لاحقا اختبارات نفسية مستندة إلى أفكار أدلر. مثل مفهومه عن “المصلحة الاجتماعية”، والتي تهدف إلى تقييم مدى انسجام الفرد مع المجتمع وقدرته على التفاعل بشكل بناء مع الآخرين.
في النهاية، كان الهدف من تقييم أدلر هو مساعدة المرضى على فهم أنفسهم بشكل أفضل. واكتشاف ما إذا كان نمط حياتهم الحالي يساعدهم على تحقيق النجاح الشخصي والتوازن.
ذكريات مبكرة
في نظرية ألفرد أدلر، تعد الذكريات المبكرة وسيلة أساسية لفهم شخصية الفرد. وفقا لأدلر، يتم تشكيل أسلوب حياتنا خلال السنوات الأولى من حياتنا (بين 4 إلى 5 سنوات). والذكريات التي نحتفظ بها من تلك الفترة تشير إلى ملامح شخصيتنا التي تستمر معنا طوال حياتنا. بغض النظر عما إذا كانت تلك الذكريات لأحداث حقيقية أم مجرد خيالات، فهي تعكس اهتماماتنا ومخاوفنا وتدعم وجهات نظرنا حول أنفسنا والعالم. بعبارة أخرى، تعكس الذكريات المبكرة أسلوب حياتنا وتساعد على فهم توجهاتنا الحالية.
تحليل الذكريات المبكرة
: أدلر لاحظ أن ذكريات الطفولة المبكرة تتضمن أنماطا مشتركة يمكن أن تشير إلى اتجاهات شخصية معينة. على سبيل المثال:
- الذكريات التي تتضمن خطرا أو عقابا قد تشير إلى ميل الفرد نحو العداء أو التوتر.
- ذكريات ولادة شقيق جديد قد تعكس مشاعر الخوف من فقدان المركزية والاهتمام.
- الذكريات التي تتمحور حول أحد الوالدين قد تعكس تفضيلا خاصا لذلك الوالد أو علاقة وثيقة معه.
- الذكريات المرتبطة بالسلوكيات غير المناسبة تشير إلى أن الشخص يحذر نفسه من تكرار تلك السلوكيات.
أدلر يرى أن الناس يتذكرون فقط الصور التي تعزز وجهات نظرهم الحالية أو التي تدعم سعيهم نحو الأهمية والأمان. وبخلاف تفسير فرويد الذي يركز على القمع والذكريات المنسية. ويؤكد أدلر على الذكريات التي تم تذكرها انتقائيا لدعم النمط العام لحياة الفرد.
ذاكرة أدلر المبكرة
: أدلر نفسه كان لديه ذاكرة مبكرة غريبة تمثل مثالا قويا على نظريته. عندما كان في الخامسة من عمره، تذكر أنه كان يشعر بالخوف الشديد من المرور بجوار مقبرة أثناء ذهابه إلى المدرسة. شعر بأنه الوحيد الذي يخاف من هذا المكان، وزاد ذلك من إحساسه بالنقص. قرر التغلب على خوفه من خلال مواجهة هذا الخوف عدة مرات حتى تغلب عليه. لكن بعد سنوات، اكتشف أن المقبرة لم تكن موجودة فعليا. هذه الذكرى كانت تعبيرا عن مشاعره الداخلية حول الخوف والنقص، وجهوده للتغلب عليها. رغم أنها لم تكن دقيقة، فإنها كشفت عن جانب أساسي من شخصيته.
نظرية ألفرد أدلر الفردية وتحليل الأحلام :
تقدر نظرية ألفرد أدلر قيمة الأحلام في فهم الشخصية، لكنه اختلف مع فرويد في تفسيرها. لم ير أدلر أن الأحلام تحقق رغبات خفية أو تعكس صراعات لاواعية كما اعتقد فرويد. بل رأى أن الأحلام تعبر عن مشاعرنا حول مشاكلنا الحالية وكيف نعتزم التعامل معها.
على سبيل المثال، عندما حلم أدلر بأنه يغرق في المحيط عشية سفره إلى الولايات المتحدة، كان الحلم يعبر عن قلقه بشأن رحلته وكيفية استقبال نظرياته الجديدة. لكنه في الحلم تمكن من النجاة والوصول إلى اليابسة، مما يعكس تصميمه على النجاح رغم التحديات.
تفسير الأحلام الشائع: أدلر وجد أن هناك بعض الأنماط الشائعة في الأحلام التي يمكن أن تفسر بطرق معينة:
- حلم السقوط: يشير إلى خوف الفرد من فقدان الهيبة أو احترام الذات.
- حلم الطيران: يعبر عن الطموح والرغبة في التفوق على الآخرين.
- حلم السقوط أثناء الطيران: يمثل الخوف من أن الطموحات الكبيرة قد تؤدي إلى الفشل.
- حلم المطاردة: يعكس الشعور بالضعف أو التهديد من الآخرين.
- حلم العُري: يشير إلى الخوف من التعرض أو الكشف عن الذات.
في المجمل، يرى أدلر أن الأحلام هي انعكاس لأسلوب حياة الفرد. وبالتالي لا يمكن تفسيرها إلا في سياق شخصية الشخص وظروفه الخاصة.
مقاييس المصلحة الاجتماعية
ألفرد أدلر كان لديه نظرة متحفظة تجاه استخدام الاختبارات النفسية لتقييم الشخصية. حيث اعتبرها غير دقيقة وتقدم نتائج غامضة لأنها تعتمد على مواقف مصطنعة. بدلا من ذلك، كان يؤمن بتطوير المعالجين لحدسهم وفهمهم المباشر للأفراد من خلال الملاحظة والتفاعل الشخصي. ومع ذلك، دعم أدلر استخدام اختبارات الذكاء والذاكرة لكنه انتقد بشكل خاص اختبارات الشخصية.
كما اعتبر أن الأحلام تعكس مشاعرنا تجاه مشكلاتنا الحالية، وما نخطط للقيام به حيالها. بدلا من كونها تحقيقا لرغبات غير واعية كما اعتقد فرويد. على سبيل المثال، عندما حلم أدلر بغرق سفينة أثناء سفره إلى الولايات المتحدة. كان هذا الحلم يعكس قلقه بشأن مستقبله وكيفية استقباله هناك. وبدلا من أن تكون الأحلام انعكاسا لصراعات الماضي، اعتقد أدلر أن الأحلام تتعلق بالحاضر والمستقبل. وتساهم في فهم أسلوب حياة الفرد.
نقد نظرية ألفرد أدلر:
أثر أدلر بشكل كبير على علم النفس من خلال العديد من المفاهيم مثل “عقدة النقص”، وترتيب الميلاد، والدونية العضوية. ساهمت أفكاره في تشكيل نظريات شخصية لاحقة. مثل أعمال كارين هورني وأبراهام ماسلو، وكان لأدلر تأثير مبكر على علم النفس الاجتماعي والعلاج الجماعي.
على الرغم من التأثير الكبير لنظرية ألفرد أدلر، إلا أنها تعرضت أيضا للنقد. اتهمه فرويد بأن نظريته مفرطة في التبسيط، وأنه تجاهل تعقيد اللاوعي وأهمية الجنس. النقاد يرون أن نظريته تفتقر إلى العمق مقارنة بنظريات فرويد أو يونغ، وأنها تعتمد كثيرًا على الملاحظات اليومية. كما وجه النقد إلى فكرة “الذات الإبداعية”، حيث لم يكن واضحا كيف يمكن للأطفال الصغار تصميم أسلوب حياتهم في سن مبكرة باستخدام العوامل الوراثية والبيئية.
رغم أن أدلر قدم العديد من الأفكار المؤثرة، إلا أن الاعتراف العام به تراجع بعد وفاته في عام 1937. ومع ذلك، فإن نظريته لا تزال مؤثرة وتتم دراستها في معاهد متخصصة في الولايات المتحدة وأوروبا.
مراجع:
- Heinz L. Ansbacher et Rowena R. Ansbacher (eds), The Individual Psychology of Alfred Adler : A Systematic Presentation in Selections From His Writings (1956).
- Phyllis Bottome, Alfred Adler : A Portrait From Life (1957).
- Jon Carlson, Richard E. Watts et Michael Maniacci, Adlerian Therapy : Theory and Practice (2006).
- Edward Hoffman, The Drive for Self : Alfred Adler and the Founding of Individual Psychology (1994).
مصادر للتحميل: