القائمة

اضطرابات الشخصية

الشخصية هي: مجموع السلوكيات، والوضعيات، والدوافع التي تحدد سلوك الفرد، وتكون فردانيته.
ما يوصل الفرد الى التماثل مع الآخرين (في الانتماء الإنساني)، والاختلاف عنهم في آن واحد،

شارك المقال

اضطرابات الشخصية ليست مجرد مصطلح نفسي، بل هي حالة تعكس أعماقا معقدة من التجارب الإنسانية. هذه الاضطرابات لا تقتصر على كونها مجرد اختلال في التفكير أو العاطفة، بل هي انعكاس للتحديات العميقة التي تواجه النفس في التفاعل مع العالم الخارجي.

في عالم تتشابك فيه الخطوط بين الطبيعي وغير الطبيعي، و السوي و اللا سوي يصبح فهم اضطرابات الشخصية ضرورة، وليس رفاهية. من اضطراب الشخصية الحدية إلى النرجسية السامة، تحمل هذه الحالات تأثيرا عميقا ليس فقط على الأفراد، بل على العلاقات الاجتماعية والنظم المجتمعية ككل. إن معرفة هذه الحالات وفهمها هو الخطوة الأولى نحو تعزيز التفاهم الإنساني وبناء جسور التعاطف.

استعد لاستكشاف هذا العالم المثير والمليء بالتحديات، حيث نتعمق في الأسباب، المظاهر، وأساليب التعامل مع اضطرابات الشخصية. إنها فرصة لإعادة النظر في كيفية فهمنا للنفس البشرية، فهل أنت مستعد لاكتشاف المزيد؟

تعريف الشخصية:

الشخصية هي كلمة من أصل يوناني (Persona)،  وتشير الى “قناع الممثل” في المسرح الاغريقي القديم. ويمكننا تعريف “الشخصية” على أنها أنماط دائمة للاتصال، ولإدراك الذات والأخرين والمحيط.

تنبني الشخصية كوحدة ديناميكية على عدد من المكونات (العاطفية، السلوكية، الذهنية، الفسيولوجية، المرفولوجية، الاجتماعية-العلائقية..) وهي ناتجة عن عوامل وراثية وأخرى مكتسبة.

وعليه “الشخصية” هي مجموع السلوكيات والوضعيات، والدوافع التي تحدد السلوك والفعل الذي يكوّن فردانية وخصوصية الشخص. وهي ما يوصل الفرد الى التماثل مع الآخرين والاختلاف عنهم في آن واحد. فمن خلال شخصيتنا، نعبّر عن خصائصنا الفطرية، والنماذج التي صنعتها فينا البيئة والتنشئة الاجتماعية، وأحداث تاريخنا الشخصي، والعادات والقرارات واختيارات الحياة التي ميزت وصبغت أفعالنا.

تعريف اضطرابات الشخصية:

نعتبر الشخصية مضطربة عندما تصبح صارمة و جامدة ومتشددة. وهو ما من شأنه أن يعيق عملية التكيّف مع الذات أو مع العالم الخارجي، ويحدث المعاناة النفسية للفرد و/أو للآخرين.

وبالتالي، فاضطراب الشخصية (حسب DSM 4) هو السلوكيات أو السمات المميزة لكل من السلوك الحديث والسلوك طويل المدى منذ مرحلة البلوغ. وتكون (هذه السمات والسلوكيات) مسؤولة إما عن تغيّر كبير في الأداء الاجتماعي أو المهني، أو عن معاناة ذاتية.

ويعرّف التصنيف الدولي للأمراض (CIM 10) اضطراب الشخصية بأنه “أنماط سلوكية عميقة ومتجذرة، ومستمرة. تتكون من استجابات غير مرنة اتجاه المواقف الشخصية والاجتماعية ذات الطبيعة المتنوعة.

كما يعرّف (DSM 5) اضطراب الشخصية بأنه نمط مستمر من السلوك والتجربة الحياتية التي تنحرف بشكل كبير عما هو متوقع في ثقافة الفرد. يكون هذا النمط مجتاحا وجامدا، ويظهر خلال فترة المراهقة أو مرحلة الطفولة المبكرة. ويستقر بمرور الوقت، ويسبب المعاناة ويضعف الأداء العام للفرد.

تظهر اضطرابات الشخصية خلال فترة المراهقة وفي بعض الحالات في الطفولة، وتستمر مدى الحياة، وتحدث معاناة للشخص ولمحيطه، وهشاشة في العلاقات الاجتماعية، وعجز عن مواجهة مشكلات الحياة.

لا نشخّص غالبية اضطرابات الشخصية في سن الرشد. وعندما تظهر مؤشرات الاضطراب على الشخصية، تبدأ تظهر على الشخص مشاكل وصعوبات على مستويات مختلفة، وتحتاج الى تكفل متخصص.

الفرق بين اضطرابات الشخصية والنوبات النفسية المرضية:

المظاهر المرضية الخاصة باضطراب الشخصية تختلف عن النوبات المرضية-النفسية، ولا يمكن تشخيص اضطراب الشخصية خلال هذه النوبات أبدا. بل يجب الاسراع بعلاج النوبات المرضية النفسية، وبعد استقرار الحالة يمكننا إعادة الفحص العيادي لإعطاء تشخيص لإطراب الشخصية إن وجد.

المحكات/المعايير التشخيصية العامة لاضطراب الشخصية:

يعتمد الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية في نسخته الرابعة المعدلة حسب(DSM VI-R) على المعايير التشخيصية الستة التالية لتشخيص اضطراب الشخصية:

1. طريقة عامة للتجارب المعاشة والسلوكات التي تنحرف بطريقة واضحة ويظهر الانحراف في مجالين على الأقل:

    • الجانب المعرفي: الادراك، نظرة الشخص لنفسه وللآخرين وللمواقف؛
    • الجانب الانفعالي: التنوع، الشدة، والتقلب ومدى تناسب الاستجابة الانفعالية؛
    • الجانب العلائقي؛ التوظيف البين شخصي حسب (DSM 5)
    • التحكم في الاندفاعية والدوافع.

    2. هذه الطريقة السلوكية هي دائمة وصارمة ومتشددة، وتسيطر على المواقف الفردية والاجتماعية المختلفة.

    3. تسيطر هذه السلوكات بطريقة دائمة، مما يولد ألما نفسيا ومعاناة نفسية ظاهرة اكلينيكيا، مع تراجع في الوظائف الاجتماعية والمهنية، او في ميادين أخرى.

    4. هذه الحالة ثابتة ودائمة وتظهر متأخرة في مرحلة المراهقة وبداية سن الرشد؛

    5. لا يمكن تفسير الاضطراب بمرض عقلي؛

    6. لا ترتبط الأعراض الظاهرة بمرض عضوي أو نتيجة تعاطي مادة معينة أو حالة طبية (كالصدمة الدماغية).

    وفي النسخة الخامسة والخامسة المعدلة من الدليل (DSM 5)، تم أخذ عنصر (ثقافة الفرد) بعين الاعتبار في عملية التشخيص. على سبيل المثال، في المعيار الأول (الانحراف عما هو متوقع في ثقافة الفرد). كما تم التعديل في معيار ظهور الاضطراب “من مرحلة المراهقة الى سن الرشد” إلى “أبعد تقدير خلال فترة المراهقة أو بداية البلوغ”. وهنا ظهرت احتمالية تشخيص اضطراب الشخصية في سن مبكرة.

    خصوصيات عملية تشخيص اضطرابات الشخصية:

    لتشخيص اضطراب الشخصية يجب:

    • تقييم الأداء العام والمستمر للشخص.
    • أن تكون سمات الشخصية المستخرجة من الفحص النفسي واضحة منذ فترة البلوغ المبكر.
    • تمييز سمات الشخصية التي تحدد هذه الاضطرابات عن تلك التي تظهر استجابة لمواقف مرهقة بعينها، أو حالات عقلية عابرة ومؤقتة (كالاضطراب الثنائي القطب في نوبتي الهوس أو الكتئاب، الادمان وتعاطي المخدرات…).
    • تقييم استقرار واستمرار السمات المرضية للشخصية مع مرور الوقت وفي مواقف مختلفة.
    • من الضروري إجراء عدة مقابلات عيادية لتأكيد التشخيص الإيجابي، على الرغم من أن مقابلة واحدة كافية في عدد معتبر من الحالات لتأكيد التشخيص.
    • في بعض الحالات يكون التقييم معقدا وصعبا جدا؛ بسبب أن المعايير أو السمات التي نستخرجها والتي تحدد وجود اضطراب في الشخصية لا تعتبر بالضرورة مشكلات أو أعراض من قبل الشخص المعني (على سبيل المثال، معايير اضطراب الشخصية الفصامية غالبا ما يعتبرها المريض سمات متناغمة مع أناه ونفس الشيء يقال عن اضطراب الشخصية الوسواسية وغيرها). وفي هذه الحالة تكون المعلومات التي يتم جمعها من أفراد أسرة المريض مفيدة جدا في حل صعوبة التشخيص.

    علاقة اضطراب الشخصية بظهور الاضطراب النفسي

    بعض تنظيمات الشخصية تكون مهيئة لتطوير اضطراب نفسي بعينه مثلا: اضطراب الشخصية الفصامية غالبا ما يطوّر فصامات، واضطراب الشخصية البانويدية يطوّر برانويا.

    لكن بعض اضطرابات الشخصية لا ترتبط بالضرورة باضطراب نفسي محدد، أو العكس. على سبيل المثال، اضطراب الرهابات (المخاوف المرضية) لا تظهر فقط على اضطراب الشخصية (التجنبية)، فقد يظهر هذا الاضطراب النفسي على العديد من اضطرابات الشخصية.

    أنواع اضطرابات الشخصية

    أنواع اضطرابات الشخصية

    نميّز بين ثلاث مجموعات من اضطرابات الشخصية على أساس التشابه الوصفي.

    المجموعة (أ): الشخصيات الذهانية

    تضم هذه المجموعة الشخصيات التي تبدو غالبا غريبي الأطوار أو متمركزين على ذواتهم، مع خلل في العلاقات الاجتماعية.

    • الشخصية البرانويدية (Paranoid personality disorder): يسيطر على هذه الشخصية الارتياب والشك بالآخرين الذين تفسر نواياهم غالبا على أنها خبيثة.
    • الشخصية الفصامية (Schizoid personality disorder): تتميز الشخصية الفصامية بالانفصال عن العلاقات الاجتماعية وتقييد تنوع التعبيرات العاطفية.
    • الشخصية شبه الفصامية (Schizotypal personality disorder) تتميز بالانزعاج الشديد في العلاقات المقربة، والتشوهات المعرفية والإدراكية والسلوكيات الغريبة.

    المجموعة (ب): الشخصيات المتفتحة

    تشترك الشخصيات التي تنتمي إلى المجموع (ب) بأنها تظهر غالبا بمظهر استعراضي وعاطفي أو متقلب.

    • الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial personality disorder). تتصف بالازدراء والتعدي على حقوق الآخرين.
    • الشخصية الحدية (Borderline personality disorder). تتميز بالاندفاع وعدم الاستقرار في العلاقات الشخصية وفي الصورة الذاتية.
    • الشخصية الهستيرية (Histrionic personality disorder). تتميز بالاستجابات العاطفية المفرطة والبحث عن الاهتمام.
    • الشخصية النرجسية (Narcissistic personality disorder). يسيطر عليها التخيلات أو السلوكيات المتضخمة، والحاجة إلى الإعجاب، وقلة التعاطف.

    المجموعة (ج): الشخصيات الانطوائية

    الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه المجموعة من اضطرابات الشخصية، غالبا ما يشتركون في معاناتهم من القلق و/أو الخوف.

    • الشخصية الانطوائية/التجنبية (Avoidant personality disorder): تتميز بالكبت الاجتماعي، والشعور بعدم الكفاءة بما فيه الكفاية، وفرط الحساسية للأحكام السلبية للآخرين.
    • الشخصية الاعتمادية (Dependent personality disorder). تتميز بسلوك الخضوع المرتبط بالحاجة المفرطة إلى الاهتمام.
    • الشخصية الوسواسية القهرية (Obsessive-compulsive personality disorder). تتميز بالانشغال بالنظام والكمال والسيطرة.

    اضطراب الشخصية المتعدد

    بالاظافة الى الأنواع السابقة من اضطرابات الشخصية، يمكن أن يقدم (يطوّر) الشخص أكثر من اضطراب شخصية واحد، فيما يسمى باضطرابات الشخصية المزدوجة أو اضطراب الشخصية المتعدد.

    حسب (DSM 5) يتم تشخيص (تصنيف) إضافة الى التصنيفات أعلاه، اضطراب الشخصية غير المحددة. يتم تشخيص هذا الاضطراب في الحالتين التالييتين:

    أولا، استيفاء المريض لمعايير التشخيص لإضطراب محدد من اضطرابات الشخصية، لكنها معايير تنتمي إلى عدة اضطرابات شخصية مختلفة في نفس الوقت. بحيث لا يمكن استيفاء جميع المعايير التشخيصية لأي من اضطرابات الشخصية المحددة أعلاه. وهنا نتحدث عن اضطراب الشخصية المتعدد، على سبيل المثال، اضطراب الشخصية الفصامية-البرانويدية.

    ثانيا، وجود اضطراب في الشخصية يستجيب للمعايير التشخيصية العامة لاضطرابات الشخصية، لكنه لا ينتمي إلى أي اضطراب من الفئات التشخصية الثلاثة (أ-ب-ج) المشخصّة في (DSM 5). على سبيل المثال: اضطراب الشخصية السلبية العدوانية.

    سببية اضطرابات الشخصية:

    تعود أسباب اضطراب الشخصية الى التفاعل المعقد بين أحداث في بداية الحياة والعناصر الجينية والمحيطية؛ بحيث يشكل العامل الجيني القاعدة البيولوجية للوظيفة الدماغية زائد بنية الشخصية القاعدية، التي تؤثر على استجابات الفرد وتفاعلاته مع الأحداث ومع المحيط الاجتماعي. مع مرور الزمن يطوّر الشخص أنماطا اختيارية لإدراك عالمه الخاص بالإحساس وبالتفكير والتكيف والسلوك.

    أي أنّ بعض الأشخاص يولدون ولديهم ميل وراثي إلى اضطراب في الشخصية، ثم يجري كبح هذا الميل أو تعزيزه عن طريق العوامِل البيئية. وتسهِمُ الجيناتُ والبيئة بالتساوي تقريبًا في حدوث اضطرابات الشخصية.

    تطوّر اضطرابات الشخصية:

    تظهر غالبا أعراض وسمات اضطرابات الشخصية خلال فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ المبكر. ويمكن ملاحظة هذه السمات والأعراض والتعرف عليها.

    يمكن لبعض أنواع اضطرابات الشخصية، لا سياما اضطراب الشخصية المعادية/المضادة للمجتمع واضطراب الشخصية الحدية إلى الانحصار والتحسن مع تقدم في العمر. في حين يمكن لبعض اضطرابات الشخصية الأخرى أن تزداد حدة وتعقد سماتها وأعراضها كاضطراب الشخصية الوسواسية واضطراب الشخصية الفصامية والبرانويدية.

    تظهر سمات بعض أنواع اضطرابات الشخصية في مرحلة الطفولة وتستمر دون تغيير إلى سن الرشد. لكن لا يمكننا تأكيد التشخيص الإيجابي إلا في سن الرشد، لإحترام معيار استمرارية الأعراض. ويؤد (DSM 5) على ضرورة استمرار الأعراض والسمات لمدة سنة واحدة على الأقل لتأكيد التشخيص باستثناء اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع الذي لا يمكن تشخيصه قبل سن 18 سنة. 

    قد تتفاقم أعراض اضطراب الشخصية بسبب افتقار بيئة الشخص للدعم النفسي، على سبيل المثال فقد الزوج أو الوالد بالوفاة أو الهجر، أو بسبب تغيّر الظروف الاجتماعية والاقتصادية كتغيير المسكنأو المدينة أو مؤسسة العمل وغيرها.

    أي تغيّر ملاحظ ذو دلالة اكلينيكية في سمات الشخصية الأساسية في مرحلة المراهقة أو في سن الرشد، سيتدعي إجراء فحص دقيق وتقييم شامل للبحث في أسباب التغيّر.

    التغيرات التي تعتبر مؤشرا لوجود اضطراب في الشخصية:

    تنطوي اضطرابات الشخصية بشكل رئيسي على مشاكل في:

    الهوية والشعور بالذات:

    لا يكون لدى الشخص صورة واضحة ومُستقرة لذاته. وقد يكون تقدير الذات مرتفعا أو منخفضا بشكل غير واقعي. وتتغيّر الطريقة التي ينظر بها لنفسه استنادا إلى الموقف وإلى الأشخاص الذين يتعامل معهم. كما قد يكون متناقضا في قِيَمه وأهدافه؛ بحيث قد يكون شخصا متديّنا عند وجوده بين أشخاص متدينين أو في دور العبادة، ثم يتواجد في أماكن أخرى تتعارض وتعاليم الدين الذي ينتمي اليه، كأن يتواجد في بيوت الدعارة أو في الملاهي الليلية، أو يتعامل بالربا وبالرشوة وهو شخص مسلم.

    العلاقات الاجتماعية:

    يكون الشخص المصاب باضطراب الشخصية غير قادر على تكوين علاقات وثيقة ومستقرّة ومشبعة مع الآخرين، وقد لا يأبه بالآخرين، أو يكون منفصلا عنهم وبليدا عاطفيا، أو قد يفتقر إلى التعاطف.

    غالبا ما يبدو الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية غير متزن، ومُرتبك، ومُحبِط لأفراد عائلته وللأشخاص من حوله. فقد يستخدم أساليب أبوَّة متناقضة يجمع فيها بين النقيضين (الحزم التام تارة والحرية المطلقة تارة أخرى)، أو أساليب عاطفية أكثر من اللازم أو مسيئة أو غير مسؤولة.

    وقد يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية مشاكل في معرفة الطرق المناسبة والمقبولة اجتماعيا للتعامل مع الآخرين، أو التصرّف في مواقف اجتماعية معينة.

    غالبا، لا يدركون دورهم في إلحاق الأذى بالآخرين، وإثارة المشاكل لهم (على سبيل المثال، اضطراب الشخصية النرجسية والبارانويدية). ويستمرّون في اعتبار أنفسهم ضحايا لأسرهم، أوينظرون إلى أنفسهم بطرق غير واقعية (تضخم الأنا والاحساس بالاستحقاق والتميّز في اضطراب الشخصية النرجسية). كما قد يصفون نمطا من الأفكار أو السلوك غير اللائق الذي لا يتغيّر على الرغم من العواقب السلبية لهذا السلوك (على سبيل المثال، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، اضطراب الشخصية الحدية). قد تنطوي هذه الأفكار والسلوكيات غير اللائقة على كيفية تفاعلهم مع الآخرين ومدى سيطرتهم على دوافعهم.

    التشخيص الفارقي لاضطرابات الشخصية:

    أحيانا يعتبر تشخيص العديد من حالات اضطرابات الشخصية أمرا دقيقا وصعبا جدا، لا سياما مع تداخل الأعراض، وتأثير الثقافة على المشهد العرضي العام. لذلك يجب اللجوء الى التشخيص الفارقي في هذه الحالات. يتم التشخيص الفارقي لاضطرابات الشخصية مع:

    نوبات الاضطرابات النفسية:

    نجدي العديد من المعايير التشخيصية لاضطرابات الشخصية ضمن نوبات الاضطرابات النفسية أو العقلية. لذلك لا يمكن تشخيص اضطراب الشخصية إلا في حالة خروج المريض من النوبة المرضية. وتكون الأعراض نموذجية لوظيفة الشخص على المدى الطويل ولا تحدث حصريا أثناء نوبة اضطراب نفسي آخر.

    الاضطرابات ذهانية:

    اضطرابات الشخصية من المجموعة (أ) قد تتداخل أعراضها مع مع أعراض الاضطرابات الذهانية (البارانويا، والفصامية والشبه فصامية). فعندما يعاني الشخص من اضطراب ذهاني مستمر (على سبيل المثال، الفصام) فإن هذا الاضطراب قد سبقه اضطراب شخصية فصامية أو شبه فصامية. لذا يجب التأكيد على اضطراب الشخصية القاعدي في عملية تشخيص الاضطراب الذهاني والتأكيد عليه.

    اضطراب القلق المعمم واضطراب الاكتئاب:

    لا يجب التسرع في تشخيص اضطراب الشخصية إذا كان المريض يعاني من نوبة اضطراب المزاج أو اضطراب القلق. نظرا لأن هذه أعراض هذه الاضطرابات تكون غالبا مصحوبة بأعراض مؤقتة تؤثر على الشخصية ككل، وهو ما يمكنه التأثير على عملية التقييم الشامل للشخصية.

    اضطراب ما بعد الصدمة:

    إذا ظهر أثناء الفحص النفسي أعراض لصدمات سابقة متوسطة أو حادة، فيفضل تأجيل تشخيص اضطرابات الشخصية. لأن الصدمة تؤثر على العديد من النواحي، النفسية والمعرفية والاجتماعية.

    الادمان:

    يؤثر تعاطي المخدرات على الأداء العام للشخص، لذا يفضل علاج الادمان أولا، ثم القيام بتشخيص اضطرابات الشخصية.

    تغير الشخصية بسبب حالة طبية أخرى:

    كتعاطي أدوية معينة، أو وجود مرض عضوي معين من شأنه أن يحدث تغيرات أو اضطرابات في الشخصية. (على سبيل المثال، الأورام السرطانية، الاصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة أو الأمراض المتنقة عن طريق الجنس، أو التهاب الكبد الفيروسي).

      قائمة المراجع:

      Fariba KA, Gupta V, Kass E. Personality Disorder (https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK556058/). [Updated 2022 Jan 24]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022. Accessed 4/16/2022.

      Merck Manual: Consumer Version. Overview of Personality Disorders. (https://www.merckmanuals.com/home/mental-health-disorders/personality-disorders/overview-of-personality-disorders) Accessed 4/16/2022.

      تعليق واحد

      اترك ردّاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *