القائمة

نظرية فيجوتسكي في النمو المعرفي

شارك المقال

تبرز نظرية فيجوتسكي حول النمو المعرفي كأحد المفاهيم الأساسية التي تساهم في فهمنا لكيفية تعلم الأطفال وتطورهم.  العالم النفسي الروسي، قدم إطارا نظريًا يعتبر التفاعلات الاجتماعية حجر الأساس في التطور المعرفي للأطفال. نظريته، التي تركز على الدور الحاسم للثقافة واللغة في التعلم، تفتح آفاقًا جديدة لفهم كيف يبني الأطفال معرفتهم وكيف يمكن للمعلمين والوالدين دعم هذه العملية. هذا المقال يهدف إلى استكشاف مبادئ نظرية فيجوتسكي في النمو المعرفي، ملقيًا الضوء على كيفية تطبيق هذه النظرية في بيئات التعلم وتأثيرها على الممارسات التعليمية الحديثة. 

ليف فيجوتسكي

 نظرية فيجوتسكي المعرفية الاجتماعية والثقافية في النمو

نظرية فيجوتسكي للتطور المعرفي تستند إلى فكرة أساسية تقول بأن البيئة الاجتماعية والثقافية لها تأثير كبير على تطور الطفل المعرفي. ليف فيجوتسكي، الذي عاش بين عامي 1896 و1934 وعمل كعالم نفس ومعلم في روسيا، قدم نظرية تصور التنمية المعرفية كنتيجة للتفاعلات الاجتماعية.

وفقاً لفيجوتسكي، النمو المعرفي للطفل لا يحدث في فراغ بل يتأثر بشكل كبير بالعلاقات والتفاعلات مع الآخرين. تشير نظريته إلى أن الأطفال يتعلمون ويتطورون من خلال العمليات الاجتماعية، حيث يلعب الأشخاص الأكثر خبرة، مثل الوالدين والمعلمين، دوراً محورياً في توجيه هذا التطور.

علاوة على ذلك، يعتبر فيجوتسكي الثقافة عنصراً حاسماً يؤثر على الطريقة التي ينمو بها الأطفال معرفيا، مشيرا إلى أن القيم والمعتقدات الثقافية التي يتعرض لها الأطفال تشكل تجاربهم التعليمية والتطورية. كما يبرز فيجوتسكي أهمية اللغة في التنمية المعرفية، معتبراً إياها جوهر التعلم والتفاعل الاجتماعي.

بهذا، تقدم نظرية فيجوتسكي رؤية شاملة لكيفية تأثير البيئة الاجتماعية والثقافية على تعلم الطفل ونموه المعرفي، مؤكدة على الدور الجوهري للتفاعلات الاجتماعية واللغة في هذه العملية.

الآخر الأكثر معرفة (MKO) حسب فيجوتسكي:

مفهوم “الآخر الأكثر معرفة” (More Knowledgeable Other – MKO) الذي طوره فيجوتسكي يعتبر حجر الزاوية في نظريته حول التنمية المعرفية الاجتماعية. يشير هذا المفهوم إلى أن الفرد، سواء كان بالغا أو طفلا آخر، يملك درجة أعلى من الفهم أو الخبرة في مجال معين، يمكن أن يساهم بشكل فعّال في تعليم وتطور الطفل.

الآخر الأكثر معرفة ليس شخصا محددا بل يمكن أن يتغير بناء على الموقف التعليمي أو الموضوع المعين. على سبيل المثال، في بيئة الفصل الدراسي، قد يكون المعلم هو الآخر الأكثر معرفة. في المنزل، قد يكون هذا الدور للوالدين أو الأشقاء الأكبر سنا. حتى الأطفال أنفسهم يمكن أن يكونوا الآخر الأكثر معرفة عندما يساعدون زملاءهم على فهم مفهوم أو مهارة جديدة.

هذا المفهوم يعزز النظرة إلى التعلم كعملية تعاونية وديناميكية حيث يكتسب الأطفال المعرفة والمهارات من خلال التفاعل الاجتماعي. يُظهر أيضًا كيف يمكن للتعلم أن يحدث في مختلف البيئات وليس فقط في البيئة التعليمية الرسمية.

علاوة على ذلك، يشدد مفهوم الآخر الأكثر معرفة على الدور الذي تلعبه اللغة والتواصل في التنمية المعرفية، موضحا كيف أن التبادلات اللفظية وغير اللفظية تساهم في تعلم الطفل ونموه. بالتالي، يوفر هذا المفهوم فهما عميقا للطريقة التي يمكن بها للتفاعلات الاجتماعية أن تنير وتشكل تجربة التعلم.

الأشكال المعاصرة للآخر الأكثر معرفة:

فعلا، توسعت نظرية فيجوتسكي لتشمل الأشكال المعاصرة للتعلم، حيث يمكن أن يأخذ الآخر الأكثر معرفة (MKO) شكلاً رقميًا، مثل مدرس إلكتروني أو برنامج تعليمي قائم على الكمبيوتر. في البيئة التعليمية الحديثة، يمكن للتقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، البرامج التعليمية، والمنصات الإلكترونية أن تؤدي دور الآخر الأكثر معرفة عن طريق توفير التوجيه، الإرشاد، والدعم للمتعلمين.

تستخدم هذه الأدوات المطالبات الصوتية، مقاطع الفيديو، الواقع الافتراضي، وغيرها من الوسائل التفاعلية لتعزيز عملية التعلم، وتقديم تجارب تعليمية مخصصة تستجيب لاحتياجات ومستويات مهارة المتعلمين المختلفة. من خلال هذا التوجيه المتطور، يمكن للمتعلمين التقدم في فهمهم ومهاراتهم بطريقة موجهة وفعالة.

من المهم ملاحظة أن هذا التوسع في تعريف الآخر الأكثر معرفة يعكس التطورات في تكنولوجيا التعليم ويؤكد على الدور المتزايد للتكنولوجيا في العملية التعليمية. يتناسب هذا التكامل بين النظرية التعليمية التقليدية والتقنيات الحديثة مع مفهوم التعلم مدى الحياة، حيث توفر الأدوات الرقمية فرصًا مستمرة للنمو والتطور المعرفي في مختلف مراحل الحياة.

الشخص الأكثر معرفة الداعم

أقرب منطقة للنمو (ZPD)

أقرب منطقة للنمو (ZPD) هي مفهوم رئيسي آخر في نظرية فيجوتسكي الذي يعطي بُعدا أعمق لفهم كيف يتعلم الأطفال وينمون معرفيا. هذه المنطقة تمثل الفارق بين ما يستطيع الطفل أداءه بمفرده (مستوى النمو الفعلي) وما يمكنه أداءه بمساعدة الآخرين (مستوى النمو المحتمل).

في أقرب منطقة للنمو، يكون التعلم الأكثر فاعلية؛ حيث يتم تحدي الطفل بما يكفي للنمو دون أن يشعر بالإحباط. عندما يعمل الطفل ضمن هذه المنطقة، يمكنه تطوير مهارات جديدة واكتساب معرفة بمساعدة الموجهين الذين يمكنهم توجيه الدعم وتقديم المساعدة المناسبة.

يُظهر مفهوم أقرب منطقة للنمو أهمية التعلم التعاوني والتفاعلي، حيث يمكن للتوجيه المناسب من الآخر الأكثر معرفة أن يعجل من عملية التعلم ويعمق الفهم. إنه يؤكد على أن التعلم ليس عملية فردية بحتة بل عملية اجتماعية تتأثر بالعلاقات والتفاعلات داخل البيئة التعليمية.

من خلال تطبيق مفهوم أقرب منطقة للنمو في التعليم، يمكن للمعلمين والموجهين تصميم تجارب تعليمية تحفز نمو الطفل وتعلمه بطريقة مستهدفة ومعززة، مما يسهل تحقيق إمكاناتهم التعليمية والمعرفية إلى أقصى حد.

أقرب منطقة للنمو (ZPD) لا تعمل فقط كأداة لفهم التطور المعرفي ولكنها توفر أيضا إطارا عمليا لتصميم استراتيجيات تعليمية فعالة. يُمكن للمعلمين استخدام هذا المفهوم لتحديد مستوى التحدي المناسب لكل طالب، وهو ما يتطلب فهما دقيقا لقدرات الطلاب الفردية واحتياجاتهم التعليمية.

تطبيقات أقرب منطقة للنمو:

عند تطبيق أقرب منطقة للنمو في البيئة التعليمية، ينبغي للمعلمين أولا تحديد الفجوة بين ما يستطيع الطلاب القيام به بمفردهم وما يمكنهم تحقيقه بمساعدة الآخرين. بعد ذلك، يمكن تصميم الأنشطة التعليمية التي تسد هذه الفجوة بطريقة تدعم الاستقلالية تدريجيا، مما يسمح للطلاب بالتقدم إلى مستويات أعلى من الفهم والمهارة.

يعتبر التفاعل الديناميكي بين الطالب والمعلم، وكذلك بين الطلاب أنفسهم، عنصرا حيويا في استغلال أقرب منطقة للنمو. يُشجع الطلاب على المشاركة في النقاشات، العمل الجماعي، وأنشطة التعلم التعاوني التي تعزز الفهم المشترك والنمو المعرفي.

في النهاية، يتجاوز تأثير أقرب منطقة للنمو الإطار التعليمي ليشمل التطور الشخصي والاجتماعي للطلاب. عبر فهم وتطبيق هذا المفهوم، يمكن للمعلمين ليس فقط تعزيز التعلم المعرفي ولكن أيضا تشجيع الثقة بالنفس، المهارات الاجتماعية، والاستقلالية في الطلاب، مما يؤسس لتجربة تعليمية شاملة ومتكاملة تحترم فردية كل طالب وتحفز على تحقيق أقصى قدراته.

مراحل أقرب منطقة للنمو:

تقسيم أقرب منطقة للنمو (ZPD) إلى ثلاث مراحل يوفر إطارا مفيدا للمعلمين والموجهين لتقييم وتسهيل التطور المعرفي للمتعلمين. فهم هذه المراحل وكيفية التفاعل مع المتعلمين في كل مرحلة يمكن أن يعزز استراتيجيات التعليم والتعلم. إليك تفصيل لكل مرحلة:

المهام التي يمكن للمتعلم إنجازها دون مساعدة:

هذه المرحلة تشير إلى القدرات والمهارات التي يتقنها المتعلم بالفعل ويمكنه أداؤها بشكل مستقل دون الحاجة إلى مساعدة. في هذا السياق، يُعتبر المتعلم مستقلا وكفؤا في تلك المهام المحددة.

دور المعلم هنا يتحول إلى تقديم مهام أكثر تحديا لتحفيز التعلم المستمر ودفع المتعلم للدخول في أقرب منطقة للنمو الخاصة به.

المهام التي يمكن للمتعلم إنجازها بمساعدة:

تمثل هذه المرحلة جوهر منطقة التنمية القريبة حيث يحتاج المتعلم إلى الدعم أو التوجيه لإنجاز المهام. هذه هي المرحلة التي يكون فيها التعلم والتطور الأكثر فعالية.

المعلمون والأقران يلعبون دورا حاسما في هذه المرحلة، حيث يقدمون التوجيه، الدعم، والموارد اللازمة لمساعدة المتعلم على تجاوز التحديات واكتساب مهارات جديدة.

المهام التي لا يستطيع المتعلم إنجازها بمساعدة:

هذه المرحلة تشير إلى الأنشطة التي تتجاوز قدرات المتعلم الحالية، حتى مع المساعدة. المهام هنا صعبة للغاية بحيث لا تقع ضمن أقرب منطقة للنمو ولا تساهم بشكل مباشر في التعلم الفعال.

في هذه الحالة، يجب على المعلم إعادة تقييم الأهداف التعليمية وتكييف المهام لتناسب مستوى المتعلم الحالي، مما يعيدهم إلى أقرب منطقة للنمو حيث يمكن تحقيق التعلم الفعال.

من خلال تحديد المرحلة التي يوجد فيها المتعلم داخل إطار أقرب منطقة للنمو، يمكن للمعلمين تصميم

تدخلات تعليمية مخصصة تعزز التعلم والتطور الفعال للمتعلمين. يمكنهم اتباع النهج التالي لكل مرحلة:

  1. عندما يمكن للمتعلم إنجاز المهام دون مساعدة:
    • ينبغي للمعلمين تحدي المتعلمين بمهام أكثر صعوبة لدفع حدود معرفتهم ومهاراتهم إلى الأمام. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم أنشطة تتطلب تفكيرا أعلى وحل مشكلات معقدة.
    • يجب تشجيع الاستقلالية بتوفير فرص للمتعلمين لاستكشاف وتطبيق معرفتهم في سياقات جديدة، مما يساعد على تعميق فهمهم وتعزيز مهاراتهم التحليلية والإبداعية.
  2. عندما يمكن للمتعلم إنجاز المهام بمساعدة:
    • ينبغي للمعلمين التركيز على تقديم الدعم المناسب من خلال التوجيهات، الأسئلة الاسترشادية، والملاحظات التي تساعد المتعلمين على التقدم خلال هذه المرحلة.
    • يجب استخدام استراتيجيات مثل العمل الجماعي، التعليم بالأقران، والتعلم التعاوني لتوفير بيئة داعمة تسمح للمتعلمين بتبادل الأفكار وتعلم من بعضهم البعض.
  3. عندما لا يستطيع المتعلم إنجاز المهام بمساعدة:
    • يجب على المعلمين تقييم الفجوات في المعرفة أو المهارات وتقديم تدريب أو تعليم مباشر يعالج هذه النواقص.
    • يمكن تكييف الأنشطة لتكون أكثر ملاءمة لمستوى المتعلم الحالي، مع التأكيد على بناء الثقة والقدرات الأساسية قبل التحدي بمهام أكثر تعقيدا.

من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن للمعلمين استغلال منطقة التنمية القريبة بفعالية لتعزيز التعلم العميق والمعني، مما يسمح للمتعلمين بتحقيق إمكاناتهم الكاملة وتطوير مجموعة واسعة من المهارات والمعارف.

السقالة حسب نظرية فيجوتسجي

تطبيقات منطقة مراحل التنمية القريبة

عندما يكون المتعلم في مرحلة حيث يمكنه إنجاز المهام بمساعدة، هو في قلب أقرب منطقة للنمو. في هذه المرحلة، الدور الأساسي للمعلم أو الآخر الأكثر معرفة هو تقديم الدعم الضروري الذي يمكن المتعلم من تجاوز العقبات واكتساب المهارات الجديدة أو المعرفة. إليك كيف يمكن تحسين قدرة المتعلم خلال هذه المرحلة:

تقديم التوجيه المناسب: يجب أن يركز المعلم على تقديم إرشادات محددة تساعد المتعلم على فهم المهام بشكل أفضل وتنفيذها بنجاح. يمكن أن يشمل ذلك الأمثلة العملية، الشروح الخطوة بخطوة، أو الدعم البصري.

تشجيع التفاعل: يجب تشجيع المتعلم على طرح الأسئلة والتفاعل مع المعلم أو الأقران لتعزيز الفهم. التفاعل يساعد على توضيح الأفكار ويوفر ردود فعل قيمة يمكن أن تدعم التعلم.

التعزيز الإيجابي: يعد التعزيز الإيجابي أساسيا في هذه المرحلة لبناء ثقة المتعلم وتحفيزه على التعلم. يجب على المعلم تقديم التشجيع والثناء على الجهود والتقدم، حتى الصغير منها.

تكييف الصعوبة: ينبغي تعديل مستوى صعوبة المهام بشكل يتوافق مع تطور مهارات المتعلم، ضمانا لبقائه ضمن منطقة التنمية القريبة دون شعور بالإحباط أو الضغط الزائد.

التعلم التدريجي: يجب أن يتم التعلم بشكل تدريجي، حيث يبني المتعلم على ما تعلمه بالفعل ويتقدم خطوة بخطوة نحو فهم أعمق ومهارات أكثر تعقيدًا.

من خلال الانتقال المدروس خلال هذه المراحل وتقديم الدعم المناسب في كل مرحلة، يمكن للمعلمين مساعدة المتعلمين على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، مستفيدين بشكل كامل من منطقة التنمية القريبة لتحقيق أقصى تقدم ممكن.

فيجوتسكي والسقالات التعليمية

مفهوم السقالات التعليمية يرتبط ارتباطا وثيقا بنظرية فيجوتسكي حول التنمية المعرفية، ويعد امتدادا طبيعيا لفكرة أقرب منطقة للنمو (ZPD). السقالات، كما يوحي الاسم، تقدم دعما مؤقتا يساعد المتعلمين على التقدم في تعلمهم حتى يصبحوا قادرين على إكمال المهام بشكل مستقل. هذا الدعم يتطلب فهما عميقا لمستوى قدرات الطالب والتحديات التي يواجهها.

التقنيات التي ذكرت، مثل استخدام الوسائل المرئية. تقديم الأمثلة و العمل الفردي وتقديم التعليقات المفيدة، كلها تهدف إلى بناء جسر بين ما يعرفه الطالب وما يحتاج إلى معرفته. الهدف هو تقليص الدعم تدريجيا مع تنمية استقلالية الطالب.

فوائد السقالات التعليمية متعددة، بما في ذلك:

  • تحفيز المتعلم: يشعر الطلاب بالتحفيز لأنهم يحققون التقدم في المهام التي كانت تبدو صعبة بالنسبة لهم، وهذا يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويحفزهم على التعلم.
  • التقليل من الإحباط: من خلال توفير الدعم اللازم، تساعد السقالات في تقليل مستويات الإحباط وتحول دون شعور الطلاب بالعجز.
  • توفير تجربة تعليمية أسرع: يمكن للطلاب تحقيق أهداف التعلم بشكل أسرع من خلال الدعم المستهدف الذي يوجه تعلمهم ويساعدهم على بناء المعرفة والمهارات بكفاءة.

أما بالنسبة للوظائف العقلية الأولية التي تحدث عنها فيجوتسكي، فهي تشكل الأساس الذي تبنى عليه الوظائف العقلية العليا من خلال التفاعلات الاجتماعية. الانتباه، الإحساس، التصور، والذاكرة هي القدرات الفطرية التي نمتلكها منذ الولادة. من خلال التجارب والتفاعلات في بيئتنا الاجتماعية والثقافية، تتطور هذه الوظائف لتصبح أكثر تعقيدًا ونضجًا، مما يسمح للأفراد بمعالجة المعلومات والتفاعل مع العالم بطرق أكثر تطورا.

أدوات التكيف الفكري

“أدوات التكيف الفكري” التي صاغها فيجوتسكي تعد جزءا مهما من نظريته في التنمية المعرفية، مؤكدة على الدور الأساسي الذي تلعبه الثقافة والمجتمع في تشكيل كيفية تفكير الأطفال وحلهم للمشكلات. هذه الأدوات الفكرية تتضمن اللغة، الرموز الرياضية، الخرائط، الرسوم البيانية، وغيرها من الوسائل التي تستخدم لتنظيم الفكر وتيسير حل المشكلات. تختلف هذه الأدوات من ثقافة لأخرى، مما يعكس التنوع في طرق التفكير والتعلم بين مختلف الشعوب والمجتمعات.

بالنسبة للتأثيرات الاجتماعية والتنمية المعرفية، فيجوتسكي يرى أن التعلم هو نشاط تشاركي يعتمد بشكل كبير على التفاعلات مع الآخرين. من خلال هذه التفاعلات، يتم نقل الأدوات الثقافية وأساليب حل المشكلات، مما يسمح بتطور الوظائف العقلية العليا للطفل.

فيجوتسكي يؤكد أيضا على دور التوجيه المقصود من قبل البالغين أو الأقران الأكثر معرفة في التعلم. يعتبر الحوار بين الطالب والمعلم – الذي يمكن أن يشمل التوجيهات اللفظية، الأمثلة العملية، والملاحظات التفاعلية – جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية. يُعتبر هذا التبادل جزءا من عملية السقالات، حيث يقدم المعلم الدعم اللازم لتحفيز التفكير المستقل واكتساب المعرفة.

التعلم يحدث بفاعلية عندما يستطيع الطفل ليس فقط فهم المعلومات ولكن أيضا تطبيقها بشكل مستقل، وهو ما يؤدي إلى تطوير الاستقلالية والكفاءة. من خلال هذه العملية، يستوعب الطفل المعارف والمهارات ويدمجها في إطاره الفكري الخاص، مما يسمح له باستخدام هذه المعلومات لحل المشكلات الجديدة بشكل مستقل وفعّال.

هذين المثالين يعكسان بشكل جيد كيف يمكن تطبيق استراتيجيات السقالات التعليمية في مواقف تعليمية مختلفة، سواء في الفصول الدراسية أو في بيئة الرياضة.

السودوكو:

  • في هذا المثال، يعمل المعلم كمرشد يسهل عملية التعلم عن طريق تقديم استراتيجيات محددة لحل اللغز، مثل تقنيات الاستبعاد أو تدوين الخيارات الممكنة.
  • بمساعدة هذه الاستراتيجيات، يتمكن الطفل من تحسين مهاراته في حل الألغاز وتطوير فهم أعمق للعبة.
  • كلما زادت استقلالية الطفل في حل السودوكو، يقلل المعلم من المساعدة المقدمة، مما يشجع الطفل على التفكير بشكل مستقل.

تدريب كرة القدم:

  • في مجال الرياضة، يستخدم المدرب السقالات عبر إظهار المهارة بنفسه أولًا، مما يوفر نموذجًا يمكن للطلاب محاكاته.
  • عبر مشاهدة المدرب وهو ينفذ المهارة بنجاح، يكتسب الطلاب فهما أفضل للخطوات المطلوبة والتقنيات اللازمة لتنفيذ المهمة بشكل صحيح.
  • مع التقدم، يُطلب من الطلاب محاولة تنفيذ المهارة بأنفسهم، مع تقديم المدرب للتوجيه والتعليقات البناءة لتحسين أدائهم.

في كلا المثالين، الهدف من السقالات التعليمية هو تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة ليصبحوا متعلمين مستقلين قادرين على تطبيق ما تعلموه في سياقات جديدة. يسمح هذا النهج بنقل المسؤولية تدريجيا من المعلم إلى الطالب، مما يعزز الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية لدى المتعلم.

اللغة في نظرية فيجوتسكي:

نظرية فيجوتسكي تعطي أهمية كبيرة للغة كأداة محورية في التنمية المعرفية للطفل. حيث تلعب اللغة دورا جوهريا في شكل الفكر والتواصل. يمكن فهم العلاقة بين اللغة والتطور المعرفي من خلال النقاط التالية:

الخطاب الاجتماعي (اللغة الاجتماعية):

هذا هو الشكل الأولي للغة حيث يتعلم الأطفال استخدام اللغة في السياقات الاجتماعية. يكتسب الأطفال اللغة من خلال التفاعل مع الأشخاص من حولهم، مثل الأهل والمعلمين والأقران.

الخطاب الاجتماعي يعزز فهم الطفل للغة كوسيلة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، ويعتبر أساسا لتطوير مهارات لغوية أكثر تعقيدا.

الخطاب الخاص (الكلام الذاتي):

في هذه المرحلة، يبدأ الأطفال في استخدام اللغة لتوجيه أنفسهم والتفكير بصوت عال. هذا النوع من الخطاب يساعد الأطفال على تنظيم أفكارهم وتصرفاتهم ويعمل كأداة مهمة لحل المشكلات.

الخطاب الخاص يعد خطوة نحو الاستقلالية المعرفية حيث يتعلم الطفل كيفية استخدام اللغة للتفكير والتخطيط بشكل مستقل.

الكلام الداخلي الصامت (الحوار الداخلي):

مع نضج الطفل، يتطور الخطاب الخاص إلى كلام داخلي صامت، وهو عملية تفكير داخلية تستخدم اللغة ولكن بدون التعبير عنها بصوت عال.

هذا الشكل من اللغة يعتبر حاسمًا في التفكير المنطقي والتحليلي، حيث يستخدم الأطفال اللغة لاستيعاب المفاهيم المعقدة، حل المشكلات، وتنظيم الأفكار بطريقة أكثر فعالية.

فيجوتسكي يؤكد أن هذه المراحل تظهر كيف تعمل اللغة كأداة تنموية، تسهل الانتقال من الفهم الخارجي والاجتماعي للمعرفة إلى الفهم الداخلي والشخصي، مما يعزز التطور المعرفي للفرد.

الخطاب الخاص عند الأطفال

ركز فيجوتسكي بشكل كبير على أهمية الخطاب الخاص في التطور المعرفي للأطفال. معتبرا إياه مرحلة حاسمة في تطور الوظائف العقلية العليا. وشرحها على أنها مرحلة انتقالية بين الكلام الخارجي الأولي والكلام الداخلي الصامت. وذكر أيضًا أن الفكر واللغة كانا في البداية وظيفتين منفصلتين قبل أن يندمجا في سن السابعة تقريبًا. ويعتقد فيجوتسكي أن عملية استيعاب الكلام واللغة هذه ضرورية للتطور المعرفي.

الخطاب الخاص، أو ما يسمى أيضا بالكلام الذاتي، يعمل كأداة يستخدمها الأطفال لتنظيم أفكارهم وسلوكهم. ويعتبر مؤشرا على كيفية استخدام الأطفال للغة للتفكير وحل المشكلات.

التنظيم الذاتي: من خلال الخطاب الخاص، يمكن للأطفال توجيه أنفسهم وتنظيم سلوكهم، وهو أمر مهم للغاية في مراحل التعلم والتطور المبكرة. يستخدم الأطفال الكلام الخاص لإعطاء التعليمات لأنفسهم، وتحفيز أنفسهم، وتقييم تصرفاتهم.

حل المشكلات: يظهر الكلام الخاص بشكل خاص عندما يواجه الأطفال مهاما صعبة أو مشكلات تتطلب التفكير. يساعد هذا النوع من الخطاب الأطفال على تنظيم أفكارهم والتوصل إلى استراتيجيات لحل المشكلات.

تطور الخطاب الداخلي: بمرور الوقت، يتحول الخطاب الخاص إلى خطاب داخلي صامت، حيث يستمر الأطفال في استخدام اللغة للتفكير ولكن بدون التحدث بصوت مرتفع. هذا التحول يعكس تطور القدرة على التفكير المجرد والمعالجة العقلية الداخلية.

على النقيض من ذلك، جان بياجيه رأى أن الكلام الخاص هو مجرد مرحلة طفولية ستتلاشى مع نمو الطفل وتحوله إلى الكلام الاجتماعي. ولكن فيجوتسكي يرى أن الكلام الخاص لا يختفي بل يتحول إلى وظيفة داخلية متطورة تساعد في التفكير وحل المشكلات.

في النهاية، تسلط هذه النظريات الضوء على الدور المحوري للغة في التطور المعرفي وكيف يستخدم الأطفال اللغة بطرق مختلفة لدعم تعلمهم وتطورهم العقلي.

تطبيق نظرية فيجوتسكي

تطبيق نظرية فيجوتسكي في البيئة التعليمية يشجع على استخدام استراتيجيات تعليمية تفاعلية وتعاونية تعكس الطبيعة الاجتماعية للتعلم. تعمل هذه الاستراتيجيات على إشراك الطلاب بشكل فعال في عملية تعلمهم، مما يعزز فهمهم وقدرتهم على تطبيق المعرفة بشكل مستقل. هنا نظرة أعمق على كيفية تطبيق هذه العملية في الفصل الدراسي:

تلخيص (Summarizing):

يشجع المعلم الطلاب على تلخيص المعلومات التي تم تقديمها. يساعد هذا النشاط الطلاب على استخلاص الأفكار الرئيسية والنقاط الهامة من النص أو الدرس.

يتم التلخيص بشكل تعاوني، حيث يمكن للطلاب مناقشة فهمهم مع الآخرين وبناء فهم مشترك.

استجواب (Questioning):

يطرح المعلم والطلاب أسئلة حول الموضوع لاستكشاف وتعميق الفهم. يمكن لهذه الأسئلة أن تحفز التفكير النقدي وتشجع الطلاب على التفكير بشكل أعمق حول المادة.

يعزز الاستجواب النقاش والتفاعل بين الطلاب، مما يساعد على تطوير مهارات التواصل والحجاج.

توضيح (Clarification):

خلال هذه المرحلة، يعمل المعلم على توضيح أي جوانب مبهمة أو صعبة الفهم من المادة. يمكن للطلاب أيضًا طلب التوضيحات أو تقديمها لزملائهم.

يشجع هذا النهج الطلاب على التعبير عن عدم الفهم والسعي لتحسين فهمهم من خلال الحوار والتفاعل.

التنبؤ (Predicting):

يُطلب من الطلاب استخدام المعلومات التي تعلموها لإجراء تنبؤات حول موضوعات أو نصوص مستقبلية. هذا يعزز تفكيرهم التحليلي وقدرتهم على استخدام المعرفة في سياقات جديدة.

التنبؤ يحفز الطلاب على استخدام خيالهم وتطبيق ما تعلموه بشكل إبداعي.

من خلال هذه العملية التعاونية، يصبح التعلم في الفصل الدراسي تجربة أكثر تفاعلية ومعنى، حيث يتم تشجيع الطلاب. ليس فقط على استيعاب المعرفة بل وأيضا على المشاركة بنشاط في بناء فهمهم الخاص وتطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي.

يتم تحقيق ذلك من خلال العناصر التالية:

التفاعل والمشاركة:

يتم تشجيع الطلاب على العمل معًا ومشاركة أفكارهم ووجهات نظرهم. هذا التفاعل يخلق بيئة تعلم ديناميكية حيث يمكن للطلاب تعلم الكثير من بعضهم البعض.

يسمح التفاعل الاجتماعي للطلاب بتحدي أفكارهم الخاصة واستكشاف وجهات نظر مختلفة، مما يعزز الفهم العميق والشامل للموضوع.

التوجيه المستمر:

يقوم المعلم بدور الوسيط والمرشد، وليس فقط كمصدر للمعلومات. يساعد المعلم الطلاب على التنقل في عملية التعلم، موجهًا ومعدلًا النقاش لضمان البقاء على المسار الصحيح.

يتم توفير الدعم والتوجيه حسب الحاجة، مع التركيز على تمكين الطلاب ليصبحوا متعلمين مستقلين قادرين على توجيه تعلمهم الخاص.

تطبيق المعرفة:

بعد التفاعل والفهم العميق للمواد، يُشجع الطلاب على تطبيق ما تعلموه في سياقات جديدة أو من خلال مشاريع عملية. هذا يعزز القدرة على نقل المعرفة وتطبيقها بشكل فعال.

يساعد تطبيق المعرفة في تعميق الفهم ويعطي الطلاب فرصة لاستكشاف مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية.

من خلال هذه العمليات، يصبح التعلم في الفصل الدراسي تجربة شاملة تعتمد على الفهم والتحليل وليس فقط على الحفظ والتكرار. تطبيق نظرية فيجوتسكي يعزز بيئة تعليمية تعاونية تعترف بأهمية البيئة الاجتماعية والثقافية في التطور المعرفي للطفلHaut du formulaire

تطبيقات مفهوم أقرب منطقة للنمو(ZPD)

أقرب منطقة للنمو (ZPD) هي مفهوم أساسي في نظرية فيجوتسكي يمكن تطبيقه بطرق متعددة في الفصل الدراسي لتعزيز التعلم الفعال. تقنيات مثل السقالات تشكل جزءا من تطبيق هذا المفهوم، حيث تهدف إلى دعم الطالب خلال عملية التعلم وتقليل هذا الدعم تدريجيا. هنا بعض الأمثلة والتطبيقات في الفصل الدراسي:

السقالات في حل المسائل الرياضية:

كما ذكرت، إذا كان الطالب قد أتقن الضرب ويبدأ في تعلم القسمة. يمكن للمعلم أن يقدم أولا مثالا على مسألة قسمة، موضحًا الخطوات والاستراتيجيات المستخدمة.

ثم يطلب من الطلاب محاولة حل مسائل مشابهة، مقدما الدعم عند الحاجة. ويتم تقليل هذا الدعم تدريجيا حتى يصبح الطلاب قادرين على حل المسائل بشكل مستقل.

التعلم التعاوني:

إقران الطلاب ذوي القدرات المختلفة يمكن أن يكون فعالا جدا. حيث يمكن للطلاب الأكثر تقدمًا مساعدة زملائهم، مما يعزز التعلم في ZPD لكلا الطالبين.

في هذه السياقات، يمكن للطلاب الأكثر تقدمًا تقديم توجيهات وشرح المفاهيم بطرق قد تكون أكثر توافقا مع فهم زملائهم.

المناقشات الجماعية:

تشجيع الطلاب على مناقشة وتحليل المفاهيم الجديدة في مجموعات يمكن أن يساعد في تعميق فهمهم من خلال التفاعل الاجتماعي.

يمكن للمعلمين توجيه هذه المناقشات للتأكد من أن الطلاب يتعاملون مع مفاهيم ضمن ZPD الخاصة بهم ويحصلون على الدعم من زملائهم لفهمها بشكل أفضل.

تقديم التغذية الراجعة:

تقديم تغذية راجعة محددة وبناءة يمكن أن يساعد الطلاب على تحديد مجالات القوة والضعف في فهمهم. مما يمكّنهم من تحسين مهاراتهم بشكل فعال.

يجب أن تكون التغذية الراجعة موجهة بشكل يتناسب مع منطقة التنمية القريبة لكل طالب، مركزةً على المهارات أو المفاهيم التي يمكن للطالب تحسينها مع قدر معين من التوجيه.

المشاريع الجماعية:

تنفيذ المشاريع الجماعية يسمح للطلاب بالعمل معًا نحو هدف مشترك، مستفيدين من المهارات والمعرفة المختلفة لكل عضو في الفريق.

يمكن للمعلم تصميم المشاريع بحيث تتطلب مهامًا تقع ضمن منطقة التنمية القريبة لمعظم الطلاب، مما يضمن أن كل طالب يجد تحديًا مناسبًا وفرصة للنمو.

استخدام التكنولوجيا:

يمكن استخدام الأدوات التكنولوجية لتقديم مواد تعليمية مخصصة تناسب مستوى كل طالب، مما يساعد على تلبية احتياجاتهم التعليمية الفردية ضمن منطقة التنمية القريبة.

على سبيل المثال، يمكن استخدام برامج التعليم التفاعلية التي تتكيف مع إجابات الطلاب وتقدم تحديات جديدة عندما يكونون مستعدين للمضي قدمًا.

التقييم الذاتي والتقييم المتبادل:

تشجيع الطلاب على تقييم أعمالهم وأعمال زملائهم يمكن أن يساعد في تطوير الوعي الذاتي ومهارات التقييم النقدي، كما يوفر فرصا للتفكير والتعلم من الأقران.

يمكن لهذه العمليات تعزيز فهم الطلاب لمعايير الجودة وتحسين قدرتهم على تقييم معرفتهم ومهاراتهم بشكل مستقل.

من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن للمعلمين توفير بيئة تعليمية ديناميكية تحفز الطلاب على التعلم والتطور ضمن منطقة التنمية القريبة، مما يعزز تجربة التعلم الشاملة ويمكّن الطلاب من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

تحديات تطبيق نظرية فيجوتسكي في الفصل الدراسي

على الرغم من أن تطبيقات منطقة النمو القريبة يمكن أن تكون مفيدة لمساعدة الطلاب على التعلم في الفصل الدراسي. إلا أنه قد تكون هناك بعض التحديات التي يواجهها المعلمون. وتشمل هذه التحديات ما يلي:

  • عدم وجود ما يكفي من الوقت أو الموارد لتلبية احتياجات كل طالب أو مساعدتهم بشكل فردي
  • إمكانية الحكم الخاطئ على ZPD لدى الطالب والتسبب في الإحباط لكل من الطالب والمعلم
  • قد يكون هناك عدد كبير جدا من الطلاب في الفصل، ذوي مستويات القدرة المتغيرة بسرعة. بحيث لا يمكنهم استخدام هذه الطريقة بنجاح.
  • إذا لم يتم ترتيب خطة الدرس لاستيعاب السقالات مسبقًا، فقد يكون من الصعب أن تكون مرنة بما يكفي للمتابعة بها
  • إذا لم يكن المعلم على علم باضطراب ZPD لدى الطالب، فقد لا تكون التقنيات فعالة

الانتقادات الموجهة لنظرية فيجوتسكي

انتقادات نظرية فيجوتسكي تبرز بعض التحديات والقيود التي يواجهها علماء النفس والتربويون عند تطبيق هذه النظرية في ممارساتهم. دعونا نستكشف هذه الانتقادات بمزيد من التفصيل:

  1. عدم وجود اختبارات تجريبية:
    • إحدى الانتقادات الرئيسية لنظرية فيجوتسكي هي الاعتماد بشكل كبير على الملاحظة النظرية بدلا من الاختبارات التجريبية. يشير النقاد إلى أن هذا قد يقلل من الصرامة العلمية لنظريته ويجعل من الصعب التحقق من صحة نتائجه.
  2. المشاركة الفعالة في التعلم:
    • ينتقد بعض الباحثين فكرة فيجوتسكي القائلة بأن المشاركة النشطة ضرورية دائما للتعلم. مشيرين إلى أن بعض الأطفال قد يتعلمون بشكل فعال من خلال التعلم السلبي أو الأساليب الأخرى غير التفاعلية.
  3. التفاعل الاجتماعي:
    • يشكك بعض النقاد في تأكيد فيجوتسكي على أن التنشئة الاجتماعية هي العامل الأساسي في تعلم اللغة والثقافة. مشيرين إلى أن بعض الأطفال قد يواجهون تأخرًا في التطور على الرغم من توفر التفاعل الاجتماعي الكافي.
  4. اللغة كأساس للتعلم:
    • يتحدى بعض الباحثين فكرة أن اللغة هي الوسيلة الأساسية للتعلم. مشيرين إلى أن هناك أشكالا أخرى من التعلم التي لا تعتمد بشكل مباشر على اللغة، مثل التعلم الحركي والبصري.
  5. منطقة التنمية القريبة:
    • ينتقد البعض مفهوم أقرب منطقة للنمو لكونه مفهوما مطاطا وغامضا، مشيرين إلى أنه لا يوفر توجيها واضحا حول كيفية تحديد هذه المنطقة لكل طالب. أو كيفية التعامل مع الطلاب الذين لا يستجيبون للتدخلات المصممة وفقا لهذا المفهوم.

على الرغم من هذه الانتقادات، لا تزال نظرية فيجوتسكي تمثل أساسا قويا لفهم التعلم والتطور المعرفي. وقد ألهمت العديد من الممارسات التعليمية المعاصرة. يُنظر إلى نظرية فيجوتسكي كإطار عمل مهم يسلط الضوء على الدور الحاسم للبيئة الاجتماعية والثقافية في التعلم. بالرغم من الانتقادات، فإن التأكيد على أهمية اللغة والتفاعل الاجتماعي في التطور المعرفي قد وفر فهما أعمق لكيفية تعلم الأطفال. وكيف يمكن للبالغين دعم هذا التعلم بشكل فعال.

مراجع

Hausfather, S. J. (1996). Vygotsky and Schooling: Creating a Social Contest for learning. Action in Teacher Education, (18),1-10.

https://www.researchgate.net/publication/233858620_Vygotsky_and_Sociocultural_Approaches_to_Teaching_and_Learning

Frauenglass, M. & Diaz, R. (1985). Self-regulatory functions of children’s private speech: A critical analysis of recent challenges to Vygotsky’s theory. Developmental Psychology, 21(2), 357-364.

https://www.academia.edu/112675519/Private_speech_and_self_regulation_A_commentary_on_Frauenglass_and_Diaz?uc-sb-sw=5108641

https://www.sciencedirect.com/topics/psychology/vygotskys-theory

Lev Vygotsky’s Theory of Cognition. Vygotsky, Lev S., Psychology and Theory of Cognition, Maidansky, Andrei D., ed.

https://www.researchgate.net/publication/368450711_Lev_Vygotsky%27s_Theory_of_Cognition_Vygotsky_Lev_S_Psychology_and_Theory_of_Cognition_Maidansky_Andrei_D_ed

Nikolay Veraksa, Yeshe ColliverVera L. Sukhikh,2022, Piaget and Vygotsky’s Play Theories: The Profile of Twenty-First-Century Evidence, Chapter

https://www.researchgate.net/publication/362765656_Vygotsky%27s_Theory_Culture_as_a_Prerequisite_for_Education

 

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *