القائمة

تعرف على التشوهات المعرفية

شارك المقال

التشويه هو فعل تحريف الشيء أو تغييره عن حالته الحقيقية أو الطبيعية أو الأصلية. وهدا حال التشوهات المعرفية.

خلال الظروف الصعبة، يمكن أن تساهم بعض الأفكار السلبية في تكوين نظرة سلبية شاملة للعالم والإصابة بحالة نفسية اكتئابيه أو قلقة. ووفقا لبيك فإن المعنى الذي يعطيه الناس لتجربتهم يؤثر بشكل مهم على ما إذا كانوا سيصابون بالاكتئاب وما إذا كانوا سيعانون من نوبات اكتئاب شديدة أو متكررة أو طويلة. في هذا المقال سنساعدك على التعرف على التشوهات المعرفية.

تعرف على التشوهات المعرفية

1. تعريف التشوهات المعرفية:

 هو نمط تفكير مبالغ فيه أو غير عقلاني يشارك في بداية ظهور الاضطرابات النفسية أو يساهم في استمرار الاضطراب. وتؤثر التشوهات المعرفية على كيفية رؤيتنا للعالم، وكيف نشعر، وكيف نتصرف. من الطبيعي أن تحدث تشوهات معرفية في بعض الأحيان، ولكنها قد تكون ضارة عندما تكون متكررة أو شديدة.

اذا هي أفكار تجعل الأفراد يدركون الواقع بشكل غير دقيق. وفقا للنموذج المعرفي لآرون بيك فان النظرة السلبية للواقع (المسماة المخططات السلبية) هي عامل في أعراض الخلل العاطفي وضعف الصحة النفسية. كما تعزز أنماط التفكير السلبية المشاعر والأفكار السلبية.

أنماط التفكير غير الصحية، والتي تسمى التشوهات المعرفية ، يمكن أن تؤدي إلى تعزيز الأفكار والمشاعر السلبية. هي في الحقيقة شائعة لكن استمرارها وسيطرتها على التفكير من شأنها أن تحدث اضطرابات نفسية شديدة.

2. بعض التفاصيل التاريخية عن ظهور مفهوم التشوهات المعرفية:

في عام 1957، ساعد النفساني الأمريكي ألبرت اليس في تصحيح التشوهات المعرفية. بحيث ابتكر إليس تقنية (ABC) للمعتقدات العقلانية.

ترمز هذه التقنية إلى الحدث المنشط ، والمعتقدات غير العقلانية، والعواقب التي تأتي من المعتقدات. أراد إليس أن يثبت أن الحدث المنشط ليس هو ما تسبب في السلوك العاطفي أو العواقب، بل المعتقدات وكيفية ادراك الشخص بشكل غير عقلاني للأحداث التي تساعد على ظهور العواقب.

استخدم اليس مع هذا النموذج العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني، من أجل مساعدة مرضاه على إعادة صياغة أو إعادة تفسير التجربة بطريقة أكثر عقلانية. في هذا النموذج، يشرح إليس كل شيء للمريض، بينما يساعد بيك المريض على اكتشاف ذلك بنفسه.

بدأ بيك لأول مرة في ملاحظة عمليات التفكير التلقائية المشوهة هذه عند ممارسته للتحليل النفسي، بتقنية التداعي الحر. ولاحظ أن مرضاه لديهم مخاوف وأفكار وتصورات غير عقلانية تلقائية.

بدأ بيك يلاحظ أن مرضاه يمارسون عمليات تفكير تلقائية، وتسيطر على تفكيرهم وانفعالاتهم وسلوكياتهم. وغالبا ما كانت الأفكار خاطئة..

أدت عمليات التفكير المشوهة هذه إلى تطوير رغبة في إهانة الذات، وتضخيم النكسات الخارجية البسيطة، والتعامل مع تعليقات الآخرين غير المؤذية على أنها سيئة، مع رؤية الذات في الوقت نفسه على أنها أقل شأنا. وانعكس ذلك على سلوكهم، وانخفضت رغبتهم في رعاية أنفسهم، وفي البحث عن المتعة، ليستسلموا في النهاية بسبب هذه التصورات المبالغ فيها بعد تعزيزها من خلال السلوك. وأصبح هذه العمليات تلقائية/آلية لا تسمح بالوقت للتفكير فيها.

نشر أرون بيك عام 1972 كتاب الاكتئاب: الأسباب والعلاج، ردا على العلاج الفرويدي للاكتئاب، الذي رأى أنه فشل في علاج هذا الاضطراب. قدم هذا الكتاب نموذجا نظريا مدعوما تجريبيا للاكتئاب، وأسبابه وأعراضه وعلاجاته المحتملة. ووصف فيه المظاهر المعرفية للاكتئاب، لا سياما انخفاض التقييم الذاتي، والتوقعات السلبية، ولوم الذات، والتردد، وتشويه الصورة الجسمية.

عملية تحديد التشوهات المعرفية تسبق خطوة إعادة الهيكلة المعرفية.

3. أنواع التشوهات المعرفية الشائعة:

يقترح جون سي جيبس ​​وجرانفيل بود بوتر أربع فئات: التمركز حول الذات، وإلقاء اللوم على الآخرين، والتقليل من التسمية الخاطئة، وافتراض الأسوأ.

وهي فئات من الحديث السلبي عن/مع النفس.

1.3 التشوهات المعرفية في التفكير – كل شيء أو لا شيء:

يشار اليه أيضا باسم الانقسام، أو التفكير الأبيض والأسود. الشخص الذي يعاني من تشوه التفكير في كل شيء أو لا شيء ينظر إلى الحياة من منظور بلونين (أسود أو أبيض؛ ناجح أو فاشل؛ جيد أو سيء) لا يوجد بينهما تدرجات.

مثال، امرأة رشيقة جدا، تأكل قطعة شكلاطة ولكنها حزينة؛ لأنها تعتقد أنها فاشلة، كونها كسرت نظامها الغذائي. وبسبب حزنها أكلت علبة كاملة من الشكلاطة.

في هذا المثال، نلاحظ أن السيدة الرشيقة تعتقد أنها غير مناسبة إذا لم تصل إلى الكمال الجسدي. وهذا يعتبر تشويها معرفيا.

2.3 التشوهات المعرفية في الاستجابات – القفز إلى الاستنتاجات:

التوصل إلى استنتاجات أولية (عادة سلبية) مع القليل من الأدلة (إن وجدت)، أو تفسير معنى الموقف بأدلة قليلة أو معدومة. ويمكن تحديد ثلاثة أنواع:

أولا، قراءة الأفكار :

يستنتج الشخص الأفكار المحتملة لشخص آخر (السلبية عادة) من سلوكه وتواصله غير اللفظي، ويتخذ الاحتياطات ضد أسوأ حالة دون سؤال الشخص. كما يقوم الشخص بتفسير أفكار ومعتقدات الآخرين دون أدلة كافية.

مثال: يفترض شخص أنه وبسبب جلوسه بمفرده لتناول الغداء في المطعم، يعتقد الجميع أنه فاشل في العلاقات. وهذا يمكن أن يشجع الانسحاب الاجتماعي بسبب خوفه من أن ينظر إليه المحيطون به بشكل سلبي بالفعل.

ثانيا، الحدس المغلوط:

التنبؤ بالنتائج (السلبية عادة) للأحداث، وتوقع أن الوضع سينتهي بشكل سيء دون وجود أدلة كافية.

كأن يقول الشخص المكتئب لنفسه أنه لن يتحسن أبدا؛ مما يجعله يستمر في الشعور بالاكتئاب طوال حياته.

ثالثا، وضع العلامات:

يحدث التصنيف عندما يقوم شخص ما بالمبالغة في تعميم خصائص الأشخاص الآخرين.  قد يستخدم شخص ما مصطلحا غير مناسب لوصف شخص أو حدث معقد، مثل افتراض أن صديقًا منزعجًا منه بسبب الرد المتأخر على رسالة نصية، على الرغم من احتمال وجود أسباب أخرى مختلفة للتأخير. إنه شكل أكثر تطرفًا من التشويه المعرفي للقفز إلى الاستنتاجات حيث يفترض المرء أنه يعرف أفكار أو مشاعر أو نوايا الآخرين دون أي أساس واقعي.

3.3 التشوهات المعرفية في الاستدلال العاطفي: 

في هذا التشوه المعرفي يفترض الشخص أن المشاعر والعواطف تكشف الطبيعة الحقيقية للأشياء وتختبر الواقع باعتباره انعكاسا للأفكار المرتبطة عاطفيا؛ يُعتقد أن شيئا ما صحيح بناء على الشعور فقط.

كأن يشعر شخص بأنه غبي، لذلك لا بد أنه غبي. الشعور بالخوف من ركوب الطائرة، ومن ثم الاستنتاج بأن الطائرات لا بد أن تكون وسيلة خطيرة للسفر. الشعور بالإرهاق من احتمالية المراجعة للامتحانات، وبالتالي استنتاج أنه حتى لو راجع لن ينجح. أشعر أنني صديق سيء، لذلك يجب أن أكون صديقا سيئا.

4.3 التشوهات المعرفية في التوقعات والحكم – عبارات، يجب/لا ينبغي/لا يجب: 

الاعتياد بأن الأمور تحتاج دائما إلى أن تكون بطريقة معينة. تم تضمين الإدلاء بعبارات “يجب” أو “ينبغي” بواسطة ألبرت ايليس في مؤلفه العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني.

مثال: بعد الأداء، يعتقد عازف البيانو أنه لم يكن من المفترض أن يرتكب الكثير من الأخطاء.

وفقًا لبيرنز، تعتبر عبارات “يجب” و”ينبغي” سلبية لأنها تجعل الشخص يشعر بالذنب والانزعاج من نفسه. ويذكر أيضًا كيف يمكن لهذا النوع من التفكير أن يؤدي إلى أفكار متمردة؛ بسبب محاولة إجبار النفس على القيام بشيء ما باستخدام “يجب” قد تجعل المرء يرغب في العكس تمامًا.

5.3 التشوهات المعرفية في الامتنان – مصائد الامتنان:

فخ الامتنان هو نوع من التشويه المعرفي الذي ينشأ عادة من سوء الفهم فيما يتعلق بطبيعة أو ممارسة الامتنان. يشير المصطلح إلى أحد نمطي التفكير المرتبطين ولكن المتميزين:

عملية تفكير موجهة ذاتيا تتضمن مشاعر سلبية (العار، الإحباط أو الذنب) المتعلقة بتوقعات الفرد حول الكيفية التي “يجب” أن تكون بها الأمور.

قبح بعيد المنال في العديد من العلاقات، و”لطف” خادع، والغرض الرئيسي منه هو جعل الآخرين يشعرون بأنهم مدينون.

6.3 التشوهات المعرفية في الحكم عن الأحداث الخارجية – التخصيص واللوم:

التخصيص هو الاعتقاد بأن الشخص مسؤول عن الأحداث الخارجة عن سيطرته. مثلا، والدتي منزعجة دائما، لا بد أن السبب هو أنني لم أفعل ما يكفي لمساعدتها. أو، حصل الطفل على درجات سيئة في الامتحانات، فتعتقد والدته أن السبب في ذلك هو أنها ليست أما جيدة كفاية.

اللوم عكس التخصيص. في تشويه اللوم، يتم وضع مستوى غير متناسب من اللوم على الآخرين، وليس على النفس. وبهذه الطريقة، يتجنب الشخص تحمل المسؤولية الشخصية، مما يفسح المجال أمام عقلية الضحية. مثال: إلقاء اللوم في المشاكل الزوجية بالكامل على الزوج.

6.3 أن تكون على حق دائما:

كونك مخطئًا في ظل هذا التشوه المعرفي، أمر لا يمكن تقبله.

يتميز هذا التشوه المعرفي بمحاولة إثبات الشخص لصحة أفعاله أو أفكاره، مع إعطاء الأولوية لمصلحته الشخصية على حساب مصالح أو مشاعر الآخرين. وتكون الحقائق التي يمتلكها الشخص عن محيطه صحيحة، لكنه ينظر الى آراء الآخرين ووجهات نظرهم بشكل خاطئ.

7.3 مغالطة التغيير:

الافتراض الأساسي لأسلوب التفكير في هذا التشوه المعرفي هو أن سعادة الشخص تعتمد على تصرفات الآخرين. تفترض مغالطة التغيير أن الآخرين يجب أن يتغيروا ليتناسبوا مع الشخص.

– التكبير والتصغير:

المبالغة أو التقليل من أهمية الأحداث. وإعطاء وزن كبير للفشل أو التهديد المتصور، أو وزن أقل للنجاح أو القوة أو الفرصة المدركة. فقد يعتقد الشخص أن إنجازاته غير مهمة، أو أن أخطائه ذات أهمية مفرطة.

– الكارثية:

رؤية أسوأ النتائج الممكنة لموقف ما.

– الإفراط في التعميم:

تقديم تفسيرات واسعة من حدث واحد. مثلا، شعرت بالحرج أثناء أول مقابلة عمل لي. وأنا دائما محرج للغاية.

من أشكال الافراط في التعميم إرجاع تصرفات الشخص إلى شخصيته بدلا من افتراض أن السلوك عرضي أو خارجي. والشخص الذي يبالغ في التعميم يصدرأحكاما وتصورات خاطئة بسبب عدم كفاية الأدلة. ويعتبر أي حدث سلبي واحد عاشه على أنه نمط مميز لفشله وسلبيته التي لا تنتهي.

أحد أساليب مكافحة هذا التشويه المعرفي هو فحص الأدلة من خلال إجراء تحليل دقيق للموقف المعاش؛ مما يساعد الشخص على تجنب المبالغة في عيش الأحداث وتوقع النتائج.

8.3 التفكير السحري:

الاعتقاد بأن الأفعال ستؤثر على مواقف غير ذات صلة. أنا شخص جيّد، لا ينبغي أن تحدث لي أشياء سيئة.

9.3 استبعاد الإيجابيات:

يقصد باستبعاد الإيجابيات الاعتراف بالجوانب السلبية فقط للموقف مع تجاهل الإيجابيات. ورفض التجارب الإيجابية من خلال الإصرار على أنها لا تحتسب لسبب أو لآخر. ويتم الحفاظ على الاعتقاد السلبي على الرغم من تناقض التجارب اليومية معه.

قد يكون استبعاد كل ما هو إيجابي مغالطة شائعة في نطاق التشوهات المعرفية؛ يتم تحليلها غالبا على أنها أن تكون دائمًا على حق، وهو نوع من التشويه حيث يصدر الشخص أحكاما ذاتية على كل شيء أو لا شيء. ويرافق هذه التشوهات المعرفية علامات الاكتئاب.

التصفية الذهنية:

تحدث تشوهات التصفية الذهنية عندما يركز الفرد فقط على التفاصيل السلبية للموقف ويستبعد الجوانب الإيجابية. كأن يتلقى يوسف في الغالب مجاملات وتعليقات إيجابية حول العرض التقديمي الذي قدمه في العمل، ولكنه تلقى أيضا جزءا صغيرا من النقد. ويبقى لعدة أيام بعد هذا العرض التقديمي، مركزا على رد الفعل السلبي أو الانتقادات التي تلقاها، ناسيا كل ردود الفعل الإيجابية التي تلقاها أيضا.

4. وسائل استخراج التشوهات المعرفية:

أكثر الوسائل والأدوات العيادية التي يمكن بها استخراج أو الكشف هم التشوهات المعرفية هي:

أولا، الاطلاع على قائمة التشوهات المعرفية: يجب أن يطلع المريض على قائمة التشوهات المعرفية الشائعة ومناقشة كيفية تأثير أفكارنا على الانفعالات. بحيث يطلب المعالج من المريض وضع دائرة حول التشوهات المعرفية التي وقع ضحيتها ومشاركة قصص واقعية معه.

ثانيا،  تقنية السهم النازل

ثالثا، تقنية الاستجواب السقراطي

رابعا، تقنية  إعادة الهيكلة المعرفية

 5. تعديل التشوهات المعرفية:

جزء كبير من تفكيك التشوهات المعرفية يكون بإدراكها والانتباه إلى كيفية تأثيرها علينا.

العادات العقلية الجيدة لا تقل أهمية عن العادات الجسدية الجيدة. إذا قمنا بالأمور بطريقة صحية وإيجابية، فمن المؤكد أننا سنواجه قدرا أقل من القلق والعزلة. هذا لا يعني أننا نتجاهل المشكلات أو التحديات أو المشاعر، بل يعني فقط أننا نتعامل معها بموضوعية وتفكير أكثر بدلا من السماح لأفكارنا ومشاعرنا بتضخيم قلقنا.

يعلّم المعالج مريضه بأن يذكّر نفسه بأن مهما حدث، فسوف يتعامل مع تفكيره أولا. ويحاول أن يثق بنفسه في المستقبل لكي يتعامل بطريقة فعالة مع أي شيء سيوجهه في طريقه.

يعلمه أيضا، أنه إذا كان قلقا بشأن ما قد يحدث، فهو يواجه مشكلتين: الخوف مما سيحدث، وتوقع الفشل حتى قبل حدوث أي مشكل. من المؤكد أن الشعور بالقلق أو الخوف يجعلني أقل فعالية، بغض النظر عما أحاول تحقيقه.

تعتبر تقنية إعادة الهيكلة المعرفية فعالة جدا في التغلب على التشوهات المعرفية وتصحيحها.

المراجع

  • Beck, A. T. (1976). Cognitive therapies and emotional disorders. New York, NY: New American Library.
  • Burns, D. D. (1980). Feeling good: The new mood therapy.New York, NY: New American Library.
  • Burns, D. D. (1989). The feeling good handbook.New York, NY: Morrow.
  • Burns, D. D., Shaw, B. F., & Croker, W. (1987). Thinking styles and coping strategies of depressed women: An empirical investigation. Behaviour Research and Therapy, 25,223-225.
  • Feeling Good. (n.d.). About. Feeling Good.Retrieved from https://feelinggood.com/about/
  • (2015). Aaron Beck. GoodTherapy LLC.Retrieved from https://www.goodtherapy.org/famous-psychologists/aaron-beck.html
  • Summit for Clinical Excellence. (n.d.). David Burns, MD. Summit for clinical excellence faculty page.Retrieved from https://summitforclinicalexcellence.com/partners/faculty/david-burns/
  • (n.d.). Cognitive restructuring: Thoughts on trial.Retrieved from https://www.therapistaid.com/worksheets/putting-thoughts-on-trial.pdf

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *