القائمة

علاج الصدمة: إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين-EMDR

شارك المقال

تقنية علاج الصدمة (EMDR)  اختصار للعبارة باللغة الإنجليزية (Eye Movement Desensitization and Reprocessing) بمعنى إعادة المعالجة وإزالة التحسس بحركة العين.

تعريف تقنية علاج الصدمة (EMDR)

هي من التقنيات الحديثة في العلاج النفسي لمعالجة أعراض ما بعد الصدمة. حسب شابيرو تسمح هذه التقنية من خلال حركات العين المدزوجة بإعادة العلاج الطبيعي التكيفي للمعلومات المؤلمة المحجوبة بعد الحدث الصادم. وتعبئة الموارد النفسية واستعادة احترام الذات الناقص. تحدث هذه التقنية أيضا تغييرا في الخلايا العصبية من خلال حركات العينين التي تحفّز احداث روابط عصبية جديدة. واطفاء أو ازالة أثر الروابط العصبية التي حدثت بفعل الصدمة على مستوى الجهاز الانفعالي (اللوزة المخية والحصين).

اعتبرت تقنية علاج الصدمة EMDR بعد العديد من التجارب علاجا عصبيا. تعمل آثاره في الوقت الفعلي (وقت تطبيق التقنية) على إعادة هيكلة الدماغ. يتم قياس تأثير التقنية مباشرة من خلال آثارها الفورية على المريض. والذي يعبّر عن قدرة التقنية على الشفاء الفوري (بعد الجلسة العلاجية مباشرة)، خاصة فيما يتعلق باضطراب ما بعد الصدمة.  

تركّز هذه التقنية على الجسم واستجاباته، وعلى تصوّر الذات وعلاقتها بالبيئة، والانفعالات، وتستهدف بشكل مباشر الدماغ. تدخّل التقنية في هذا المستوى يخص إعادة تخزين الذكرى الصادمة والمؤلمة بشكل أكثر تكيفا. مما يزيل الأعراض العاطفية والجسدية التي كانت ترافق الحدث الصدمي.

كيف ظهرت تقنية علاج الصدمة (EMDR)؟

ظهرت تقنية علاج الصدمة (EMDR) عام 1987 بكاليفورنيا الأمريكية، من قبل النفسانية فرونسين شابيرو (Francine Shapiro). اكتشفت شابيرو بالصدفة أن تحريك عينيها من اليمين الى اليسار أثناء حالة القلق والتوتر. مع التفكير في ذكرى مؤلمة يحدث أثرا مهدئا. كررت هذا التمرين عدة مرات، ثم طلبت من المرضى بالقلق والتوتر وبأعراض ما بعد الصدمة تكرار نفس التمرين عدة مرات حتى تأكدت من أثره المهدئ.

ركّزت شابيرو فيما بعد تجاربها على العديد من المرضى، ثم بدأت في البحث للتنظير لهذه التقنية، واعتبرتها تقنية علاجية نفسية-جسدية.

تطورت تقنية (EMDR) خلال عشرين عاما من وجودها من كونها تقنية بسيطة تم اكتشافها بالصدفة، ولا توجد فيها دراسات تفسيرية لآليات عملها وآليات آثارها العلاجية، إلى كونها طريقة علاجية معقدة وفعالة جدا، تدمج مفاهيم عدد من المقاربات العلاجية.

استعمالات تقنية علاج الصدمة (EMDR)

أولا، علاج الصدمات الأساسية

بعض الصدمات العاطفية الأساسية يمكن أن تكون خطيرة جدا. كون الصدمة القوية (الأساسية) تعتبر تهديدا يواجهه الشخص، وأمام هذا التهديد يقول بيتر لوفين (Peter Levine, 2005)  أن العضوية تقاوم أو تهرب أو تتجمد. عندما لا تستعمل استجابات القتال والهرب تنسحب العضوية غريزيا على نفسها كمحاولة أخيرة في شكل تجمد. ومن خلال القيام بذلك، يتم تضخيم الطاقة التي كان ينبغي إطلاقها عن طريق تنفيذ استراتيجيات الهروب أو القتال وحجبها في الجهاز العصبي. يسمح هذا التجمد للشخص بامكانية الاندماج في البيئة؛ لأنه يقوم بتخدير الجهاز العصبي، لذلك يكون الألم الناجم عن الحدث الصادم أقل.

عندما ينقص أو يغيب التهديد، تعيد الطاقة المسدودة تعبئة الجسم في شكل أعراض ارتكاسية. وهو ما يجعل من الصدمة النفسية نتيجة لرد فعل الجهاز العصبي للشخص على حدث تجاوز قدرته على التعامل معه باضهار استجابة حسية مكيفة.

تستعمل شابيرو هذا التفسير لدعم تقنيتها لعلاج الصدمة (EMDR) لتفسير أن شفاء الصدمة موجود في عملية التفريغ الفسيولوجي للطاقة التي يعيقها التجميد الناتج عن ردة فعل الجهاز العصبي أمام الحدث الصادم.

ثانيا، علاج الصدمات الثانوية المتراكمة:

ان تراكم سلسلة من الصدمات الثانوية تصبح بمرور الوقت مكدسة وتحمل نفس شحنة الصدمة الاساسية الخطيرة أو الحادة. على سبيل المثال تراكم صدمات بسيطة لدى الأطباء، خاصة أولائك الذين يعملون بمصلحة الانعاش أين تتكرر أمامهم مشاهد الموت بشكل يومي، أو لدى المنتسبين الى الجيش (الجنود) أو الحماية المدنية وغيرهم. 

ثالثا، علاج الصدمات البسيطة:

أثبتت تقنية (EMDR) أيضا فعالية عالية في علاج الصدمات البسيطة التي يمكن أن تظهر خلال مسار العلاج.

رابعا، علاج الصدمات المعقدة

الصدمات المعقدة هي صدمات قديمة أو صدمات الطفولة، التي تعتبر صدمات علائقية. مثلا، عندما يتعرض الطفل للضرب بانتظام من قبل أحد الوالدين، فإنه يقع في معضلة اتصال. فالأب الذي يجب أن يضمن حمايته والذي يحتاجه، هو الذي يسيئ اليه ويدمره. لذلك يعيش الطفل ادراكا متناقضا بأنه لا يستطيع الاستغناء عن هذا الوالد ويستطيع العيش بهذه الاسائة والتدمير النفسي و/أو الجسدي.

يستقر هذا الادراك المزدوج/المتناقض ويثبت بمرور الوقت في الجهاز النفسي لهذا الطفل، ثم يهرب هذا الادراك من الوعي ويستقر داخل الجهاز النفسي. وبالتقدم في العمر يخلق (هذا الادراك المتناقض) بنية غير واعية تحرك الشخص ككل. المريض يكّرس (وهو بالغ) جزءا كبيرا من طاقته النفسية في علاقات دالة مع الآخرين، ويتواجد/يختار في مواقف يحتاج فيها إلى نظرة الآخرين ليشعر بوجوده كانسان، وعندما يحس بهذه النظرة (نظرة احترام) يتولد لديه تلقائيا تجربة التدمير كالتي عاشها سابقا (وهو طفل) (Yves Mairesse, 2011, p.3).

خامسا، حالات أخرى

تستعمل أيضا في عدد معتبر من الأعراض العصابية والنفسية-الجسدية، وحالات الإدمان بنوعيه الناتج عن صدمات انفعالية أو عاطفية. وكذلك تستعمل تقنية علاج الصدمة (EMDR) في حالات الإعلان عن مرض خطير، أو بعض التدخلات الجراحية التي يمكن أن تخلق في حد ذاتها صدمات نفسية تقلل إن لم تعالج من موارد الشخص في مسار العلاج.

مضادات استعمال تقنية علاج الصدمة (EMDR)

لم يتم الابلاغ عن أي مضادات استعمال أو موانع للعلاج بــتقنية علاج الصدمة (EMDR)، لكن يجب اتخاذ بعض الاحتياطات قبل الشروع في العلاج بهذه التقنية:

  • كفاءة عالية في في العلاج المعرفي السلوكي وفي التنويم الايحائي الاركسوني، وتقنيات ادارة الازمات بمختلف أنواعها.
  • يجب تدريب المريض على وسائل تبديد الاضطرابات المحتملة أثناء جلسات الـEMDR وبعدها.
  • البحث عن اضطرابات تفككية محتملة وتحضير المريض للتعامل معها.
  • يمنع تطبيق التقنية مع تعاطي المواد المخدرة او المنشطة والتي يمكن أن تتداخل مع المعالجة المناسبة للمعلومات أثناء بروتوكول EMDR؛
  •  يمنع تطبيقها مع وجود تفكير انتحاري لدى المريض أو تعمّد أفعال عدوانية.
  • سوء الصحة البدنية أو المضاعفات الجسدية.
  • الاضطرابات العصبية والمعرفية التي تتعارض مع العمل العلاجي بالتقنية.
  • أثناء الحمل، لا توجد دراسات دقيقة، لكن يجب تجنب ذلك لضمان السلامة النفسية للأم وللجنين.
  • يمنع استعمال التقنية في العلاجات بالبنزوديازيبينات (les benzodiazépines)، كونها تحدث اضطرابات في الذاكرة كآثار جانبية، وتمنع العلاج التكيفي للمعلومات.

كيفية عمل تقنية علاج الصدمة (EMDR)؟

خلق المكان الآمن

الشرط الأساسي في تقنية علاج الصدمة (EMDR)، من خلال إنشاء مكان آمن هو الوصول بالمريض الى وضع خطوة في وضعية الأمان بالابتعاد عن الخطر (تهديد الصدمة)، وخطوة ثانية في الصورة المجمدة لماضي الحدث الصادم والمؤلم. يتم ذلك من الشعور بالعواطف والمعارف والأحاسيس الجسدية التي عاشها المريض أثناء الصدمة، وفي نفس الوقت العيش في الحاضر (حاضر الجلسة) هنا والآن مع إدراك انتهاء خطر وتهديد الحدث الصدمي.

يقوم المعالج باستخراج مثيرات إعادة التنشيط العاطفي لدى المريض، ليحدد بعد ذلك قائمة بجميع الأحداث التي قد تكون مرتبطة بالصدمة المراد معالجتها. يتم البحث عن هذه الروابط من خلال وسائل مختلفة مثل الذاكرة الجسدية (المشاعر الجسدية عند استحضار تفاصيل الحدث الصادم)، أو الأفكار (صورة الذات أثناء هذا الاستحضار)، أو الانفعالات المرافقة.

استحضار الصدمة

يتضمن البروتوكول العلاجي بتقنية علاج الصدمة (EMDR) استحضار الحدث الصدمي الى الذاكرة بكل ما يحمله من تفاصيل ومشاهد وروائح وصور وأحاسيس جسدية وانفعالات سلبية وغيرها. يتم ذلك بالاعتماد على تقنية التداعي الحر المستقاة من التحليل النفسي. استحضار الصدمة الى الذاكرة والتركيز عليها يعتبر خطورة أساسية في البروتوكول العلاجي، لأنه يسهل العمل العلاجي عليها في الجهاز العصبي.

التحفيز الثنائي بالتناوب

يقوم المعالج بإجراء التحفيز الثنائي بالتناوب للأجزاء اليمنى واليسرى من الجسم بالتناوب. يعمل هذا التحفيز الثنائي على تحفيز نصفي الكرة المخية بالتناوب وفقا لنمط وريتم معين. ويمكن أن تكون التحفيزات بصرية عن طريق حركات اليد أمام العينين، أو سمعية كأصوات تنبيه تصدر من اليسار إلى اليمين، أو اللمس عن طريق النقر على ركبتي أو كتفي المريض.

تثير هذه التحفيزات المتناوبة الثنائية وفق ريتم مضبوط تنشيط الدماغ، مما يسهل فيما بعد بتدخل المعالج المدروس تعزيز انتاج تصورات جديدة للصدمة.

هذه المحفزات الثنائية تعمل على وضع مسافة فاصلة بين لحظة الصدمة التي تبتعد عن الحاضر واللحظة الحالية، وتحفز معها تصورات الذات والأحاسيس الجسدية والانفعالات المكبوتة بعد التخزين السيء للصدمة.

خلال الجلسة العلاجية بتقنية علاج الصدمة (EMDR) ، يجب الاهتمام بانفعالات المريض  وأحاسيسه الجسدية وتشجيعه ومساعدته على تفريغ الطاقة المحشودة/المجمدة في الجهاز الحركي والعصبي، وإكمال الاستجابة الحركية أو العاطفية التي تم قطعها بفعل الصدمة (Schoch de Neuforn, 2012, p.237).

مراحل التدخل العلاجي بتقنية علاج الصدمة (EMDR)

المرحلة الأولى، التنظيم الانفعالي

تتمثل كما اقترحها (Schore) في مشاركة المعالج التي تسمح بالتنظيم العاطفي للمريض. تتم من خلال فهم استجاباته الجسدية والعاطفية وفهم رسائله الخفية.

فهم المعالج لهذه السيرورة الانفعالية يمكنّه من مساعدة المريض على الانتقال بين مداخل عاطفية مختلفة؛ مما يسمح بتعديل نظامه اللمبي (الدماغ العاطفي).  ونتيجة لهذا التعديل العصبي  يمكن نقل التجربة الصادمة المشحونة من الدماغ الأيمن الذي أصبح منظما بفعل تقنية علاج الصدمة (EMDR) إلى الدماغ الأيسر لمواصلة العلاج. يؤدي تكرار خطوة الاستثارة الثنائية بالتناوب رفقة التداعي الحر الذي يشجعه المعالج  يؤدي الى تطوير رموز لغوية لتمثيل جديد لمعنى التجربة الصادمة. في ذات الوقت يشعر المريض ويدرك المشاعر الناتجة عن التجربة في سياق من الأمن والدعم.

المرور من الدماغ الأيمن إلى الدماغ الأيسر يمكن أن يجعل المريض يفكر في مرحلة التحفيز الثنائي البديل، بالتواجد في ذات الوقت خارج منطقة التهديد والخطر من ناحية، وفي منطقة الصورة المجمدة للماضي المؤلم من ناحية ثانية.

المرحلة الثانية، الاحتواء العاطفي

يواجه المعالج حالة تراكم لصدمات متعددة بسيطة أو ثانوية أو نمائية من ماضي المريض، ويكون وجوده من جهة ضروريا من أجل الفهم واستقبال معاناة المريض بلطف وحيادية. ومن جهة أخرى وجود المعالج يكون غير محتمل، بسبب الغضب أو العجز الذي سيشعر به أمام المريض في عملية تحديد الهوية التي يسقطها خلال الجلسة، والتي تكون محمّلة بأثقال انفعالية وجسدية وادراكية عن تجربة الصدمة، وتلك التي يجب أن يستدخلها خلال مسار العلاج. هذه الأخيرة يجب أن تكون قد أفرغت من الأثقال السابقة الذكر وعادت الى وضعية الاتزان.

الاحتواء العاطفي للمعالج سيجعل من الممكن إزالة غلاف المعاناة عن المريض وفصله عما هو غير محتمل. يسمح ذلك بالهدوء في مواجهة المشاكل العلائقية المقترنة بالصدمة الماضية، وتعلّم الأخذ من الضروريات فقط، واعادة تسجيل الصدمة كتجربة ايجابية.

المرحلة الثالثة، ترميم معضلة الاتصال

في مواجهته لتعقيدات الحياة ومن مواقف الطفولة المؤلمة، يصبح صعبا على المريض فهم وقياس تأثيرات الأحداث الحياتية اليومية المؤلمة، بسبب ما عاشه من معضلة اتصال في طفولته. فالطفل الذي عانى مثلا من الهجر المؤلم قد يطور اضطرابات في التعلق، يمكن أن تؤسس مستقبلا لعلاقات زوجية غير مرضية.

هذا المريض، وبعد أن استخدم الانفصال للتعامل مع الأحداث المؤلمة عندما كان طفلا، سيتبنى في المستقبل الانفصال كآلية لمواجهة الصعوبات الحياتية المختلفة، ويعمم هذه الاستراتيجية للتعامل مع مختلف المواقف المشابهة. وهو ما يحدث قطيعة عميقة في استمرارية تجاربه .

المرحلة الرابعة، اعادة معالجة المعلومات

يعمل بروتوكول (EMDR) على استرجاع المعلومات الصادمة المخزنة بشكل غير فعّال في الذاكرة، ثم يحفّز نظام المعالجة الفطري (TAI) من خلال الإجراءات الموحدة (بما في ذلك التحفيز الثنائي المتناوب)، ثم يتم تحفيز الروابط الديناميكية لشبكات الذاكرة التكيفية، وبالتالي يسمح لخصائص الذاكرة بالتغيّر أثناء انتقالها إلى قرار التخزين المتكيف.

تعمل تقنية علاج الصدمة (EMDR) بشكل مباشر على الأداء العصبي من خلال استعادة قدرة الدماغ على معالجة المعلومات. بعد جلسات (EMDR). لا يتم إعادة تنشيط الصور والأصوات والأحاسيس والعواطف المؤلمة، بل يتم تذكر الحدث من دون الضيق الشديد السابق.

من خلال الاستثارة الثنائية للعينين يتم خلق واحداث روابط واتصالات عصبية جديدة بين كل من: القشرة المخية (néocortex) في السجل المعرفي وبين البدائي (الاحاسيس الجسدية) والحوفي (limbique) واللوزة والحصين(السجل الانفعالي).

اذن، تحدث معالجة المعلومات المسترجعة الى الوعي من خلال تجديد سريع للاتصالات والروابط العصبية. حيث يتم استرجاع العواطف والصور الذهنية والأحاسيس الجسدية والذكريات، ويتم العمل على اعادة تشكيل روابط عصبية جديدة مع كل مجموعة من التحفيز الثنائي. تتضمن آليات العمل هنا اسرجاع واستيعاب المعلومات التكيفية. الموجودة في شبكات الذاكرة الأخرى المرتبطة بالشبكة التي تحمل الحدث المؤلم المعزولة والمجمدة سابقا.

قائمة المراجع

  • Shapiro, F. (2001).  Eye Movement Desensitization and Reprocessing:  Basic Principles, Protocols, and Procedures (2nd edition).  New York:  Guilford Press.
  • Shapiro, F. (1995).  Eye Movement Desensitization and Reprocessing:  Basic Principles, Protocols, and Procedures.  New York:  Guilford Press.
  • Schoch de Neuforn Sylvie (2007). À propos de la sécurité dans la relation thérapeutique. Dans Cahiers de Gestalt-thérapie, 2007/1 (n° 21), Éditions Collège européen de Gestalt-thérapie PP 7 – 40
  • Shapiro, F. (1995), Eye Movement Desensitization and Reprocessing. Basic Principles, Protocols, and Procedures, New York, Guilford Press.
  • Shapiro, F. (2001), Eye Movement Desensitization and Reprocessing. Basic Principles, Protocols, and Procedures (2 nd ed.), New York, Guilford Press. {Traduit en français : Manuel d’EMDR. Principes, protocoles, procédures, Paris, InterEditions. 2007.}
  • Shapiro, F. (2007), « EMDR and Case Conceptualization from and Adaptive Information Processing Perspective », in Handbook of EMDR and Family Therapy Processes,. Shapiro, F., Kaslow, F.W. & Maxfield, L., Hoboken (NJ), Wiley, p. 3-34. {Traduit en français : EMDR et thérapies familiales. Manuel pratique, Shapiro,

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *